فوائد التفاسير

فائدة
قال تعالى عن مؤمن آل فرعون:
(وما لي لا أعبد الذي فطرني وإلیه ترجعون)

قال ابن الجوزي:
فإن قيل:
لِمَ أضاف الفطرةَ إلى نفسه، والبعثَ إليهم، وهو يعلم أنَّ اللهَ قد فطَرَهم جميعاً كما يبعثهم جميعاً؟

فالجواب:
أنَّ إيجادَ اللهِ تعالى نعمةٌ يُوجبُ الشكر، والبعثَ في القيامة وعيدٌ يُوجبُ الزجر، فكانت إضافةُ النعمةِ إلى نفسِه أظهرَ في الشكر، وإضافةُ البعثِ إلى الكافر أبلغَ في الزجر.

فائدة
قال تعالى في صفات المتقين:
(الذين ينفقون في السراء والضراء)
قال أهل التفسير:
السراء: الغنى، والضراء:الفقر.
ولعلَّ التعبير بهما لأنَّ الذي في السرَّاء -عادةً- مشغولٌ بالفرح بسرَّائه، ولاهٍ عن النَّظرِ إلى غيره.
وكذلك الذي في الضرَّاء مشغولٌ بضرَّائه، وساعٍ لما يُخَفِّفها عنه، فملازمةُ الإنفاقِ في هاتين الحالتين تدلُّ على أنَّ محبةَ نفعِ المحتاجين بالمال، الذي هو عزيزٌ على النفس، قد صار لهم خُلُقاً لا يحجبهم عنه حاجبٌ.
وذلك لا يكون إلا عن نفوسٍ طاهرة، وقلوبٍ بالإيمان عامرة.
ذلك أنهم رغبوا في معاملة الله، فلا المسَرَّةُ تُبطرُهم، ولا المضَرَّةُ تمنعهم.
فيستوي الحالُ عندهم أفي عرسٍ كان أحدُهم أو في حبس فإنه لا يَدَعُ النفقة والإحسان.
والمراد: ينفقون في جميع الأحوال؛ لأنه لا يخلو الإنسان من أن يكون في يسرٍ أو في ضرٍ.
ويُحكى عن بعض السلف أنه ربما تصدق ببصلة، وعن عائشة - رضي الله عنها - أنها تصدقت بحبة عنب.
فالمتقون سواءٌ كانوا في سرورٍ أو في حزنٍ، أو في عسرٍ أو في يسرٍ، فإنهم لا يَدَعون الإحسانَ إلى الناس؛ فإنْ أيسروا أكثروا من النفقة، وإنْ أعسروا لم يحتقروا من المعروف شيئاً ولو قلَّ.

وقد يقال بأن الآيةَ بدأتْ بذكر الإنفاق؛ لأنه طاعةٌ شاقةٌ، ولأنه كان في ذلك الوقت أشرفُ الطاعات؛ لأجْلِ الحاجة إليه في مجاهدة العدو ومواساة فقراء المسلمين.
أو لأنه لمَّا نهى عن أكل الربا أضعافا مضاعفة بدأ بضده، وهو الإنفاق.

ولمَّا قال: (ينفقون) حذفَ المفعولَ به؛ ليكون دالا على العموم، أي: ينفقون كلَّ ما يمكن إنفاقُه مِن أعيانٍ ومنافعَ ودراهمَ وجاهٍ وغير ذلك، فإنَّ الإنسان قد ينفق أعيانا كالثياب، ودراهمَ كالنقود مثلا، وقد ينفق منافع؛ بأن يعيرَ شخصاً ما ينتفع به هذا المستعير، أو ينفقُ جاهاً بأنْ يشفع لشخصٍ في حاجةٍ ونحوها، فالإنفاق يشمل هذا كله.

أجمل وأحسن وأبهى منظر على الإطلاق في العالَمِ كلِّه:
أن تكون الكعبةُ أمامك، والمؤذن يهتفُ بالأذان، ويصدحُ بالتكبير، ويُصَوِّتُ بالشهادة.
فترى الكعبةَ الشمَّاءَ بين يديك، وأنت تسمع بأذنيك:
أشهدُ أنَّ محمداً رسولُ الله!!
فتسري هذه الشهادةُ بين الطائفين والقائمين وهم بالألوف والملايين، وتسري عبر الأثير والإذاعات والقنوات لتصل صورةً وصوتاً وحركةً مباشرة إلى كل بلدان العالم معلنة الشهادة لمحمد بن عبدالله أنه رسول الله!!

حينها تتساءل:
أين أبولهب الذي قال: ألهذا جمعتنا؟؟ تبا لك!!
أين أبو جهل الذي قال: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان، فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟
وقال:
والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع العرب بنا وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً!!
أين عبدالله بن أبي بن سلول الذي قال: لا تُغبروا علينا!!
وقال: ليخرجنَّ الأعزُّ منها الأذل!!
أين المنافقون القائلون: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا؟
أين الذين في قلوبهم مرض القائلون: غرَّ هؤلاء دينهم؟
أين الكذَّابون القائلون: إنَّ بيوتنا عورة؟
أين أهل الاستهزاء والسخرية القائلون: ماذا قال آنفا؟
أين كل طواغيت العرب والعجم؟
أين هم؟
وأين أضرابهم؟
ممن حاربَ اللهَ وحارب رسولَه وحاربَ عبادَه الصالحين؟

لقد صدق الله:
(والعاقبة للمتقين)
وصدق الله:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم)

اللهم أحسن منقلبنا إليك

هذا الأذانُ الخالدُ والهتاف العظيم، المبدوءُ بالتكبير المطلقِ لله وحده؛ فاللهُ أكبر، أكبرُ مِن كلِّ كبير، وأكبرُ مِن كلِّ متكبر، وأكبرُ من كلِّ شيء، فكلُّ المخلوقاتِ دونَ الله، فهنيئاً للعبد المؤمن فإنَّ ربَّه ومعبودَه هو الأكبرُ سبحانه؛ فمِمَّ يخاف؟ وربه الأكبر!!

وفي الأذان أعظمُ كلمةٍ في الوجود، وأولُ كلمةٍ لها الخلود، الشهادةُ لله بالألوهية والوحدانية، والشهادةُ للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخالدة والدينِ العظيم.
وفي الأذان الدعوةُ لأهل هاتين الشهادتين إلى أعظم العبادات العملية والقولية حيث الصلواتُ الخمس اللاتي يُمثلنَ عمود الدين، والنداءُ لهنَّ هو نفسُه نداءٌ إلى الفلاح والنجاح والظفر والفوز المبين.

ومِن عجبٍ أنَّ الأذانَ لا يقفُ هنا، ولا ينتهي، بل يرجع إلى حيث ما بدأ بالتكبير المطلق لله؛ تأكيداً لعظمةِ الله وكبريائه وجلالِ سلطانه، ثم الختامُ بالكلمة العظيمة التي من مات عليها دخل الجنة:
لا إله إلا الله.

نداءٌ خالد، وهتافٌ مجيد، ودعوةٌ كبرى، تشقُّ عنانَ السماء، وترتجُّ لها الأرجاء، منذ أنْ صدح بها المؤذنُ الأول سيدنا بلال وعلى مرِّ السنين، وهي لا تتوقف كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ وإلى اليوم حيث صدح بها قبلَ قليل سيدُنا حمدُ الدغريري من جوار الكعبة في البلد الحرام.

١ شعبان ١٤٤٦
عبدالله بن عبدالعزيز التويجري

فائدة
قال تعالى عن فرعون أنه قال:
(فأوقد لي یـاهامان على الطین)
قال الآلوسي:
وفي أمرِ فرعون لهامان، وهو وزيرُه ورديفُه بعمل السَّفَلةِ مِن الإيقاد على الطين، منادِياً له باسمه، -دون تكنيةٍ ولا تلقيبٍ- ب: (يا)، ودون ما يدلُّ على القُرب، وفي وسط الكلام دون أوله مِن الدلالةِ على تجبُّرِه وتعظُّمِه ما لا يخفى.

فائدة
قال تعالى:
(إنما المسیح عیسى ابن مریم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مریم وروح منه)
قال القرطبي:
لم يذكرِ اللهُ عز وجل امرأةً وسمَّاها باسمها في كتابه إلا مريمَ ابنةَ عمران؛ فإنه ذكر اسمَها في نحوٍ مِن ثلاثين موضعاً؛ لحكمة ذكرها بعض الأشياخ:
فإنَّ الملوكَ والاشرافَ لا يذكرون حرائرهم في الملأ، ولا يبتذلون أسماءهن، بل يُكنُّونَ عن الزوجة بالعرس والأهل والعيال ونحو ذلك، فإنْ ذكروا الإماءَ لم يُكنُّوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذِّكر والتصريح بها.
فلما قالت النصارى في مريم ما قالت، وفي ابنها صرَّح اللهُ باسمها، ولم يُكَنِّ عنها بالأمُوَّة والعبوديةِ التي هي صفة لها، وأجرى الكلام على عادة العرب في ذكر إمائها.

فائدة
قال تعالى:
(إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا)
قال القرطبي:
وفي هذه الآية تنبيهٌ على قدْرِ نبينا ﷺ وشرفِه؛ حيث قدَّمه في الذِّكر على أنبيائه، ومثلُه قوله تعالى: ﴿وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح﴾

فائدة
قال تعالى:
(فلنقصنَّ عليهم بعلم وما كنَّا غائبين)
قال ابن عطية:
أي: فلنسرِدَنَّ عليهم أعمالهم؛ قصةً قصة.
وقال أبو حيان:
وما كنا غائبين عن شيء منه، بل عِلمُنا محيطٌ بجميع أعمالهم، ظاهرِها وباطنِها، وهذا من أعظم التوبيخ والتقريع؛ حيث يُقِرُّونَ بالظلم، وتشهدُ عليهم أنبياؤهم، ويقصُّ اللهُ عليهم أعمالَهم.
قال وهب:
يُقال للرجل منهم:
أتذكرُ يومَ فعلتَ كذا؟
أتذكرُ حين قلتَ كذا؟
حتى يأتيَ على آخرِ ما فعلَه وقاله في دنياه.
اللهم فأحسن منقلبنا إليك، وارحم ضعفنا بين يديك.

فائدة
قال تعالى:
(إن ٱلله لا یغفر أن یشرك بهۦ ویغفر ما دون ذ ٰ⁠لك لمن یشاء)
هذه الآية وردت مرتين في سورة النساء، وجاء في آخر الآية الأولى:
(ومن یشرك بٱلله فقد افترى إثما عظيما)
لأنَّ هذه في أهل الكتاب، وهم مُطَّلِعون مِن كتبهم على ما لا يشكُّون في صحته من أمرِ الرسول ﷺ ووجوبِ اتباعِ شريعته، وما يدعو إليه مِن الإيمان بالله تعالى، ومع ذلك أشركوا وكفروا؛ فصار ذلك افتراءً واختلافاً، وجراءةً عظيمةً على الله تعالى.
ولذلك جاء بعدها: ﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم﴾ وقوله سبحانه:
(انظر كيف يفترون على الله الكذب)

وجاء في آخر الآية الثانية: (ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا)
لأنها كانت في أناسٍ لم يعلموا كتاباً، ولا عرفوا مِن قبلُ وحياً، ولم يأتهم سوى رسول الله ﷺ بالهدى ودين الحق، فأشركوا بالله -عز وجل– وكفروا، وضلوا مع وضوح الحجة، وسطوعِ البرهان، فكان ضلالهم بعيدا.

من تفسير الآلوسي مع تصرف يسير.

فائدة
قال تعالى بعد الأمر بالتقوى والتوصية بها:
(إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين)
قال القرطبي:
وفي الآية تخويفٌ وتنبيهٌ لجميع مَن كانت له ولايةٌ وإمارةٌ ورئاسةٌ فلا يعدلُ في رعيته، أو كان عالماً فلا يعملُ بعلمه ولا ينصحُ الناسَ، أنْ يذهبَه ويأتيَ بغيره.

فائدة
قال تعالى:
(قال كم لبثتم في الأرض عدد سنین ۝ قالوا لبثنا یوما أو بعض یوم فاسأل ٱلعادین)

قال الزمخشري:
استقصَرَوا مدةَ لبثهم في الدنيا بالإضافة إلى خلودهم، ولِما هم فيه مِن عذابها؛ لأنَّ الممتحَنَ يستطيلُ أيامَ محنتِه ويستقصرُ ما مَرَّ عليه مِن أيام الدَّعة إليها.
أو لأنهم كانوا في سرور، وأيامُ السرورِ قصار!!
أو لأنَّ المنقضِي في حكم ما لم يكن!!

فائدة
قال تعالى:
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ۝ لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)

قال الثعلبي:
قال ابن مسعود:
لأنْ ألحسَ جمرةً أحرقتْ ما أحرقتْ، وأبقتْ ما أبقتْ، أحبُّ إليَّ مِن أنْ أقولَ لشيءٍ كان: ليته لَم يكن، أو لشيءٍ لم يكن: ليته كان!!

وقال جعفر الصادق:
يا ابن آدم، ما لك تأسفُ على مفقودٍ لا يردُّه إليك الفوت؟!
وما لك تفرحُ بموجودٍ لا يتركه في يديك الموت؟!
وقيل لبزرجمهر: ما لك أيها الحكيمُ لا تأسفُ على ما فات، ولا تفرحُ بما هو آت؟
فقال:
لِأنَّ الفائتَ لا يُتلافى بالعبرة، والآتي لا يُستدام بالحَبرة.

اللهم أحسن منقلبنا إليك، وارحم ذلنا بين يديك.

فائدة
قال تعالى:
(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم﴾
قال السمعاني:
قال الضحاك: علِّموا أولادكم أسماءَ الأنبياء المذكورين في القرآن؛ كي يؤمنوا بهم، ولا تظنوا أنَّ الإيمانَ بمحمد يكفي عن الإيمان بسائر الأنبياء.

فائدة
قال تعالى:
(الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا)
قال ابن عثيمين:
ومن فوائد هذه الآية الكريمة:
ذَمُّ مَن يكتمُ ما آتاه الله من فضله، والكتمانُ نوعان:
كتمانٌ فعلي، وكتمانٌ قولي.
فالكتمانُ الفعلي:
ألَّا يُرى أثرُ نعمةِ اللهِ على العبد، يعطيه اللهُ المالَ، فيخرجُ إلى الناس بلباس الفقراء وبمركوب الفقراء، لا تعفُّفاً ولكن بخلًا.

وأما الكتمانُ القولي:
أنْ يتحدَّثَ عند الناس فيقول: أنا ليس عندي مال!!
أنا متوسط الحال!!
أو يزيد، ويقول: أنا فقير!!

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

فائدة
قال تعالى:
(إنه لقرآن كريم)

قال الرازي:
فيه لطيفة، وهي:
أنَّ الكلامَ إذا قُرئ كثيراً يهونُ في الأعين والآذان؛ ولهذا تَرى مَن قال شيئاً في مجلسِ الملوك لا يذكرُه ثانياً، ولو قيل فيه يُقالُ لقائله:
لِم تكرِّرُ هذا؟
فالقرآنُ كريمٌ؛ لا يهونُ بكثرة التلاوة، ويبقى أبدَ الدَّهرِ كالكلام الغضِّ والحديثِ الطَّري.

*قاله الرازي مع تصرف يسير.

فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.

مما جاء في تعظيم الله ماورد في البخاري ومسلم أن عيسى ابن مريم رأى رجلًا يسرقُ، فقال له: أَسَرَقْتَ؟
قال: كلَّا واللهِ الذي لا إِله إِلَّا هو!!
فقال عيسى: آمنتُ باللهِ، وكذَّبْتُ عيْنِي.



آمنا بالله وحده،
اللهم املأ قلوبنا حباً لك وخشيةً منك وتوكلاً عليك.

فائدة
قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم)

أيها الناسُ العقلاء:

ما أكثرَ النعمَ التى بين أيدينا وإنْ غفلنا عنها!!
تأمَّل:
أقليلٌ أنْ تخرجَ من بيتك وأنت تهزُّ يديك، وتمشي على قدميك بخطواتٍ ثابتة، وتملأُ صدرك بالهواء فى أنفاسٍ رتيبةٍ عميقة، وتمدُّ بصرك إلى الآفاق، فتنفتح عيناك الصغيرتان على الكون الفسيح لتشاهدَ في لحظةٍ واحدة السماءَ والسحابَ والجبالَ والطيرَ والطائراتِ والمباني الشاهقات، والأشجار والحيوان وسائر المخلوقات،
وتشاهدَ الناسَ وهم ذاهبون وآيبون؟
وتلتقطَ أذناك ما يموج به العالَم من حراك الحياة والأحياء؟
وإذا كنتَ فى ذهولٍ عمَّا أوتيتَ من صحةٍ فى بدنك، وسلامةٍ فى أعضائك، واكتمالٍ فى حواسك، فاصْحَ على عجل ..
وقُمْ وذُقْ طعمَ الحياةِ الموفورةِ التى أتيحتَ لك، واحمد الله- وليَّ أمرِك ووليَّ نعمتك- على هذا الخيرِ الكثيرِ الذى حباك إياه ..
ألا تعلمُ أنَّ هناك خلقا ابتلوا بفقد هذه النعم!!
وليس يعلم إلا اللهُ مدى ما يحسونه من ألم؟
فمنهم مَن حُبس فى جِلده، فما يستطيع حركةً بعد أن قيده المرض!!
ومنهم مَن يستجدي الهواءَ الواسعَ نَفَسَاً يُحيي به صدرَه العليل، فما يعطيه الهواءُ إلا زفرةً شاخبةً بالدم!!
ومنهم مَن عاش منقوصَ الأطراف، أو مقصوصَ المشاعر!!
ومنهم مَن يتلوَّى مِن أكل لقمة؛ لأن أجهزته الهاضمةَ معطوبة!!
ومنهم، ومنهم ..
فإنْ كنتَ معافى مِن هذه الأسقام كلها فهل تظنُّ أنَّ ما أنت فيه ليس إلا ثروةً تافهة؟ أو أنَّ نعمَك هذه لن تُحاسبَ عليها؟ كلا، كلا.
فأين آخِرُ آيةٍ من سورة التكاثر إذاً؟؟

ومن الخطأ أنْ تحسب أنَّ رأسَ مالِك هو ما اجتمع لديك من ذهب وفضة!!.
إنَّ رأسَ مالِك الأصيلِ جملةُ المواهبِ التي أنعم الله بها عليك من ذكاءٍ، وقدرةٍ، وحريةٍ، وصحةٍ سابغة، وعافيةٍ تتألق بين رأسك وقدمك، وتتأنق بها فى الحياة كيف تشاء.
(وما بكم من نعمة فمن الله)
وأعظم المنن وأجلى النعم: نعمةُ الإيمانِ بالله الحقِّ المبين، والإسلامِ لله رب العالمين.
والغريب أنَّ أكثر الناس يزدرون هذه الثروة التى يمتلكونها، لا يشرَكُهم أحدٌ فيها، أو يزاحمُهم عليها!!.
وهذا الازدراء جحودٌ من الإنسان معهود، إن الإنسان لربه لكنود؛ لذا فهو يستحقُّ المؤاخذة والتنديد: (ثم لتسألنَّ يومئذ عن النعيم)

كَم مِن الثمنِ تظنه يكفيكَ فى مقابل ساقيك، أو سمعك أو يديك؟
أو أولادك؟
أو أسرتك؟
أتُراك تبيعُ عينيك فى مقابل مليون دولار؟
احسب ثروتك من هذه المواهب الغالية، ثم اجمع أجزاءها وسوف ترى أنها تقدَّرُ بالذهب الذى جمعه تجارُ العجمِ والعرب .
ألا ما أقلَّ تفكيرَنا فيما لدينا، وما أكثرَ تفكيرَنا فيما ينقصنا!!

يُروى أنَّ "الرشيدَ" قال لابن السمَّاك: عِظنى ـ وقد أُتِيَ بماءٍ ليشربه ـ فقال: يا أميرَ المؤمنين، لو حُبستْ عنك هذه الشربةُ أكنتَ تفديها بملكك؟
قال: نعم؟
قال: فلو حُبِسَ عنك خروجُها، أكنتَ تفديها بمُلكِك؟
قال: نعم.
قال: فما خيرٌ فى مُلكٍ لا يساوي شربةً ولا بولة؟!
وإذا كان هذا الواعظُ يريد أنْ يهوِّنَ مُلكَ الخليفةِ فيُجسِّمَ أمامَ عينيه نعمةً مبذولة، ويريَهُ أنها أرجحُ ممَّا يعتزُّ به مِن دولةٍ وصولة، فنحن ننظرُ إلى هذه الموعِظة من وجهها الآخر، لنرى جميعاً - أنا وأنتَ - أنَّ ما يفتديه الملوكُ بتيجانهم نحصلُ عليه دونَ انتباه، وننالُه مِن غير جهد!!.
فهل نذكرُ هذا الفضل؟
وهل نقدِّرُ هذه النعمة؟
وهل نشكرُ اللهَ الوليَ الحميدَ عليها؟


الله آمنا بك وأسلمنا لك فاجعلنا لك ذاكرين حامدين شاكرين.
مأخوذة بتصرف وتعديل من كتاب: جدِّد حياتك، لمحمد الغزالي.

عبدالله التويجري
٦ رجب ١٤٤٦

فائدة
قال تعالى:
(ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون)
قال ابن أبي علي:
سبيلُ اللهِ واسعٌ، يُقتَلُ فيه أناسٌ، ويموتُ فيه آخرون.
فإنْ فاتنا القتلُ في سبيل الله فلا يفوتنَّنا الموتُ فيه.
وجزاؤهم في الآية واحد: المغفرة والرحمة.

هل أصابكم اليأس؟
أخبروني من يستطيع أن يُغيِّر هذا الكتاب: (كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسُلي)؟
من يستطيع أن يَنتزع هذا الإرث: (وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستَضعفُون مشارقَ الأرضِ ومغاربَها)؟
من يستطيع أن يُؤخِّر هذه الكلمة: (ولقد سبقتْ كلمتنا لعبادنا المرسَلين إنهم لهمُ المنصورون)؟
حين تشعر أن المنافذ كلها مغلقة سيصل إليك لطف الله من المنفذ المستحيل!!!

الغزالي.

فائدة
قال تعالى:
(قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له)
قال ابن عطية:
قال قتادة:
عرفَ - واللهِ - المخرجَ فاستغفر.

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا.

فائدة
قال تعالى:
(وتعاونوا على البر والتقوى)
قال القرطبي:
قال الماوردي: ندبَ اللهُ سبحانه إلى التعاون بالبِرِّ وقَرَنَه بالتقوى له؛ لأنَّ في التقوى رضا الله تعالى، وفي البِرِّ رضا الناس، ومَن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمَّتْ سعادتُه وعمَّتْ نعمته.
وقال ابن خويز منداد في أحكامه: والتعاونُ على البر والتقوى يكون بوجوه، فواجبٌ على العالِم أن يُعِين الناسَ بعلمه فيعلمَهم، ويعينَهم الغنيُّ بماله، والشجاعُ بشجاعته في سبيل الله، وأنْ يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة.
اللهم فارحمنا ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا والقرطبي والماوري وابن خويز منداد وابن سعدي والمسلمين والمسلمات.

فائدة
قال تعالى:
﴿ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون۝الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم﴾
قال الشنقيطي:
أشار في هذه الآية إلى ثلاثة براهين من براهين البعث بعد الموت.

اذكرها باختصار:

فائدة
قال تعالى:
(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)

اقترن ذِكرُ الصلاةِ بالزكاة في القرآن في ثمانٍ وعشرين موضعاً، والتمس العلماءُ الحكمة لذلك، فمنها:
١. الصلاةُ صلةٌ بين العبد وربه، والزكاةُ صلةٌ بين العبد وبعضِ عباد الله.
٢. الصلاةُ رأسُ العبادات البدنية، والزكاةُ رأسُ العبادات المالية.
٣. الصلاةُ طهرةٌ للنفس، والزكاةُ طهرةٌ للمال.
٤. الصلاةُ شكرٌ لنعمة البدن، والزكاةُ شكرٌ لنعمة المال.
اللهم فاجعلنا من حزبك المفلحين وأوليائك المتقين.

فائدة
قال تعالى:
(واستعینوا بالصبر والصلوٰة وإنها لكبیرة إلا على الخاشعین ۝ الذین یظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إلیه راجعون)
قال ابن سعدي:

فهذا الذي خفَّفَ عليهم العبادات، وأوجب لهم التسلِّي في المصيبات، ونفَّسَ عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيئات؛ فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفات العاليات، وأما من لم يؤمن بلقاء ربه، كانت الصلاةُ وغيرها من العبادات من أشق شيء عليه.

ومما يعين على تعظيم الله أمور، منها:
النظرُ في حديثِ اللهِ عن الله عز وجل في القرآن الكريم.

قال ابن الجوزي: واللهِ لو أنَّ مؤمنًا عاقلاً قرأ سورةَ الحديد وآخرَ سورة الحشر وآيةَ الكرسي وسورةَ الإخلاص بتفكير وتدبر، لتصدع من خشية الله قلبُه، وتحيَّر في عظمة الله لبُّه.

فائدة
قال تعالى:
﴿ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾
قال القاسمي:
جمعت هذه الدعوةُ كلَّ خيرٍ في الدنيا والآخرة، وصرفت كلَّ شر؛ فإنَّ الحسنةَ في الدنيا تشملُ كلَّ مطلوبٍ دنيوي من عافيةٍ، ودارٍ رحبة، وزوجةٍ حسنة، ورزقٍ واسع، وعلمٍ نافع، وعملٍ صالح، ومركبٍ هين، وثناءٍ جميل... إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها؛ فإنها كلَّها مندرجةٌ في الحسنة في الدنيا.
وأما الحسنة في الآخرة: فأعلى ذلك رضوانُ الله تعالى ودخولُ الجنة، وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب... وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.
وأما النجاة من النار: فهو يقتضي تيسيرَ أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام.
اللهم فأحسن منقلبنا إليك.

فائدة
قال تعالى:
﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني یحببكم الله ویغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحیم﴾
قال السعدي:
وهذه الآيةُ فيها وجوبُ محبةِ الله، وعلاماتُها، ونتيجتُها، وثمراتُها.
وبهذه الآيةِ يُوزَن جميعُ الخلق.

وقال القرطبي:
وقال الله: (فإن الله) ولم يقل: (فإنه) لأنَّ العربَ إذا عظَّمتْ الشيءَ أعادتْ ذِكرَه، وأنشد سيبويه:
لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شيءٌ ...
نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا
اللهم فأحسن منقلبنا إليك ومنقلبَ والدينا وأزواجِنا وذرياتِنا وأحبابِنا والسعدي والقرطبي وسيبويه.

فائدة
جاء في الحديث:
(وآخِرُ ما تفقدون من دينكم الصلاة)
قال الإمام أحمد رحمه الله:
كلُّ شيءٍ يذهبُ آخرُه فقد ذهبَ جميعُه ، فإذا ذهبتْ صلاةُ المرءِ ذهبَ دِينُه.

موعظة جميلة

فائدة
قال تعالى عن الظالمين:
(وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي﴾
قال الزمخشري:

وتراهم خاشعين، متضائلين، متقاصرين؛ مما يلحقهم من الذُّلِّ.
يبتدئُ نظرُهم مِن تحريكٍ لأجفانهم، ضعيفٍ خفيٍ بمسارَقةٍ، كما ترى المصبورَ ينظر إلى السيف!!
وهكذا نظرُ الناظرِ إلى المكاره:
لا يقدرُ أنْ يفتحَ أجفانَه عليها، ويملأ عينيه منها، كما يفعل في نظرِه إلى المحاب.
اللهم فأحسن منقلبنا إليك.

فائدة
قال تعالى:
(لئن شكرتم لأزيدنكم)
قال ابن أبي علي:

يا عباد الله اشكروا الله بألسنتكم بذكره والثناء عليه، وبقلوبكم بالإيمان والتعظيم والتوبة إليه، والحبِّ والإجلالِ والتوكل عليه، وبجوارحكم بطاعته والسعي لمرضاته، واجتناب محرماته؛ فإنا نصبحُ ونمسي في رغدٍ من العيش، ونتقلَّبُ في نعمِ الله التي نراها من بين أيدينا ومن خلفنا ومن تحتنا ومن فوقنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا:
بيتٌ يؤوينا، وغطاء يدفينا، وثيابٌ تسترنا، وبلدٌ غني، وطعامٌ هني، وماء، موزون، وأمٌّ حنون، وأبٌ عطوف، وزوجٌ شريف، وأخٌ لطيف، وأولادٌ بارة، وأخبارٌ سارة، وأمن وإيمان، فلنحمد الله اللطيف المنان.

والشاكرون ياعباد الله همُ القليلُ من الناس؛ فكونوا من أولئك القليل.
والوصفُ بقلة الشكر معهودٌ من قديم الزمان، من عهد نبي الله داود عليه السلام (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور). فالناس قبل الآلات والأجهزة الحديثة وقبل عصر الكهرباء والبترول مطلوبٌ منهم الشكر ولو كانوا في خيمة مهترئة وثيابٍ بالية وماءٍ كدر!!
فكيف بنا في هذا الزمان؟

وإذا كنتَ - ياعبدالله - من الشاكرين فأنتَ مع الرَّكبِ المقدَّس؛ والزمرة المصطفاة؛ فنوحٌ سمَّاه الله عبدا شكورا، وكان من أعظمِ مآثرِ إبراهيمَ الخليلِ عليه السلامُ التي أثنى الله عليه بها أنه كان شاكراً لأنعمه، وقال لكليمه موسى عليه السلام ولنبينا محمد بنِ عبدالله ﷺ قال لكلٍ منهم:
(وكن من الشاكرين)
فأيُّ شرفٍ وأيُّ فخرٍ أعظمُ من أن تكون في صفٍ هؤلاء أوائله!!

واللهُ وعد الشاكرين بجزائهم وعدا مطلقا، واللهُ أجودُ الأجودين وأكرمُ الأكرمين.
(وسيجزي الله الشاكرين)

اللهم أحسن منقلبنا إليك
واجعلنا من الشاكرين الذاكرين.

فائدة
قال تعالى:
(وبالوالدين إحسانا)

قال عبدالرحمن الرواف:
رسالة لكل ابن وبنت:

حذار حذار من البِرِّ الكاذب والعقوقِ الخفي!!
وذلك حين يُضمِرُ الابنُ أو البنتُ عدمَ الاستجابة للوالدين مع التزام الصمت والاكتفاء بتقبيل الرأس واليدين.

فالبرُ هو:
الحبُّ والتقديرُ مع الطاعةِ والاستجابةِ لهما، والأدبُ والاحترامُ في التعامل معهما.
وليس البرُّ في تقبيل اليدين مع العصيان،
ولا في تقبيل الجبين مع الخذلان.

قمةُ البر:
أنْ تعرف كيف تبرَّ والديك عندما لايساعدان على بِرهما !!
بالصبر والاحتمال ومجاهدةِ النفس؛ فأعباءُ الحياةِ، ومرورُ الأعوامِ، وتغيرُ الزمانِ، وتقلُّبُ الحالِ قد تكون سببا في تعكُّر المزاج، وتُحدِثُ شيئا من الغلظةِ أو العجلةِ؛ فارفق بهما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة....

أيها الأبناء الموفقون:
سيعينكم على البرِّ بإذن الله:
أنْ تتذكر دائما سنينَ عمرِك الأولى،
وأنت في المهد،
وأنت تحبو،
وأنت تخطو خطواتك الأولى في الحياة.
مَن رباك ؟
ومَن رعاك؟
ومَن كساك؟
ومَن كان قائما على حملك وإرضاعك وإطعامك وملاحظتك أياما وشهورا وسنين طويلة؟

البِرُّ يكون:
بكلمةٍ حسنة،
وبسمةٍ جميلة،
وهديةٍ خفيفة،
وأخبارٍ سارة،
ومؤانسةٍ وملاطفة.

ومِن حَقِّ أبويك أنْ تسعدَهما وتدخلَ السرورَ عليهما؛ فلقد كان من أعظم أمانيهم - حين كنتَ طفلا - أن يريانك سعيدا.

  ومِن أعظم البِر:
البرُّ بهما بعد فقدِهما؛ بالدعاء لهما، وذِكرهما بالخير، وتفقُّدِ أصحابِهما.

وفقكم الله للبر بآبائكم وأمهاتكم..

أنهارٌ وبحارٌ وجبالٌ من الحسنات والأجور العظيمات لمن يفعلون الخير ويدلُّونَ عليه ويدعونَ إليه.
لا تنسَ :
(والله ذو الفضل العظيم)

فائدة
قال تعالى:
(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
قال ابن قتيبة:
وهل شيءٌ أبلغُ في العظة والعبرة مِن هذه الآية؟
والمعنى:
أفلم يسيروا في الأرض، فينظروا إلى آثارِ قومٍ أهلكهم الله بالعتُوِّ، وأبادهم بالمعصية، فيروا مِن تلك الآثارِ بيوتاً خاويةً قد سقطتْ على عروشها، وبئراً لِشُربِ أهلِها قد عُطِّلتْ، وقصراً بناهُ مالكُه بالشِّيدِ قد خلا مِن السُّكانِ وتداعى بالخراب؛ فيتعظوا بذلك، ويخافوا مِن عقوبةِ اللهِ وبأسِه، مثلَ الذي نزل بهم.

اللهم أحسن منقلبنا إليك.

فائدة
قال تعالى:
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوَّان كفور)
قال أبو حيان:
ولم يذكر تعالى ما يَدفعُه عنهم؛ ليكونَ أفخمَ وأعظمَ وأعمَّ.


اللهم آمنا بك وتوكلنا عليك.

ألا ما أفخمَ مدافعةَ الله، وما أعظمَها، وما أعمَّها!!
فلك اللهم الحمدُ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

فائدة
قال تعالى في سورة آل عمران بعد ذكر الإمداد بخمسة آلافٍ من الملائكة في غزوة بدر، قال:
(وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الحكيم)
قال الثعلبي:
يعني:
لا تُحيلوا بالنصر على الملائكة والجند؛ فإنَّ النصرَ من الله تعالى؛ فاستعينوا به، وتوكلوا عليه؛ لأنَّ العزَّ والحكمَ له.

اللهم لك الحمد يا عزيز يا حكيم.

قد يسأل بعض الناس عن الذين هُجِّروا من المسلمين من بلادهم وحصل لهم الأذى والقتل والموت ماذنبهم؟
وماذا لهم وهم لم يدركوا النصر ولا هلاك عدوهم، ماذا لهم؟

قال تعالى:
﴿والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ۝ ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم﴾

فائدة
قال تعالى:
(يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار)

قال شيخنا عبدالله الصبيحي رحمه الله:
المتأملُ في تقلُّبِ الجو يدرك أنَّ تقليبَ الأحوالِ على الله يسير.
فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.

فائدة
قال محمد بن عبدالوهاب:
لا ينبغي للمؤمن أنْ يغترَّ بالفجرة، بل يكون على حذرٍ منهم، ولو قالوا ما قالوا!!
خصوصاً:
أولياء الشيطان الذين تسبقُ شهادةُ أحدِهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه؛ فإنَّ اللعينَ حلف: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}

فائدة أثمن وأعز من قطعة أرض تجارية شمال الرياض:
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في سياق الفوائد من قصة آدم عليه السلام وإبليس:

ومن الفوائد:
أنه لا ينبغي للمؤمن أنْ يغترَّ بخوارق العادة إذا لم يكن مع صاحبها استقامةٌ على أمر الله؛ فإنَّ اللعينَ أنظره اللهُ تعالى ولم يكنْ ذلك إلا إهانةً له وشقاءً له، وحكمةً بالغةً يعلمها الحكيم الخبير، فينبغي للمؤمن أنْ يميِّزَ بين الكرامات وغيرها، ويعلمَ أنَّ الكرامةَ هي لزومُ الاستقامة.

ومنها:
أنَّ الأمورَ التي يحرصُ عليها أهلُ الدنيا قد تكون عقوبةً ومحنة، والجاهلُ يظنُّها نعمة، مثل المالِ والجاه وطولِ العمر، فإنَّ اللهَ أعطى اللعينَ مِن النظرة (الإمهال) ما أعطاه.

ومنها:
أنْ يعلمَ المؤمنُ أنَّ الذنوبَ كثيرةٌ، ولا نجاةَ له منها إلا بمعونةِ الله وعفوِه، وأنَّ كثيراً منها قد لا يعلمُه مِن نفسه؛ فإنَّ أكثرَ الكبائرِ القلبيةِ مثلِ الرياء والكِبرِ والحسد، وتركِ التوكل والإخلاص وغيرِ ذلك، قد يتلطخ بها الرجل وهو لا يشعر!!
ولعله يتورعُ عن بعض الصغائر الظاهرة، وهو في غفلة عن هذه العظائم.
ومنها:
أنْ يعرفَ قدرَ معصيةِ الحسد، وكيف آلَ باللعين حسدُه إلى أن فعل به ما فعل.

ومنها:
-وهو من أحسنها- أنْ يعرفَ صحة ما ذُكِر عن بعض السلف: أنَّ مَن لم يجاهد في سبيل الله ابتلي بالجهاد في سبيل الشيطان!!
ومَن بخل بإنفاق المال في طاعة الله ابتلي بإنفاقه في المعاصي وفيما لا ينفعه!!
ومن لم يمشِ في طاعة الله خطوات، مشى في طاعة الشيطان أميالاً!!
وأشباه ذلك، والدليل من القصة أبلغ من هذا بكثير؛ فإنَّ اللعينَ أبى أنْ يسجدَ لزعمه أنَّ ذلك نقصٌ في حقه، ثم صار بعد ذلك يكدحُ جهده في القيادة والدياثة وأنواع الرذائل.

اللهم فاغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا ومعلمينا وطلابنا وزملائنا ومحمد بن عبدالوهاب والسعدي والمسلمين والمسلمات.

الأستاذ الدكتور : عويض العطوي

الشيخ عويض العطوي

‏عويض العطوي

فائدة
قال تعالى:
(والسابقون السابقون * أولئك المقربون)
قال البغوي:
قال الربيع بن أنس:
السابقون إلى إجابة الرسول ﷺ في الدنيا هم السابقون إلى الجنة في العقبى.
اللهم اهدنا ويسِّر الهدى لنا.

Share وصف القرآن للقرآن.pdf

‏صورة من .

فائدة
قال تعالى:
(ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا)
قال أهل التفسير واللغة:
واو الجماعة في الفعل: (يجدون) في محل رفع فاعل تعود على الأنصار.
أما واو الجماعة في الفعل: (أوتوا) فهي في محل رفع نائب فاعل تعود على المهاجرين.

فالمعنى:
ولا يجدُ الأنصارُ في نفوسهم حسداً على المهاجرين فيما فضَّلهم اللهُ به من المنزلة والشرف، والتقديمِ في الذِّكر والرتبة.

فالآية تمدح الأنصار هنا بعدم الحسد، وبقيةُ الآية تمدحهم بعدم البخل.

اللهم فأحسن منقلبنا إليك.

فائدة
قال تعالى:
(فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئاً مریـئاً)
قال ابن كثير:
عن يعقوب بن المغيرة بن شعبة، عن علي قال:
إذا اشتكى أحدُكم شيئاً، فليسأل امرأته ثلاثةَ دراهم أو نحو ذلك، فليبتع (أي:فليشترِ) بها عسلاً، ثم ليأخذ ماءَ السماءِ فيجتمع:
هنيئاً مريئاً، شفاءً، مباركاً.

اللهم أحسن منقلبنا إليك.

فائدة
قال تعالى:
(واتقوا اللهَ
ويعلمكم اللهُ
واللهُ بكل شيء عليم﴾
قال أبو السعود مستفيدا من البيضاوي:
كرَّرَ لفظَ الجلالة؛ في الجمل الثلاث؛ لإدخالِ الرَّوعة؛ وتربيةِ المهابة؛ وللتنبيه على استقلالِ كلٍّ منها بمعنى على حياله؛ فإنَّ الأولى حثٌّ على التقوى؛ والثانيةَ وعدٌ بالإنعام؛ والثالثةَ تعظيمٌ لشأنه تعالى.

اللهم أحسن منقلبنا إليك.

فائدة وموعظة
قال تعالى:
(إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا)
قال ابن أبي علي:
كلَّما خرجتَ من بيتك، ورفعتَ رأسكَ ورأيتَ السَّماءَ فتذكَّر حِلْمَ الله تعالى!!
فالله هو الكبير المتعال، ذو القوة المتين، وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وهو الذي يدبِّر الأمر، وهو الخلَّاقُ الرزَّاقُ ذو القوةِ المتين!!
والخلْقُ كلهم خلْقُه، والسماءُ سماؤه، والأرضُ أرضُه، ولا ينازعُه أحدٌ في أمرِه....

ومع ذلك:
فهناك الكافرون الظالمون.
وهناك الفاسقون الفاجرون.
وهناك الخطَّاؤون المذنبون.
والله يرزقهم، ويسترهم، ويغيثهم بالخيرات والأمطار، ويكلؤهم بالليل والنهار!!
وفئام من الناس لا يؤمنون، وهم عن آيات ربهم معرضون.
ألا ما أحلَمَ الله!!
وما أعظَمَ سترك يا ألله!!
اللهم فالطف بنا واكفنا شرَّ أنفسنا.

قال ابن أبي علي:
مِن أعظمِ أسباب الانحراف الفكري والعقدي والسلوكي:
تضخيمُ زخارفِ الدنيا، ثمَّ التعاملُ معها وكأننا فيها خالدون!!
وخيرُ مَن يصحِّحُ لنا النظرةَ لهذه الحياة ويكشف لنا عن حقيقتها، ويبيِّنُ لنا كيف نحيا فيها:
القرآن الكريم.

لذا فإنَّ العاقلَ المريدَ النجاةَ لنفسه ينظرُ في آيات القرآن، ويتأمل فيها، وكيف تحدَّثتْ تلك الآيات عن الحياة.
تأمل:
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
(قل متاع الدنيا قليل)
(وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو)
(واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح)
(اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفارَ نباتُه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما)

اللهم أحسن منقلبنا إليك.

( قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون.إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين )
قال عفا الله عنه:
لا ضير...
لا ضيرَ في تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف...
لا ضيرَ في التصليب والعذاب...
لا ضير في الموت والاستشهاد...
لا ضير؛؛؛ إنا إلى ربنا منقلبون!!
وليكن في هذه الأرض ما يكون!!
 فالمطمعُ الذي نتعلق به ونرجوه: أن يغفرَ لنا ربنا خطايانا جزاءَ أنْ كنَّا أول المؤمنين، وأنْ كنَّا نحن السابقين.

يا لله!!
يا لروعة الإيمان إذ يُشرق في الضمائر!!
وإذ يفيضُ على الأرواح!!
وإذ يسكبُ الطمأنينة في النفوس!
وإذ يرتفعُ بسلالة الطين إلى أعلى عليين!!
وإذ يملأُ القلوبَ بالغنى والذخر، والعزة والوفر!!
وإذ يطلع على الحياة، فيكشفُ حقيقتها، ويَحْطِمُ أصنامها، ويمحو باطلها.

فإذا كلُّ ما في الأرضِ مِن متاعٍ وزخارف:
تافهٌ حقيرٌ، قليلٌ قطمير!!
اللهم ثبت قلوبنا على توحيدك والإيمان بك.

فائدة
قال تعالى:
(ولا تشتروا بـٔایـٰتي ثمنا قلیلا)
قال الزمخشري:
والثمنُ القليلُ: الرياسةُ التي كانت لهم في قومهم، خافوا عليها الفواتَ لو أصبحوا أتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستبدلوها- وهي بَدَلٌ قليلٌ ومتاعٌ يسيرٌ- بآياتِ الله وبالحقُّ الذي كلُّ كثيرٍ إليه قليلٌ!!
وكلُّ كبيرٍ إليه حقيرٌ!!
فما بالُ القليلِ الحقير!؟

فائدة
قال تعالى:
(ولا تقربا هذه الشجرة)
قال ابن جزي:
النهيُ عن القربِ يقتضي النهيَ عن الأكل بطريقِ الأولى، وإنما نهى عن القرب سدَّاً للذريعة؛ فهذا أصلٌ في سدِّ الذرائع.

فائدة
قال السيوطي:
قال بعض العلماء:
في سورة الشعراء ثلاثُ آياتٍ متواليات فيها ردٌ على ثلاث فرق:
(إذ نسویكم برب ٱلعـٰلمین ۝ وما أضلنا إلا ٱلمجرمون ۝ فما لنا من شـٰفعین ۝)

١.(إذ نسویكم برب ٱلعـٰلمین)
ردٌ على المشبهة.

٢.﴿وما أضلنا إلا المجرمون﴾
ردٌ على المجبرة.

٣.﴿فما لنا من شافعين﴾
ردٌ على المرجئة.

فائدة
قال تعالى عن هود عليه السلام أنه قال لقومه:
(أتبنون بكل ریع ءایة تعبثون ۝ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)
قال ابن أبي حاتم:
قال عون بن عبدالله:

إنَّ أبا الدرداء، رضي الله عنه، لمَّا رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونَصْبِ الشجر، قام في مسجدهم فنادى:
يا أهل دمشق!!
فاجتمعوا إليه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
ألا تستحيون!!
ألا تستحيون!!
تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأمَلون ما لا تُدركون!!
إنه كانت قبلكم قرون، يجمعون فيوعون، ويبنون فيوثقون ويأملون فيطيلون، فأصبح أملهم غرورا، وأصبح جمعهم بورا، وأصبحتْ مساكنهم قبورا.

ألا إنَّ عاداً ملكتْ ما بين عَدنَ وعُمان خيلاً ورِكابا!!
فمن يشتري مني ميراثَ عادٍ بدرهمين؟؟

فائدة
قال تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله)
قال ابن كثير:
فالبخيل جحودٌ لنعمة الله عليه، لا تظهرُ عليه ولا تبين، لا في أكله، ولا في ملبسه، ولا في إعطائه وبذله، كما قال تعالى: (إن الإنسان لربه لكنود. وإنه على ذلك لشهيد) أي: بحاله وشمائله، (وإنه لحب الخير لشديد) ، وقال هاهنا: (ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) ولهذا توعَّدهم بقوله: (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) والكفر هو الستر والتغطية، فالبخيلُ يسترُ نعمةَ الله عليه ويكتُمها ويجحدُها، فهو كافرٌ لنعم الله عليه.
وفي الحديث: "إنَّ الله إذا أنعم نعمةً على عبدٍ أحب أن يظهر أثرها عليه"
وفي الدعاء النبوي: "واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها عليك قابليها"

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

فائدة للأئمة والمؤذنين ونحوهم
قال تعالى في مصارف الزكاة:
(والعاملين عليها)
قال ابن العربي:
وهم الذين يقدمون لتحصيلها، ويوكَّلون على جمعها؛ وهذا يدل على مسألة بديعة، وهي:
أنَّ ما كان مِن فروض الكفايات فالقائمُ به يجوز له أخذُ الأجرة عليه.
ومن ذلك: الإمامة؛ فإنَّ الصلاة، وإنْ كانت متوجهة على جميع الخلق فإنَّ تقدُّمَ بعضِهم بهم مِن فروض الكفاية، فلا جرمَ يجوزُ أخذُ الأجرة عليها.
وهذا أصلُ الباب.

فائدة نفيسة للقضاة والحكَّام
قال تعالى:
(إذ أخرجه الذين كفروا)
قال القاضي ابن العربي المالكي:
المسألة الرابعة: وهي عظمى في الفقه من قوله تعالى {إذ أخرجه الذين كفروا} وهو خرجَ بنفسه، فارَّا عن الكافرين بإلجائهم له إلى ذلك حتى فعله؛ فنسبَ الفعلَ إليهم، ورتَّبَ الحكم فيه عليهم، وذمَّهم عليه، وتوعَّدهم؛ فلهذا يُقتلُ المكرِهُ على القتل، ويضمنُ المالَ المكرِهُ على إتلاف المال؛ لإلجائه القاتلَ والمتلِفَ إلى القتل والإتلاف، وكذلك شهودُ الزنا المزوِّرون باتفاق من المذهب، وشهودُ القصاص إذا شهدوا بالقتل باطلاً باختلافٍ بين علمائنا.
والمسألةُ عسيرة المأخذ، وقد حققناها في مسائل الخلاف.

وجملة الأمر:
أنَّ نسبةَ الفعل إلى المكرِه لا خلافَ فيه، وكذلك تعلُّقُ الإثمِ به مع القصد إليه لا خلاف فيه.
فأما ما يترتبُ عليه من حكمٍ فإنَّ ذلك يختلفُ بحسب اختلاف المحال والأسباب، حسبما تقتضيه الأدلة؛ فلينظر هنالك.

فائدة
قال تعالى عن إهلاك ثمود:
(فأخذتهم الصاعقة وهم ینظرون)
قال الطاهر ابن عاشور:
لأنهم لمَّا رأوا بوارقَها الشديدةَ علموا أنها غيرُ معتادةٍ؛ فاستشرفوا ينظرون إلى السحاب!!
فنزلت عليهم الصاعقة وهم ينظرون.
وذلك هولٌ عظيمٌ؛ زيادةً في العذاب.
فإنَّ النظرَ إلى النقمةِ يزيدُ صاحبها ألماً، كما أنَّ النظرَ إلى النعمةِ يزيدُ المُنعَمَ مسرةً، قال تعالى: ﴿وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون﴾
اللهم فأرنا في كفرة أهل الكتاب ريحاً عقيماً قاصفاً دبوراً صرصرا عاتيةً عاصفةً فيها صِرٌ، ماتذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم.

بإذن الله نثبت على هذا الاسم:

فوائد التفاسير.


وقد بلغنا بحمد الله أكثر من ١٧٠٠ فائدة.

Channel name was changed to «فوائد التفاسير»

Channel name was changed to «فوائد من تفاسير القرآن الكريم، بإشراف عبدالله التويجري»

تنبيه
تم تغيير اسم القناة لتصبح:
فوائد مختارة من تفاسير القرآن الكريم، بإشراف عبدالله التويجري.

Channel name was changed to «فوائد مختارة من تفاسير القرآن الكريم، بإشراف عبدالله التويجري»

Channel name was changed to «فوائد مختارة من تفاسير القرآن الكريم»

فائدة
قال تعالى:
(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)
قال ابن أبي علي:
الشبابُ - أبناءً وبنات - بحاجةٍ ماسَّةٍ جداً إلى قيمة التوازن، وإدراكِ معناها والعملِ بمقتضاها.
فالتوازنُ ليس بقسمة الشيء إلى قسمين متساويين، بل هو إعطاءُ كلِّ طَرَفٍ حقَّه التَّام؛ فالتوازنُ بين النوم واليقظة يكون بمنح النوم - مثلاً - ثماني ساعات، والسِّت عشرة ساعةً الباقية لليقظة.
وهكذا، فالنسبةُ مختلفةٌ بحسب كلِّ موازنة.
ومن الاحتياجات في ذلك:
التوازنُ بين العمل والفراغ.
التوازنُ بين الإنفاق والإمساك.
التوازنُ بين نعم و لا.
التوازن بين الرياضة والراحة.
التوازن بين التبكير لصلاة الجمعة والتخلف عنها.
التوازن بين الأهل والأصدقاء.
التوازن بين الأكل الشَّرِه والحِمية.
التوازن بين العزلة والخلطة.
التوازن بين الجسد والروح.
التوازن بين العقل والقلب.
التوازن بين الجِدِّ والمزاح.
واللهُ أمرَ بهذه القيمةِ العظيمةِ، وأثنى على أهلها، فقال:
(والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
وقال: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.

وفق الله الجميع لمرضاته.
٧ جمادى الآخرة ١٤٤٦

نصيحة لمن تبلغه من المسلمين والمسلمات:

مِن حيل الشيطان على الشباب والفتيات في تضييع الصلوات:
أنْ يعظِّم عندهم أمراً تافهاً حقيراً قد يتعارض مع الصلاة، أو مايجب للصلاة، كالوضوء والطهارة.

وذلك مثل:
أنْ يعظِّم الشيطان في نفوسهم أهميةَ الذوقِ الراقي واللباسِ الجميل، ويجعلَ من ذلك الجمال تضييقَ الأكمام؛ بحيث يصعبُ رفعها لغسل اليدين إلى المرفقين عند الوضوء، ويكون الشاب أو الفتاة خارج البيت؛ فيؤخرون الوضوء والصلاة حتى العودة، أو ربما يتركانها بحجة عدم القدرة على الوضوء الصحيح.

ومن ذلك:
تقبيحُ لبسِ الشُّرَاب المعتاد سابقا لما فوق الكعبين، وتزيينُ لبسِ الشُّرَاب لما دون الكعبين، مع الامتناع من خلعه عند الوضوء، ثم يسري في النفسِ شعورٌ بعدم صحة الوضوء والصلاة، فيرون الحل في تركهما.

ومن ذلك:
المبالغةُ من الفتيات في وضع مساحيقِ التجميل عند الذهاب للمناسبات، وتعظيمُ ذلك جدا؛ ولو احتاجت للوضوء لصلاة المغرب لم تتوضأ ولم تصلِّ إلا بعد انتهاء المناسبة، ولو كان ذلك بعد خروج الوقت.

ومن ذلك:
أن يعتاد الشابُ على الاغتسالِ بعد الأذان، مع الإطالةِ في الاغتسال بالشامبو والصابون، وتفريش الأسنان بالفرشاة والمعجون، والمبالغة في إمضاء الوقت في اختيار اللباس وتطقيمه، حتى يخرج الناس من الصلاة وينتهوا منها.
ومن ذلك:
خروج الشاب من المنزل وهو على غير طهارة عند الأذان؛ لقضاء بعض الأشغال غير المهمة، فيذهب الوقت وهو في سيارته يجوب الطرقات، والمسلمون يصلون، وهو يتعلل بالزحام، وعدمِ الوضوء، وقلةِ النظافة في دورات المياه العامة، ويخدعه الشيطان فتفوته الصلاة، أو يخرج الوقت وهو لم يصلِّ!!

ومن ذلك:
الخروج من البيت قبيل الأذان بلباسٍ لا تصح به الصلاة؛ للعب أو للمشي أو للتمارين في النادي، فإذا حانت الصلاة لم يستطع أن يصلي، فيؤجل الصلاة لحين العودة إلى البيت، ومع التكرار قد لا يعود إلا بعد خروج الوقت، والله المستعان.

فيا كلَّ شاب وكلَّ فتاة:
الغايةُ من خلقنا عبادة الله،
والصلاةُ عمود الدين، وثاني أركان الإسلام، وشعار المسلمين.
وأجرُها لكم إنْ حافظتم عليها.
ووزرُها وإثمُها عليكم إنْ فرَّطتم فيها.

وعلى الآباء والأمهات البلاغُ والتوجيهُ والأمرُ والاصطبارُ.
والتوفيق من الله تعالى.
اللهم اهدنا واهد شبابنا وفتياتنا للخيرات وإقام الصلاة.

٢٥ ربيع الآخر١٤٤٦

حين يضيق صدر الواحد منا؛ فإنَّ من أعظم ما تُدفع به هذه الحالة أن يتذكر ماعنده من النعم.
ومن هذه النعم المنسية:
تمامُ الحواسِّ واكتمالُ الأعضاء، والسلامةُ من الأمراض والإصابات.
والتعلُّمُ والقراءة والكتابة. والالتحاقُ بوظيفة، أو تملُّكُ محلٍ تجاري، أو الارتباطُ بأي عملٍ من الأعمال.
ووجودُ الأسرة التي ينتمي إليها الإنسان، وتيسيرُ الخطبة والزواج والمسكن والمأكل والمشرب.
ودراسة الأولاد.
وتيسر الذهاب للمستشفى عند الحاجة.
ومن النعم: نعمة اللباس وتيسر الحصول عليه بأنواعه وأشكاله.
وهذه الأجهزة الحديثة من ثلاجات وأفران ودفايات وغسالات ونشافات وحافظات وزمزميات وخلاطات وعصارات وقطَّاعات
وعجَّانات
ومكانس وكوايات، وغيرها كثير.
تتيسر للغني والفقير.
فأين الشاكرون والشاكرات؟
وأين الحامدون الله كثيرا والحامدات؟
ومن النعم كذلك:
انتشار المساجد وسماع صوت الآذان ووفرة المصاحف، والأمن على النفس والمال والولد والعرض، وهذه الوسائل المتعددة للنقل من سيارات وطائرات وقطارات وسفن وبواخر تجوب العالم والبحار والسهول والجبال براحة وخدمات للجميع.
ومن النعم هذه المحلات وأصحابها التي يؤمنون ما نحتاج إليه من طعام وأثاث ولباس ودواء.
ومن النعم:
خلو جوالك من السناب والتك تك وقائمة التافهين وأضرابهم.
اللهم ألهمنا شكر نعمتك واجعلنا من عبادك المؤمنين الشاكرين.

فائدة
قال تعالى:
(وإن تطيعوه تهتدوا)
قال القرطبي جعلَ اللهُ الجنةَ مأوانا ومأواه:
جعلَ اللهُ الاهتداءَ مقروناً بطاعته.



اللهم ارزقنا طاعتك والثبات على دينك.

فائدة
قال تعالى: ﴿ومنهم أميون﴾
قال البغوي:
أي: مِن اليهود أُمِّيُّون لا يُحسنون القراءة والكتابةَ، جمعُ أمِّي، منسوبٌ إلى الأم؛ كأنَّه باقٍ على ما انفصل مِن الأم لم يتعلم كتابةً ولا قراءة.

فائدة
قال تعالى:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
قال ابن عطية:
قال سفيان بن عيينة لابن المبارك:
إذا رأيتَ الناسَ قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهلِ الثغور؛ فإنَّ الله تعالى يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

اللهم فاهدنا سبل السلام وأدخلنا دار المقامة.

فائدة
قال تعالى:
(وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب)
قال أبوحيان:
الإشارةُ ب(هذه) ازدراءٌ للدنيا، وتصغيرٌ لأمرها!!
كيف لا؟ وهي لا تزنُ عند الله جناحَ بعوضة!!
فما هي في سرعةِ زوالها عن أهلها وموتهم عنها، إلا كما يلعبُ الصبيانُ ساعةً ثم يتفرقون!!

اللهم أحسن منقلبنا إليك ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا وأبي حيان والسعدي يا رب العالمين.

فائدة
قال تعالى:
(وكأین من دابة لا تحمل رزقها الله یرزقها وإیاكم)
قال ابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦:
(لاتحمل رزقها)
أي: لا ترفعُ شيئاً لغد.
قال سفيان بن عيينة:
ليس شيءٌ يُخبِّئ إلا الإنسان، والنملة، والفأرة.

فائدة
قال الله جواباً لسؤالِ أهلِ النارِ الخروجَ منها: ﴿اخسؤوا فيها ولا تكلمون﴾
قال ابن سعدي:
وهذا القول -نسأله تعالى العافية- أعظمُ قولٍ على الإطلاق يسمعه المجرمون في التخييبِ، والتوبيخ، والذُّلِ، والخسارِ، والتأييسِ مِن كلِّ خير، والبشرى بكلِّ شَرٍّ.
وهذا الكلامُ والغضبُ من الرَّبِ الرحيم أشدُّ عليهم وأبلغُ في نكايتهم من عذابِ الجحيم.


اللهم إنا نسألك لطفك وسترك وعفوك، إله الحق.

فائدة
قال تعالى:
(فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
قال أبوحيان:
وقَلَّ أنْ تَرى متعاشِرَين يرضى كلُّ واحدٍ منهما جميعَ خُلقِ الآخَر.
ويقال:
ما تعاشَرَ اثنان إلا وأحدُهما يتغاضى عن الآخَر.
وفي صحيح مسلم: (لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كره منها خُلقا رضي منها آخَر) .
وأنشدوا في هذا المعنى:
ومَن لا يُغمِّضْ عينَه عن صديقِه *** وعن بعضِ ما فيه يمتْ وهو عاتبُ!!
ومَن يتتبعْ جاهداً كلَّ عثرةٍ ∗∗∗ يجدْها، ولا يسلَمْ له الدهرَ صاحبُ!!

فائدة
قال تعالى:
(ولقد آتيناك سبعا من المثاني)
جاء في تفسير البغوي:
قال عمر وعلي وقتادة وعطاء والحسن وسعيد بن جبير: السبع المثاني هي فاتحة الكتاب.
واختلفوا في علة تسمية الفاتحة بالمثاني:
قال ابن عباس والحسن وقتادة: لأنها تُثنى في الصلاة، فتقرأ في كل ركعة.
وقيل: لأنها مقسومةٌ بين الله وبين العبد نصفين، نصفها ثناء ونصفها دعاء.
وقال الحسين بن الفضل: لأنها نزلت مرتين: مرةً بمكة، ومرةً بالمدينة، كلُّ مرةٍ معها سبعون ألف ملك.
وقال مجاهد: لأنَّ اللهَ تعالى استثناها وادَّخرها لهذه الأمة فما أعطاها غيرهم.
وقال أبو زيد البلخي: لأنها تَثني أهلَ الشَّرِ عن الفسق.
وقيل: لأنَّ أولها ثناء.

أحمد عبد المنعم

فائدة
قال تعالى:
(ومن شر حاسد إذا حسد)
قال عبدالله الصبيحي:
لو تأمَّل الحاسدُ (سورة الفلق) لَذُعِرَ مِن كون المسلمين كافةً يتعوذون منه صباحاً ومساءً.

رحمة الله عليك أبا عبدالعزيز بكرة وعشيا.

فائدة
قال تعالى:
(وإذا الموءودة سئلت ۝ بأي ذنب قتلت)
قال الماوردي:
قال قتادة:
يَقتلُ أحدُهم ابنته، ويغذو كلبَه!!
فأبى اللهُ سبحانه ذلك عليهم.

فائدة
قال تعالى:
(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)
قال ابن العربي:
الأرضُ كلُّها لله مُلكاً وخلقاً، كما قال الله سبحانه وتعالى: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده}.
والمساجدُ لله رفعةً وتشريفاً، كما قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}.
والكعبةُ بيتُ اللهِ تخصيصاً وتعظيماً، كما قال تعالى: {أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين}.

فائدة
قال تعالى:
(ویدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدین فیها رضي الله عنهم ورضوا عنه)
قال ابن سعدي:
وهم الذين لهم الحياةُ الطيبةُ في هذه الدار، ولهم جناتُ النعيم في دار القرار، التي فيها مِن كلِّ ما تشتهيه الأنفس، وتلذُّ الأعين وتختار، ولهم أكبرُ النعيمِ وأفضلُه!!
وهو أنَّ اللهَ يُحِلُّ عليهم رضوانَه فلا يسخطُ عليهم أبداً، ويرضون عن ربهم بما يعطيهم مِن أنواع الكرامات، ووافرِ المثوبات، وجزيلِ الهِبات، ورفيعِ الدرجات، بحيث لا يرون فوقَ ما أعطاهم مولاهم غاية، ولا فوقه نهاية.
اللهم فاجعلنا ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا ومن نحب وابن سعدي من حزبك المفلحين يا أرحم الراحمين.

فائدة
قال تعالى:
(وإن لكم فی الأنعام لعبرة نسقیكم مما في بطونه من بین فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربین)
قال ابن سعدي؛
فأيُّ شيءٍ في الطبيعة يقلِبُ العلفَ الذي تأكله البهيمة، والشرابَ الذي تشربه من الماء العذب والمالح لبناً خالصاً سائغا للشاربين؟؟

فائدة
قال تعالى:
(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا)
قال ابن جُزَي:
فإن قيل: لم قال: ﴿سمعتُمُوهُ﴾ بلفظ الخطاب، ثم عدَلَ إلى لفظ الغيبة في قوله: ﴿ظَنَّ المؤمنون﴾، ولم يقل ظننتم؟
فالجواب:
أنَّ ذلك التفاتٌ، قُصِد به المبالغةُ، والتصريحُ بالإيمان، الذي يوجب أن لا يُصدِّقَ المؤمنُ على المؤمنِ شراً.

رحمة الله علينا وعليك يابن جزي.

فائدة
قال تعالى:
﴿إن الذین جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خیر لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذی تولى كبره منهم له عذاب عظیم﴾
قال ابن جزي:
الإفك: أشدُّ الكذب.
ونزلتْ هذه الآيةُ وما بعدها إلى تمام ستَّ عشرةَ آيةً في شأنِ سيدتنا عائشةَ رضي الله عنها، وفي براءتها مما رماها به أهلُ الإفك.
وذلك أنَّ اللهَ برَّأ أربعةً بأربعةٍ:
برَّأ يوسفَ بشهادة الشاهد من أهلها.
وبرَّأ موسى من قول اليهود بالحجر الذي ذهب بثوبه.
وبرَّأ مريمَ بكلام ولدها في حجرها.
وبرَّأ عائشةَ من الإفك بإنزال القرآن في شأنها.
ولقد تضمنت هذه الآياتُ الغايةَ القصوى في الاعتناء بها، والكرامةِ لها والتشديدِ على من قذفها.

اللهم فاغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا َوابن جزي والسعدي.

فائدة
قال تعالى:
(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين)
قال النحاس: معنى "بأنفسهم" بإخوانهم.
قال القرطبي:
فأوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلا يقذف أحدا ويذكره بقبيحٍ لا يعرفونه به أنْ ينكروا عليه ويكذبوه. وتواعدَ مَن ترَك ذلك ومَن نقله.
ثم قال القرطبي: ولأجل هذا قال العلماء: إنَّ الآيةَ أصلٌ في أنَّ درجةَ الإيمان التي حازها الإنسان، ومنزلةَ الصلاح التي حلَّها المؤمن، ولبسةَ العفاف التي يستترُ بها المسلم لا يزيلها عنه خبرٌ مُحتمَل وإنْ شاع، إذا كان أصلُه فاسداً أو مجهولاً.

فائدة
قال تعالى:
(لئن شكرتم لأزيدنكم)

قال رجل لأبي حازم:ما شكرُ العينين يا أبا حازم؟
فقال:إنْ رأيتَ بهما خيرا أعلنتَه، وإنْ رأيتَ بهما شرا سترتَه.
قال:فما شكرُ الأذنين؟
قال:إن سمعتَ بهما خيراً وعيتَه، وإنْ سمعتَ بهما شراً دفعتَه.
قال:فما شكرُ اليدين؟
قال:لا تأخذْ بهما ما ليس لهما، ولا تمنعْ حقاً لله هو فيهما.
قال:ما شكرُ البطن؟
قال:أنْ يكون أسفلُه طعاماً وأعلاه عِلماً.
قال:فما شكرُ الفرْج؟
قال:والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.
قال:فما شكرُ الرِّجلين؟
قال:إنْ عَلِمْتَ ميتاً تغبطُه استعملتَ بهما عملَه، وإنْ مقتَّه رغبتَ عن عملِه،
وأنت شاكر لله. وأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثلُه كمثل رجلٍ له كساءٌ فأخذ بطرفه ولم يلبسه!!
فما نفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر.

اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين الذاكرين الصابرين.