Narrated Abu Huraira: Allah's Messenger (peace be upon him) said, "All my followers will enter Paradise except those who refuse." They said, "O Allah's Messenger (peace be upon him)! Who will refuse?" He said, "Whoever obeys me will enter Paradise, and whoever disobeys me is the one who refuses (to enter it)." Sahih al-Bukhari 7280 In-book reference : Book 96, Hadith 12
لفظة الأمة الواردة في القرآن لها أربعة معانٍ:
المعنى الأول: تُطلَق ويُراد به الدين؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾ [الزخرف: 22].
المعنى الثاني: تُطلق ويُراد بها الرجل المطيع لله؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لله حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120].
المعنى الثالث: تُطلق ويُراد بها الجماعة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ﴾ [القصص: 23]، وقوله: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا ﴾[النحل: 36].
المعنى الرابع: تُطلق ويُراد بها الحين من الدهر؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ﴾ [يوسف: 45]؛ أي: بعد حين على أصح القولين، قال: فكذلك هذا؛ اهـ بتصرف من "تفسير ابن كثير"(1 /158).
أمة النبي صلى الله عليه وسلم على قسمين:
قال العيني في "عمدة القاري"(4 /35): وأمة محمد صلى الله عليه وسلمتُطلق على معنيين:
أمة الدعوة: وهي من بعث إليهم.
وأمة الإجابة: وهي من صدَّقه وآمن به؛ اهـ.
من المراد بالأمة في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة)؟
قال المناوي في "فيض القدير"(5 /12): المراد أمة الدعوة، فالآبي هو الكافر بامتناعه عن قبول الدعوة.
وقيل: أمة الإجابة، فالآبي هو العاصي منهم، استثناهم تغليظًا وزجرًا عن المعاصي.
قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (مَن أطاعني)؛ أي: انقاد وأذعَن لِما جئت به، (دخَل الجنة)، وفاز بنعيمها الأبدي، بين أن إسناد الامتناع عن الدخول إليهم مجاز عن الامتناع لسببه، وهو عصيانه بقوله: (ومن عصاني) بعدم التصديق أو بفعل المنهي، (فقد أبى)، فله سوء المنقلب بإبائه. والموصوف بالإباء إن كان كافرًا لا يدخل الجنة أصلًا، أو مسلمًا لم يدخلها مع السابقين الأوَّلين
قال الطيبي: ومن أبى عطف على محذوف؛ أي: عرَفنا الذين يدخلون الجنة، والذي أبى لا نعرِفه، وكان من حق الجواب أن يقال: من عصاني، فعدَل إلى ما ذكَره تنبيهًا به على أنهم ما عرفوا ذاك ولا هذا. إذِ التقدير من أطاعني وتمسَّك بالكتاب والسنة، دخل الجنة، ومن اتبع هواه وزل عن الصواب، وتخلَّى عن الطريق المستقيم، دخل النار، فوضع (أبى)موضعه وضعًا للسبب موضعَ المسبب؛ اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(13 /254): قوله: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» أي: امتنع، وظاهره أن العموم مستمر؛ لأن كلًّا منهم لا يمتنع من دخول الجنة، ولذلك قالوا: ومن يأبى، فبيَّن لهم أن إسناد الامتناع إليهم عن الدخول مجاز عن الامتناع عن سنته، وهو عصيان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ اهـ.
قلت: وقد يشملهما الحديث، وقد يراد أمة الإجابة، وله تتمة ـ تأتي بعد أسطر ـ إن شاء الله.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا مَنْ أَبَى): قال العيني في "عمدة القاري"(25 /27): قوله: (إلا من أبى)؛ أي: امتنع عن قبول الدعوة، أو عن امتثال الأمر. فإن قلت العاصي يدخل الجنة أيضًا؛ إذ لا يبقى مخلدًا في النار؟ قلت يعني: لا يدخل في أول الحال، أو المراد بالإباء الامتناع عن الإسلام؛ اهـ.
وقال في "فيض القدير"(5 /12): قوله: (إلا من أبى)؛ أي: بامتناعه عن قبول الدعوى، أو بتركه الطاعة التي هي سبب لدخولها؛ لأن من ترك ما هو سبب شيء لا يوجد بغيره، فقد أبى؛ أي: امتنع؛ اهـ.
بعض ما في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) من الفوائد:
الأولى: أن عصيانه صلى الله عليه وسلم سبب لدخول النار.
الثانية: يجب على المسلم أن يعتقد أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين، وليست من قشوره.
الثالثة: قال شيخنا الوادعي في إحدى محاضراته: هذا الحديث دليل الأعمال الظاهرة؛ اهـ.
قلت: أي: علامة هل هي موافقة لهديه صلى الله عليه وسلم أم مخالفة؛ لأن البدعة قد تظهر في صورة السنة، وربما استُحسنت من ضعفاء العلم والجهال، والله أعلم.
الرابعة: يجب على كل مسلم أن يخاف على نفسه أن يكون من صنف الإباء؛ لوجود البدع والمحدثات والمخالفات، وترك السنن وتضييع الواجبات، والتشبه بأعداء الإسلام، وغربة الإسلام في بلد الإسلام.