قال عوف بن محلِّم:
عادلت عبد الله بن طاهر إلى خراسان، فدخلنا الرُّيّ في السحر فإذا قمرية تغرد على فنن شجرة،
فقال عبد الله:
أحسن والله أبو كبير في قوله:
ألاياحمام الأيك إلفك حاضرٌ
وغصنك ميَّادٌ ففيم تنوح
ثم قال: يا عوف أجزها،
فقلت:
شيخ كبير، وحملت على البديهة، وهي معارضة أبي كبير، ثم انفتح لي شيء، فقلت:
أفي كلِّ عامٍ غربةٌ ونزوح
أما للنَّوى من ونيةٍ فتريح
لقد طلح البين المشتُّ ركائبي
فهل أرينَّ البين وهو طليح
وأرَّقني بالرَّيِّ نوح حمامةٍ
فنحت وذو الشَّجو القريح ينوح
على أنَّها ناحت ولم تذر عبرةً
ونحت وأسراب الدُّموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما
ومن دون أفراخي مهامه فيح
أَلا يا حَمَامَ الأَيكِ فرخُكَ حاضرٌ
وغُصنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ
بهجة المجالس 📖