الأقصى عقيدة

@alaqssaaa


تعريف الأبناء بهويتنا وتاريخنا وقضيتنا
لكي نسترد أمجادنا

الأقصى عقيدة

10 Mar, 14:55


Take a look at PDF File

الأقصى عقيدة

08 Mar, 19:24


خاتمة
ضرب الله لأمة الإسلام مثلا بموسى عليه السلام ومن معه، وابتلاؤهم بفرعون وقومه الفاسقين الظالمين.
لكيلا نيأس من النصر ومن غرق كل فرعون في النهاية، ولو لم يقر الله أعيننا برؤيته يغرق فيقينا في الدار الآخرة سيقر الله أعيننا.
ظهرت لنا معاناة موسى عليه السلام مع قومه ومقاومتهم للتغيير الذي يطالبهم فيه على الصعيد الاجتماعي والديني.
نرى تشاؤمهم منه وتطيرهم به كلما أصابهم أذى ضريبةً لتحررهم من ذل العبودية.
نرى تذمرهم عليه وعدم صبرهم في سبيل نيل كامل حريتهم وعزتهم على الحرمان من متاع قليل وبذل جهد قليل.
نرى حنينهم لنعم الحياة في مصر وخبزها ولحمها، بالرغم من أن تلك النعم كانت مغموسة بالذل، ولكنهم راضين مستكينين.
وكل هذا يكون عبرة وعظة لكل داعية في زمن استعلاء الباطل، فيتوقع ما يصيبه من قومه، ويكون له في موسى عليه السلام أسوة حسنة في الصبر على أذى قومه وجهلهم وجهالتهم، ودعائه لهم بالهداية والرحمة.
فما اعتاد عليه الناس دهرا حتى صار وكأنه طبعا وسجية وفطرة فيهم يحتاج لجهد وصبر كبيرين في تغييره، ولا يتغير الناس بزوال حاكم فاسق فاسد في طرفة عين، لن يتغيروا حتى يُغَيروا ما بأنفسهم فيتوب الله عليهم ويغير ما بهم.
قصة معاناة موسى عليه السلام مع فرعون تتمثل في يوم هروبه ويوم رجوعه ودعوته لأن يؤمن بالله، ويوم الزينة، ويوم الغرق، وقصة معاناة موسى وهارون مع قومهما قبل الخروج وأثنائه وخلال 40 سنة في التيه أضعاف المعاناة مع فرعون.
فالتغيير والتحرر من العبودية والذل ضريبته كبيرة لا يقدر عليها كل أحد، فنتوقع رفض البعض واستعذابهم لأن يهلكوا في التيه على أن يدخلوا الباب بشجاعة.
نرى أن المشكلة فساد القوم لا تكمن فقط في الحاكم الفاسد، ولكن القوم إذا كانوا فاسقين فهم شركاء في الجرم.
لم يخبرنا الله على تفاصيل حياة موسى عليه السلام في بيت فرعون، وانتقاله بين والديه وإخوته وبين امرأة فرعون، ولا تفاصيل حياته في مدين عشر سنوات مع زوجته، ولا حكى لنا تفاصيل لقائه بوالديه وإخوته، أو من بقي على قيد الحياة منهما، لم يخبرنا عن أبناء موسى عليه السلام، وأخبرنا الله بتفاصيل كثيرة عن حياة موسى مع قومه وهو يدعوهم لله ولليوم الآخر، وكل ذلك يعلمنا أن الحياة الحقيقية هي في الدعوة إلى الله، وأن كل تفاصيل حياتنا الدنيا بابتلاءاتها تهون في سبيل الله.

إن ما بذله موسى عليه السلام من جهد في تربية وتقويم الجيل الجديد من قومه في التيه لم يجن ثماره، فمات دون أن يدخل الأرض المقدسة، وفي ذلك عبرة لنا وتسلية، فليس كل داعية يري ثمرة دعوته، وكم من الدعاة والمجاهدين ماتوا قبل أن يروا النصر.
ولكن نصر المؤمن الحقيقي يوم أن يبشر بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان.
ما بذله موسى عليه السلام كان نتيجته أن دخل أبناء من ماتوا في التيه إلى الأرض المقدسة بعد أن تاقت نفوسهم إلى العزة، وهم من تربوا على يد موسى عليه السلام على شريعة التوراة وعدلها وموعظتها الحسنة وهداها.
وكان أحفادهم جنود داود وسليمان في العصر الذهبي لبني إسرائيل.
فمن تمسك بشريعة الله أعلاه الله وأورثه من الأرض ما يشاء.
فلنا أسوة في موسى عليه السلام وصبره على تعليم قومه سنوات التيه الطويلة.
فالصراع بين الحق والباطل والتدافع بينهما سنة كونية.
والخذلان من المقربين والابتلاء بهم والفتنة ببعضنا البعض متوقع.
والسعيد من لجأ إلى الله واعتصم به ليثبته على الهدى.

1,330

subscribers

1,283

photos

2

videos