(مَن) الشرطيةُ لا بدَّ لها من شرطٍ وجزاء، و(مَن) الموصولةُ تحتاج إلى صلة فقط؛ فـ(مَن) في قولنا: «لقيت مَن أكرَمني» موصولة؛ لأنها بلا شرط ولا جزاء، بل هي متبوعةٌ بصلتها. وأمّا (مَن) في قولنا: «مَن يَأتِني أكرمْه» فشرطية؛ لأنها وليَها فِعلان هما فعلُ الشرطِ وجوابُه وكِلاهما مجزوم.
وقد يَلتقيان كِلاهما في نحو: «مَن جاءني أكرمتُه»، فهنا الكلام محتمِلٌ للشرطية والموصولة، والعِبرةُ بقصدِ المتكلم وسياقِ الكلام، فإذا أضيفَ إليه ما يدلُّ على الماضي نحوُ (أمسِ) كانت فيه (مَن) موصولةً لا غير. وإذا جُزم الفعلُ بعدها كانت شرطية، والجزمُ إنما يظهر في المضارع لا في الماضي، وإذا لم يُضبط أحدُ الفعلين -خطًّا أو نُطقًا- في نحو: «مَن يَجتهد ينجح» احتملتْ (مَن) كونَها شرطية وموصولة، وهي أقربُ إلى الشرطية هنا.
وقد يكون أحدُ الفعلين معتلَّ الآخِر أو مِن الأمثلة الخمسة فيظهرُ جزمُه بلا ضبط، إمّا بحذفِ الآخر المعتلِّ أو بحذفِ النونِ من الأمثلة الخمسة، فيتعيّنُ هنا أنْ تكونَ (مَن) شرطيةً كما في نحو: «من يَسعَ يَصِل». فإذا كان الفعلُ معتلَّ الآخر ولم يُحذفْ آخرُه، أو مِن الأمثلة الخمسة ولم تُحذفْ نونُه بعد (مَن) تعيّن كونُ (مَن) موصولة، كما في نحو: «مَن يَسعى يصل»، و«مَن يَسْرُون يَحمدون سُراهم».
#مقاميات