قَالَ ابْنُ أَبِي جَمْرَةَ: جَمَعَ ﷺ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ بَدِيعِ الْمَعَانِي وَحُسْنِ الْأَلْفَاظِ مَا يَحِقُّ لَهُ أَنَّهُ يُسَمَّى سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ فَفِيهِ الْإِقْرَارُ لِلَّهِ وَحْدَهُ بِالْإِلَهِيَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ، وَالِاعْتِرَافُ بِأَنَّهُ الْخَالِقُ، وَالْإِقْرَارُ بِالْعَهْدِ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْهِ، وَالرَّجَاءُ بِمَا وَعَدَهُ بِهِ وَالِاسْتِعَاذَةُ مِنْ شَرِّ مَا جَنَى الْعَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِضَافَةُ النَّعْمَاءِ إِلَى مُوجِدِهَا وَإِضَافَةُ الذَّنْبِ إِلَى نَفْسِهِ، وَرَغْبَتُهُ فِي الْمَغْفِرَةِ، وَاعْتِرَافُهُ بِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا هُوَ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ الْإِشَارَةُ إِلَى الْجَمْعِ بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْحَقِيقَةِ، فَإِنَّ تَكَالِيفَ الشَّرِيعَةِ لَا تَحْصُلُ إِلَّا إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ عَوْنٌ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى وَهَذَا الْقَدَرُ الَّذِي يُكَنَّى عَنْهُ بِالْحَقِيقَةِ فَلَوِ اتَّفَقَ أَنَّ الْعَبْدَ خَالَفَ حَتَّى يَجْرِيَ عَلَيْهِ مَا قُدِّرَ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ بِبَيَانِ الْمُخَالَفَةِ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَحَدُ أَمْرَيْنِ إِمَّا الْعُقُوبَةُ بِمُقْتَضَى الْعَدْلِ أَوِ الْعَفْوُ بِمُقْتَضَى الْفَضْلِ انْتَهَى مُلَخَّصًا. أَيْضًا مِنْ شُرُوطِ الِاسْتِغْفَارِ: صِحَّةُ النِّيَّةِ وَالتَّوَجُّهُ وَالْأَدَبُ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا حَصَّلَ الشُّرُوطَ وَاسْتَغْفَرَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ الْوَارِدِ وَاسْتَغْفَرَ آخَرُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْوَارِدِ لَكِنْ أَخَلَّ بِالشُّرُوطِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ اللَّفْظَ الْمَذْكُورَ إِنَّمَا يَكُونُ سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ إِذَا جَمَعَ الشُّرُوطَ الْمَذْكُورَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فتح الباري
وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الأنفال:33].
هذه آية عظيمة في شأن الاستغفار؛ ففيها أن العبد في أمانٍ من العذاب ما دام مُكثرًا من الاستغفار، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كان فيهم -أي الأمة- أمانان: النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار؛ فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار» ، فهذا أمانٌ باقي في الأمة ما داموا مكثرين من الاستغفار ، وكلما عظمت عناية الأمة به دفع الله به عن العباد والبلاد من البلايا والمحن والرزايا والنقم ما يعلمون وما لا يعلمون. فضل الاستغفار للشيخ البدر
(O Allah, You are my Lord. You created me, and I am Your slave. I will remain faithful to Your covenant and promise as much as possible. I seek refuge with You from the evil of what I have done. I acknowledge Your favor upon me, and I admit my sin. So, forgive me. Indeed, none can forgive sins but You)." Here, the slave first acknowledges the oneness of Allah and that Allah is his Creator and God, with no partner. He states that he adheres to his covenant with Allah Almighty, to believe in Him and obey Him as much as he can because no matter what the slave offers of worship, he cannot carry out all of Allah's commands or show sufficient gratitude for the blessings He has bestowed upon him. The slave, then, seeks refuge with Allah and holds fast to Him, as He is the One with Whom refuge is sought against the evil he committed. He willingly admits and acknowledges the favor of Allah upon him, and again admits and acknowledges his sins and misdeeds. After imploring Allah, he supplicates his Lord to forgive him by concealing his sins and protecting him from dire consequences through His pardon, favor, and mercy, as none can forgive sins but Allah Almighty. Then, the Prophet (may Allah's peace and blessings be upon him) stated that this supplication is from the morning and evening Adhkār (regular supplications), and whoever recites it with certainty while recalling its meanings and believing in them at the beginning of his day, from sunrise till the sun's decline, i.e., at daytime, and he dies, he will enter Paradise. And whoever recites it at night, from sunset till the break of dawn, and dies before the morning, he will enter Paradise.