💌
لو كنت مؤمنًا صحيح العقيدة وتظن بربك خيرًا، لابد أن نهاية قصتك تكون لك وليست عليك، تكون في مصلحتك ،،
فلا تنظر للقصة من البداية ولا من الوسط ولا تفسّر أحداثها كما يفسرها الناس،
فأهل الآخرة حين يتكلمون فإنهم يتكلمون عن أفعال الله وصفات الله الكاملة ..
وأهل الدنيا حين يتكلمون فإنهم يتكلمون عن الأسباب سواء فُقدت أو وُجدت! وعلى هذا الأساس تكون حساباتهم ،،
لكن المؤمن الموحّد لا تكون حساباته بهذه الصورة لأن الله سبحانه أعظم من هذه الحسابات وهو سبحانه ذو القدرة العظيمة الذي يأتي بالنتائج بدون أسباب ، لكنه وضع الأسباب لتنتظم الحياة لكن هذه الأسباب أصلًا خلقها الله، والنتيجة التي تخرج من الأسباب فإنما هي مِن رزق الله ومِن لُطف الله ومِن قدرة الله ، وإذا لم تنفع الأسباب ولم تخرج للانسان نتيجة فإنّ المؤمن لا ييأس ولا يحزن حزنًا يقنّطه من رحمة الله ،
الحزن نعم لابد يأتيك لكنه لا يستقر عند المؤمن لأنه إذا استقر سيطر الخوف والقلق وساءت الأخلاق فيجعلك تيأس من أن حالك يتغير!
وإن كان الأمر معقّدًا فلُطف الله ممتد، لُطف الله سيحتويه ويدخل في تفاصيله حتى تجد ما هو خير لك ،،
والخيرية في ثقتك في الله عز وجل ،، فهو اللطيف الخبير ، الخبير الذي يعلم عواقب الأمور وما تؤول إليه الأمور، يُدرك سبحانه تفاصيل آلآم قلبك، ولا أحد من الخلق أبدًا يستطيع أن يشعر بآلام قلبك، لذلك هو سبحانه يلطف بك ويلطف لك ويسوق إليك الخيرات وأحيانًا من أمور أنت تكرهها، ولذلك نقول (لعله خير) وذلك حتى نُسكت ما أتانا من اعتراض على أقدار الله عز وجل .
واللطيف لا يردّ سائله، ولا يمكن أن يُيئسك من مرادك، لذلك انتظار الفرَج عبادة لأنك طالما تنتظر الفرَج ولم تيأس فأنت واقف على باب الرجاء لم تبتعد عن رجائه سبحانه وتعالى، وكل كمال صفاته وأسمائه تملأ قلبك وترى آثارها حولك في حياتك، وهذا يجعلك لا تقنط، بل تزداد طمأنينة وخوفًا ورجاءً في رب العالمين .
*أ. مها الرفاعي*