✍🏼د. الخضر سالم بن حُليس.

من أحب أن يقرأ كتابا فيه مدخرات العرب من الحكمة والتجربة فعليه بكتاب «مجمع الأمثال» للميداني(ت: 518) إذ يكتنز عقول العرب في الفعل والانفعال، وفي مطاويه قصص فريدة كانت أمثالها عصارة التجربة، وبيت الخبرة.
‏ومع الأسف لم يحظ هذا الكتاب العريق بخدمة تليق به وتقدمه كنزا للأجيال.
د. الخضر اليافعي.

◽️التفسير الإشاري عندي: «ملمح قياسي خفي ينتمي لنمط محدد من الفهم والاستكشاف والتأمل».
◽️أوضح ابن تيمية(ت:728) صحة نتائجه المنضبطة.
◽️ورأى الشاطبي أن: «له وجها جار على الصحة».
◽️ضبط السيوطي(ت:911) وابن عاشور(ت:1393) شروط تعاطيه.
◽️أكثر من مارسه: سهل التستري(ت:283) والقشيري(ت:465).
د. الخضر اليافعي

وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية(ت:728) فقال: «رأيت شيخنا تتقاطر فروع الشافعية من لحيته». «الدرر الكامنة» (1/337).
نجم الدين ابن الرفعة(ت:710) من أبرز منظري الشافعية في القرن السابع الهجري، أكثر من التخريجات على المذهب حتى قيل: زاد ثلث المذهب.
من إنتاجه: «الكفاية في شرح التنبيه» في 20 مجلدًا، و«المطلب في شرح الوسيط» في ستين مجلدًا ولم يكمل.
د. الخضر اليافعي

تجمع (نيَّة) على (نيَّات)، وليس على (نوايا)، لأنَّ المفرد على وزن (فِعْلة)، والجمع على فِعْلات، أمَّا (نوايا) فمفردها (نويَّة) أو (ناوية)، وهذا لا أصل له، غير أنَّ ابن عاشور رأى في مقال له عن (وسائل علاج الأثر السيء للمشترك) جواز ذلك فقال: «وكذلك إذا أردنا أن نجمع (نيَّة) نجمعها على (نوايا)، ولا نجمعها على (نوى) الَّذي أصله: نَوَيٌ، لئلا يلتبسَ بالنَّوى الَّذي هو جمع (نواة)، ولئلا يلتبس بالنَّوى الَّذي هو مفرد بمعنى البعد. وإذا كان العربُ قد أماتوا بعضَ الأفعال تجنبًا للثِّقل، مثل ماضي «ودع» و«وذر»، وأثبتوا مضارعَهما لِمَا فيه من خفة الحرف، فكيف لا نُميت ما يؤدي إلى أضرِّ من الثِّقل وهو الإلباس؟». «جمهرة مقالات ابن عاشور»، (3/1074)، وقد رصدت استعماله لهذا الجمع بهذه الصيغة في عشرين موضعا في التفسير فاستشكله بعضهم فهذا جوابه.
د. الخضر اليافعي.

Live stream finished (1 hour)

القاعة مفتوحة تفضلوا مع المجلس الأول
حياكم الله تعالى:

Live stream started

تنويه:
مجلس (التعليق على تفسير البيضاوي) للدكتور: الخضر اليافعي سينعقد في قناة التليجرام على الرابط الآتي:

https://t.me/holees777

وسيكون بإذن الله تعالى كل يوم سبت الثامنة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة.

من أحب لحظات (الشروق) فليستيقظ فهذه عناوينها، ومن كره فدونه النوم.
إن لم تستطيعوا أن تروا (شعاع الأمل) يشرق فوق سمائكم فلا تعودوا باللوم علينا إن رأيناه، ولوموا أبصاركم السقام.
د. الخضر اليافعي.

أجرى الإمام الفخر الرازي(ت:606) في تفسيره مقارنة لطيفة عند حديثه عن سورتي الفلق والناس وكشف السر في سبب تكرر الاستعاذة بالله بأوصاف مختلفة في سورة الناس واكتفى بصفة واحدة في سورة الفلق فقال: «واعْلَمْ أنَّ في هَذِهِ السُّورَةِ لَطِيفَةً أُخْرى: وهي أنَّ المُسْتَعاذَ بِهِ في السُّورَةِ الأُولى مَذْكُورٌ بِصِفَةٍ واحِدَةٍ وهي أنَّهُ رَبُّ الفَلَقِ، والمُسْتَعاذَ مِنهُ ثَلاثَةُ أنْواعٍ مِنَ الآفاتِ، وهي الغاسِقُ والنَّفّاثاتُ والحاسِدُ، وأمّا في هَذِهِ السُّورَةِ فالمُسْتَعاذُ بِهِ مَذْكُورٌ بِصِفاتٍ ثَلاثَةٍ: وهي الرَّبُّ والمَلِكُ والإلَهُ والمُسْتَعاذُ مِنهُ آفَةٌ واحِدَةٌ، وهي الوَسْوَسَةُ، والفَرْقُ بَيْنَ المَوْضِعَيْنِ أنَّ الثَّناءَ يَجِبُ أنْ يَتَقَدَّرَ بِقَدْرِ المَطْلُوبِ، فالمَطْلُوبُ في السُّورَةِ الأُولى سَلامَةُ النَّفْسِ والبَدَنِ، والمَطْلُوبُ في السُّورَةِ الثّانِيَةِ سَلامَةُ الدِّينِ، وهَذا تَنْبِيهٌ عَلى أنَّ مَضَرَّةَ الدِّينِ وإنْ قَلَّتْ أعْظَمُ مِن مَضارِّ الدُّنْيا وإنْ عَظُمَتْ، واللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى أعْلَمُ.»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة
سوف نستأنف مجلسنا بإذن الله تعالى من الأسبوع القادم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم بدرس أسبوعي لتفسير البيضاوي كل يوم سبت في نفس الموعد؟
ماذا تقترحون؟

تفضلوا حياكم الله
القاعة مفتوحة

Live stream started

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعدنا الليلة مع المجلس 25 والأخير من مجالس (التحرير والتنوير) إن شاء الله تعالى.
تمام الثامنة والنصف بتوقيت مكة المكرمة.

في ضبط بعض عناوين الكتب:
1. بعضهم يسميه "ارتشاف الضَرِب" والصواب "الضَرَب": ومعناه العسل الأبيض.
2. الصَحاح للجوهري بفتح الصاد وبكسرها. كلامهما صحيح.
3. خِزَانَةُ الأدب للبغدادي بكسر الخاء لا بفتحها.
4. كتاب "نتاج الفِكَر" في النحو للسهيلي يضبطونه: نتاج الفِكْر وهذا خطأ.
5. كتاب ابن القيم "جِلاء الأَفْهَام"بكسر الجيم لا فتحها .
6. كتاب ابن الجوزي المُنتَظَم في تاريخ الملوك، بفتح الظاء لا بكسرها.

في ضبط أسماء الأعلام:

‏-المبرَّد(ت:286)
‏ينطق بفتح الراء المشددة ورجح ابن عاشور الكسر.

‏-القُدُوْرِي (ت:428)
‏بضم القاف والدال وسكون الواو.

‏-ابن سِيدَه(ت:458)
‏بكسر السين وفتح الدال.

‏-السَّرَخْسِي (ت:483)
‏بفتح السين المشددة وفتح الراء وسكون الخاء.

‏-الإسْنَويّ (ت: 772)
‏بالوجهين الفتح والكسر

- ابن فُورَك (ت: 406)
بفتح الراء

- الكافِيَجي: (ت: 879)
بكسر الفاء وفتح الياء

- السبْكي:(ت:756)
بضم السين وسكون الباء

- الصَّفَدي: (ت:764)
بفتح الصاد المشددة والفاء.

-السُّيوطي(ت:911)
بضم السين المشددة وكسرها.

- البَغَوِيّ:(ت:516)
بفتح الباء والغين.

د. الخضر اليافعي.

Live stream finished (1 hour)

Live stream started

قال كيف أستطيع اكتساب الملكة في علوم الآلة وأجيد تطبيقها بصورة تلقائية؟
قلت: كيف استطعت أن تبني الملكة في التجويد وكيف تمكنت من استعمال آلته في تطبيقات التلاوة ذهنيا في جميع المواضع؟
ألم يكن حفظ قواعده واستذكارها وإحضارها عند التطبيقات القرائية بصورة مستمرة حتى تمكنت من فرش تلك القواعد على مواضعها بصورة تلقائية.
إن الأمر يعود إلى أمرين فقط: حفظ القاعدة بصورة جيدة ثم استحضارها عند التطبيقات بصورة دائمة.

رأيت أحد الآباء يظهر فجأة في المسجد المجاور ثم يختفي كثيرا فسألته عن سر غيابه؟
قال: ننتقل بين أبنائنا الأربعة بالتساوي لا نريد أن نشعرهم بثقلنا إن طال البقاء.
كم هي قاسية هذه العبارة، بعد أن دفع الأبوان كل شبابهم لإسعاد أبنائهم يصبح الآباء حملا يثقل كاهل الأبناء. يصبحان ضيوفا ثقلاء عند أبنائهم.
ثم تأخر مرة فقلت له: فما بالك تأخرت هذه المرة؟
قال: أحد الأبناء حميم، لا نود مفارقته، نجلس (عنده) ملوكا.
يفوز أحد الأبناء بقلب أبيه وأمه: يتبسط لهما، يبالغ في إرضائهما، يدفع بأسرته لإسعادهما، يظهر كل خلق جميل ويخفي كل طبع رذيل، كي لا يضايقهما، لذا يشعران بقلبه المخلص، بصدقه في برهما، فيودان البقاء (عنده).
إن هذا هو المعنى الأصيل لقوله تعالى: (إِمَّا یَبلُغَنَّ «عِندَكَ» ٱلكِبَرَ)
فتقديم الظرف (عندك) على المعمول، تقديم يعبر عن اختصاصك بهذه المرحلة، (عندك) تدل على معنى التجائهما واحتمائهما وحاجتهما، إنهما قد أنهيا مهمتهما، وانقضى دورهما، وابتدأ دورك.
د. الخضر اليافعي.

أول سؤال طرحه الغرب على السوريين عبر إحدى أكبر منصاته الإعلامية : عن مستقبل الخمور في سوريا؟
الغرب لم يستفسر عن مصير المفقودين ، ولا عن الحالة الإنسانية المنهكة، ولا عن المدن المدمرة، ولا عن مصانع المخدرات، ولا عن آثار براميل الكيماوي، ولا عن المقابر الجماعية، ولا عن الإنسان المشرد في الأصقاع؟
الغرب الإنساني الزائف لم يندفع مباشرة لإغاثة الإنسان هناك وإسناد مشافيه وتضميد جراحه.
الغرب بهذا السؤال لا تعنيه نهضة إنسان الشرق أبدا بل يستفسر عن مدى بقاء ذلك الإنسان الموالي على طقوسه ليضمن تردي حالته، وذهاب عقله وانطمار ذاته.

تتدفق حاليا وفود الحجيج الغربي إلى دمشق تحاضرهم عن حقوق المرأة السورية وهو الذي أبادتها آلته، وهو الذي شاهدها مسفوكة الدم، غريقة البحر ، معذبة السجن ولم يحرك ساكنا لها.

الغرب يحاضرنا الليلة عن حقوق المرأة هو الذي اغتصب 12 مليون امرأة ألمانية في الحرب العالمية الثانية، وتتسلى اليوم آلة دماره بإبادة المرأة الغزاوية.

الغرب لا يبحث عن حقوق الإنسان أبدا بل يبحث عن مصالحه ومصالح ورشته الصناعية الكبرى، لقد اختبر العالم بأحداثه العملاقة الأخيرة أخلاق الغرب وقيمه فكانت في حالة تعرٍ وانكشاف ليس لها مثيل.

اتضح أنَّ الغرب ليس سوى ورشة صناعية كبرى عارية عن القيم والأخلاق والمبادئ المزعومة، ورشة لا تعرف سوى المال والمصلحة والمادة، أوجز الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي إنجازه بأنه: «حفر قبرًا يكفي لدفن العالم».

يقول الدكتور المسيري رحمه الله ‏«دائمًا أطرح السؤال التالي على الغرب الذي يتحدث دائمًا عن تخلف الشرق ويؤكد أن هذا المتخلف هو أحد مبررات الاستعمار، إذ أسألهم: هل لو تقدم الشرق سيفرح الغرب بذلك، أم أن تقدم الشرق سيصيبهم بالهم والغم؟ ألا يعني تقدم الشرق انكماش رقعة السوق بالنسبة للغرب، وعمالة غير رخيصة، ومواد خام مرتفعة الثمن، ودولة ص….. محاصرة، لا تؤدي أي خدمة للغرب؟».

جيلنا مفتون بالأدوات ولا يتفكر في الغايات، عاش لُجَّة مفاتن الحضارة الغربية فافتتن بزخرفها، وأُشرب في قلبه زينها، فلم نسطع صرف فكره عن شغفها، فكانت هذه الأحداث كاشفة لحجم النزيف القيمي الحاد الذي يعيشه الغرب المنظّر للحقوق والحريات، الغرب الذي لازال يخاطبنا خطاب الأستاذية الفوقية، ويحاضرنا أمام ميكرفون العالم عن الإنسانية، باعتباره شعب (الساينز) ونحن تلامذته، فكان درسًا تطبيقيًا أخذته الأجيال بقوة، فأجهضت ما شادته الدعاية في مائة عام، وعادت للاعتزاز بممتلكاتها الحضارية الغنية.

د. الخضر سالم بن حليس.

المجلس السابق

Live stream finished (1 hour)

تفضلوا القاعة مفتوحة الآن:

Live stream started

موعدنا تمام التاسعة يا أحبة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعدنا الليلة مع المجلس 23 من مجالس التحرير والتنوير إن شاء الله تعالى
وسيكون الموعد الليلة فقط من الساعة التاسعة مساء نظرا لمشاركتي في ندوة فقه التدين.
فنبدا من التاسعة بإذن الله تعالى

إنما علمك العلم الانكسار فمن أين جئت بالنرجسية؟

فتور أقلام التجديد.
دعا رائد الدرس اللُّغوي في القرن السابع الإمام محمد ابن مالك (ت672هـ) في كتابه «التسهيل» المتأخرين إلى تحصيل الثقة بأنفسهم في تحرير مسائل العلم وتطوير أفكاره، وذكرهم بأن مواهب العلم ليست حكرًا على أحد: «وإذا كانت العلومُ مِنَحًا إلهية، ومواهبَ اختصاصيةً فغيرُ مستبعَدٍ أن يُدَّخَر لبعض المتأخِّرين ما عسُرَ على كثيرٍ من المتقدِّمين، أعاذنا الله من حسدٍ يسدُّ بابَ الإنصاف، ويصدُّ عن جميل الأوصاف» فالاتكاء على قرائح المتقدمين بأنهم باتوا لا يخفى عليهم شيء من دقائق العلم ونقطه، تحجير لفضل الله على عباده.
كانت شجاعة الأولين وانطلاقهم في البناء والتركيب المعرفي لأنهم لم يسبقوا بما يوثق أفكارهم وأقلامهم، أما ركود المتأخرين وخوفهم من مسالك النقد والتحرير فهو نتيجة سلوكية لما استقر في نفوسهم من «المتابعة أبدا» وهي حالة نفسية رصدها نتائجها ابن عاشور(ت:1393) ورآها عاملا أساسيا في تكبيل أفكار المتأخرين.
لم يدر في خلد المتقدمين حين أسلموا قلم العلم لزملائهم وتلاميذهم المتأخرين أن يحنطوا تلك الأقلام تسليما واكتفاء بما سطره الأوائل، بل كان أملهم أن يكمل الركب المسير مجددا مسالك العلم مذللا وعورة ما واجهوه من كدر المعارف وإغلاقها، وقد قال الأخفش سعيد بن مسعدة(ت:215) حين أقرأ الناس كتاب أستاذه سيبويه(ت:180) «مات سيبويه وهو أعلم مني بالكتاب وأنا أموت اليوم وأنا أعلم منه بالكتاب» عقل يتلقى الكمَّ المعرفي ممن سبقه ويطور وينقح ويجلو الصدى ويمهد الطريق.
وكان ابن عاشور(ت:1393) يرقب هذه القضية وهو يشاهد ركائب الطلاب المقبلين على جامع الزيتونة في القرن الماضي ينهلون العلم ويستظهرون متونه غير أن خمولهم في النقد والتطوير قد خيم على منهاجية التلقي وأحكم التقليد بنات أفكارهم فسجل في كتابه «أليس الصبح بقريب» ص (287) ما يجب أن يكون عليه التلاميذ: «فإني أعلم عظمتهم وجلالتهم، ولكني لا أعتقد فيهم العصمة أبدًا، يقرأون كما نقرأ، ويفهمون كما نفهم، وأنا من الجانب الذي أجلهم به وأنظر إليهم منه نظر المبهوت؛ ذلك لأنهم هم الذين فنّنوا العلوم، وقعدوا القواعد، وأتوا في الزمن الوجيز، بالمطلب العزيز، بفضل إقبالهم على العلم، وانقطاعهم عن زخارف الدنيا، ونصحهم لمن بعدهم، من ذلك الجانب نفسه أقول إنهم غرسوا لننمي، وأسسوا لنشيد، وابتدأوا لنزيد»، ورأى «أن نعمِدَ إلى ما أشاده الأقدمون فنهذِّبه ونزيده وحاشا أن ننقضه أو نبيده» (1/7).
وشرط أعمال النقد والتطوير أن يكون صاحبه مؤهلا للتعقيب، دقيقا في الفحص والتنقيب، ملما بتلابيب العلم مدركا للقواعد الناظمة والمآلات الحاكمة والاعتراضات المتزاحمة.
د. الخضر سالم بن حُليس.

عدت لترميم فراغاتي.
عند قراءتي في كتب الفقه والتفسير وغيرها كنت أجد وعورة علمية في مواضع منها، إما في تحرير مسألة دقيقة، أو في فحص مصطلح غامض، أو نقاش في دلالة أصولية، أو تحليل تفاصيل قضية لغوية نحوية كانت أو صرفية أو بلاغية، فتستعجم عليَّ لغتها، ويندُّ عني تفصيلها فأشعر أنَّ فراغًا علميًّا في مراحل الطلب الأولى لم يُسد كما ينبغي، وأن ذلك الإعجام نتيجة ذلك القفز في المستويات التأهيلية غير المدرك لخطر تلك الفراغات وتأثيرها مستقبلًا على أعمال الفهم والتنزيل.
فأهرع لمظانِّ تلك المسألة فأجده قابعًا في موضعه، وأجد تفاصيل خلافياته في مطولاته وما غاب عني اليوم إلَّا حين قصَّرت في بناء الملكة، واستعجلت في طي مستويات العلم، وسارعت في تغليب الكم على الكيف، ومراقبة أوراق الكتاب متى تنتهي؟ استعجال يطوي الطريق قبل رسوخ معارفه والتربع على عرش أستاذيته.
وإنها لنصيحة للطلاب بأخذ أوقاتهم في احتساء تفاصيل العلم والصبر في هضم تلك المعارف واهتبال أوقات الطلب الأولى في تغذية العقل الباطن ورفده، والتروي من تلك المسائل وعدم القفز من مستوى إلى آخر قبل إتقان مكتسباته العلمية والمعرفية.
إن بناء الملكة في فنون العلم الشرعي المتداخل بعضه في بعض مطلب مهم في تأسيس كفايات العلماء فيما بعد في أعمال التأصيل والتنزيل، في التجديد والتطوير، في نقد المعارف وتقويمها.
إن الاكتفاء بعناوين المستويات والمسائل على سطوح العلم ما هو إلَّا عمل تثقيفي عائم لن يحقق في مرتادي العلوم الشرعية إلَّا فهمًا ناقصاً وصمودًا متواضعًا أمام العمل العلمي والتطوير المعرفي. وستبقى الفجوة كبيرة واسعة بين علوم المتقدمين ومحاولات المعاصرين، المتقدمين الذين صبروا على بناء الملكات، ومنحوها نفيس أوقاتهم، والمعاصرين الذين أسرعوا في تجاوز الطريق.
وسيبقى النقد والتطوير باهتًا متواضعًا ما لم يجد عقلا عبقريا قادرا على فهم المعارف واستيعابها، وإكمال تراكمية العلم حيث انتهى الأقدمون.
د. الخضر سالم بن حُليس.

Live stream finished (1 hour)

Live stream started

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعدنا الليلة تمام الثامنة والنصف بإذن الله تعالى
مع المجلس الثاني والعشرين من مجالس (التحرير والتنوير).

يوم من أيام الله المذكورة﴿وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ﴾
‏أيام ظهور قدرته وبطشه وغلبته، أيام نصره لأوليائه، وذله لأعدائه.
‏مظهر عظيم من مظاهر عدله وعزته.
‏ تذكير بالعدل تذكير بالعاقبة.
سبحانك جلت عظمتك وعز شأنك ودقت حكمتك، كنت تستطيع أن تنجز لهم نصرا مبكرا ولكنك أخرته إلى حين، اتخذت منهم شهداء، بلوت المواقف، اختبرت الأقوال والأفعال، عبَّدت الناس لك بأنين الألم، بلوتهم بالخير والشر فتنة.
أمليت للظالمين وأغريتهم، حتى إذا زهوا بقدراتهم أخذتهم بغتة.
﴿أفرأيت إن متعناهم سنين ۝ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ۝ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون﴾ [الشعراء: 205-207].
ثم أدركت عبادك بلطفك، وتفقدتهم بعنايتك، وأشربتهم كأس النصر بغتة، أعليت من تشاء، وخفضت من تشاء، فالملك لك وحدك تصرفه كيف تشاء.
سبحانك ماتفتح للناس من رحمة فلا ممسك لها وما تمسك فلا مرسل له من بعدك، فلا حول ولا قوة إلا بك.
د. الخضر اليافعي.

﴿يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَلبِسونَ الحَقَّ بِالباطِلِ وَتَكتُمونَ الحَقَّ وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾ [آل عمران: ٧١]
‏قراءة نفسية دقيقة تغوص في خبايا الشخصية اليهودية وتكشف عن فرط سلوكها.
‏*تفنن في خلط الأوراق وكتمان ظاهر للحقيقة*.
‏ومن يتوغل في تصرفاتها المعاصرة يرصد بدقة مثول هذا التزييف وديمومته وهو ما أوحى به تركيب حرف المضارعة في مواضعه الثلاثة.
واختلاط وتداخل الجملة الاسمية بالفعلية (وأنتم تعلمون) إثباتا لعمد التزييف وقصديته، اختلاط شبيهٌ بسلوكهم المتداخل، فهو سلوك قائم، وتجدد دائم.
وهذا الاستفهام التوبيخي تسجيل على أن أهل العلم والمعرفة أشد الناس وضوحا، وأكثرهم نضوجا ونزاهة، وأقومهم إظهارا للحق وإسنادا للحقيقة عند اشتداد وضوحهما.
د. الخضر اليافعي

﴿وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ﴾
أيام ظهور قدرته وبطشه وغلبته، أيام نصره لأوليائه، وذله لأعدائه.
فذلك مظهر عظيم من مظاهر عزته.

﴿وَإِذ فَرَقنا بِكُمُ البَحرَ﴾ [البقرة: 50]
‏(بكم) وليس (لكم) عندما تكون أنت بنفسك الفعل الخارق، والأداة الاحترافية، التي يقذف الله بها لصنع التحولات العملاقة.

إذا طويت ساعات الظالم الأخيرة وهو الواثق من إمساك زمام الأمور، تسلل أمر الله في صمت، (إن كيدي متين).
وفجأة، طويت المؤامرات، تراجعت الترسانة، توقفت الحلول، اختلطت الأوراق، انكمش الأعوان، وقف الذين يسندونه لا يقوون على أمر الله من شيء. (ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون).

رابط تسجيل المحاضرة لمن شاء مشاهدتها
https://www.youtube.com/live/-TH51CjSPNA?si=SfrNqMhPGenjWJ32

أبو حامد الغزالي:
(وكلُّ عالمٍ اشتدّ حرصُهُ على التعليم يوشِكُ أن يكونَ غرضُهُ القبولَ والجاهَ، وحظُّه تلذُّذ النفس في الحال؛ باستشعار الإدلال على الجهّال والتكبُّر عليهم، فآفةُ العلم: الخيلاء).
«الإحياء» (4/300) ط. المنهاج

اختتمت قصة ابني آدم في «سورة المائدة» مشهدها المظلم القاتم الحزين بغراب يهدي القاتل إلى كيفية دفن أخيه، وقد علق الإمام ابن عاشور (ت:1393) على هذا المشهد الختامي قائلا:
‏«وهذا المشهَد العظيم هو مشهدُ أوَّل حضارةٍ في البشَر، وهي مِن قبيل طلَب سترِ المشاهِد المكروهة.
‏وهو أيضًا مشهَدُ أوَّلِ علمٍ اكتسبَه البشر بالتَّقليد وبالتجربة.
‏وهو أيضًا مشهَدُ أوَّلِ مظاهرِ تلقِّي البشر معارفَه من عوالمَ أضعفَ منه.
‏فكم في هذه الآية من عِبرةٍ للتَّاريخ والدِّين والخلُق».
‏وكم في القرآن الكريم من سردية تاريخية دقيقة التفاصيل، محكمة السبك، مكتنزة النتائج، تقدم لقرائها قاعدة بيانات أصيلة، وحسن تجولنا في أروقة ذلك التاريخ وشوارعه الرئيسة تمنحنا مزيدا من الفهم والاستيعاب.
د. الخضر اليافعي

(*أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*) [البقرة:5]
‏من لفتات الزمخشري: (ت:538) البديعة عند هذه الآية قال: «انظر كيف كرّر اللَّه عزّ وجلّ التنبيه على اختصاص المتقين بنيل ما لا يناله أحد على طرق شتى، وهي:
‏- ذكر اسم الإشارة.
‏- وتكريره.
‏- وتعريف المفلحين.
‏- وتوسيط الفصل بينه وبين أولئك.
‏لِيُبَصِّرَكَ مراتبهم، وَيُرَغِّبَكَ في طلب ما طلبوا، وَيُنَشِّطَكَ لتقديم ما قدّموا، ويثبِّطّك عن الطمع الفارغ، والرجاء الكاذب، والتمني على اللَّه ما لا تقتضيه حكمته، ولم تسبق به كلمته.
‏اللهمّ زينا بلباس التقوى، واحشرنا في زمرة من صدَّرت بذكرهم سورة البقرة». «الكشاف»، (1/64).

Live stream finished (1 hour)

Live stream started

أعجبني الحافظ الذهبي(ت:748) وهو يصف جانبا دقيقا من من شخصية الإمام النووي(ت:676) وتفوقه في العلم، ويشرح منقبة ثمنية في سيرته الذاتية، وسرا من أسرار تقدمه العلمي، وانتفاع الأجيال بمادته المعرفية، قال: «كان النووي لا يَرى الجدال، ولا تُعجبُه المغالَبة، وكان يَتأذَّى مِمَّن يُجادِل، ويُعرض عنه، كان عديم النَّظِير».

‏يفقه هؤلاء الكبار أن مرامي العلم هو إخراج الإنسان من مادته الوحشية إلى مادة سوية مهذبة، وتحقيق الكمال الإنساني كما أراد الله للإنسان، هو الاقتراب من الله بتوحيده، هو خشيته والانكسار بين يديه. فكان العلم مادة تعبر عنها أخلاقهم ومسالكهم، لم يكن هناك انفصال بين شخصياتهم وما يحملون من العلم، لم يكن العلم أبدا في أذهان محصليه الأوائل مادة استعراضية وجدل وزهو، حتى مثاقفاتهم العلمية ومناظراتهم كان يكسوها الورع وحب العطاء ومتابعة الحق والنزول عن نرجسياتهم إلى مناطق الصواب.
‏كان الوقت كسبا ثمينا لايقبلون إفلاته، فجاءؤا في الزمن الوجيز بالمطلب العزيز وانداحت العلوم بين أيدهم وتكاثرت وفتحت لهم فوهات الفهم فجعلهم الله في المكانة المرموقة، ونفع بمعارفهم الأجيال المتعاقبة
د. الخضر اليافعي.

(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [إبراهيم:1]،
مقصد القرآن تعقيل الإنسان، إصلاح شخصيته، صياغة أفكاره، ضبط مسلكيته.
إخراجه من الظلمات إلى النور.
(الظلمات) في كل مواضعه جمع متعدد، يعبر عن تعدد مناهجها، واختلاف ألوانها، وتضارب أفكارها، شركاء متشاكسون، غرابيب سود.
الظلمات: ظلمة الجهل، ظلمة التيه في تضاريس الأرض المظلمة، ظلمة المجهول الذي يتردى فيه الإلحاد اليوم، ظلمة تأليه الطبيعة، وتقديس المادة، والعكوف على صنم الشهوة.

(النور) في كل مواضعه لفظ مفرد يعبر عن مصدره الواحد، ومنهجه الواحد.
النور: نور الهداية، إبصار الطريق، إشراق الوعي، يقظة الروح، بصيرة القلب، الاستيقاظ من التيه، النهوض لواجب التكليف، إدراك سر الوجود، القيام بمهمة العبودية وإعمار الأرض.
إن مهمة الوحي أن يلبسك ألبسة الرشد، ويسبغ عليك أردية الوعي، ويجعلك يقظا منتبها لكل مطبات الطريق.
إن القرآن يريدك إنسانًا سويًا، يريدك منسجمًا روحًا وجسدًا، يريدك كائنًا مميزًا مكرمًا.
القرآن يريدك مهذبًا سلوكيًا، يقظًا روحيًا، نظيفًا جسديًا، راشدًا فكريًا.
مهما تألق الكفر وترونق وتزيَّ فإنه يبقى ظلاما قاتما على شخصية الإنسان يبقى معولًا خطرًا لهدمه، مفقدًا لتوقد عقله، مخمدًا لجذوة وعيه.
مهما حاول الكفر أن يبدوا عصريا أنيقا رفاهيا، فإنه في مضامينه مادةً انشطاريةً خطرةً على الإنسان لأنه يتنكر لفطرته، ويبتعد عما يريده الله منه. (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا) [النساء:27]
كتابنا (جدد بيض) ص 17.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع الأسف لم يسجل درس البارحة لخلل لا أدري ما هو ولم يحفظ الملف مع التحديث الأخير.

Live stream finished (1 hour)

https://t.me/holees777?livestream=63021a275993f85ecc

القاعة مفتوحة تفضلوا حياكم الله

Live stream started

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعدنا الليلة الثامنة والنصف بتوقيت مكة المكرمة.
مع المجلس (18) من مجالس التحرير والتنوير.

أشار الإمام الجويني(ت:478) إلى أهمية إداراك الفقهاء أثناء الصناعة الإفتائية للمقاصد الشرعية فقال: «اختبطت المذاهب على العلماء لذهولهم عن قاعدة القصد وهي سر الأوامر والنواهي» «البرهان» 1/108
‏وقال:«ومن لم يتفطن لوقوع المقاصد في الأوامر والنواهي؛ فليس على بصيرة في وضع الشريعة»1/101.

«ابن مردويه»(ت:410) اسم يتردد في أروقة التفسير النقلي، فمروياته كثيرة وتفسيره مفقود. وهو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مَرْدُوَيْه الأصبهاني محدث أصبهان، وصاحب التفسير الكبير
‏➖أبرز من حفظ مروياته:
‏▪️ابن كثير(ت:774) إذ نقل عنه 350 رواية.
‏▪️السيوطي(ت:911) نقل عنه ما يزيد عن 4000 رواية.
‏▪️انتقده ابن كثير لغرائبه رغم إعجابه به، إذ يُعد تفسيره موطنا للموضوعات والواهيات.

السلام عليكم
كثيرة تساؤلات الأحبة على الخاص ولا أقوى على تجاهلها أو ردها
هنا اطرحوا سؤالاتكم ليستفيد الجميع
تفضلوا.

﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران:5]
‏
‏الحالة الكونية مكشوفة التفاصيل.
‏ستمضي الأحداث إلى حيث يريد الله لها أن تصل، وليس إلى حيث وجهتها المؤامرات.
‏إن العموم الذي تحمله النكرة المنفية ﴿شيء﴾ عموم يستوعب كل التفاصيل.
‏العاملون وراء الكواليس تحجبهم الأضواء. الله يعرفهم.
‏خفافيش الظلام يبُيّتون الجرائم لإيقاع البشرية. الله يعرفهم.

﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء﴾
‏إن تصوير المخلوق في منطقة العجز البشري المعتمة يوم كان يصنع هنا في تجاويف الأرحام موشَّحًا بالظلام، مضرَّجًا بخيوط الدِّماء، تقرير مثخن بدقائق المعرفة الإلهية العميقة، وسجل يكتنز في حمولته الدلالية كنه القدرة المذهلة لا تبلغها العقول.
‏لا إله إلا هو الحي القيوم.
‏لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
د. الخضر اليافعي.

Live stream finished (1 hour)

Live stream started

هذا المجلس السابق

مجاملة شافعية لابن عبد البر 😄😄

في طبقات الشافعيين لابن كثير: 1/460

قال الحافظ ابن كثير بعد أن ترجم للحافظ ابن عبد البر في طبقات الشافعية: لا يشك اثنان من أهل العلم أنه كان مالكي المذهب فرع عليه وأصل، وشرح الموطأ بالتمهيد واختصره، وإنما حملنا على إيراده مع الشافعية قول أبي عبد الله الحميدي: كان أبو عمر حافظًا مكثرًا عالمًا بالقراءات، وبالخلاف وبعلوم الحديث، والرجال، قديم السماع، لم يخرج من الأندلس مثله، وكان يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي.
قلت: من جملة ميله إلى مذهب الشافعي تصنيفه في الجهر بالبسملة، وانتصاره لذلك، وهي من المسائل المشهورة في المذهب، بل من أفراده، وهي كالشعار على أصحابنا من دون سائر الفقهاء.
قال تاج الدين السبكي في الطبقات:
مسألة البسملة أعظم شعار الشافعيين.
….
فهذه مجاملة من معاشر الشافعية في تكريم الإمام ابن عبد البر.

الفخر الرازي: «ومتى تكلم في القرآن من غير أن يكون متبحرا في علم الأصول، وفي علم اللغة والنحو كان في غاية البعد عن الله.» (سورة آل عمران).
يقصد: البعد عن فهم مراد الله

‏•••
‏﴿إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا﴾ [الكهف: 84]
‏هنا تلتقي نتيجة (التمكين) مع وفرة (الأسباب والوسائل).
‏أن تحتل موقعا عالميا مرموقا بين الكبار وفّر قوائم الأسباب والوسائل، فالريادة ليست ضربة لازب توهب للكسالى والمستهلكين بقدر ما هي استثمار الأسباب وحصاد النتائج.

‏إن جملة: (فأتبع سببا) لم تكن (فادعُ مستريحا جالسا) التي طولب القائد ذو القرنين أن يصغي لصوتها، ففتحت له بوابات الامتداد نحو الشرق والغرب.

‏حتى إذا بلغ بين السدين لقن مجتمع القعدة المستهلكين درسا في فاعلية الأسباب ووفرة النتائج، فليست المسألة مشتريات ومدفوعات وصفقات ومقاولات ﴿فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا﴾، بل دربهم أن يد الإنتاج خير من يد الاستهلاك، وأن الحاجة ضرب من العبودية، وأن ممتلكاتهم من الوسائل يفوق ممتلكات الآخرين، وأنك لن تكون مهابا في الكوكب ما لم تكن قادرا على صنع سلاحك، وتوفير دوائك، وتأمين غذائك، ودفع أعدائك. ﴿قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ﴾ [الكهف: ٩٥]
‏كان باستطاعته أن يقوم وجيشه بمهام الدفع والبناء ولكنه أراد أن تستفيد تلك الجموع من طاقاتها فتحسن الاستثمار، وتودع التبعية والاعتماد.

‏كانت كمية الأوامر والتوجيهات تشعر المتابع لمشاهد إعمار السد بالدور القيادي التوجيهي المستثمر في قدراتهم وإمكاناتهم:
‏فالقوة العاملة منهم: ﴿فَأَعينوني بِقُوَّةٍ﴾.
‏والمواد الخام عندهم: ﴿آتوني زُبَرَ الحَديدِ﴾.
‏وتفعيل الأسباب بوسعهم: ﴿قالَ انفُخوا﴾.
‏وأعمال التركيب بإمكانهم: ﴿قالَ آتوني﴾.

‏القرآن الكريم أول كتاب عرفه الإنسان نبه العقل البشري إلى دور السنن الإلهية في قيام الحضارات، أول كتاب لفت إلى أهمية كسب الأسباب للحصول على النتائج.
‏لقد قاوم القرآن الكريم النظرة العفوية الجبرية الانهزامية التي تنظر للأحداث بوصفها كومة تراكمية تقوم على أساس الصدفة والمفاجأة، وترى أن الفاعلين حالفتهم الحظوظ وساعدتهم الأقدار.
‏وبحسب صاحب (الفلسفة الاجتماعية في القرآن الكريم) فلم يطرح القرآن الكريم نفسه بديلا عن قدرة الإنسان ومواهبه وقابلياته في مقام الكد والكدح في كل ميادين الحياة بما في ذلك ميدان المعرفة والتجربة والتمكين، وإنما طرح نفسه طاقة روحية موجهة للإنسان ومفجرة لطاقاته ومحركة له في المسار الصحيح.
‏لقد كانت الهداية القرآنية في قسم ضخم من مكوناتها تدفع بالإنسان باتجاه هزيمة السنن وامتطاء صهوتها وفهم لغة المادة وحسن توجيهها.
‏أفلا تدركون.
د. الخضر اليافعي.

في القرآن الكريم آيتان اشتملتا على حروف المعجم:

◽️الأولى: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا). [آل عمران:154].

◽️الثانية: (محمد رسول الله). [الفتح:29].

قال الصفاقُسي(ت:1118): «ولهما بركات ظاهرة ومنافع مجربة، ليس هذا محل ذكرها». «غيث النفع»، (1/451).
يقصد أن باستيعابهما الحروف مؤذن بتوسعة بركتهما، وهذا معنى لطيف.

سلام عليكم
مقترح
إنشاء مجموعة خاصة بتفسير البيضاوي تعتني بإنزال مقطع مكتوب من تفسيره ثم شرحه باختصار إما مسجلا أو مكتوبا أسبوعيا؟
وطرح التساؤلات.
ما رأيكم بالمقترح أو تطويره؟

🔋خطوط الإمداد.
د. الخضر سالم بن حليس.
هل أتاك حديث التفاؤل؟.
▪️لاتجبر نفسك على تناول كميات كبيرة من المسكنات والمضادات الحيوية ، فإنها لن تجدي شيئا ما لم تكن مناعتك الداخلية فعالة وتمدك بالقوة الكافية للشموخ .
▪️إن للهموم المتورمة وجوها كثيرة ، لكن أقبحها تلك التي صنعت الأحداث تجاعيدها فأطلت أثناء الأزمات تبحث عن المسكنات .
▪️المناعة الداخلية هي من يصنع المقاومة الشرسة المنتشرة على مختلف الجبهات النفسية تصد هجوم الإحباط المباغت وتكوِّن كتائب الإمداد.
▪️عندما يشرق الضحى على هضبات ليل حالك يفتت ظلامها الداكن ويحيله إلى ضياء، كتلك القطعة الثلجية الصلبة تذوب تحت إشعاع حار.
▪️تلك هي الصورة الأخاذة التي نرى ملامح لوحتها تتجلى في ثنايا: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ [الضحى:١- ٢].
▪️إن إضاءات الضحى تتجلى على ليل ساج ، وسجوته قد تتمدد في الجنبات، لكن إشراقات الضحى في اقتراب.
▪️فلايطول قلقك ويتفشى ويحتل مساحات واسعة من أنحاء روحك إن رأيت الليل ساجيا يتمدد ؛ لأن مولدات الثقة الغازية بداخلك تمنحك يقينا يناديك كلما افترسك القلق واستأسد ، ويهتف في ضواحيك: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ [الضحى: ٣]. إنها الصحبة الآمنة التي بها تصبح قويا عملاقا، فلاتجزع فالعمالقة تهابها العواصف.
▪️طمأنة مركزة تمنحك واحدة من أعمق الرسائل الأمنية التي تدعوك للإطمئنان وتقدم لك تقريرا يتضمن عناية الله الفائقة بشخصك.
▪️إنك عندما تردد هذا النداء الأمني بداخلك وتسمعه كل خلاياك، يتفاعل معه عمقك الداخلي فيتحرك القاع العميق ويستيقظ ثائرا يمدك بشحنات عالية من الطاقة الجبارة المتدفقة كآبار النفط المندفع إلى الأعلى.
▪️في رحلة غائرة أمخر فيها عَباب الصحراء المتجهمة بأمواجها الرملية العاتية شعرت أن عروقي مشبعة بالطاقة الكافية للمضي وحدي على رمالها . فقط لأن الله بصحبتي.
هل مر بك شعور مماثل في إحدى المرات؟
▪️لاتنزعج لكل الذي فقدناه فسيمتزج ضُحاك بقطرات الرضا لتستمتع به أكثر وتعيش لحظاته بشعور من المتعة وتنعم بعطاء الله الفياض يغمر تلك الأجزاء ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحى: ٥].
رددها باستمرار وتضلّع.
▪️في هذه الأثناء
▪️أقم علاقة راقية متينة مع لطيف يحبك ويعتني بك. وتعلم فن الإقتراب: ﴿اسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: ١٩]. كلما سجدت اقتربت.

نعم (Take it easy) ستمضي الأحداث إلى حيث يريد الله لها أن تصل وليس إلى حيث وجهتها المؤامرات ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ [الطلاق: ٣].

▪️أن تكون أنت مصدر التفاؤل لكثير ممن يفتقده . فقط قرر أن تكون كذلك . وعلى الله الإمداد.

Live stream finished (1 hour)

Live stream started

عملية فصل الكتب عن سياقاتها الاجتماعية ومشاكلها الواقعية وتصديرها إلى مجتمعات بعيدة عملية أضرت بالعقل المسلم وكانت نتائجها مضرة بالطرفين بالمؤلف الذي كان يعالج حوادث خاصة يعيشها داخل مجتمعه وبالمتلقي الذي اغلق عقله عن معالجة مشاكل واقعه وذهب يستورد الاجتهاد المرحلي.
د. الخضر اليافعي.

سألني طالب علم عن رأيي في أحد كتب التفسير؟.
فقلت له: لست بمستوى تقييم كتب الكبار.
حسبنا أن نقرأ ونتعلم.
مصادرة الكتب وتأطيرها مسلكية خطرة نشاطها شديد الجذب أوقعتنا ضحايا الحرمان.
الكتاب الذي يزكيه شيخك لم يطبع بعد.

الزمخشري(ت:538) ينسف مسالك التفقُّه المشبوه ويكافح دَخَنَه، فيشير إلى أن مقاصد التفقه - كما سجلها القرآن الكريم - مقصدان:

1) تكلُّف الفقاهة في الدِّين، وتجشُّم المشاق في أخذه وتحصيله.
2) جعل مرمى الهمة في التفقه الإنذار والإرشاد والنصيحة.

ثمَّ يقول معقِّبًا:
«لا ما ينتحيه الفقهاء من الأغراض الخسيسة، ويؤمّونه من المقاصد الرَّكيكة، من التصدُّر والتَّرؤّس والتبسُّط في البلاد، والتشبُّه بالظَّلمة في ملابسهم ومراكبهم ومنافسة بعضهم بعضاً، وفُشُوِّ داء الضَّرائر بينهم، وانقلاب حماليق أحدهم إذا لمح ببصره مدرسة لآخر، أو شرذِمة جثوا بين يديه، وتهالكه على أن يكون موطَّأ العَقِب دون النَّاس كلِّهم، فما أبعد هؤلاء من قوله عزّ وجل: (لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسادا)». «الكشاف»، (3/616).
د. الخضر اليافعي

عثر أحدهم على خطأ في مقال لي فاحتفى به وغمرته السعادة، وكتب تعليقًا ينضح عدائية عنيفة لا تليق بمنتسبي العلم، لغة مليئة بألفاظ التشنيع، وبأسلوب الردود القاسية في مفرداتها، المتندرة في عباراتها، مع ديباجة مركزة تعتني بإسقاط الشخص قبل الفكرة، فعجبت لهذه اللغة المشبعة بالعداء، المتحرفة للانتقام، وكأن التصحيح والتوضيح بات مفاصلة علمية أو قطيعة شرعية!!
قلّبتُ النظر في هذا الأسلوب أفتش في الأسباب التي تجعل الردود والتعقيبات بهذا اللغة المتعجرفة الوعرة التي تستهلك الأخوة، وتدمر العلاقة وتحرق الود، ترى من أين اكتسبت أجيالنا العلمية هذه اللغة العنيفة في ردودها، الولعة بالردع في تعقيباتها، المحتفلة باستدراكاتها على غيرها؟ إذ يسبق الرد كمية كبيرة من التأطيرات والإدانات والتحذيرات والتهويل والتنكيل بالكاتب وما كتب.
نفرتُ ذات مرة من (أحكام القرآن) لأبي بكر الجصاص(ت:370) لما فيه من تأنيب لزملائه العلماء، وتألمت من قسوة ابن جرير(ت:310) مع أبي عبيدة(ت208)، وحزنت لما مارسه ابن حزم(ت:456) من رهاب التطرف اللفظي على عدد من زملاء العلم في ثنايا انتصاره لأقواله، حتى ترجم له الذهبي(ت:748) مستنكرا لسانه الحاد بأنه «بسط لسانه وقلمه ولم يتأدب في الخطاب، بل فجج العبارة وسب وجدع»، وكان الزمخشري(ت:538) يعتد بآرائه كثيرا ويسقط مخالفيه بمذابح علمية في ضواحي التفسير، وكنت أراقب سلوك ابن العربي(ت:543) مع متانته العلمية وإعجابي الشديد به، كيف يُلهب بسياطه اللفظية أثناء التعقيبات والردود.
وهذه السقطات اللسانية، ليست روح العلم، ولا هي لغته التربوية السامية، ولا سمته الفذ النبيل، فإن كانوا يستندون إلى تلك الإصدارات وبها يقتدون!! فليست موطنًا للاقتداء، ولا محلا للاستخدام، بل هي من سقطات الأخلاق، وأخطاء الكبار المطوية.
ثم رأيت تأثر عدد من الطلاب بردود المعاصرين من فقهاء ومحدثين وإيلامهم في الرد وسلاقته، فإذا بهم يستعيرون ألسنتهم ويكررون عباراتهم، كأنها جزء من كسب العلم، وتكملة لأدوات الطلب.
كنت قديما أتابع ردود الشيخ الألباني(ت:1420) على مخالفيه، فكان يذبحهم بسكين حاد، وكان آخرون من مدرسته يمضون على نفس مسلكيته في الردع، ونصب المسالخ، ومع التلذذ بتتبع الردود العلمية، والمناوشات المعرفية، واحتدام ساحات المعترك العلمي يكتسب المرء هذا السلوك فيردده دون شعور.
ورأيت نفسي حينها تكتسب شيئًا من تلك التعابير والتقاطات من عنف تلك الردود دون شعور، وأدركت بعدها أنها ليست مسلكية تليق بالعلم، أو ترتقي به، وإن صدرت من علماء.
على أي حال كتبت له الرد الآتي:
لايزال العلماء يستدرك بعضهم على بعض منذ عصر التدوين، ويعقبون على بعضهم بلغة يكسوها الحياء، ويصحبها جزيل الاحترام وإن كان في ندرتها حدة وتطرف لفظي، إلا أنها من سقطات الكبار المطوية، وقد رأيت نماذج مشرقة في كتب التفسير والفقه والأصول عند استدراكات المتأخرين على المتقدمين، يكسون ألفاظهم أحسنها، فلم يكن يدغدغهم هذا الولع والاحتفاء بالأخطاء، والتجهم للرد، كان الحفاظ على الود، وحراسة الأخوة، وتقدير الجهود، وكميات الاعتذار، مقدمًا عند الاستدراك، وكان جمال التبرير (لعله سهى، ربما فاته، سبق لسان، زلة قلم، خطأ غير مقصود، لعله قصد…) ، بل كانوا يدكون جيدًا هذا المنزلق فيصونون أنفسهم من وروده، ويخافون على أحوالهم من شهوده، حدّث تلميذ الطبري أحمد ابن كامل(ت:359) أنه سأله ذات يوم أن يروي له تفاصيل هزيمته للمزني وتفوقه العلمي عليه بحضور جمع كبير من فقهاء الشافعية، ولكنه تورع عن ذلك وأبى، وأغلق الموضوع على الفور، وكان لا يحب أحاديث الزهو وحكايات الافتخار، هذا الموقف يحفر في الجذور والحضور.
العلماء والباحثون عرضة للغلط والوهم وتنبيههم فيما وقعوا فيه بلغة يكسوها الود والإفادة ويعلوها الحب، إرشاد لهم وتصويب لمسارهم وتجويد لأداء عملهم وهذا ما يرجونه من المستدركين والمعقبين، أما التندر، والرد المشحون بالإساءة، والفرح بتسويق الأخطاء وإسقاط العلماء لخطأ وقعوا فيه، وتأطير الكاتب وما كتب بما يحرم القراء من الإفادة منه، ليس من العلم في شيء.
والله المستعان.
✍/ د. الخضر اليافعي.

•••
(التدبر) هلامية المصطلح وسطحية النتائج.

وقع مصطلح التدبر بين «هلامية المصطلح وسطحية النتائج»، وأُطَّر معناه في نتائج من المُلَحِ، والتفسير الإشاري، واللطائف البيانية، فأغلب ما يُسمى اليوم تدبرًا هو (تفسير بالرأي)، ولا يخرج منتجوه عن بعض وجوه (التفسير الإشاري)، وغيره من الوجوه التفسيرية.

فعند فرز نتائج التدبر المعاصرة نجدها: لطائف قرآنية، ونكتا بلاغية، ولفتات بيانية، هي أقرب إلى مُلَح التفسير وليست من «متين العلم» بتعبير ابن عطية(ت:546)، ولا «صلبية فيه» بتقسيم الشاطبي(ت:790) ولا يعد هذا مقصودًا رئيسًا للقرآن الكريم، بل هي من (مستتبعات التراكيب) بتعبير ابن عاشور(ت:1393) وهي جزء يسير من إعجازه البلاغي.

أغلب تلك اللطائف، والنكات البلاغية ضمنها المفسرون تفاسيرهم دون فصلها عن مسمى «التفسير» بمسمى «التدبر» فضمَّن الزمخشري(ت:538)، والقرطبي (ت:671)، والبقاعي (ت:885) وابن عاشور(ت:1393) وغيرهم، لطائف استنتاجاتهم من النص في صلب التفسير.

فالنتائج التي أصدرتها اليوم (مراكز التدبر) أغلبها يقوم على الأسرار البلاغية، والتحليل البياني، والتفسير الإشاري وهذا كلّه منثور في كتب التفسير، والنتائج الجديدة تندرج ضمنه ولا تستقل بمفهوم «التدبر».
وعزله عن مفهوم «التفسير» يوحي بمنح مخرجات التدبر وسامًا زائدًا عن التفسير.

تتوه النتائج العلمية عندما لا يتضح المفهوم ويوضح المصطلح بدقة، وتتجلى حدوده ومعالمه، فقضية المصطلحات قضية صُلبيَّة في مباني العلوم الشرعيَّة، وما القواعد والمناهج إلا آبار العلم والمصطلحات دلاؤها، وهل من سبيل إلى الماء الغور بغير دلاء بتعبير فريد الأنصاري.

والأمر في تقديري يعود إلى أن مصطلح (التدبر) شبيه بإخوته: الاستنباط والتفكر والنظر، وهي أعمال عقلية تدعوا إلى النظر فيما يحمله منظوم الألفاظ من المعاني والمقاصد، وما تكتنزه من حمولة دلالية ظاهرة أو خفية بالتعبير الأصولي، فيلتقي التدبر مع التفسير في مدلوله اللغوي الكاشف عن المعنى بصورة فردية أو جماعية؛ وإنما خوطب الكفار في السياق القرآني بهذا التعبير (يتدبرون) لعلمهم بممتلكاتهم من مدلولات الألفاظ الأحادية وتمزق الصورة الكلية للنظم القرآني وتبعثر مفاهيمها في لجج حجاجهم التفصيلي ومتاهتهم التصورية.
واختير لفظ (التدبر) في مواضعه عن ألفاظ التفسير والتفكر والاستنباط والنظر، لما يحمله هذا الجذر في أصله من مدلول النظر في النتائج الختامية والتبصر في مآلاتها فمعنى ﴿يتدبرون القرآن﴾ - بحسب ابن عاشور - «يتأملون دلالة تفاصيل آياته على مقاصده». وطولبوا بهذا العمل العقلي عند الطبري للوصول إلى نتيجة «اتِّساق معانيه، وائتلاف أحكامه، وتأييد بعضه بعضًا بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق» فهو نظر في الكتلة الختامية المتماسكة من مقصود الرسالة الوحيد، ومآلها العتيد.
وهو لفظ دقيق يحمل في مطاويه من الوعيد ما يحمل .
والله الموفق.
د. الخضر اليافعي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يؤسفني جدًا أن أعتذر عن مجلس الليلة،
بسبب كحة عنيدة مزعجة أقبلت فاستوطنت الحلق واستعصت عن الذهاب.
ترددت في الاعتذار حتى الساعة الأخيرة لعلها تزول ولكنها تأبت.
فآمل منكم قبول الاعتذار والدعاء بعاجل الشفاء.
ولعلنا نعوضه بيوم وسط الأسبوع.

كتاب «النبأ العظيم» للشيخ محمد عبد الله دراز (ت:1377)
‏نص حجاجي متين، وقطعة بلاغية نفيسة،صاغه دفاعا عن القرآن، ودفعا لأفكار الاستشراق، ودحضا لجنايات الإلحاد.
‏وفيه تحليل فكري لبعض الآيات لن تجده في كتب التفسير ولا في كتب البلاغة.
لقد اغترفت لغة المؤلف الرشيقة من مدد القرآن الوفير إذ عاش الرجل يصل نفسه بالقرآن ويوثق علاقته به ما لا يقل عن ستة أجزاء يومية من التلاوة والتأمل. فمنحه القرآن شيئا من نفائسه في هذا الكتاب.
‏ولا ينبغي ـ بحسب الدكتور أبو موسى ـ لمشتغل بالتفسير ألا يحفظ مضامينه..
د. الخضر اليافعي.