كيف تحول الزواج من سكنٍ رحيمٍ إلى معركةٍ نفسيةٍ بين الرجل والمرأة؟
كل يوم يجول بخاطري هذا التساؤل، فأقول: يا أسفي على شباب جيلي التعيس، رجالًا ونساءً؛ أصبحنا نتحسس أسلحتنا ودفاعاتنا كلما ذُكرت هذه الكلمة أو أُثيرت حولها النقاشات.
تخيلوا أن شابًا يتقدم لفتاة الآن وهو مشحون داخليًا بالشك والقلق من أفكارها وميولها، ومن أهلها والقوائم والقيود والقوانين الوضعية خشية أن يغدروا به في لحظة كما يرى حوله من التجارب.
تخيلوا أن فتاةً تفتش في وجه متقدمٍ إليها الآن ولسانها منعقد بالأسئلة ورأسها مثقل بالمخاوف، خشية أن تجد فيه طبعًا ذميمًا أو عقدةً نفسيةً أو عادةً سيئةً تخفيها ابتسامته البريئة وهيئته الأنيقة.
تخيلوا أن يصير هذا الرباط المقدس -حتى بين المتدينين والمثقفين- كابوسًا مخيفًا، انعدمت فيه الثقة، وانسلخ عن تشريع الدين، وانسحب إلى تطرفات النسوية والذكورية.
تخيلتم؟ إذن سلوا الله البصيرة عند الاختيار، والسلامة من سوء المنقلب.