في احدى البيوت الكثيرة التي سكنتُها في صباي ، كانت هناك نبتة قبار تنمو في كل فصل على الجدار المشرف على الشرق . وكان الحجر قاحلاً ، ومُتفككاً ، لا تجد أيو بذرةٍ تربةً متماسكةً فيه . إلا أن نبتة القبار تلك على وجه الخصوص ، كانت تنمو وتزدهر بشكل باهر ، وبألوانٍ بهيةٍ للغاية ، حتى إنها مازالت عالقةً في ذهني كصورةٍ عن القوة العادلة ، والطاقة الناعمة . وكان الفلاح الذي يُؤجرنا البيت يجزُ النباتات في كل عام ، ولكن عبثاً . وإذا عمد إلى تجميل الجدار بالجص ، لبسهُ بصبةٍ متجانسةٍ بكلنا يديه ، ثم طلاه بلونٍ سماوي لا يُحتمل . انتظرتُ طويلاً ، متفائلة ، أن تنتصر جذور الغبار مرةً ثانية ، وان تُصدع سكون الجدار المستوي بغتة .
واليوم بينما أبحث عن درب التهاني لدار النشر التي تحتويني ، أشعر بأن ذلك قد حدث . تصدَّع الجص وتفتق القبارُ من جديد ببراعمه الأولى .لذا أهنئ منشوراتي على متابعتها النضال ضد الجص ، ضد كل من يرفض الانسجام بالإلغاء .فلتتفتَّح بإصرار ، من فصل إلى فصل ، كتباً مثبل زهر القبار .
أيلينا فيرانتي من كتابها " فرانتوماليا " ترجمة معاوية عبد المجيد