يمكن فقط لعدد صغير من الناس القيام بـ"التغييرات"، سواء كان ذلك يتعلق بالعمل أو الحياة الاجتماعية أو الترفيه. الشخص المثقف يطالب أن يكون للتغييرات استمرارية واتجاه وتقدم. ليس هناك ما هو مرضٍ في نهاية المطاف: يتقدم المرء، يُجمع المعارف الجديدة، يصنع حياته المهنية. يمكن تسمية هذه الظاهرة باسم "التوق" أو "الميل للتجاوز": عندما يتم الوصول إلى هدف واحد، فإن الحنين يستمر. وبالتالي، فإن الهدف ليس هو المهم، بل إنه اذ تم تحقيقه- فهذا ليس بالأهمية القصوى، بل التدرج في بلوغه في منحنى الحياة التصاعدي للفرد. من المحتمل أن توفر الترقية من الجندي إلى العريف تجربة ذات قيمة أكبر من الترقية من الملازم إلى لواء. هذا القانون النفسي الأساسي يدمر أي أساس للتفاؤل بشأن التقدم.
وهكذا، لا يتوق الإنسان إلى الرغبة في شيء ما فحسب، بل إلى الرغبة في الهروب من شيء ما. وإذا استخدمنا كلمة التوق في معناها الديني، فإن التعريف الأخير يصبح التعريف الوحيد القابل للتطبيق. لأنه في سياق الدين، لم يكن أي شخص واضحًا تمامًا بشأن ما يتوق إليه، لكن لدى المرء وعيًا قاطعًا بما يتوق أن يهرب منه، ألا وهو الوحل الدنيوي للدموع - وضعه الوجودي الذي لا يمكن تحملها. إذا كان الشعور بهذا الموقف هو أعمق حقيقة في روحنا، عندئذٍ يصبح من المفهوم سبب شعور التوق الديني وفهمه على أنه أمر جوهري. ومع ذلك، فإن الأمل الذي يتشكل بمعيار ديني، يتم وضعه في ضوء بائس إلى حد ما من خلال الملاحظات المذكورة أعلاه.
فيما يتعلق بآلية الدفاع الرابعة، أو الدواء الرابع لذعر الحياة، التسامي، فإن ما يحدث هو أكثر من كونه مجرد تحول. بل قمع، حيث يصبح من الممكن تحويل معاناة الحياة ذاتها إلى تجارب قيمة بوسائل أسلوبية أو فنية: تتدفق الدوافع الإيجابية وتستغل بمهارة الجوانب الرسوبية أو الدرامية أو البطولية أو الغنائية أو حتى الكوميدية لشر الوجود.
ومع ذلك، لا يمكن أن يحدث هذا الأمر إلا إذا فقدت المعاناة بالفعل لسعتها الشديدة، أو لم تهيمن بعد بشكل كامل على حياة الشخص الداخلية، التحديق إلى الهاوية من قِبل متسلق الجبال يكون أمرًا ممتعًا فقط عندما يتم التغلب على الشعور بالغثيان والدوار- عندها فقط يصبح من الممكن للمتسلق الاستمتاع بالمناظر. وبالمثل، لكي تكون قادرًا على كتابة مأساة، يجب على المرء، نوعًا ما، أن يفصل نفسه عن - يخون - الشعور المأساوي، من أجل النظر إليه من وجهة نظر جمالية منفصلة.مثل هذا الموقف يمكن أن يسمح أيضًا بنوع من اللهو الغامض حيث يخترع المرء مستويات مذهلة من السخرية والمجازر الذاتية؛ في مجزرة لذات المرء، يصبح من الممكن الاستمتاع الكامل بكيفية امتلاك مستويات الوعي المختلفة القدرة على تدمير بعضها البعض.هذه المقالة الحالية، في الواقع، هي محاولة كلاسيكية للتسامي: المؤلف لا يعاني، بل إنه يملأ أوراقًا من المقرر نشرها. "الاستشهاد الذاتي" لبعض أنواع السيدات الوحيدات هو حالة أخرى مماثلة من التسامي - كونك شهيدًا يمنحك شعورًا بالأهمية.
ومع ذلك، فمن بين آليات الدفاع الأربع المذكورة، ربما يكون التسامي هو الأقل شيوعًا.
IV
هل من الممكن لما يطلق عليه "الثقافات البدائية" أن تتخلى عن كل هذه التشنجات والبهلوانيات العقلية، وأن يعيشوا في وئام مع أنفسهم، في نعمة الكدح والحب الهادئ؟ بقدر ما يمكن اعتباراهم بشر، أعتقد أن الإجابة يجب أن تكون لا. على الأغلب، قد ندعي بأنهم ربما عاشوا على مقربة من المثالية البيولوجية أكثر من بشر المدن. وهذا هو السبب في أن غالبية بشر المدن تمكنوا من المثابرة، على الأقل حتى الآن، على الرغم من ظروف عذاباتنا، فقد وجدنا بالتحديد دعم للحياة في المكونات الأقل تطوراً من طبيعتنا.
نظرًا لأن آليات الدفاع لدينا قادرة فقط على الحفاظ على الحياة وليس خلقها، يجب البحث عن الأساس الإيجابي لوجودنا في الاستخدام المعدّل بشكل طبيعي لأجسادنا والأجزاء الفعالة بيولوجيًا من طاقة روحنا، والتي تقف ضد الظروف القاسية: الحد من حواسنا. إضعاف أجسادنا. العمل الشاق اللازم للحفاظ على الحياة والحب.
بناءً على هذه الحبكة المحدودة، ضمن هذه الحدود الضيقة، يكون للحضارة المتوسعة، بتكنولوجيتها الحديثة وتوحيدها المعياري، تأثير مدمر. التفاعل مع بيئتنا يجعل أجزاء أكبر من قدراتنا العقلية لا لزوم لها، ونتيجة لذلك، تترك النفوس للفراغ بأعداد أكبر من أي زمن مضى.
يجب الحكم على قيمة التقدم التكنولوجي، فيما يتعلق بالحياة البشرية، من خلال قدرتها على تحمل إمكانات الجنس البشري من حيث نشاط الروح. من الصعب تحديد ذلك بمصطلحات أكثر وضوحًا، ولكن ربما يمكن اعتبار أدوات القطع المبكرة (ادوات قطع الاشجار عند الانسان البدائي) مثالًا على هذه الاختراعات التكنولوجية الإيجابية.
Think again

مُدير القناة : @xc7_y
مجموعتنا : https://t.me/athists
غايةُ القناةِ هو التفلسف بشتى أنواع وفروع
الفلسفة وأيضا إتاحة الفُرصة للمتفلسفين
أن يتفلسفوا وأنَ عَدم التفلسف في قناتنا
الفلسفية سَيؤدي بك الى إفقتارٌ فلسفي
يُحيل اللاحقائق .
Similar Channels



الفلسفة وأهميتها في الحياة المعاصرة
تعد الفلسفة واحدة من أقدم التخصصات الفكرية التي أثرت بشكل عميق في مختلف مجالات المعرفة. لقد ساهم الفلاسفة من العصور القديمة مثل سقراط وأرسطو في تشكيل الأفكار والمفاهيم التي لا تزال تعيش معنا حتى اليوم. وفي عالم مليء بالتغيرات السريعة والتحديات المعقدة، تبرز الفلسفة كأداة مهمة لمساعدتنا على فهم الحياة والمشاكل التي نواجهها. من خلال تشجيع التفكير النقدي والتأمل العميق، تمنحنا الفلسفة الأدوات اللازمة للتحليل واتخاذ القرارات الصائبة. في هذه المقالة، سنستعرض أهمية الفلسفة وكيف يمكن للمجتمعات والأفراد الاستفادة منها.
ما هي الفلسفة؟
الفلسفة هي دراسة المسائل العامة والأساسية حول الوجود، المعرفة، القيم، العقل، واللغة. إنها تتناول الأسئلة العميقة التي تتعلق بحياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين ومع الكون.
تشمل الفلسفة عدة فروع مثل الميتافيزيقا، الأخلاق، السياسة، والأنطولوجيا. كل فرع يقدم أدوات ووسائل لفهم طبيعة الواقع وما يعنيه أن نكون بشرًا.
كيف يمكن أن تؤثر الفلسفة في حياتنا اليومية؟
تساعد الفلسفة الأفراد على تطوير مهارات التفكير النقدي، مما يمكنهم من تحليل المواقف واتخاذ قرارات مستنيرة. الفلاسفة يشجعون على طرح الأسئلة وابحث عن الحقائق بدلاً من قبول الأمور على ما هي عليه.
عندما نطبق الفلسفة في حياتنا اليومية، نصبح أكثر انفتاحًا على الأفكار الجديدة ونكتسب القدرة على التعامل مع التعقيدات والتحديات بطريقة عقلانية وتفكرية.
هل الفلسفة ضرورية للمجتمعات الحديثة؟
نعم، الفلسفة تدعم المجتمعات الحديثة من خلال تعزيز الحوار والنقاش. في زمن تزايد فيه الانقسام وسوء الفهم، يمكن أن تكون الفلسفة جسرًا للتواصل الفعال.
علاوة على ذلك، تساعد الفلسفة في تشكيل القيم الأخلاقية والسياسية في المجتمعات، مما يساهم في بناء أسس متينة للمجتمعات المستدامة.
كيف يمكن للناس الانخراط في الفلسفة؟
يمكن للناس الانخراط في الفلسفة من خلال قراءة الكتب الفلسفية، حضور المحاضرات، والانضمام إلى مجموعات النقاش. التفاعل مع الآخرين الذين يشاركون نفس الاهتمام يمكن أن يكون ملهمًا.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت منصات على الإنترنت مثل القنوات الفلسفية والمنتديات التي تتيح للمهتمين بمناقشة الأفكار الفلسفية وتبادل وجهات النظر.
كيف يمكن للفلسفة أن تساعد في حل المشكلات الأخلاقية؟
تقدم الفلسفة إطارًا لتحليل المسائل الأخلاقية والقيام بتقييمًا منطقيًا للخيارات المختلفة. تجعلنا نفكر في العواقب المحتملة لأفعالنا.
عبر دراسة الفلسفة، يمكننا فهم التنوع في القيم الثقافية والأخلاقية، مما يساعد في التوصل إلى حلول عادلة ومستدامة للمشكلات المعقدة.
Think again Telegram Channel
قم بالتفكير مرة أخرى من خلال الانضمام إلى قناة التيليجرام الرائعة "thinkagin"! تقدم هذه القناة منصة للتفكير الفلسفي بجميع أشكاله وتفرعاته، بالإضافة إلى توفير فرصة لعشاق الفلسفة للتعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار. يدير هذه القناة @broferM و @xc7_y هما المسؤولان عن إدارتها بشكل احترافي وإثرائها بالمحتوى المثير للاهتمام. انضم إلى مجموعتهم على تيليجرام عبر الرابط https://t.me/athists وكن جزءاً من هذه الجماعة الرائعة التي تعزز التفكير والحوار الفلسفي. لذا، لا تتردد في الانضمام اليوم واستمتع بالتفكير بشكل جديد ومختلف!