"وهذا لسانٌ عربيٌّ مُّبين".

(ثُمّ): حرف عطف (جاء زيد ثُمّ عمرو).
أما (ثَمّ): فهي اسم إشارة يشار به إلى البعيد بمعنى (هناك).

"مطاعٍ ثَمَّ أمين"؛ أيْ: في السّماء.

.
- ولقدْ عرفتُ في مخالطاتي الكثيرةِ من يبخَلُ بالبسمة الطّارفة، والمدحةِ المارقة، والكلمةِ اللّطيفة، وهو لما سوى ذلك أشدُّ بُخلا وأشحُّ.

- ورأيتُ في مرّاتٍ من يَلِغُ في أعراضِ الغافلات المؤمنات، وذلك عندَه ألذُّ من العسلِ المصفّى، وأندى من غِناءِ زرياب.

- ورأيتُ من النّاس من تفسَحُ له صدورُ المجالس، والكلُّ عرفَ ظلمَه لذويه، وحبسَه لبنيه، وإهانتَه لأزواجِه، وأكلَه مالَ الضّعفاءِ منهم.

- وإنَّ بعضهم لو أُعطيَ مالَ قارونَ، فإنَّ عينيه تطيرانِ في شرهٍ وطمعٍ إلى كعكةِ اليتيم.

-ولقد رأيتُ من ظنَّ نفسه أحاطَ بكلِّ شيءٍ عِلما، وهو لا يحيط بما حطَّ على أرنبةِ أنفِه، أذُبابٌ هو أم شَبَثٌ؟!

- وأخسُّ من رأيتُ من يشتري بآياتِ الله ثمنا قليلا، ويلحنُ في القولِ إرادةَ الشّرّ، ويجعلُ الحقَّ باطلا والباطلَ حقّا بما أوتيَ من لسَنٍ، وقدرةٍ على التّلبيس.
.

يعزُّ عليَّ أن تكونَ المفردةُ العربيّةُ محشورةً بين هلالين، وكأنّها الفرع، بينما المفردةُ الأجنبيّةُ تسرحُ وتمرحُ خارجَهما، وكأنّها الأصل!

.
من خصائصِ العربِ وليس لغيرِها من الأمم، أنّها إذا أرادتْ أن تُكرِمَ المُخاطَبَ وتَرفعَ قدرَه؛ فإنّها تُكْنِيهِ ولا تُخاطِبهُ باسمِه، قالَ الفزاريُّ:

أُكـنيـهِ حـينَ أُنـاديـهِ لأُكـرِمَـهُ
ولا أُلَـقِّـبَـه والـسَّــوْءَةُ اللَّـقَـبُ

ومن فرطِ حبّهم لها، يكنونَ من لا ولد له، وكذا الأطفال؛ من باب التّفاؤل بطول العُمر.
.

.
#علامات_الترقيم

‏علامتا الاعتراض (- -):

تقع في وسط الكلام؛ لتدل على أن ما بينهما اعترض كلامًا متعلقًا بعضه بعضا، نحو:

"رجع مُحمّد -حفظه الله- من السّفر".

ولا يصحّ وضع هاتين العلامتين في آخر الكلام، فلا يقال: "رجع مُحمّد من السّفر -حفظه الله-"؛ لأنه لا اعتراض هنا.
.

.
وقف رجل حَسَنُ الشَّارةِ، حُلْوُ الإشارة على المُبرِّد البصريّ، فسأله عن مسألة فأحالَ ولحن وتسكَّعَ في الخطأ، فقال له المُبرّد: "يا هذا، أنصفنا من نفسك، إما أن تَلْبَس على قدر كلامك، وإما أن تتكلم على قدر لباسك".

أبو العبّاس يقصف ويوجع.
.

.
في "نثر الدّرّ" أن أعرابيًّا جالس رجلًا موصوفًا بالصّلاح، ليسمع منه، ويأخذ من علمِه ما ينفعه في دينه ودُنياه، فوجده يَلْحَن في كلامه، فقام عنه وقال: كنتُ أظنّ فلانًا رجلًا صالحًا، فإذا هو يَلْحَن!

قلتُ: لو جالسَ الأعرابيُّ بعضَ
المتحدّثين الآن لأخرجهم من المِلّة. 😄
.

.
الأشخاص الذين يقضون بعض أوقاتهم في تصفّح حسابات اللّغة والنّحو؛ أهل نباهة وأناقة، ومهذّبون إلى أبعد حدّ، وطباعهم راقية، وفيهم اعتزاز بهُويتهم، وثقة بأنفسهم، ويغلب عليهم الوقار والنّضج، والتّرفّع عن صغائر الأمور، وفيهم ذكاء وقّاد، وحدس منقاد.
.

.
‏اللغات في (اللّصّ) ستٌّ:
1- لِصٌّ.
2- لَصٌّ.
3- لُصٌّ.
4- لِصْتٌ.
5- لَصْتٌ.
6- لُصْتٌ.

والعجيب أن النّاس اليوم يدعون
كلّ هذه اللّغات ويقولون: "حرامي" :)
.

.
‏يقول أكثرنا على سجيّته: "خَرِيطة".
أما بعض المثقّفين فيقول: "خارطة".

والصّواب ما يقوله الأكثرون؛ فليس في اللّغة (خارطة) إلا اسم فاعلة من (خرط).

العامّة هنا أفصح من الخاصّة :)
.

.
#الأخطاء_اللغوية_الشائعة

‏قولهم: "أصابتني قَشْعَرِيرة"، والصواب: قُشَعْرِيرة.

وهي مصدر سماعي للفعل (اقْشَعَرَّ).
كقولنا: اطْمَأنَّ طُمَأْنِينة.
.

.
سُمِّي المفعول المُطلَق بهذا الاسم؛ لأنّه غير مُقيَّد كباقي المفاعيل الأخرى بحروف الجرّ.

فالمفعول به مثلًا مُقيَّد بالباء؛ أي الذي فُعل به الفعل.

والمفعول فيه مُقيَّد بحرف الجرّ (في)؛ أي الذي وقع الفعل فيه.

وكذلك المفعول لأجله، فقد حصل الفعل لأجله.

أمّا المفعول معه فهو مقترن بالمعيّة، أو المُصاحَبة في معناه.
.

.
قال أبو عُثمان عَمْرو بن بحر الجاحظ:

"إنّ العرب تُنَزِّلُ الجِنَّ مراتب، فإن ذكروا الجِنسَ قالوا: "الجِنّ"، فإنْ أرادوا أنه يَسكُنُ مع النّاسِ قالوا: "عامر"، والجمع عُمّار، فإن خبث وتعرَّمَ قالوا: "شيطان"، فإذا زاد على ذلك قالوا: "مارد"، فإذا زاد على القُوّةِ قالوا: "عِفْريت"، فإن طَهُرَ ونَظُفَ وصار خيرًا كُلَّهُ فهو: "مَلَك".
.

.
#فروق_لغوية

‏من عبقريّة اللّغة العربيّة: ارتباط قوّة المعنى وضعفه بقوّة الحرف وضعفه، ومن أمثلته الفرق بين (الفَصم) بالفاء و(القَصم) بالقاف:

فَصَم الشيءَ: إذا كسره ولم يُبِنْه.
وقَصَمه: إذا كسره فأبانه.

فما فيه القاف أقوى معنى مما فيه الفاء، والقاف أقوى من الفاء في الصّفات، فهي شديدة مجهورة مستعلية.
.

‏في صناعة الأسلوب: تجنب فضول الكلام،
كالفعل (تعود) في النص المصاحب، فهو حشو
وركاكة، والجملة تستقيم بأن يقال: أنها لفتاة...

.
‏تقولُ عن الشّيء الصّحيح إنه (صواب)، وفاعل الصّواب (صائب)، وتقول عن غير الصّحيح (خطأ) وفاعله خاطئ، ومنه قوله تعالى: "إنَّكِ كُنتِ من الخاطِئين".

فلا تقل: هذا جوابٌ صائب، ولا هذا جواب خاطئ،
يقال: هذا جواب صواب، وهذا جواب خطأ.

وسهم صائب أصاب هدفَه، ورجل خاطئ ارتكب خطأ.
.

‏كان عُبيد الله بن مُحمّد النّحويّ العَروضيّ تلميذًا لأبي عليّ الفارسيّ، وكان يلثغ بالرّاء غينًا، فقال له شيخُه أبو عليّ: "ضع ذُبابة القلم تحت لسانك لترفعه بها، وأكثِرْ من ترديد اللّفظ بالرّاء"، ففعل واستقام له إخراج الرّاء من مخرجها.

فكم للفارسيّ من مِنَّةٍ على أهل العربيّة!

.
#العامي_الفصيح

‏يَرِدُ على ألسنةِ العامَّة التّعبير عن اللّحم إذا لم يُبالَغْ في إنضاجه بقولهم: "نص استوى"، وفي العربيّة ما يغني عن هذا التّعبير.

قال الجوهريّ في "صحاحه": "وشِواءٌ مُلَهْوَجٌ، إذا لم يُنضَج، وقد لَهْوَجْتُ اللّحم وتَلَهْوجْتُه، إذا لم تُنْعِم طبخَه".
.

.
- فَلَسطين.
- فِلَسطين.

كلاهما صحيح، أما كسر اللّام فخطأ.
.

.
#فروق_لغوية

الأسف والاعتذار:

الأسف أقوى في أصل التّركيب، والاعتذار أقوى بحسب ما جرى الاستعمال. الأسف تعني الحزن، فأنا حزين؛ لأنني فعلت هذا، فأنا آسف. والاعتذار تعني تقديم العذر، فأنا أملك عذرًا وهأنذا أقدمه لك.

والله العالم.
.