وهو باب من أبواب الأجر العظيم، كما قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: (لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم).
وفي الاشتغال بالعلم الشرعي اطلاع على القيم العالية التي أضافها المسلمون في تاريخ البشرية، واطلاع على المنهج العلمي المتقن في جمع العلم وتدوينه وتدريسه مما لم يَسبق إليه المسلمين أحدٌ من الأمم.
ومما يؤسف له جهل كثير من المسلمين بالمنهج الإسلامي في تدوين ونشر تراثهم الإسلامي، بل وعدم تفريق بعضهم بين نتاج هذا المنهج الأصيل وبين أساطير الأولين.
وتأمل كلام المستشرق مرجليوث - وهو واحد من عشرات المستشرقين- الذي أفنوا أعمارهم في دراسة منهج المسلمين في التدوين والتأليف، والحق ما شهدت به الأعداء.
يقول مرجليوث:
"ورغم أن نظرية الإسناد قد أوجبت الكثير من المتاعب، نظرًا لما يتطلبه البحث في ثقة كل راو، ولأن وضع الأحاديث كان أمرًا معهودًا وجرى التسامح معه بسهولة أحيانًا، إلا أن قيمتها (نظرية الإسناد) في تحقيق الدقة لا يمكن الشك فيها، والمسلمون محقون في الفخر بعلم حديثهم".