السؤال الأول: ما معنى "كَتَبْنَا" في قوله تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا}؟
الإجابة:
يتناول هذا السؤال مفهوم "الكتابة" في السياقات اللغوية والشرعية، ويمكن توضيح ذلك من خلال المحاور التالية:
1- معنى الكتابة لغةً
تشير الكتابة في اللغة إلى جمع المتفرقات. وقد سُمّيت الكتابة بهذا الاسم لأنها تجمع الأحرف المتفرقة في كلمات، كما تجمع الأفكار المتفرقة في نصوص متكاملة.
وكذلك، يُطلق على مكان تجميع الكتب "المكتبة"، وعلى مجموعة الجنود تحت راية واحدة "الكتيبة". فكل شيء متفرق يُجمع يطلق عليه اسم "الكتابة".
2- معنى الكتابة في الاستعمال الشرعي
في السياق الشرعي، يُلاحظ أن القرآن الكريم يستخدم لفظ "كُتب" للإشارة إلى الأحكام الإلهية، كما في قوله تعالى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} أي: فُرض عليكم الصيام.
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} أي: فُرض عليكم القصاص.
والسبب في هذا الاستعمال أن الأحكام الشرعية تتضمن جملة من التكاليف التي يجب الالتزام بها.
3- معنى "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ"
يُفهم من الآية أن "كَتَبْنَا" تعني فرضنا وأوجبنا، وهو يشمل أمرين:
1. وعدٌ إلهي: أن الأرض ستكون ميراثًا لعباد الله الصالحين.
2. فريضةٌ شرعيةٌ: أي تكليف إلهي يترتب عليه واجبات على المكلّفين.
الأمور المترتبة على هذا التكليف:
1. وجوب الإيمان واليقين بالقضية المهدوية باعتبارها وعدًا إلهيًا محققًا.
2. وجوب التبليغ ونشر الوعي حول القضية المهدوية، بحيث يصل العلم بها إلى كل غافل أو جاهل.
3. ضرورة الإعداد لها، إذ لا يكفي مجرد الاعتقاد بظهور الإمام المهدي (عج)، بل يجب السعي في التهيئة والاستعداد لنصرته.
مقتبس من محاضرة تحت عنوان:
ماقاله الزبور عن الإمام المهدي.