منشورات Think again على Telegram

«إنَّ ثَمَنَ "اكتِمال الإِنسانِ" بَاهِظٌ جِدًّا، وَقَلِيلُونَ مَن يَتوفرُ لَهُمُ الوَعيُ وَالشَّجَاعَةُ لِيَدفَعُوا هَذَا الثَّمَنَ، عَلى الإِنسان أَن يُوَقِفَ البَحثَ عَن الضَّمَانَات لِنَفسِهِ وَيَرُوحَ يَغرِفُ مِنَ الحَيَاةِ بِمَلءِ كَفَّيهِ، يُعانِقُ الوُجُودَ كَمَا الحَبِيبُ لحَبِيبَتَهُ، وَيتَقَبَّل الأَلَمَ كَشَرطٍ مِن شُرُوطِ الحَيَاةِ . عَلَيهِ أَن يُسَاكِنَ الشَّكَّ وَالظُّلمَةَ، إِنَّهُمَا ثَمَنُ المَعرِفَةِ. وَهُوَ بِحَاجَةٍ إِلَى إِرَادَةٍ عَنيدَةٍ فِي الصِّرَاعِ، وَعَلَى استِعدَادٍ دَومًا لِتَقَبُّلِ النَّتِيجَةِ، أَحَيَاةً كَانَت أَم مَوتًا».

"عند الحديث عن الموت، فنحن نتوقّف عن الوجود والتفكير والشعور والتساؤل، وعلى الأقل نحن محظوظون لأنّنا لا داعي لأن نقلق بشأنه. كما قال أحد الشعراء اللاتينيّين، إنّ مَن يقلق بشأن الموت هو كمَن يقلق بشأن العصور التي سبقته عندما لم يكن قد وُلد بعد، أو بشأن الماضي والمستقبل اللانهائيّين، على الرغم من أنّه لا وجود له فيهما. أمّا بالنسبة للأبديّة، نعم، تلك مشكلة بحقّ، لكنّ مشكلة الموت ليست كمشكلة الأبديّة. لا أجد أيّ صعوبة على الإطلاق في أن أتخيّل كلّ ليلة عندما أخلد إلى النوم أنّني قد أنام ذلك النوم الطويل في النهاية."

-مُتعة الأدب بورخيس

حول صفة من صفات الله
وهي الله في السماء

لصديقنا العزيز تقي (الاسكندر)

⚪️الأربعاء 1920/6/23

من الصعب أن ننطق الحقيقة، خاصة إذا كانت حقيقة واحدة، فالحقيقة حية، ومتغيرة الوجه، «وهو ليس بوجه جميل أغلب الأحيان، ولكنه يبدو مثيراٌ في أوقات أُخرى».
🖤🖤🖤🖤🖤🖤
لقد سهرت طوال ليلة الإثنين وحتى صباح الثلاثاء وأنا مستلقِ على ظهري أرد على رسالتك، أشكو لكِ خوفي من تبتعدي عني، كرهت نفسي، فقد إستلمت رسالتك متأخراً في المساء، وقد كنت هائماً في احضان الليل أرد على رسالتكِ وتساؤلاتكِ العديدة.
➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿
⚪️كافكا/كتاب رسائل الى ميلينا/ص85

قول امير المؤمنين عن الصفات الحسنة والصفات المذمومة : أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ. وَالْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ، وَالْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى، وَالْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ، وَالاَْدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ، وَصَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ، وَالاْحْتِمالُ قَبْرُ العُيُوبِ.

وَما الحُبُّ إِلّا ذِلَّةٌ وَاِستِكانَةٌ
لِمَولىً أَرى إِعزازَهُ وَيَرى ذُلّي

وَلَو أَنَّني خُيِّرتُ مَن أَمنَحُ الهَوى
لَما اِختَرتُ أَن أَهوى هَوىً وَمَعي عَقلي

وَلَكِنَّهُ لا رَأيَ في الحُبِّ لِلفَتى
فَيَعلَمَ يَوماً ما يُمِرُّ وَما يُحلي

وَلَو كانَ في العَشقِ اِختِيارٌ لَأَقصَرَت
قُلوبٌ عَنِ المَحبوبِ ما ضَنَّ بِالبَذلِ

وَلَم يُحسِنِ الصَبُّ التَقاضي وَدونَهُ
غَريمٌ مُسيءٌ لا يَمَلُّ مِنَ المَطلِ
- الشريف الرضي

كَيفَ أُقَيِّدُ حُرِّيَتِي وَأَبِيعُ ذَاتِي وَأَزَاوِلُ مَا تَبقى مِن حَياتِي بِلِسَانٍ مبتُورٍ وَمَنطِقٍ بَائِسٍ وَمَبَادِئ مُختَلِقَةٍ مَفرُوضَةٍ فأكُونُ رَقًّا مَرهُونًا فِي متناوَلِ أَيدِيهِم وَقَد خُلِقتُ وَكُلِّي حُرٌّ مَنعَتِقٌ

خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين تم إجراء استئصال الفص الجبهي لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية لسنوات عديدة بعض الحالات التي تم علاجها عن طريق استئصال الفص الجبهي اضطراب الوسواس القهري، مرض اكتئابي حاد، ذهان
،فُصام، الذهان الهوسي الاكتئابي، العصاب المزمن. السايكوباثيه إن عملية استئصال الفص الجبهي تعمل على تعطيل الاتصالات بين القشرة الجبهية وبقية أجزاء المخ وخاصة المهاد ويعتقد الأطباء أن القيام بذلك من شأنه أن يقلل من المحفزات غير الطبيعية التي تصل إلى المنطقة الجبهية وكان يُعتقد أن مثل هذه المحفزات تسبب سلوكيات اندفاعية وعنيفة ومن شأن عملية استئصال الفص الجبهي أن تجعل المريض هادئًا ومطيعًا بحيث يمكن إرساله إلى منزله للعيش مع أسرته كانت  الجراحة تتضمن إزالة جزء من الفص الجبهي من دماغ المريض من خلال ثقب أو ثقوب تم إحداثها في الجمجمة وقد استفاد من هذه الجراحة العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب والفصام وكان الدكتور والتر فريمان أحد رواد هذه الجراحة حيث بدأ إجراءها في الولايات المتحدة بالشراكة مع جراح أعصاب مؤهل وفي وقت لاحق بدأ في إجراء العملية بنفسه وأجرى آلاف عمليات استئصال الفص الجبهي، بما في ذلك 19 عملية على أطفال واستخدم فريمان طريقة عبر محجر العين باستخدام أداة صممها بنفسه.
وقد أشار فريدمان نفسه إلى أن أكثر من ربع المرضى الذين خضعوا لعملية استئصال الفص الجبهي أصيبوا بالصرع كما عانى العديد من الأشخاص من آثار جانبية أخرى شديدة حيث أصبحوا غير مبالين أو أظهروا سلوكيات اجتماعية غير لائقة كما استُخدمت عملية استئصال الفص الجبهي لعكس الميول العدوانية لدى بعض الأشخاص وقد عارض العديد من الأطباء مثل هذه الجراحة معتقدين أنه من غير الأخلاقي محاولة تغيير شخصية الإنسان كما كان هناك استياء عام بسبب الآثار الجانبية الشديدة والاستخدام المتهور لعملية استئصال الفص الجبهي ومع ظهور أدوية مثل الكلوربرومازين والهالوبيريدول في الخمسينيات من القرن العشرين تم التخلي تقريبًا عن عملية استئصال الفص الجبهي الكلاسيكية بحلول الستينيات إن العمليات الجراحية التي تجرى على المخ محفوفة بالمخاطر دائمًا فهو عضو شديد الحساسية ويتعرض للتلف بسهولة وغالبًا ما يكون ذلك غير قابل للإصلاح ومن المعروف أن هناك العديد من الآثار الجانبية الفورية وطويلة الأمد بعد عملية استئصال الفص الجبهي النزيف بعد العملية، عدوى وخراج في المخ، الخَرَف، ضعف فكري، عدم التثبيط والسلوك، الاجتماعي غير المناسب، الصرع، اللامبالاة، سلس البول، بدانة، الموت لا تزال الجراحة لعلاج الاضطرابات النفسية تُجرى ولكنها تختلف اختلافًا كبيرًا عن استئصال الفص الجبهي التقليدي والآن يستطيع الأطباء رسم خريطة دقيقة للأجزاء التي تعاني من خلل في وظائف المخ من خلال تقنيات التصوير مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي وتخطيط كهربية الدماغ وغيرها من الأساليب المتطورة وتُسمى التقنيات الحالية بالجراحة العصبية التجسيمية وتُستخدم لعلاج ألم مستعصي أو الصرع اضطرابات الحركة (رقص هنتنغتون، مرض باركنسون ، خلل التوتر العضلي) اضطرابات الصحة العقلية (الفصام، الوسواس القهري، الاكتئاب )
لا يتم اللجوء إلى جراحة المخ لعلاج الاضطرابات النفسية إلا بعد فشل الأدوية التي تم وصفها لفترة طويلة يتم إجراء هذه الجراحة بواسطة جراح أعصاب خبير وغالبًا ما يستخدم أدوات مثل المجهر وسكين جاما والجراحة الآلية والفوائد أكثر قابلية للتنبؤ بها والأضرار أقل بكثير. تعمل العمليات الجراحية على الوطاء الخلفي على تقليل السلوك العدواني والمضطرب تساعد استئصال اللوزة المجسمة على تخفيف الصرع النفسي الحركي واضطرابات السلوك العدواني تساعد عملية استئصال الحزام الحزامي (جراحة الفص الحزامي في الدماغ) على تخفيف اضطراب الوسواس القهري والاكتئاب وتستهدف إجراءات أخرى مثل استئصال الجزء الأبيض من الدماغ واستئصال المحفظة الأمامية مناطق محددة من الدماغ بدقة يعد التحفيز العميق للدماغ ناجحًا في علاج خلل التوتر العضلي والصرع والرعشة الأساسية ومرض باركنسون كما يتم تجربته لعلاج اضطراب الوسواس القهري والاكتئاب ولكنه يعتبر علاجًا تجريبيًا لقد قطعت عملية استئصال الفص الجبهي شوطاً طويلاً منذ أربعينيات القرن العشرين. فقد أصبح الأطباء قادرين على الوصول إلى تكنولوجيا تصوير أفضل، كما تم تحسين التقنيات الجراحية كما أصبح تحديد مكان الآفات الجراحية أكثر دقة ولا يتم النظر في مثل هذه الجراحة إلا لعدد قليل جداً من المرضى والتقدم الذي أحرزته جراحة المخ يمنح الأمل للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية لا تساعدهم العلاجات الطبية.

-عملية استئصال الفص الجبهي-
استئصال الفص الجبهي هو إجراء جراحي يهدف إلى تخفيف آلام الأشخاص المصابين بأمراض نفسية لا تستجيب للعلاج القياسي وقد تم ابتكار هذه الطريقة خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين عندما كانت العلاجات للاضطرابات النفسية قليلة وخاصة غيبوبة الأنسولين والعلاج بالصدمات الكهربائية وكانت أجنحة الطب النفسي والمصحات العقلية مليئة بالرجال والنساء الذين يعانون تم استخدام عملية استئصال الفص الجبهي لعلاج هؤلاء المرضى كانت العملية تهدف إلى قطع الألياف العصبية بين الفص الجبهي من المخ والمهاد والإشعاع المهادي الجبهي تم استخدام العديد من الأساليب بما في ذلك القسطرة الدماغية واستئصال الخلايا البيضاء والحقن الكيميائي والتخثر الكهربائي والموجات فوق الصوتية المدمرة.
وبحسب معايير اليوم كانت هذه الجراحات بدائية وخطيرة ولكن دراسة كبيرة أجريت في الولايات المتحدة وجدت أن 44% من المرضى خرجوا من المستشفيات بعد الجراحة وأفادت دراسات أجريت في كندا (45%) وإنجلترا وويلز (46%) بنتائج جيدة مماثلة.