Dead Poets Society

أتأمل في تأملات بسام حجار في معجم الأشواق، خصوصًا في معنى البكاء وأبعاده العاطفية:

«وفي رواية أن الرّقراقَ الّذي يَجْتَمِعُ على غِشاءِ العَيْنِ هُوَ صورةُ الغائِبِ الّذي يُصبحُ حضورهُ سائلاً وأُلفه جَرَياناً ووصلُه نأيا وانسياباً. وإذ يَقطُرُ الرَّقراقُ من العين دمعاً يتلاشى الغَائِب فِي تَقَطّرِ صورتِه السائلة.

⁠وفي رِوايةٍ، إنّ البُكاءَ تَأنيثٌ. ولا يُغْرَمُ العاشِقُ إلا إذا تأنَّثْ.»

تركتِ اسمكِ على فمِ مَن تحبّين،
⁠ليكون صوتُكِ لونَ عينَيه.
⁠لكنكِ وحيدة،
⁠مثل أغنية، مثل صرخة.

علي جازو.

كم يبدو الشيطان في المقابل إيجابيًا، بما أنه يخون ماهيته ويعمل على حفظنا رغمًا عنه، وقد الزم نفسه بتثبيتنا في عيوبنا.
-اجتثوا الخطايا؛ تذبل الحياة فجأة-
سيختفي جنون الإنجاب يومًا بسبب الملل لا بسبب القداسة. سينفد الإنسان بسبب نزوعه إلى الكمال لا بسبب تبذيره لنفسه.

- اميل سيوران

فكرة العدم ليست من خصائص الإنسانية الكادحة. الكادحون لا يملكون الوقت ولا الرغبة في وزن عبارهم. لذلك هم يستسلمون لقسوة المصير أو لغباوته. إنهم يأملون!

- اميل سيوران

ما بين الماء والشعر
فلسفة للشعراء وطبيعة النفس البشرية:

فلماذا تكون الرغبة العارمة عند البارودي:
" وبي ضماٌ لم يبلع الماء ريَّه
وفي النفس أمرٌ ليس يدركه الجهدُ "

سببًا في إنعدام تحقيق الرغبة ككل عند كاظم اسماعيل الكاطع:
" اعبر عالنهر عطشان، والمي مو على بالي! "

أو كيف تكون الرغبات فاقدة لفائدتها، عند سركون بولص:
" الماء يجهلُ اسباب الضمأ الأخير
والأرض تتشقق رغم البراهين الدامغة
على وفرة المياه "

بل وتكون -أي الرغبات- رغم ضرورة وجودها، لا تحقق نفسها، نتيجة الشبع منها أو الزهد فيها، عند نيتشه:
" يا لشقاء كل المانحين، يا لكسوف شمسي،
يا للرغبة الفاحشة إلى الرغبة في شيءٍ ما،
يا للجوع الحارق الذي في الشبع! "

غير أني يا نخلةً في الريحِ كنتُ أقولُ:
يا قلبي الولوع..
فإذا أتيتُ فأيُّ شيءٍ ظلَّ منكِ؟
وأيُّ شيءٍ في الجذوع!

حسب الشيخ.

By: my1.r

إن قلتي: الدهور بينهما الزمان
وزرع الحضارة في انكماش
أقبض على عضلات الآتي
بدل التماهي، إرجِع لكي تتسيد.
أقول عندها لك:
ماذا لدى القاضي حتى يحكم؟
براءتكِ الهشّة اذابت النصَّ والمطرقة!

- عبّاس محمّد

لأكثر من مرّة وتثائب الواقع يريد أن يسحبني من وقوف الخيال، وعندما سمحتُ بذلك، أنقذتني الأسرّة من أن أكون بقايا تمثال!

- عبّاس محمّد

إذا فاتني قرب الأحبّة واللقا
ففي ذكرهم راحي وروحي وراحتي

- ابن طاهر

يُحكى أن الخليفة العباسي أهدى الشاعر البحتري فرسًا، فمات الفرس في اليوم نفسه.. فأنشد البحتري مخاطبًا المتوكل:
أهديتني أعجوبة، فرسًا كأن هبوبها في ليلة قطع المسافة بين الخلائق نادرة. مثل الرياح الطائرة، من هنا للآخرة!

عيونٌ عن السِّحرِ المبينِ تُبينُ
لها عندَ تحريكِ القلوب سكونُ
اذا ما رأت قلبًا خليًا مِن الهوى
تقولُ له كن مغرمًا فيكونُ

- داود الايوبي

لكنَّ ما جدوى التنبّهُ لو قضى
أن يُقتلَ الدربُ..
فسَهْوي أشفعُ!


- عبّاس محمّد

يُقال إن الامبراطور الروماني السادس عشر ماركوس اوريليوس هذّب نفسه تسعة عشر عام من الحكم وكان بإستطاعته الحصول على أي شيءٍ يريده.

هذه عاصفة حقيقية بوجه الإنسان اليوم، الإنسان الذي لا يعيش إلا على إشباع شهواته وغرائزه، كما يقول مايكل سوجرو: إنه عتابٌ طويل لإنغماسنا في الملذّات.

فعلينا ان نسير كما سار مسرى هؤلاء الرجال وغيرهم من الزهد والتعفف والاكتفاء من الحاجات الدنيوية التي تطلبها النفس البشرية من غير توقف، فالنفس اكّولة شرهة، تبتلع كل ما يصلح أمامها ولا تتوقف، بل وتتطلع للمزيد والمزيد.
مقتدين بذلك -بأنبيائنا واوليائنا أولًا- وثانيًا برموزنا العربية أو بما تتضح به ثقافتنا العربية، ولنا في نصوصهم الأدبية موعظةٌ كبيرة:

" فازجر هواك وحاذر أن تُطاوعه
فإنّه لغويٌ طالما عُبدا "
- المعرّي

" لا خير فيمن لا يستطيع الإعراض عمّا في نفسه. "
- ابن المقفّع

حُلْوِ
الشمائل
بالأرواحِ
مُمتَزِجِ

- ابن الفارض

ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ
ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ
للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
شوقاً إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ ..

- ابن الفارض

قتل رسول الله(ص) يوم بدر "عقبة بن أبي معيط" عندما أمر عاصم بضرب عنقه فقالت أخته قتيلة بنت الحارث ترثيه:

يا راكِبًا إنَّ الأُثَيْلَ مَظِنَّةٌ
مِنْ صُبْحِ خامِسَةٍ وأَنتَ مُوَفَّقُ
بَلِّغْ به مَيْتًا فإنَّ تَحِيَّةً
ما إنْ تَزالُ بها الرّكائِبُ تَخْفُقُ
مِنِّي إليكَ وعَبْرَةً مَسْفُوحَةً
جادَتْ لِمائِحِها وأُخْرَى تَخْنُقُ
هل يَسْمَعَنَّ النَّضْرُ إنْ نادَيْتُه
وإنْ كانَ يَسْمَعُ مَيِّتٌ أو يَنْطِقُ
ظَلَّتْ سُيُوفُ بَنِي أَبِيه تَنُوشُهُ
للّهِ أَرْحامٌ هُناكَ تُمَزَّقُ
أَمحمّد ولأَنْتَ نَجْلُ نَجِيبَةٍ
مِن قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ
قَسراً يُقادُ إلى المَنِيّةِ مُتعَبًا
رَسفُ المقيد وهو عانٍ موثقُ
ما كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّما
مَنَّ الفَتَى وهوَ المَغيطُ المُحْنَقُ
والنَّضْرُ أَقْرَبُ مَنْ أَصَبْتَ وَسِيِلَةً
وأَحَقُّهُمْ إنْ كانَ عتقٌ يُعْتَقُ
لو كنتَ قابِلَ فِديَةٍ لَفَدَيْتُهُ
بأعَزّ ما يُغلي به مَنْ يُنْفِقُ

فبلغنا أن النبي(ص) قال: "لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته." فيقال إن شعرها أكرم شعر موتورة وأعفه وأكفه.


- كتاب الأغاني، لأبي الفضل الأصفهاني.

ما من سر إلا ويبدو على الوجه لمن عرف أن يتصفح الوجوه!

وجوه الذين أدمنوا الموسيقى أعرفها وأعرف كأوضح ما يكون وجوه أولئك الذين أدمنوا التفكر بالله. شيء ما كالبشارة على بشرة الوجه يعلن أن هذه القسمات منحوتة بتدابير غامضة من أسرار لم يطلع عليها إلا صاحبها. وقد لا يكون الوجه وسيمًا لكنه لن يكون بليدًا أبدًا. النرجسي لا أسرار لديه محب نفسه وعابد ذاته كله سطح لا عمق فيه، ولذا تكسو وجهه بلادةً مَنْ لم ير معجزة ولم يختبر حيرة ولم تتخطفه دهشة تنير ملامحه.
مدمن الموسيقى أعرفه، وجهه موسيقى والمتفكر بالله أعرفه أيضًا. وجهه إلى الغيب أقرب منه إلى الشهادة.
يجمعهما أمر واحد كلاهما مذهول حائر جميل لأنه رأى شيئًا أكبر منه!

فلا عيش في الدنيا لمن عاش صاحيًا
ومن لم يمت سُكرًا بها فاتهُ الحزمُ
على نفسهِ فليبكِ من ضاع عمرهُ
وليس لهُ فيها نصيبٌ ولا سهمُ!

- ابن الفارض

يقولون لي صفها فأنت بوصفها
خبيرٌ، أجل عندي بأوصافها عَلِمُ
صفاءٌ، ولا ماء، ولطف، ولا هوا
ونورٌ ولا نار وروحٌ ولا جِسمُ
تَقدِمُ كل الكائنات حديثها
قديمًا، ولا شكلٌ هناك، ولا رسمُ!

- ابن الفارض

ولو نظر النُدمان ختم إنائها
لأسكرهم -من دونها- ذلك الختمُ

- ابن الفارض

كان الرومان يؤمنون أن كل إنسان يولد وبداخله عبقريته سواء كان رجلًا أو أنثى، وكأنَّ هذه الروح العبقرية هي ملاك حام يلازم الإنسان منذ ولادته، وكانت أعياد ميلاد الرومان تُقام ليس للاحتفال بالشخص نفسه، لكن لتكريم وتقدير هذه العبقرية التي ولدت معه.

- Birth of Edward VI.

سبحان ربك ما أراك تتوب         والرأس منك بشيبه مخضوب
سبحان ربك ذي الجلال أما ترى    نوَبَ الزمان عليك تنوب
سبحان ربك كيف يغلبك الهوى      سبحانه إن الهوى لغلوب
سبحان ربك ما تزال ومنك     عن إصلاح نفسك فترة ونكوب
سبحان ربك كيف يلتذ امرؤ       بالعيش وهو بنفسه مطلوب

إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ
لَو كانَ يَنفَعُ فيهِمُ التَأديبُ
صِفَةُ الزَمانِ حَكيمَةٌ وَبَليغَةٌ
إِنَّ الزَمانَ لَشاعِرٌ وَخَطيبُ

- أبو العتاهية

يَهرُبُ المَرءُ مِنَ المَوتِ وَهَل
يَنفَعُ المَرءَ مِنَ المَوتِ الهَرَب

- أبو العتاهية

وَكَيفَ تُريدُ أَن تُدعى حَكيمًا
وَأَنتَ لِكُلِّ ما تَهوى رَكوبُ
وَما تَعمى العُيونُ عَنِ الخَطايا
وَلَكِن إِنَّما تَعمى القُلوبُ !

- أبو العتاهية

الكثيرون يمضون في الحياة دون أن يفكروا
كالأشباح في ظلام الليل يسيرون حيث يسير الآخرون.
انه زمار هاملين الذي يقود القطيع إلى الجحيم!

- تي سي إليوت

فَكُلُّ زَمانٍ لَيسَ لي فيهِ صاحِبٌ
وَكُلُّ حَبيبٍ ما لَهُ فِيَّ مَوضِعُ.

- القاضي الفاضل

إِذا دَخَلَت بَينَ القُلوبِ قَطيعَةٌ
فَلا تَبعَثِ الأَقوالَ ما لَيسَ يَنفَعُ

- القاضي الفاضل

وَإِن كانَ قَلبٌ بَينَ جَنبَيَّ حاضِرٌ
فَلَيتَ هُمومَ القَلبِ لا تَتَنَوَّعُ

- القاضي الفاضل

" اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ
كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ.
لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ.. "

- سفر نشيد الأنشاد


- By Tom Lovell

كل شيء حولك غير مؤثر، حتى تمنحهُ قيمة ..

مثلما يفتح نور الفجر، كلّ مرّة سبيلًا جديدًا لمن ينتظر، يبتكر الحوار كوة سحرية بين النفوس تنفذ منها بصيرة الأرواح وخلاصة خبراتها.
الحوار معجزة بشريّة، إنشادٌ مضادٌ لوحشة الأرض التي نزلنا عليها غرباء، ومضينا فيها فزادتنا التجارب غربة.
وحشة رهان تعرف من لحظته الأولى
أنه خاسر ولا سبيل لك سوى المضي فيه.
هكذا يُصبح الحوار مع الآخر مواساة في خضم السفر. أغنية. لكنّه الغناء الذي يعمّق الطريق ويجعل الوصول هامشا في كتاب الرحلة.
الحوار مع الآخر، ضرورة، ليس لأنه تواصل وامتداد لذواتنا فحسب، بل لأن الآخر جزء أصيل من تكوينها.

نحاور الآخر لنعرف أنفسنا ، نفهمه لنكتشف المخبوء والمتعذّر فينا.

علي محمود خضير

إذا ما نهيتُ الطرف عنها التفاتة
تلفّت قلبٌ بالسّماع يناظرُ!

- بدر الدريع

وقد يأنسُ المهمومُ في باعث الرجا
ولكن همّي لا يُرى فيه آخر!

- بدر الدريع