لِسَانٌ عَرَبِيٌّ @arabiantongue Channel on Telegram

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

@arabiantongue


كل ما يُعين المتكلم باللسان العربي

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ (Arabic)

مرحبًا بكم في قناة "لِسَانٌ عَرَبِيٌّ" على تليجرام! هذه القناة مخصصة لكل من يتحدث اللغة العربية أو يهتم بها. هنا ستجد كل ما يُعينك في تعلم وتحسين استخدامك للغة العربية، سواء كنت متحدثًا أصليًا أو متعلمًا. ستجد في هذه القناة نصائح واقتراحات لتحسين مهاراتك اللغوية، دروس تعليمية مبسطة لقواعد اللغة، معلومات عن تاريخ اللغة العربية، والكثير من الموارد المفيدة. سواء كنت تبحث عن طرق لتحسين نطقك بالعربية، أو تود مشاركة تجاربك مع اللغة مع أشخاص آخرين مثلك، ستجد في هذه القناة المكان المثالي. انضم إلينا اليوم وانطلق في رحلة تعلم واكتشاف اللغة العربية بطريقة ممتعة ومفيدة!

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

14 Nov, 09:34


(681)
صديقي العزيز

س: قيل إن قولنا (صديقي العزيز) خطأ لأن معنى العزيز هو الشديد ذو المنعة، فهل ها ذا صحيح؟

ج: من قال ها ذا أخذ بمعنًى واحد من معاني اللفظ وترك ما سواه.

والصواب أنه يصح أن تقول (صديقي العزيز) من ثلاثة أبواب:

1. العزيز: الرفيع (المرفوع، أي ذو الرفعة والمكانة)
العِزَّة: الرفعة —لسان العرب

2. العزيز: الكريم (المكرَّم)
عَزَّ عَليَّ يَعِزُّ عِزًّا وعِزَّةً وعَزازَةً: كَرُمَ —لسان العرب

3. العزيز: النادر أو القليل مثيله
عَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزًّا وعِزَّةً وعَزازَةً وهو عَزِيز: قَلَّ حتى كاد لا يوجد، وها ذا جامع لكل شيء —لسان العرب

وتثنية على قول ابن منظور -صاحب لسان العرب (ها ذا جامع لكل شيء)، أقول إن ها ذا المعنى من معاني لفظ (العزيز) هو أكثر ما يُراد في وصف الصديق بالعزيز.
ومن ها ذا المعنى كذالك قولهم: الإنصاف عزيز.

والله أعلم

#تقويم_اللسان
#الأساليب

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

24 Oct, 11:46


(680)
سفروت - طاولة - كركبة - تابو

سفروت

صِفْرِد: طائر صغير أكبر من العصفور شديد الجبن حتى ضُرِب به المثل فيه
ومن (صفرد) جاءت (سفرد) ترقيقًا للصاد ثم (سفروت) التي يُسَمَّى بها كل شيء صغير.


طاولة


كلمة (طاولة) مأخوذة عن (طابلة) الأعجمية المأخوذة أصلًا عن (طبل) العربي.
جاء في المعجمات العربية:
الطبل: شيء من خَشَب تتخذه النساء، والطَّبْل: سَلَّة الطعام
وجاء في المعجمات الأعجمية أن كلمة (table) الإنجليزية من أصل فرنسي، وهي تُنطَق في الفرنسية (تَبْل)، وأن أصلها (تبلة table) غير معلومة الأصل، وشبهها بكلمة (طبلة) العربية واضح.
وما زال العوام في كثير من بلدان العرب يُسمون الخشبة التي يؤكل عليها أو يُقْعَد عليها (الطبلية).
فإن شئت إحياء الاسم القديم لمثل المنضدة فقل (طبْل)، أو قل (منضدة) أو غيرها، ولا تقل (طاولة) فهي غير عربية بل لحن في لفظ عربيّ الأصل.


كركبة

ها ذا اللفظ يقال لأمور عديدة أشهرها ما يكون من صوت البطن عند الجوع أو الخوف، وما يكون من فوضى.

وفي المعجمات العربية:
القُرْقُبُّ (على وزن "فُعْلُلّ): البَطْن.
والقُرْقُبُّ: صوتُ البَطْن، وفي التهذيب: صَوْتُ البَطْنِ إِذا اشْتَكَى
وقد نال اللحن وزنه لا لفظه فجُعِل على وزن (فَعْلَلَ) المشهور ثم قيل في مصدره (قَرْقَبَةٌ) على وزن (فَعْلَلَة) ثم رُقِّقت قافه فصُيِّرت كافًا (كركبة) وأُجْرِيت بعد ذالك على غير صوت البطن.

تابو

يقال في الأعجميات لما لا يجوز الكلام فيه أو ما يجب تقديسه وعدم مساسه (تابو taboo) وترده المعجمات الأعجمية إلى لفظ قديم يعني (المقدَّس).
وفي المعجمات العربية أن (التابوه) لغة في (التابوت) فالظاهر أن ما كان يُقَدَّس كان يُحفَظ في صندوق (تابوت)، ومنه تابوت بني إسرائيل الذي كان فيه مقدَّسات، فأُجْرِي اللفظ على كل مقدَّس أو حرز لا يجوز أن يُمسّ.

#أصول_الكلمات

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

29 Sep, 11:46


إعادة نشر مع زيادتين مهمتين:
https://t.me/arabiantongue/425

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

15 Sep, 20:45


(679)
من أجل كذا - لأجل كذا

بدا لي أن كثيرًا منا يخطئون استعمال (من أجل) فيقولون:
قد فعلت كذا من أجل مصلحتك
يريدون:
لمصلحتك

قد عفوت عنك من أجل فلان
أي:
لإرضاء فلان

أنا أعمل من أجل طلب الرزق
أي:
لطلب الرزق أو طلبًا للرزق

وها ذا كله خلاف معناها العربي!

من أجل كذا: من جنى، من جراء، أي من أثر أو نتيجة كذا. يقال من "أَجْلِهِ" كان كذا أي بسببه

جاء في الحديث:
يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الذَّنبِ أعظمُ؟ قال: أن تجعلَ للهِ ندًّا، وهو خلقك، قلتُ : ثمَّ أيُّ؟ قال: أن تقتُلَ ولدَك من أجلِ أن يطعَمَ معك، قلتُ : ثمَّ أيُّ؟ قال: ثمَّ أن تُزانيَ بحليلةِ جارِك

فانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: أن تقتل ولدك "من أجل" أن يطعم معك
ها ذا يعني أن المعنى: بسبب أكله معك لأنك تستثقل نفقته، وبدهي أنه لا يعني المعنى المتداول بيننا (ليأكل معك)!

كذالك جاء في القرآن الكريم ((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا))
وكان ها ذا من جراء قتل قابيلَ أخاه هابيلَ، أي من أثره.

إذن فمعنى (من أجل) أي: من جراء، من أثر، و(من) ها ذه سببية.

فكيف نعبر عن المعنى الآخر الشائع بيننا أي (لتحقيق كذا أو حتى يحدث كذا أو كي يحدث كذا)؟
نقول: لأجل كذا

لأجل كذا: لجنى كذا، أي لتحقيق كذا

واللام فيه تعليلية

الخلاصة:
قل:
عاقب المدرس الطالب من أجل خطئه المتكرر
أي: بسبب خطئه المتكرر

وقل:
عاقب المدرس الطالب لأجل أن ينتبه
أي: كي ينتبه

#الأساليب
#تقويم_اللسان

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

15 Aug, 20:45


(678)
نارجيل - نارجيلة - أرجيلة - جوزة - شيشة - Hookah

ها ذه كلها أسماء لآلة تدخين -أعاذنا الله وإياكم منه- تكون من قارورة أو حُقٍّ مملوء ماءًا إلا قليلًا، ولها -أي القارورة- فتحتان، الأولى عليها ما يُدَخَّن مع فحم يحرقه، والفتحة الثانية في أسفل القارورة أو الحُقِّ متصل بها أنبوب يسحب المدخن منه الهواء فيأخذ من دخان المحروق في الفتحة الأولى مارًّا بالماء الذي يرطّبه (فيزيده ضررًا إذ يسبب رطوبة في الرئة) ثم يمرق من الأنبوب إلى فم المدخِّن.

نارجيل - نارجيلة:
اسم (النارجيل) أصلا يعني (جوز الهند) ذالك أنهم كانوا يستعملون ثمار جوز الهند الفارغة حِقاقًا (جمع حُقّ) للماء مكان القارورة المستعمَلة اليوم. ودليل ها ذا أن عُدة التدخين ذات الكرة الصغيرة ما زالت تُستعمَل في مصر وتُسَمَّى (الجَوزة).
ويكاد ها ذا الاسم يكون مقصورًا على النصوص الأدبية.

أرجيلة:
تحريف (نأرجيلة) بالهمز وهي لغة في (نارجيلة).
وها ذا الاسم منتشر في كثير من العامّيّات واشتُقَّ منه فعل (أَرْجَلَ يُؤَرْجِلُ)

جوزة:
هي إشارة إلى ثمار جوز الهند كما أسلفتُ.
وصار ها ذا الاسم مختصًّا بآلة تدخين (الحشيش) بين العوام، وكثيرًا ما تكون على الصورة الأولى بحُقٍّ من كرة كجوزة الهند.

شيشة:
اسم من اللغة التركية، و(الشيشة) في التركية القارورة.
وهو اسم عدة التدخين ذات القارورة الزجاج الكبيرة خاصة في العامية المصرية.

حُقَّة Hookah:
ها ذا اسم عدة التدخين في الإنجليزية وهو، كما تقول معجمات الأعاجم، من اللفظ العربيّ (حُقَّة) والحُقَّة، بضم الحاء، وعاء من خشب، إشارة إلى وعاء الماء.

#أصول_الكلمات
#بين_الفصحى_والعامية

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

14 Aug, 20:45


(677)
ناهيك

ناهيك: تعني (كافيك) أو (حسبك)، يقال:
- فلان رجل ناهِيكَ به من رجل
- فلان رجل ناهِيكَ من رجل
- فلانةُ (بلا تنوين) امرأة ناهيتُك من امرأة
- رأيت رجلًا ناهِيَك (بفتح الياء) من رجل
- ذا محمدٌ ناهِيَك (بفتح الياء) من رجل

فمعنى النهي في كل ذا:
المذكور ينهاك بما عنده عن النظر إلى غيره
فلان ينهاك برجولته عن البحث عن رجل آخر
فلانة تنهاك بمناقبها عن البحث عن امرأة أخرى
وها كذا

وفي ما سبق:
- إذا تلت النكرة كانت نعتًا
- إذا تلت المعرفة كانت حالًا

ويخطئ بعضهم فيقول:
إخواننا جميعًا في بلاء ناهيك (عن) فلان

يريد أن بلاء (فلان) أعظم ويكفيك عن ما سواه، وهذا ضد المراد، فقولك (عن) مجاوزة، أي ترك لبلاء (فلان)، فأنا أنهاك عن النظر إلى بلاء فلان! وها ذا كقولهم: أنهاك عن فعل كذا، أي أدعوك إلى ترك ذاك الفعل.

والصواب:
إخواننا جميعًا في بلاء ناهيك بفلان [عن غيره]

فتستعمل حرف الجر (الباء) مع ما تنهى (به)، والمشهور حذف (عن) والمنهيِّ (عنه) تعميمًا، أي:
أنهاك بذكري فلانًا عن كل من عداه

لكن إذا ذكرتهما، بعد ذكر المنهي (به)، فلا بأس


الخلاصة:
قل:
فلان رجل ناهيك (به) من رجل [عن من عداه]
وما بين المربَّعين لا يُذكَر عادة لاكن يجوز ذكره

وقل:
ما أكثر كتب النحو العظيمة ناهيك بكتاب سيبويه

ولا تقل:
ناهيك عن كتاب سيبويه

فها ذا ضد المعنى تمامًا.

#تقويم_اللسان
#الأساليب

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

06 Aug, 20:45


(676)
استمارة => استئمارة - استيمارة

ها ذه الكلمة كثيرة في كلامنا ومعاملاتنا ونحسبها عامية أو أعجمية ونجد بعض المشقة في استبدال لفظ آخر بها، لاكن إذا علمنا أن لها أصلا عربيًّا فلعل ها ذا ييسر علينا الكلام باستعمالها هي لا بدائلها.

في باب (أمر) جاء:
الائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ: المشاوَرَةُ.
اسْتَأْمَرَهُ في أَمْرِهِ: شاوره.

وعليه فقولنا:
استئمارة: هو مصدر مرة (أو اسم مرة) من المصدر (استئمار) فمعناها: مشاورة (واحدة)

وها ذا على إرادة أن الوثيقة التي يُطلَب من المرء استكمالها هي استشارة له ليُشير على السائل بالعلم المطلوب.

ومن (استئمارة)، بتخفيف الهمزة، تكون (استيمارة) بالياء.

فالخطأ إذن في قولنا (استمارة) بحذف تلك الياء، والصواب أن نرجع إلى:
استيمارة
أو:
استئمارة

والأولى أيسر نطقًا

الخلاصة:
قل:
استيمارة أو استئمارة

إضافة:
التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلْ، يعني المشاورة أيضًا، وشاع معناه السيئ المرذول فإذا قيل تآمر أو مؤامرة فالمعنى تشاور أهل السوء على فعل السوء، لاكنه التشاور عامة، في خير أو شر.

#أصول_الكلمات
#بين_الفصحى_والعامية

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

28 Jul, 20:45


(675)
دحض حجته => أدحض حجته

نقرأ ونسمع كثيرًا:
قال الأول كذا لاكن الثاني دحض حجته

وها ذا خطأ صوابه:
قال الأول كذا لاكن الثاني أدحض حجته

بهمزة التعدية، لأن دحض لازم، فنقول:
دحضتِ الحجةُ فهي داحضة

أي فسدتْ

وفي القرآن الكريم ((حجتهم داحضة عند ربهم))


الخلاصة:
لا تقل:
دحض الرجل حجة مجادله

بل قل:
أدحض الرجل حجة مجادله

ولا تقل:
ها ذه حجة ليس لأحد دحضها

بل قل:
ها ذه حجة ليس لأحد إدحاضها

#تقويم_اللسان

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

12 Jul, 11:47


(674)
تأقلم - تأرجح - تأسلم => تمقلم - تمرجح - تمسلم
تأفعل => تمفعل

تأقلم

ليس الفعل عربيا صحيحا فهو منحوت من (إقليم) التي جذرها (قلم) لٰكن في إقليم حرفين زائدين أحدهما الهمزة فوزن (تأقلم) على هٰذا (تأفعل) وليس في العربية هٰذا الوزن في ما أعلم وهو مثل (تأسلم) الذي صوابه (تمسلم) لأن (تمفعل) مسموع مقيس في الراجح فلو قيل (تمقلم) لكان أصوب أو أقرب إلى الصواب.

تأرجح

شأنه شأن (تأسلم) ، محدَث مصوغ على "تأفعل" كأن من صاغه توهم الهمزة أصلا والفعلَ على (فعلل) فزاده تاءًا ليُلحقه بتدحرج وقد بحثت في المعاجم فما وجدت إلا "أرجح"، وكذا ليس فيها "تأقلم" ولا "تأسلم". فالصواب قول (تمرجح) أو استبدال آخر به مثل:
ناس ينوس نَوْسًا أو تنوَّسَ يتنوَّسُ تنوُّسًا

ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْسًا ونَوَسانًا: تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّيًا. وقد تَنَوَّسَ أي كثر نَوَسانُه.

وقد قيل في آلة الأرجحة (أُرجوحة) بضم الهمزة و (مَرجوحة) بفتح الميم لاكنها ليست الأرجوحة المعروفة في زمننا التي هي كرسي معلق من جانبيه في قضيب فوقه يُدفع فينوس أمامًا وخلفًا، بل هي ما نسميه الآن لعبة (الميزان) التي هي قضيب مثبت وسطه وفي طرفيه مقعدان إذا علا أحدهما نزل الآخر (see-saw).

وكنت كتبت في (تأسلم) من قبل هنا

#تقويم_اللسان

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

04 Jun, 11:45


(673)
كان لا بد => لم يكن بد

قرأتُ في مقدمة كتاب لغوي عبارة يقول فيها الكاتب:
كان لا بد من كذا

وأحسب أنني سمعتُها من قبلُ كذالك، وهي ترجمة مباشرة للعبارة العامية:
كان لازم (لزامًا أن) نفعل كذا

وصواب ها ذا أن يقال:
لم يكن بدٌّ
ما كان بدٌّ

لأنك تنفي الكون، فتضع اللام قبله الفعل (يكن أو كان)

وأنت حين تنفي فعلًا آخر لا تقول:
جاء لا زيد

نافيًا فاعل الفعل بدلًا من الفعل، بل تقول:
ما جاء زيد

وسبب اللبس فيه اعتياد قول (لا بد) لفظًا واحدًا حتى ظُنَّ أنهما كذالك لا ينفك أحدهما عن الآخر، بل صار بعضهم يكتبهما ملتصقين (لابد) وهو خطأ آخر.

الخلاصة:
لا تقل:
كان لا بدَّ

بل قل:
لم يكن بدٌّ
ما كان بدٌّ

#تقويم_اللسان

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

01 Jun, 11:45


(672)
دولة - محلّيّ - دَوْليّ => بلد - بلديّ - عالميّ

في لغتنا المعاصرة نقول:
سافر فلان خارج الدولة فسفره سفر دَوْليٌّ لا محلّيّ
الاتصال الدَّولِيُّ الآن أيسر من الماضي
خاطبت دولةُ كذا دولةَ كذاك طالبةً تفسيرًا عاجلًا
المباريات الدولية – النزاعات الدولية – المؤتمرات الدولية – ...

ونحن في كلِّ ها ذا أو جُلِّه نعني "البلد" و"البلديّ"

ذالك أن البلد غير الدولة. البلد هو بقعة الأرض التي يسكنها جماعة من الناس ويُسمُّونها أرضهم والبلاد هي المحدَّدة بحدود الآن.
أما الدولة فتعالوا نقرأ بعض ما قالت المعجمات فيها:
((الدَّوْلةُ والدُّولةُ: العُقْبة في المال والحَرْب سَواء
الدَّوْلة، بالفتح، في الحرب أَن تُدال إِحدى الفئتين على الأُخرى، يقال: كانت لنا عليهم الدولة
والجمع الدُّوَلُ، والدُّولة، بالضم، في المال؛ يقال: صار الفيء دُولة بينهم يَتَداوَلونه مَرَّة لها ذا ومرة لها ذا، والجمع دُولات ودُوَلٌ. أَبو عبيدة: الدُّولة، بالضم، اسم للشيء الذي يُتَداوَل به بعينه، والدَّولة، بالفتح، الفعل.

الدَّولة للجيشين يهزِم ها ذا ها ذا ثم يُهْزَم الهازم، فتقول: قد رَجَعَت الدَّوْلة على ها ألاء كأَنها المرَّة

والدَّوْلةُ الفعل والانتقال من حال إِلى حال
الدَّوْلة والدُّولة لغتان، ومنه الإِدالةُ الغَلَبة.
وأَدَالَنا الله من عدوّنا: من الدَّوْلة؛ يقال: اللهم أَدِلْنِي على فلان وانصرني عليه.

وقال الحجاج: يوشِك أَن تُدال الأَرضُ منا كما أُدِلْنا منها أَي يُجعل لها الكَرَّةُ والدَّوْلة علينا فتأْكل لحومَنا كما أَكلنا ثِمارها وتَشرب دماءنا كما شربنا مياهها.
وتَداوَلْنا الأَمرَ: أَخذناه بالدُّوَل.
دَوالَيْك أَي مُداوَلةً على الأَمر
ودالَت الأَيامُ أَي دارت، والله يُداوِلها بين الناس.
وتَداولته الأَيدي: أَخذته ها ذه مرَّة وها ذه مرَّة.))

فالدولة، إذن، هي الغلبة، غلبة فئة على فئة، تغلبها فتأخذ الأرض وتحكمها، أي إن الدولة في زمننا ها ذا هي الحاكم وحكومته. لذا كنا نقول "الدولة الأموية" و"الدولة العباسية" والأندلسية والعثمانية والإخشيدية ودولة المرابطين ودولة الموحدين، فكل تلك حكومات حكمت بلادًا لا بلدًا واحدًا وكان أهل تلك البلاد يسمعون ويطيعون.

فإذا أردتَ ما يتعلق ببقعة أرض فقل "البلديّ" لا "الدَّوْلِيّ"، فأنت -مثلًا- إذا سافرت من مصر إلى المغرب فقد سافرت من بلد إلى بلد. قد تقول إن الحكومتين مختلفتان فلم لا نقول إننا سافرنا من دولة إلى دولة؟ قد يصح ها ذا لاكنه لا يُفهَم كما تريده. نعم، أنت سافرت من أرض غلبت عليها الفئة التي تحكم مصر الآن إلى أرض غلبت عليها الفئة التي تحكم المغرب، لاكن السامع لا يميز. ويظهر الفرق إذا سافرت من أسترالية أو كندة إلى بريطانية، فسفرك ها ذا داخلي في دولة بريطانية العظمى، وإن سافرت من بلد إلى آخر ناءٍ منه.

والدولة من بعدُ تشمل أماكن غير الأرضين منها المياه التي تحكمها بقوة اليد دولة ما.

قد يتساوى الأمران في أكثر أمثلة عصرنا ها ذا، لاكن لا يستويان أبدًا ولا إطلاقًا، لذا فمن أراد الصواب والدقة فليقل إنه سفر بلدي بين بلد وآخر.

وإذا أردتَ وصفَ شيء بأنه يشمل البلاد كلها أو الأرض كلها فقل "عالَمِيٌّ" تريد بالعالَم هنا الأرض كلها لا العالم بأكمله.

#تقويمـاللسان

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

13 May, 11:45


(671)
مفعول مطلق أم مفعول به؟

ها ذه مسألة متكررة أردت بيانها لتنفع عربي اللسان متكلما ودارسا.

متى يكون المفعول مفعولا مطلقا ومتى يكون مفعولا به؟ وإذا جاء مصدر فعل متعد ولم يكن له مفعول به فماذا نعرب المصدر؟

إذا كان لفظ مصدر الفعل مشتركًا لفظيًّا يكون مصدرًا واسمًا، مثل: "العمل"

(فهو مصدر عمِل يعمَل عمَلًا،
وهو اسم ما يُعمَل واسم المهنة، لذا يُجمَع على "أعمال")

نظرنا في السياق لنعرف أجاء مصدرًا أم اسمًا مثل:
عمل العامل عملا قليلا اليوم (مصدر - مفعول مطلق)

عمل العامل عملا جميلا وسلّمه إلى رئيسه (اسم - مفعول به)

ومن ها ذا قوله تعالى: ((كلما رُزقوا منها رزقا))
فالرزق مصدر واسم معًا، لاكن لا يستقيم أن يقال في شأن المصدر ((ها ذا الذي رُزقنا من قبل)) فإذن (رزقا) في الآية الكريمة اسم فهو مفعول به.

أما إذا لم يكن المصدر مشتركًا فهو مفعول مطلق دائمًا لأن المصدر لا يكون مفعولا به لفعله (قد يكون مفعولا لفعل غيره في نحو: جعل الوزير الجريَ فرضًا على عماله).

#نحو_تطبيقي
#تقويم_اللسان

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

27 Apr, 11:45


(670)
عادت لعترها لميس (رجعت ريمة لعادتها القديمة)

من الأمثال العامية الشهيرة في التعبير عن معنى عودة صاحب العادة -السيئة غالبًا- إلى عادته:
رَجَعَتْ رِيمَةُ إلى عادَتِها القديمَةِ

ويقال بالوقف على (ريمةْ) تسكينًا ليحدث السجع بينها وبين (القديمة) التي يوقف عليها تسكينًا لأنها في آخر الكلام.

ومقابله الفصيح قولهم:
عادتْ لِعِتْرِها لَمِيسُ

العِتْر: الأصل

وخير تعبير عن ها ذه الخصلة في الإنسان قوله تعالى ((ولو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه))

ملحوظة

اللام في (لعترها) تعني (إلى)، فالأكثر في أفعال الحركة كالذهاب والإياب والرواح والغدو والرحيل والرجوع أن تتعدى بحرف الجر (إلى) لاكن قد تأتي اللام بمعناها كما ورد في شواهد، ها ذا المثل منها والآية الكريمة من قبل ومن بعد.

#أمثال
#بين_الفصحى_والعامية

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

18 Apr, 20:45


(669)
مذهب إملائي - ترك مخالفة قواعد الرَّسْم في ما بقي من شواذ الكَلْم

درَج الكتّاب الأولون نسبيًّا (كتّابُ أقدمِ ما وصل إلينا من نصوص منقوشة في الحجر) على رسم ألفاظ بحروف زائدة لا تُنطَق، وأخرى بحروف منقوصة تُنطَق، مثل:
- كلماتٍ تُرسَم بواو زائدة لا تُنطَق (عمرو، أولئك)
- وأخرى بألِف لا تُنطَق ورسم همزة عجيب مخالفٍ جلَّ المذاهب (مائة)
- وثالثة بحذف ألف تُنطَق على إرادة رسم ألف خنجرية لاكن لا تُرسَم (هذا، هذي، هذان، هؤلاء، ذلك، لكن، هكذا، أولئك) وقديمًا جدًّا (الحرث = الحارث، العبد = العابد، الملك = المالك)

وكل ها ذا خلاف القاعدة الأولى في الإملاء العربي التي تقضي برسم كل ما يُنطَق إلا بعض الأصوات الخفية (وبعضها يُرسَم بالتشكيل أو التنقيط كالتنوين والإشمام).

ولكل من تلك الألفاظ سبب لرسمه كذالك لاكنه سقط بظهور التنقيط والتشكيل وأمن اللبس، فقد كانت (مائة) اجتنابا للّبس بلفظ (منه) قبل التنقيط، وكانت (عمرو) تمييزًا من (عُمَر) قبل الضبط (في قول) أو عادة كالألف الخنجرية (في آخر)، وكانت الألف الخنجريةُ الأصلَ أو الغالبَ في كل ذي ألف قبل ترك ها ذا إلى رسم الألف عدا الألفاظ التي سنذكرها التي قيل فيها إن الكتّاب تركوها على علّتها.

لذا وجب الرجوع إلى القاعدة فيها جميعًا كما رجع كثيرٌ عن (مائة) إلى (مئة)، وذالك بأن:
تحذف واو (عمرو) وتكتب (عمْر)
وتحذف واو (أولي) وتكتبها (أُلِي)

وتحذف ألف (مائة) وتكتب (مئة)
وتحذف واو (أولئك) وتكتبها بألف (أُلائك)

وتُثبت الألف في موضع الألف الخنجرية في (هذا، هذي، هذان، هؤلاء، ذلك، لكن، هكذا، السموات، الرحمن) فتُكتب: (ها ذا، ها ذي، ها ذان، ها ألاء، ذالك، لاكن، ها كذا، السماوات، الرحمان)

باختصار:
- عمرو => عَمْر
- مائة => مئة
- هذا => ها ذا / هاذا
- هذه => ها ذهِ
- هذي => ها ذي
- ذلك => ذالِكَ
- هذان => ها ذانِ
- هؤلاء => ها أُلاء
- هكذا => ها كذا
- أُولِي => أُلِي
- أولئك => ألائك
- الرحمن => الرحمان
- السموات => السماوات

فإن قيل:
قد اعتدنا ها ذه الألفاظ بها ذا الرسم ففيم تكلف تغييرها ومخالفة الشائع؟

فالجواب أن الكُتَّاب قد راجعوا كثيرًا من الألفاظ التي كانت تُكتَب بالألف الخنجرية قديمًا مثل (الحارث) التي كانت تُكتب (الحرث) لاكن توقفوا عند بعض الألفاظ لظنهم أن شيوعها يشفع لها أو لأنهم خافوا مخالفة رسم المصحف فيها، أو لسبب آخر لا نعلمه، فالحاصل أن الشيوع لا يكفي ولا يشفع، خاصة شأنه مع اشتداد ضعف اللغة بين الناس، وأخطاء النطق الناشئة من ها ذا، فمن الناس من ينطق (مائة) ها كذا: مَاءَة، بمد الألف التي حقها أن لا تُنطَق، ويزيد عليه أنه يجد ألفًا بعد ميم مكسورة، وهمزةً مفتوحة بعد ألف مرسومة على ياء (مائة) فيجتمع عليه خطأ النطق والرسم بسبب عادة قديمة ذهبت علتها. وها ذا اللبس وارد في مثل (هذا): تُنطَق هَذَا من (هَذَا يهْذُو) وهي لغة في (هذَى يهذِي)، وفي (لكن): تُنطَق (لَكَن) واللَّكَن عجمة في اللسان وعِيٌّ، وها كذا...

ثم إذا كنتَ لا ترى بأسًا بالألف الخنجرية فلم لا تكتب بها جميع كلامك خيرا من أن تجعل لنفسك قاعدتين أو قاعدة واستثناءًا؟

ثم إنك لا ترسم الألف الخنجرية التي تدافع عنها أصلًا بل تكتب من غيرها (هذا، لكن، ...) ولا عتب إن قرأ أحد ها ذه الألفاظ بغير الألف (كنطق "هذا" مثل "هَذَى" ماضي "يهذي")، أو عجب من عدم رسمها، والعادات الشائعة المعروفة السبب الآن قد يمر عليها عقود وقرون فيضيع سببها وتظل هي محيِّرةً الناس، ففيم ها ذا؟

فإن كان المرء لا بد كاتبًا ها ذه الألفاظ بألف خنجرية لأي سبب فليرسم ها ذه الألف المغبونة الحائرة (هٰذا، هٰذه، لٰكن،...) وهي موجودة في لوحات مفاتيج الحواسيب والجوالات الآن فلا عذر له، وإن لا فقد خالف القاعدتين كلتيهما، الأصل أي رسم الألف، والاستثناء أي الرسم بألف خنجرية فلا هو مع ها ألاء ولا مع أُلائك. أما الواو الزائدة فلا أجد مسوِّغًا لها يؤازي الألف الخنجرية فطرحها واجب.

أخيرًا، من منافع ها ذا المذهب الأخرى أنه يذكّر المرء بأن (ها) و(ذا) لفظان مستقلان، فينتبه إلى استعمال (ها) وحدها تنبيهًا، وإلى استعمال (ذا) وأخواتها وحدها إشارة، وهو ما يُنسَى بجعلهما لفظًا واحدًا.

ملحوظة:
أما لفظ الجلالة (الله) فلا أجرؤ على مس رسمه كما لم يجرؤ من سبقني، عالما بأن رسمه (اللاه) هو القياس لاكن له قدسية خاصة فأحسب أنه توقيفيّ وإن لم أجد دليل ها ذا.

#الكتابة_العربية
#الإملاء

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

25 Mar, 20:45


(668)
كمهندس كطالب كمدرس ... (زيادة)

قديمًا يسر الله لنا نشر تنبيه على خطأ شائع في مثل قولهم:
أنا كمهندس أفعل كذا وكذا...

في ها ذا الرابط

ونزيد اليوم على البدائل التي ذكرناها فيه بدائل أخرى تيسيرًا للمتكلم وقطعًا لحجة المضطر إلى الأسلوب الأعجمي.

بديل: نحن كطلاب وما أشبهها

- أسلوب الاختصاص:
We, as students, study a lot
نحن كطلاب ندرس طويلًا
نحن الطلابَ ندرس طويلًا

- الحال:
As a student, I used to study a lot
كنت أدرس طويلًا كطالب
كنت، طالبًا، أدرس طويلًا

- المفعول لأجله:
As an advice to you, study a lot
كنصيحة مني، ادرس طويلا
أقول لك نصحًا، ادرس طويلًا

- المفعول به:
The teacher took me as his student
اتخذني / جعلني المعلم طالبًا من طلابه

- المفعول المطلق:
The teacher treated his student as a brother
عامل الأستاذ طالبه كأخٍ
عامل الأستاذ طالبه معاملةَ الأخ

- التمييز:
He is awesome, as a horsebackrider
ما أمهره كفارس
لله درُّه فارسًا

#تقويم_اللسان
#ترجمة

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

02 Mar, 11:45


(667)
ينبغي – يجب

نسمع كثيرًا في التوجيه بعمل شيء:
ينبغي (عليك) أن تدرس

أو النهي عن شيء:
ينبغي (عليك) أن لا تدخِّن

يريدون في هذا كله:
يجب عليك أن تدرس
يجب عليك أن لا تدخن

(وها ذه الأخيرة مختلفة من:
لا يجب عليك أن تدخِّن
فهل ترى الفرق؟
يجب عليك أن لا تدخن: توجب على السامع الانتهاء عن التدخين وتركه
لا يجب عليك أن تدخن: ترفع عن السامع وجوب التدخين، فهي أصلح في سياق آخر مثل:
لا يجب عليك أن تخلع حذاءك قبل الدخول)

لكن لنعد إلى (ينبغي)، فتانكم العبارتان اللتان ذكرتُهما مشكلتان.

أولا:
لا يقال (ينبغي "عليك") فالفعل (ينبغي) لا يتعدى بحرف الجر (على) بل بحرف الجر اللام (ينبغي "لك")، ووضع (على) موضع اللام من تحميل (ينبغي) معنى (يجب).

ثانيًا:
(ينبغي) ليس معناها (يجب)، بل معناها مطاوعة (بغى).
ما المطاوعة؟
إذا ذهبت تعالج -تفعل شيئًا فيه شيء من الجهد أو العمل المبذول- فاستجاب لك فقد طاوعك.
مثل:
كسرتُ الكرسيّ فانكسر
صرفتُ الخادم فانصرف

فالفعل: كسرتُ – صرفتُ
والمطاوعة: انكسر – انصرف
وكما ترى، جاء الفعل على (فعَل) وجاءت المطاوعة على (انفعل)

قياسًا على ها ذا، تقول:
بغيتُ صعود الجبل فانبغى لي
أي:
أردتُ صعود الجبل فطاوعني الأمر فأمكنني فتمكَّنت منه

وانظر إلى قوله تعالى (وما علَّمناه الشعر وما ينبغي له)
وقوله تعالى (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر)

ولنفصل هذه الأمثلة ونشرح أن (ينبغي) لها درجات من المعنى، أقتبس من تفسير (التحرير والتنوير) للشيخ/ الطاهر بن عاشور، رحمه الله الفقرة التالية معلِّقًا عليها في ثناياها:
"ولما كان الطلب مختلف المعاني باختلاف المطلوب لزم أن يكون معنى (ينبغي) مختلفًا بحسب المقام فيُستعمل بمعنى:
(يتأتى) أو (يمكن) أو (يستقيم) أو (يليق).

ففي قوله تعالى (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا) المعنى: وما يجوز أن يتخذ الرحمان ولدًا، بناءًا على أن المستحيل لو طُلِبَ حصولُه لما تأتى لأنه مستحيل لا تتعلق به القدرة، لا لأن الله عاجز عنه [ولك أن تقول إن المعنى: لا يليق].

وفي قوله (قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء) المعنى: لا يستقيم لنا، أو لا يخول لنا أن نتخذ أولياء غيرك.
وفي قوله (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) المعنى: لا تستطيع [ولعلك توقفت عند ها ذه الآية من قبل متسائلًا: كيف لا "يجب عليها" أن تدرك القمر؟].

وفي قوله (وما علّمناه الشعر وما ينبغي له) المعنى: أنه لا يليق به [أو لا يمكن ولا يتأتى لأن الله منعه، ويؤيده قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث إن قول الشعر لا يتأتى له ولو أراده، وإن الكلام يتغير على لسانه فيكسر الوزن أو القافية، وفي الأحاديث أمثلة على ها ذا].

وفي (وهَبْ لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي) المعنى: إذا طلبه أحد لا يستجاب طلبه.

وفرق بين قولك: لا ينبغي لك أن تفعل كذا، كالأمثلة السابقة من القرآن الكريم، وبين قولك: ينبغي لك أن لا تفعل ها ذا
فالثاني يعني: إذا أردتَ "أن لا" تفعل كذا، أمكنك أو استطعت، مثل:
ينبغي لك أن لا تدخن
أي إذا أردتَ أن تنتهي عن التدخين أو تُوقف عنه لاستطعت فليس بمحال، أي هو تأكيد "انبغاء النفي".

وها ذا خلاف ما ورد في الأمثلة فهو تأكيد "نفي الانبغاء."

تنبيهات:
1. قلنا إن من معاني (ينبغي لك): يمكنك
أي إذا أردتَ ها ذا استطعته أو أمكنك، لكن يجب ملاحظة الفرق بين (استطاع الرجلُ صعودَ الجبل) و(أمكنَ الرجلَ صعودُ الجبل) وهو ما فصَّلناه في ها ذا المنشور القديم:
يمكن: https://t.me/arabiantongue/265
فراجعه لأن لا تقع في غلط، ففاعل العبارة الأولى ينقلب مفعولا به في العبارة الثانية والمفعول فاعلًا.

2. من آثار معنى (أمكن) في (انبغى) الغلط في استعماله للاستئذان فيقال:
أيمكنني الخروجُ من الحصة؟
هل يمكن الخروجُ من الحصة؟ (وهنا حذفنا المفعول به للعلم به، فأصل الجملة: هل يمكنني/يمكن المرءَ الخروجُ من الحصة؟ فاعلم أن المفعول به محذوف، ولا تُكثِر حذفه في كلامك خاصة إذا كان سامعك قليل العلم بالعربية أو بها ذا الأسلوب، واجتهد أن تذكر المفعول به إحياءًا للأسلوب الصحيح في الأذهان)
هل ينبغي لي مغادرة الفصل؟

وهذا كله سؤال عن قدرة المرء على عمل هذا الشيء، أو مطاوعة هذا الشيء له إذا أراده، وليس الغرض منه الاستئذان، بل الاستئذان هو من قول الأعاجم -على الراجح:
Can I leave the classroom?
ولطالما صحَّح لنا مدرسو الإنجليزية قديمًا ها ذه العبارة فكانوا يقولون:
You can but you may not
أي:
يمكنك الخروج (أي تستطيعه، لقدرتك على المشي ووجود باب ... إلخ.) لاكن "ليس لك" ها ذا أي لا آذَنُ لك به.
(هل لاحظت الشبه بين (إمكان) و(I can)؟)
لذا فإذا أراد ولدك الاستئذان في شيء فانهه عن قول:
أيمكنني فعل كذا
ومُرْهُ بقول:
هل لي أن أفعل كذا؟
أَلِي أن أفعل كذا؟

#تقويم_اللسان
#الأساليب

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

01 Mar, 20:45


(666)
الأرقام العربية

هذا منشور خاص، إذ هو ينظر في مسألة مركبة من مسائل:
1. ما الأرقام العربية؟
2. ما الأرقام العربية المشرقية؟ وما تاريخها؟
3. ما الأرقام العربية المغربية أو الغبارية؟ وما تاريخها؟
4. هل للأرقام العربية قدسية كالحروف العربية؟
5. هل يُعَدُّ استعمال أحد نوعي الأرقام العربية إعجامًا أو هجرًا للأرقام العربية؟
6. ما الأرقام المتيسرة لمستخدم التقنيات الحاسوبية في زمننا هذا؟ وهل هي جميعًا عربية؟ وهل يفضل بعضها بعضًا؟

لهذا خصصتُه برقم المنشور (666) لأنه رقم مميز، فالأرقام للأرقام 🙂

4. الراجح في أمر الحروف العربية أنها مقدَّسة لأنها توقيفية علَّمها الله سبحانه آدم ودليل العلماء في ها ذا قول الله تعالى ((الذي علّم بالقلم. علَّم الإنسان ما لم يعلم)). وعلى ها ذا فليس مأخوذًا من خط المُسنَد الحِميري ولا السرياني ولا النبطي عن الآرامي، بل تلك الخط صور محرَّفة من الخط الأول لذا تشبهه، ولعدم المخطوطات القديمة بالخط العربي الأصيل لأسباب يعلمها الله، حسب الناس أن أحد تلك الخطوط أصله، كما حسبوا أن اللغات المتفرعة من العربية الأصل كالآرامية والأكّادية والسريانية والعبرانية أخوات العربية وهن في الحقيقة بناتها. إذن فالخط العربي المعروف مقدَّس يجب التزامه، لاكنه لم يكن يشمل الأرقام وكانت الأعداد تُكتَب بالحروف، ولا دليل عندنا على أن الأرقام توقيفية بل الراجح أن رسمها اصطلاحيّ، فليس لها قدسية الحروف.



ولأعد المنشور، كان عليّ أن أبحث في مصادر عدة وراء تاريخ الأرقام المختصر المتداول، منها:
1. تاريخ الأرقام، وهو مجلد ضخم يوثق تاريخ الأرقام المسجَّل من أوله.
2. الأرقام العربية، للأستاذ أحمد مطلوب.
3. الأرقام العربية، رسالة للأستاذ الشيخ/ سليمان العيوني.
4. قدسية اللغة العربية، كتاب للأستاذ الشيخ/ فخر الدين قباوة.
5. بعض كتب الإملاء وتاريخ الرسم العربي.
6. بعض كتب تاريخ اللغة العربية، وأهمها وعلى رأسها (النظرية الإسلامية في نشوء اللغة العربية وتطورها) للأستاذ الشيخ/ فخر الدين قباوة.

والمنشور طويل متجدد، إذ ما زلت أعيد صياغة بعض أفكاره وأجتهد في اختصارها مع الإتيان بمزيد أدلة على ما ذهبت إليه، كما أني لم أرد أن يؤخر تمام المقال نشر منشورات أخرى (لحرصي على تخصيص هذا الرقم لهذا المنشور)، لذا فأنصح المهتم بهذه المسألة أن يعاود النظر فيه بين الحين والآخر فإنه واجد جديدًا، إن شاء الله، ولو كان نُشِر بعده شيء.

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

09 Feb, 11:45


(665)
هوية – ماهية => أيس (Yes)
مما دخل في العربية من ألفاظ علماء الكلام والمنطق قولهم:
هُوِيَّة: وهو مصدر صناعيّ مشتق من (هُو)
ماهيَّة: وهو مصدر صناعيّ منحوت من لفظي (ما) و(هي)

وكلاهما مبنيّ على أن معنى (هو) أو (هي) هو الوجود أو الحدوث أو الكينونة أو الوجد، فهوية الشيء هي كينونته وحدوثه، وماهيته هي كذلك.
وأصل هذا أنهم أرادوا ترجمة الكينونة عن اللغات الأعجمية الممثلة بالفعل (يكون)
To be – Being
لكن هذا لم يصلح في مثل:
محمدٌ يكون إنسانًا
فقالوا:
محمدٌ هو إنسانٌ
أي حقيقته إنسان، وهذا ضعف في الترجمة وخطأ لكنه استمر وتغلغل في لغة أهل الكلام ثم خرج منها إلى غيرها. كما أن ما جاؤوا به، أي (هوية) و(ماهية) فيه نظر من حيث صوابُه لغةً، ويُضطر مخرّج (هوية) إلى الأخذ بلغة تشديد الواو (هوّ) ليصح النسب فيقول (هوّيّة).

ويرى الأستاذ مختار الغوث أن ما يعبر عن هذا المعنى في العربية هو (الأَيْس) وهو لفظ لا يكاد يُستعمَل إلا في بضع عبارات فقد كاد يُمات.
لكن تأمل معي هذه العبارات القليلة لتعرف صواب ما ذهب إليه الأستاذ مختار ومزيدًا بعدُ.
يقال:
جيء به من أَيْسَ وليْسَ
أَي: جيء به من حيث هو وليس هو
فانظر إلى المكافأة بين:
أيس = هو
ليس = ليس هو

بل ذهب بعضهم فبنى على هذا أن أصل (ليس) هو (لا أيس) ثم خُففت همزة (أيس) فقيل (لا ايس) ثم (ليس)، ولعل هذا بعيد لأن في (ليس) علامات الفعل.

قال الليث: أَيْسَ كلمةٌ قد أُميتت إِلا أَن الخليل ذكر أَن العرب تقول جيءِ به من حيث أَيْسَ وليسَ، لم تستعمل أَيس إِلا في هذه الكلمة، وإِنَّما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة والوُجْدِ، وقال: إِن معنى لا أَيْسَ أَي لا وُجْدَ أو لا موجودٌ أي لا شيء، فمعناها العدم.

إذن فخير من قولنا (هوية) و(ماهية) أن نقول (أيس) أو (وُجد) أو (كينونة)، وأرى إحياء (أيس) أمرًا عظيمًا لأنه لفظ يسير وضده (ليس) مستعمَل كثيرًا وأثره في اللغات الأخرى واضح.

فالمتأمل في اللغات الكبرى انتشارًا وتاريخًا يجد أن معنى (نعم) -الإثبات- الذي هو ضد (ليس) دائر ما بين:
يِس (yes)
ييه (yeah)
يا (ja)
وي (oui)
آه (ah)
سي (si)
ويسهل ربطها بالأصل (أيس)
ومن (سي) خرجت ألفاظ قريبة في لغات أخرى مثل:
تشي (chi)
جي (jee)

وفي لغات أخرى يكون معنى (نعم):
ذا (tha)
أو:
دا (da)
وهو اسم الإشارة (ذا)، ونطق العوام العرب له الآن (دا) فيقال: دا، ها دا، ... إلخ.
وفي أُخَر يظهر أثر نون (نعم) فيقال:
نا (na)
لكن جلها يدور في فلك الهمزة والسين والياء.

هامش
لطالما كنت أعجب من ألفاظ الإثبات في تلك اللغات وتشابهها واشتراكها في الياء والسين والهمزة أحيانًا ولا أجد في العربية ما يشبه هذا، والعربية أقدم منها جميعًا فهي لغة آدم عليه السلام نزل بها إلى الأرض مُعَلَّمًا ناطقًا حكيمًا، ولغة القرآن من قبل، حتى وقفت على لفظ (أيس)، فجزى الله الأستاذ مختارًا عنا خيرًا.

#أصول_الكلمات
#تقويم_اللسان
#ترجمة

لِسَانٌ عَرَبِيٌّ

21 Dec, 09:34


(664)
سدن/أسدان Sedan

تُسَمَّى سيارات الركوب العائلية ذات أربعة الأبواب، كالتي في الصورة الرابعة، بالأعجمية "سيدان" (Sedan)، وصار هذا اسم هذه الفئة من السيارات، ولكل صانع مجموعة فئات يصنعها مثل سيارات الركوب الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وسيارات الدفع الرباعي الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وهكذا.

وإذا رجعنا إلى أصل الكلمة في الأعجمية وجدناه:
"كرسي مغطًّى بأستار محمول على قُضُبٍ لفردٍ"
وهو المبين في صورة الكرسي الذي يحمله رجلان.
أما الأصل القديم فغير معلوم يقينًا.

وفي العربية:
السادِنُ: خادم الكعبة وبيت الأصنام.
السدنة: الخَدَم أو السِّتْرُ، والجمع أَسْدانٌ
الأَسْدانُ والسُّدُونُ ما جُلِّلَ به الهَوْدَجُ من الثياب، واحدها سَدَنٌ.
وقيل إن الأَسْدانُ لغة في الأَسْدالِ، وهي سُدُولُ الهوادج أي أستاره.
وفي الصورة الأولى الهودج.

فالمعنى يدور بين الخدم والأستار، والظاهر أن اللفظ الأعجمي أُخِذ من العربيّ على إرادة معنى أستار الهودج أو الخدم الذين يحملون الكرسي، والأول أرجح لأنه يبين أهم صفة في الكرسيّ الموصوف وهي غطاؤه.

وحين صُنِعت عربات الخيل كان منها المكشوف والمستور، فسُمِّي المستور باسم الكرسي (سِدان) ثُم أُجرِي هذا على السيارات الآلية كتلك المبينة في الصورة وهي سيارة من سنة ألف وتسع مئة (1900م).

وظل الاسم ملاصقًا لهذه الفئة من السيارات مع تطور شكلها حتى ارتبط بالسيارات العائلية ذات أربعة الأبواب، غالبًا، كما ذكرنا.

وعلى أن الأصل عربي، فقول (سيارة أسدان) بمعنى (سيارة عائلية ذات أربعة أبواب) قد يكون ثقيلًا، لكن لمن شاء أن يستعمله حتى يُبيّن الأصل العربيّ، ولمن شاء أن يسميها: سيارة عائلية، ويميز سيارات الدفع الرباعي منها بتسمية الأخيرة: سيارة عائلية رباعية.

فقل:
سيارة أسدان
أو:
سيارة عائلية
أو:
سيارة عادية (خلاف الرباعية)

#أصول_الكلمات
#ترجمة