مع كل رمضان، ومع كل موسم طاعة أقرأ مثل هذا الكلام أو شبيهًا به، أنكم حوّلتم مواسم الطاعات إلى فلكلور شعبي ومعاصٍ وملهيات، وفرّغتموه من المعاني الإيمانية الجميلة،
وفي هذا الكلام الذي بالإسكرين خلطٌ في الأوراق بين مباحات جميلة، ومعاصٍ مشغِلة، وفرصة لأقول كلمتين في نفسي:
.
1- أما المسلسلات المصرية وبرامج المقالب وغيره = فهذه لا أقرّ أغلب ما فيها أصلا، ولا أشاهده غالبًا، لا في رمضان ولا في غيره، ليس فقط لما فيها من مخالفات شرعية معروفة، ولكن لرداءة الصنعة الفنيّة في غالب ما يُنتَج، والنادر لا حُكم له.
وتحويل رمضان خصوصًا إلى (موسم مسلسلات) ظاهرة خبيثة سيئة أنقدها في كل عام حدّ الملل، لكنْ قد علمتُ أن هذه الصناعة لن تتوقف بهذا، والناس لن يتوقفوا عن المشاهدة لأسباب أعقد بكثير وتحتاج إلى بحث نفسي واجتماعيّ طويل ودراسة جادة، لا أن نستسهل كالمعتاد ونرمي المجتمع بالفسق والفجور والبُعد عن الدين وخلافه من الأدبيات السطحية التي روّجها بعض الوعّاظ سامحهم الله.
.
2- أما الحلويات والديكورات والزينة والفوانيس = فما المشكلة فيها؟
هكذا يعبر الناس عن فرحتهم بهذه المواسم، يعبّرون عنه بالزينة والإطعام والأناشيد والتواشيح وخلافه.. فما الإشكال؟
فإن أقعد الناسَ كثرةُ الطعام والحلويات عن العبادة فنذم (الإكثار) لا الطعام ذاته، وإن شغلهم تزيين البيوت عن تزيين القلوب بالذكر والقرآن والصلاة = فنذمّ الانشغال والتلهّي، لا زينة البيوت والشارع المبهجة.
.
3- ويبنغي أن نُدركَ أن كل عبادة نقوم بها بشكل دوريّ -يوميّ أو أسبوعيّ أو سنويّ- تتحول عند الناس إلى عادة، والعادة إذا لم نغذّيها بالمعنى، ستتحول مع طول العهد إلى سلوك ظاهرٍ منزوع المعنى، نفعله من قبيل العُرف والعادة، لكن لا نجد حرارته في قلبنا.. وهو أمر طبيعيّ في السلوك البشري.
.
ومن مهام الإعلام والمساجد والبيوت والعلماء والمربّين والوعّاظ = أن يحيوا تلكم المعاني الإيمانية في هذه العبادات ومواسمها (الصلاة-الزكاة-الصيام-الحج-...) بدروس التزكية والفقه والعقيدة والتفسير والحديث وغيره، وكذا بالفنّ الذي يدعم هذه المعاني الإيمانية وينشرها ويُظهِرها في ثوب جميل.
.
4- ومهم ونحن نحيي هذه المعاني الإيمانية الجميلة في قلوبهم = ألا نزايد على فرحتهم، وألا نُشعرهم أن طبق الحلويات والفوانيس والزينة والأناشيد الجميلة = إثم أو تفريغ لرمضان من محتواه الإيمانيّ والعياذ بالله، بل نخبرهم أن هذا من تذوق الجمال، ومن الفرحة بشعائر الله سبحانه، وعلامة خير في قلوبهم، وينبغي أن نروي هذا الخير ونغذّيه ونهذّبه بالاجتهاد في العبادة والإكثار من الواجبات والمستحبات الشرعية لا من مطلق المباحات فقط.. وأن ننبهم على أنّ المباحات إنما هي بمثابة واحة في الصحراء يتزود بها المسلم في طريق عبادته، ليعود إلى مساحة (الواجبات والمستحبات) بنشاط وقوة، لا أن تتحول المباحات إلى مقصد في ذاتها، وورب إكثار من المباحات وغرق فيها = كان بابًا للدخول في المكروهات والمحرّمات.
.
5- وأهمّ قيمة ينبغي أن نعلمهم إياها أنّ (التدين) لا يعني أن يكون المسلم كئيبًا، ولا أن يكون ضد الفرحة ومظاهرها أو مزايدًا على أهلها، ولا ضد المباحات بألوانها، ولا أن يطالب الناس كلها بما يطيقه هو من المستحبات، بل الأصل أن يرى الخير في الناس ويذيعه ويُكثّره ويغذّيه ويوجّهه بحكمة وعلم.
.
الخلاصة: افرحوا يا جماعة، واعملوا حلويات، وعلّقوا الزينة والفوانيس، واسمعوا التواشيح والأناشيد، واقرأو القرآن ولا تهجروه، وصوموا بالقلوب والجوارح، وأكثروا من الصلاة والتراويح والقيام والصدقة وقضاء حوائج الناس، واسمعوا دروس العلم والتزكية، وعمّروا قلوبكم بالإيمان في هذه المناسبات.. وسلوا الله لنا ولكم الفتح والمغفرة والقبول.
أحمد عبد المنصف 🔻

Canales Similares



أهمية العلوم العربية والإسلامية في التعليم المعاصر
تعتبر العلوم العربية والإسلامية من الدعائم الأساسية التي تُبنى عليها الثقافة والمعرفة في العالم العربي والإسلامي. تلعب هذه العلوم دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الثقافية وتعزيز القيم الإنسانية، كما تعد الوسيلة الأساسية لفهم التراث الفكري والحضاري. إن الارتباط العميق بين هذه العلوم ومصدرها الأساسي -القرآن الكريم والسنة النبوية- يعطيها عمقًا وثراءً يجعلها مهمة لكل طالب علم. في ظل العولمة والاندماج الثقافي، يأتي دور هذه العلوم كأداة للحفاظ على الهوية الثقافية وتوجيه الشباب نحو التعرف على جذورهم الثقافية والعلمية، مما يسهم في تطوير مجتمع واعٍ وفاعل في كافة مناحي الحياة.
ما هي أهمية العلوم العربية والإسلامية في التعليم الحديث؟
تعتبر العلوم العربية والإسلامية من العناصر الأساسية في التعليم الحديث، حيث توفر فهما عميقًا للثقافة والتاريخ. من خلال دراسة النصوص العربية والإسلامية، يمكن للطلاب استكشاف كيف أثرت هذه العلوم في تشكيل الفكر والفلسفة عبر العصور. هذا الفهم يمكن الطلاب من تقييم الثقافة الحالية في سياق تاريخي أوسع.
علاوة على ذلك، تعزز هذه العلوم من تطوير المهارات النقدية والإبداعية لدى الطلاب. من خلال تحليل النصوص والدروس المستفادة من التاريخ الإسلامي، يتمكن الطلاب من فهم أهمية التفكير النقدي ويكتسبون القدرة على التعبير عن آرائهم بوضوح.
كيف تسهم العلوم العربية والإسلامية في تعزيز الهوية الثقافية؟
تسهم العلوم العربية والإسلامية بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية من خلال تقديم إطار مرجعي يساعد الأفراد على فهم جذورهم وتقاليدهم. معرفة التاريخ والثقافة الإسلامية تساعد الأفراد على تقدير التراث الثقافي ويساعد في بناء انتماء قوي إلى الهوية العربية والإسلامية.
كذلك، يعزز التعلم عن القيم والمبادئ الإسلامية فهم الهوية الروحية والأخلاقية للأفراد، ويعزز من قيم التسامح والاحترام المتبادل، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك يقدر التنوع الثقافي.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه تدريس العلوم العربية والإسلامية؟
تشمل أبرز التحديات ضعف الموارد التعليمية والمناهج غير الملائمة التي لا تلبي احتياجات الطلاب. هناك حاجة ملحة لتطوير مناهج تعليمية تستخدم أساليب تدريس حديثة ومبتكرة لجذب انتباه الطلاب وتعزيز اهتمامهم بهذه العلوم.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الكثير من المعلمين من نقص التكوين المهني الكافي في تدريس هذه المواد، مما يؤثر على جودة التعليم. العمل على تحسين بيئة التعليم وتوفير التدريب المناسب للمعلمين يعد أمرًا ضروريًا لمواجهة هذه التحديات.
كيف يمكن تعزيز اهتمام الشباب بالعلوم العربية والإسلامية؟
يمكن تعزيز اهتمام الشباب من خلال تنظيم فعاليات ثقافية ومسابقات علمية تتعلق بالعلوم العربية والإسلامية. هذه الأنشطة يمكن أن تشمل ورش عمل، ندوات، أو حتى رحلات ميدانية إلى مواقع تاريخية تتعلق بالإرث الثقافي.
تطوير محتوى تعليمي يتناسب مع اهتمامات الشباب، مثل استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة في تدريس هذه العلوم، يعد وسيلة فعالة لجذب الانتباه وزيادة المشاركة.
ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تعليم العلوم العربية والإسلامية؟
تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في تعزيز تعليم العلوم العربية والإسلامية بطرق مبتكرة. من خلال استخدام المنصات الإلكترونية، يمكن للطلاب الوصول إلى مصادر تعليمية متنوعة وتعزيز ثقافة البحث والمطالعة.
علاوة على ذلك، تتيح التكنولوجيا فرصًا للتواصل بين الطلاب والمعلمين من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز تبادل الأفكار والخبرات ويؤدي إلى بيئة تعليمية غنية ومتنوعة.
Canal de Telegram أحمد عبد المنصف 🔻
مرحبًا بكم في قناة أحمد عبد المنصف على تيليجرام! هذه القناة مخصصة للطلاب والمهتمين بالعلوم العربية والإسلامية، حيث يقدم أحمد عبد المنصف نفسه كطالب علم شافعي أزهري درعمي، محبٌ للعلم وأهله. يمكنكم الانضمام لهذه القناة للتعرف على المزيد من المعلومات والموارد التعليمية في هذا المجال. سواء كنتم ترغبون في تعميق معرفتكم بالعلوم العربية أو تبحثون عن مصادر جديدة حول الإسلام، فإن هذه القناة توفر لكم المحتوى الذي تبحثون عنه. انضموا اليوم واستفيدوا من الفوائد العديدة التي تقدمها قناة أحمد عبد المنصف.