ماهي الأخطاء في هذه النقاط ؟
1. تراكم الطفرات العشوائية يؤدي لإزالة المعنى من الشريط الجيني وليس التطور.
الرد : خطأ, في هذا البحث تمت ازالة محسنات promoter جين اللاكتوز LAC Operon وتعويضها بسلاسل عشوائية تماما . هذا أدى الى جعل عشائر البكتيريا غير قادرة على هضم اللاكتوز.
قام العلماء بتعريضها لضغوط انتخابية, بالتالي : الكثير من هذه العشائر انقرضت (لأنها لا تستطيـع هضم اللاكتوز).
ماذا حدث ؟
ما حدث هو أنه قد ظهرت طفرات في هذه السلسلة العشوائية عند ثلاث عشائر منها, هذه الطفرات العشوائية جعلت السلسلة (العشوائية اصلا) تلعب دور محسنات لجين اللاكتوز , أي أنه قد حدثت طفرات تضيف معنى لسلسلة كانت عشوائية في الأًصل, ثم تم انتخاب هذه الطفرات تحت الضغوط الانتخابية, ما أدى الى انتشارها.
ليس هذا فحسب : اثنان من المحسنات المتطورة اكثر كفاءة من المحسن الأصلي, بينما الثالث اقل منه كفاءة.
الرابط : https://www.nature.com/articles/s41467-018-04026-w
بالتالي : العبارة "تراكم طفرات عشوائية يؤدي لازالة لمعنى من الشريط الجيني" خاطئة, لأنه لدينا هنا مثال ازالة سلسلة اصلية, ثم اضافة سلسلة عشوائية تماما, وهذه السلسلة العشوائية تطورت بفعل الطفرات (والانتخاب الطبيعي) الى محسن للجينات, بل واحيانا يكون اكثر كفاءة من المحسن الاصلي.
لنترك هذا البحث جانبا .. ماذا عن الطفرات العكسية Reverse Mutations ... عندما تحدث طفرة على الحمض النووي (تؤدي الى ازالة المعنى كما تدعي), فاحتمالية العودة الى الشكل الاصلي له نفس الاحتمال تماما.
كثيرا ما تحدث طفرة تؤدي الى تغيير سلسلة, ثم تحدث طفرة اخرى تعيدها الى سابق عهدها... هل نقول أن الأولى ازالت المعنى و الثانية اضافت المعنى؟
طفرة حولت AAT إلى AGT أزالت المعنى, لكن حدثت طفرة اخرى بعد اجيال أعادتها الى AAT , هل نقول أن الأولى حذفت المعنى بينما الثانية اضافت المعنى؟
فكر قليلا, ماذا تخربط ؟
2. الغالبية العظمى من الطفرات العشوائية ضارة.
الرد : لا, في الحمض النووي المقيد بالفعل أغلب الطفرات تكون ضارة, لكن الحمض النووي المقيد مجرد نسبة ضئيلة من الجينوم (لا تتجاوز 15 أو 20 بالمئة).
أما في بقية الجينوم (أكثر من 70 أو 80 بالمئة), ما يسمى الحمض النووي الغير مقيد, فأغلب الطفرات تكون محايدة , ليست ضارة ولا نافعة.
بالتالي : بشكل عام , أغلب الطفرات محايدة تماما.
3. يجب أن تحدث طفرات متزامنة للطفرات الضارة كي تعوض الضرر ، وإلا فلن يعيش الكائن ، أو قد يصبح معاقاً.
الرد : هنا فهم ضعيف لمفهوم "طفرة ضارة" .. الطفرات الضارة التي تؤدي الى التسبب بانخفاض كبير جدا في الصلاحية (التي تسبب اعاقة) هي نسبة ضئيلة جدا من الطفرات الضارة, اغلب الطفرات الضارة في الواقع تتركز في مناطق تخفض الصلاحية بشكل ضئيل ..
مثلا : طفرة ضارة تجعل الفرد يجري بسرعة اقل بقليل من غيره. هذه طفرة ضارة , تخفض الصلاحية (لو كانت السرعة تشكل ضغطا تطوريا), لكنها لا تسبب اي اعاقة, ويمكن للكائن التكاثر بشكل عادي معها.
لكن لماذا تسمى طفرة ضارة؟
تسمى كذلك, لأن مفعولها (خفض السرعة بدرجة صغيرة) يتراكم عبر ملايين الأفراد وملايين الاجيال, ما يعني أن انسال حامليها ستختفي تدريجيا ... يعني كانوا : 60 بالمئة, ثم اصبحوا 50 بالمئة, ثم 40 , ثم 30 .. وهكذا حتى يصبحوا 5 أو 4 بالمئة ضمن العشيرة...
لايزالون يتكاثرون ويعيشون حياتهم بشكل عادي, لكن اعدادهم بشكل عام (عبر ملايين الافراد وآلاف الاجيال) تنخفض.
ليس لأن الافراد يموتون, بل لأنهم يميلون ليكونوا اقل واقل من غيرهم ضمن العشيرة ...
بمعنى : حتى ولو كانت طفرة ما تخفض الصلاحية بدرجة ضئيـــــــــــلة جدا (لا تكاد ترى), إلا أن مفعول الانتخاب الطبيعي (وهو مفعول احصائي) سيزيلها بسبب الحصيص المتراكم.
اذا كانت سرعتك اقل من الآخرين بكيلومتر واحد في الساعة في المتوسط, فهذا لن يؤثر عليك كثيرا, لكن ذلك الفرق الضئيل, مضروبا في عدد المرات التي تدخل فيها في صراع من اجل البقاء , اذا كانت بالملايين (عبر ملايين الاجيال وملايين الافراد), فهؤلاء البطيئون قليلا سينخفض عددهم تدريجيا (بشكل احصائي) مقارنة بمن هم اسرع منهم.
هذا معنى "طفرة ضارة" ... وليس بالضرورة أنها تجعل الفرد معاقا , فهم صاحب المنشور لمفهوم "طفرة ضارة" هو فهم قاصر وساذج .
أصلا, نحن البشر تكون لدى كل واحد منا حوالي 100 طفرة (أقل في الحقيقة, ما بين 60 أو 70 ) ... وهذه الطفرات نسبة ضئيلة منها هي الضارة (3 أو 4 طفرات), بينما أغلبها محايد تماما.
لكنك لست معاقا صديقي, أليس كذلك؟