عِقۡدُ الجُمَانۦ

هذه ليلة لا ينبغي فيها لمسلم أن ينام!

وكيف تنام العين ملء جفونها
على هفوات أيقظت كل نائم"

اللهم أغثنا اللهم أغثنا

"لقد وارى المقابرُ من شُرَيكٍ
  كثيرَ تحلّمٍ وقليلَ عابِ

صموتًا في المجالس غير عَيٍّ
جديرا حين ينطق بالصوابِ"

ما وددت أن لي بيتَ شعر ما وددت أن أكون قلت هذين البيتين في أخ الحِلم والجود عثمان، فشفيت بهما بعض ما في نفسي من فقده وأصبت ما أبتغي من حقيقة وصفه، وإن كنت لا أزال أتمثلهما فيه مذ ثوى فقيدًا، عليه من الله أبدًا شآبيب رحمة ورضوان.

• من نَدب الشعر للمكرمات، قول الخِرنق بنت بدر في أخيها:

عددنا له خمسًا وعشرين حجة
فلما توفّاها استوى سيدا ضخما!

فما ينبغي لشاب أن يبلغ هذا السن، وهو دون هذه المنزلة شرفَ نفسٍ وسؤددا.

تروي كتب السّيرة أن إحدى أسبابِ فتح مكّة كانت مذبحةً قام بها مشركو قريش وبكر في مسلمي خزاعة ليلًا وهم يصلّون.

قال ابن إسحاق : "فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وأصابوا منهم ما أصابوا، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله ﷺ من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة، وكان في عقده وعهده، خرج عمرو بن سالم الخزاعي ثم أحد بني كعب حتى قدم على رسول الله ﷺ المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس، فقال:

يَا رَبِّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا
حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا

قَدْ كنتمُ ولدًا وَكُنَّا وَالِدَا
ثَمَّتَ أسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدًا

فَاُنْصُرْ هَدَاكَ اللهُ نَصْرًا أَعْتَدَا
وَادْعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدًا

فِيْهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدَا
إِنْ سِيمَ خَسْفَاوَجْهُهُ تَرَبّدَا

فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدَا
إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا

وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا
وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاء رَصَدًا

وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتُ أَدْعُو أحَدًا
وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدًا

هُمْ بَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدَا
وَقَتَّلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا"

فأمر رسول الله ﷺ المسلمين بتجهيز الجيش والسيّر إلى مكّة حتى دخلوها فاتحين! تذكّرتُ هذا الموقف النبويّ الشّريف بعد أخبار #مذبحة_الفجر التي قام بها اليهود اليوم في المصلّين، في نفس الوقت الذي تسعى فيه دول تسمّى بالإسلاميّة إلى "إقناع" إسرائيل بالتوقّف عن إطلاق النّار! ولو كانوا مسلمين حقّا لسيّروا جيوشهم وطائراتِهم لا بعوثهم الدبلوماسيّة، والله المستعان!

أما اليوم فلا جزع، فقد أمسوا في ذمّة الله وإن الله طالب من خفره في ذمته فمنتقم! عن جُنْدِبِ بن عبد الله قالَ: قَالَ رسولُ الله ﷺ:

«مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّه، فَلا يَطْلُبنَّكُم اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدرِكْه، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى وجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّم»

رواه مسلم.

إن الليالي لسن بالقواعدِ
يعنسن أو يعدنَ كالولائدِ
فإن يعدن عدن بالحقائدِ
والضربِ في الأعناق والسواعد
حتى ترى الوالد غيرَ والدِ
بطشاً بكل قائم وقاعدِ
وناهضٍ وناعسٍ وراقدِ
قتلا ذريعاً ليس بالمُناشِدِ
أثقلنا الدهر من الفوائدِ
فدلّنا ما بعْدُ لم نشاهدِ
كيف علاج الأمم الجواحدِ

اللهم اكشف الغمّة عن هذه الأمة، اللهم احقن دماء المسلمين واحفظ أعراضهم، اللهم أدرك أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم بغوث منك يا قوي يا عزيز

أمّا السودان فلا بواكي لهم!

الله أكبر، أما لكف هذا الجور من سبيل؟
أما لهذه الحرمات التي تنتهك من حامٍ ولا نصير؟ أما لهم منا غضبة مؤمنة؟

ما بال أمرهم فينا منسيّا؟ يقتلون ويعذبون وتغتصب نساؤهم ولا يدري بهم أحد!

لا تغفلنّ عن إخوانكم..

قام مسلحون من مليشيا الدعم السريع ويقدر عددهم بحوالي خمسين مسلح من قرية قرية فريش وكامراب الرزيقات
باقتحام قرية جبور شرق الدندر
وقاموا بنهب وجلد المواطنين بالسياط واغتصاب فتيات تحت تهديد السلاح وقاموا بتدمير المنازل والمخازن
غادر جل اهل القرية، منهم من استطاع الوصول للحواتة، ومنهم من تقطعت بهم السبل
#نداء_الوسط

"فسل الهمّ عنك بكل همٍّ
إذا وعت الجبال به طحاها

أحقاً يا عباد الله أنا
سنرتقب الأجنة في حشاها

ليدرك ثأرنا قومٌ سوانا
ونحن لهم كحاطبةٍ لظاها

فلستُ أرى المآثر مُبقياتٍ
على قوم تنحّوا عن ذراها

وكيف تهابنا أممٌ رأتنا
نفاخر بالصحائف لا سواها

وأنّا قاعدون كقوم موسى
وفتيان الرقيم على كراها

إذا نزلت بساحتنا الدواهي
قرأنا ما مضى لا ما تلاها

ولو أنا بحافرنا ضربنا
لفجرنا الزمازم من ثراها"

https://t.me/sha3r_tamim/1148

وإنّ الأُلَى حانَتْ بفَلْجٍ دماؤهم
همُ القومُ كلُّ القومِ يا أمَّ خالدِ

همُ ساعدُ الدهرِ الذي يُتّقَى به،
وما خيرُ كفٍّ لا تَنُوءُ بساعدِ؟

اللهم إنا نسألك كما اختصصت أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الفضل، إلا ما أصلحت شأننا وجمعت كلمتنا وكشفت كربنا ورددتنا إليك ردا جميلا برحمتك يا أرحم الراحمين..

اللهم اكتبنا في هذا اليوم من عتقائك واشملنا برحمتك وفضلك يا ذا الفضل العظيم.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

هذا خيرُ مشاهد الدنيا..
ينزلُ الله جلَّ شأنُه إلى السماء الدنيا يباهي ملائكَته بهذا الجمع العظيم.

في صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما مِن يَومٍ أكْثَرَ مِن أنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُباهِي بهِمِ المَلائِكَةَ، فيَقولُ: ما أرادَ هَؤُلاءِ؟

وفي صحيح ابن حبان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... وما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ، ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحِينَ جاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يرَوْا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثرُ عِتْقًا مِن النّارِ مِن يومِ عرفةَ.