لـلشيخ / سلمان بن فهد العودة
بسم الله الرحمن الرحيم
1- إن العالم الإسلامي اليوم مأزوم بالصراع مع ذاته أكثر مما هو مأزوم بالصراع مع الآخرين .
2- قد كان السلف يكرهون الشهرة حتى في الأعمال التي يكون لها أصل , لكنه ليس بظاهر أو ليس بقوي , فيحبون موافقة الناس ويكرهون مخالفتهم ؛ لما فيه من مدعاة الاغترار والإعجاب ورؤية الذات , ونشر الفرقة بين الناس .
3- سعة الشريعة لن يحتويها مذهب بعينه .
4- الانتساب مقبول بلا فخر ولا استعلاء ولا انعزال , وتاريخ الإسلام صنعته شعوب شتى , كالكرد والفرس والترك والهند والبربر وغيرهم .
5- علينا ألا نسمح بحديث سلبي نتبادل فيه الطرائف التحقيرية عن شعب أو جنس أو قبيلة أو إقليم , بصفة تعميمية بأنه بخيل أو جبان أو عنصري أو متكبر أو نذل .. ففي كل واد بنو سعد , وفي كل بلاد الإسلام خير .
6- تحريف بعضهم اسم (( الوطنية )) إلى (( الوثنية )) هو غلو غير محمود , وتقبيح لمعنى حسن في ذاته .
7- الانتماء لجماعة أو حزب أو طريقة ينبغي أن يُنظر إليه باتزان : فإن كان على خير أو في مباح , فليس بعيداً عن الانتساب الفقهي أو القبلي حين يعرى من العصبية , وإن كان على محرم , أو منابذة للشريعة , أو شكل انشقاقات عن وحدة الأمة , كان حَرياً بالمنع والتحريم .
8- ليس يسوغ أن نحاكم الناس بموجب قوائم , أو نحكم بالخطأ والانحراف على إنسان ما لمجرد أنه مع مجموعة خاصة , منتمياً أو متعاوناً .
9- لا يسوغ أن نعد مزاجنا أو كرهنا أو اختلافنا مع مجموعة ما سبباً في الإطاحة بهم أو تجاهل صواباتهم , أو سوء الظن بما يصدر منهم , وكأن من ليس معنا فهو ضدنا ! .
10- قد يوجد الإنسان الفاضل ضمن مجموعة مقصرة , أو يوجد المفرّط مع مجموعة فاضلة .
11- لا تحلم بأن يتفق الناس على كل شيء .
12- العلماء الراسخون متطبّعون على الخلاف ؛ ولذا لا يُحدث في قلوبهم تغيراً ولا وحشة , وقلّما تكلّم بعضهم في بعض بما ينقصه أو يحط من قدره , والغالب عليهم حسن الظن و التعاذر والموضوعية والتقوى .
13- لئن كان العلماء قد اختلفوا في مسائل من فروع الشريعة , فقد اتفقوا قطعاً على وجوب محبة المؤمنين بعضهم بعضاً , وعلى تحريم التباغض والتحاسد و التحاقد بين المؤمنين .
14- إن مما يثير البؤس والحسرة في القلب أن يصرف شاب وقته وجهده في إعادة إنتاج الخلاف بطريقة آلية غير واعية , فيكون شغله الشاغل : هذا قال , والآخر رد ! .
15- على المرء أن يحذر من أن يُحدث فتنة بين الناس بنقل الحديث وتوسيعه , والإضافة إليه .
16- من السعادة والتوفيق أن يكون المؤمن سبباً في إزالة الإحن أو تخفيفها , وتقريب القلوب .
17- الإنسان الذي عظمت فضائله وكثرت حسناته وزاد علمه , يحتمل منه من الآراء المرجوحة والضعيفة ما لا يُحتمل من غيره .
18- إن الحماس المفرط للرأي أو للمتبوع , واعتقاد أنه حق مطلق يحمل كثيرين على العنف والإطاحة بمن يختلفون معه .
19- لا سبيل إلى جمع الأمة على مذهب واحد , بل الخلاف لا بد منه , وهو واقع إلى قيام الساعة .
20- غالب العلماء وقع بينهم خلاف لسبب معتبر , ولكن قد يوجد من بعض المنتسبين إلى العلم والفقه من يقول في مسألة على سبيل التعصب والهوى .
21- المتعصب لا يدري أنه متعصّب ؛ لأنه لا يقرأ دوافعه جيداً , وهو يرى تعصب الآخرين الذي هو عنده (( كالشمس في رابعة النهار )) ! أما تعصبه هو , فهو تمسك وثبات وحرص على الحق والتزام بالدليل ! .
22- يتعين على العلماء والمفتين وطلبة العلم أن يحرصوا على الدقة في أقوالهم , والتحري والنظر في الأدلة , والتحقيق وعدم الهجوم على القضايا بغير روية ولا تثبت .
23- على طالب العلم والمفتي أن يحرص على الوضوح والدقة في عباراته , ويقدّم بين يدي فتواه بخطوط عريضة يؤثر بها في نفسية المتلقي وعقله , ثم يقدم الفتوى التي سُئل عنها بغير التباس .
24- بعض طلبة العلم أصبحوا يُسرعون إلى إقحام لفظ ( الكفر ) , وكأنهم يرونه من البيان والبلاغ والزجر .
25- الخلاف لا يعني أن تتخيّر من أقوال العلماء ما تشاء , إلا أن تكون المسألة متكافئة الأدلة , فيكون الاختيار أحد وجوه الخروج من المسألة.
26- الفارق بين الشريعة وبين الهوى : أن الشريعة وحي ملزِم , وما سواها فهو الهوى .
27- إن القول في القضايا الكبرى هو من أعظم الأمانة التي تنوء بحملها الجبال , ولا بد أن يتحقق في القائل مع تمام الديانة : العلم والفقه والبصيرة .
28- غالب مجادلات الناس ومقاولاتهم وهرجهم , هو من اعتقاد كل منهم أنه أولى بالحق , بسبب أثارة يسيرة من العلم اغتر بها وظن نفسه على شيء , وليس هو على شيء , ولكن أكثرهم يجهلون .
29- بعض الناس لا يتصور الورع إلا في الترك , ويغفل عن الورع في الفعل حين يكون متردداً بين الوجوب والاستحباب ! .
30- الورع والاحتياط سلوك شخصي تفعله بنفسك , فلا تُلزم به حتى أقرب الناس إليك .