تفسير القرآن الكريم @tafseer_hobbollah Channel on Telegram

تفسير القرآن الكريم

@tafseer_hobbollah


دروس تمهيدية في تفسير القرآن الكريم للشيخ حيدر حب الله

تفسير القرآن الكريم (Arabic)

هل تبحث عن طريقة لفهم وتفسير القرآن الكريم بشكل أعمق؟ إذاً، قناة Telegram الجديدة بعنوان "تفسير القرآن الكريم" هي المكان المناسب لك! تقدم القناة دروس تمهيدية في تفسير القرآن الكريم بشكل مبسط وسهل الفهم، بقيادة الشيخ حيدر حب الله. تهدف القناة إلى توفير فهم شامل لمضامين القرآن الكريم، من خلال تحليل وشرح للآيات والسور بشكل دقيق ومنطقي. سوف تتعلم عن تفسير كل آية بطريقة تفاعلية وشيقة تساعدك على تعميق معرفتك بالكتاب المقدس. سواء كنت مبتدئًا في دراسة تفسير القرآن الكريم أو تبحث عن مصدر موثوق للمزيد من المعرفة، فإن هذه القناة ستكون رفيقك المثالي في رحلتك الدينية. انضم إلينا اليوم واستمتع بتحليل وشرح شامل لكل معاني القرآن الكريم بطريقة سهلة ومفيدة. نحن هنا لمساعدتك في فهم وتفسير كلمات الله بشكل صحيح ومنطقي، لذا لا تتردد في الانضمام إلى قناتنا اليوم!

تفسير القرآن الكريم

14 Apr, 08:59


Channel name was changed to «تفسير القرآن الكريم»

تفسير القرآن الكريم

14 Apr, 08:59


Channel name was changed to «تفسير القرآن الكريم | الشيخ حيدر حب الله»

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:29


سورة البيّنة 4

تناولت المحاضرة الرابعة والأخيرة من تفسير سورة البيّنة عدّة عناوين، مستكملةً بحث الاختلاف والتفرّق، ومنها:

المحور الثاني: العلاقة بين الأخلاق والمعرفة

1 ـ استعراض النصوص القرآنيّة التي تشرح سبب التفرّق بين أتباع الديانات، وتُرجع جذوره الأوليّة إلى البغي والظلم وتجاوز الحدّ وعدم الاعتدال السلوكي.

2 ـ تعرّض الآية الرابعة عشرة من سورة الشورى للإشارة إلى أنّ تفرّق أبناء الدين الواحد بظلم بعضهم وبغيه، يؤثر في ضعف إيمان الأجيال اللاحقة، لتكون ضحيّة ذلك.

3 ـ تمييز الآيات بين مادّة الاختلاف، وهي البيّنات والعلم، وبين سبب الاختلاف، وهو البغي وطغيان النفوس.

4 ـ ارتباط مفهوم الأمر بالمعروف بمفهوم دفع مبرّرات التفرّق، وأنّ موت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفضي إلى انخفاض ضمانات الوحدة.

عودٌ على بدء

1 ـ احتماليّات معنى (أوتوا الكتاب) وهي:

أ ـ أهل الكتاب، وهو المشهور.

ب ـ من نزل فيهم الكتاب وبُعث فيهم نبيّ، ويشمل غير أهل الكتاب (رأي الطباطبائي).

ج ـ خصوص العلماء من أبناء الديانات السماويّة.

2 ـ شرح معنى الإخلاص والحنيفيّة.

3 ـ شرح معنى (دين القيّمة)، وأنّه دين الأمّة القائمة غير المعوجّة، أو دين الكتب القيّمة، أو الدين القيّم.

كلمة ختاميّة في تفسير سورة البيّنة..

و..

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:29


سورة البيّنة 3

تناولت المحاضرة الثالثة من تفسير سورة البيّنة عدّة عناوين، منها:

1 ـ شرح معنى طهارة الصحف التي يتلوها الرسول (يتلو صحفاً مطهّرة).

2 ـ عودة معنى الكتاب في تصريفاته القرآنيّة إلى خصوصيّتين: الثبات والدوام مع الحتم والتنجيز.

3 ـ استخدام القرآن مفردة الكتاب وتصريفاتها في دائرتين:

الدائرة الأولى: وهي الدائرة العرفيّة، مثل كتابة الديون وغير ذلك مما ورد في بعض الآيات.

الدائرة الثانية: وهي الدائرة الدينية (ودائرة الرؤية الكونيّة الدينيّة)، وهذا وقع ضمن سياقات أبرزها:

السياق الأوّل: سياق الحقوق والتكاليف (إثبات شيء قانوني)، مثل: (كتب عليكم الصيام)، ومثل: (ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم)، مع استعراض سلسلة من هذا النوع من الآيات.

السياق الثاني: سياق المعرفة الإلهيّة بالعالم وثبوت العلم بوقائعه (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)، مع عرض جملة من الآيات من هذا النوع.

السياق الثالث: سياق الدين والشريعة، فالكتاب هو البرنامج العلمي والعملي النازل من الله للبشر، سواء كان مدوّناً أم لا، ولعلّ تعبير (أهل الكتاب) يحمل هذا المعنى، وليس فقط معنى الكتاب المؤلّف من صحائف.

وغيرها من السياقات.

4 ـ إنّ معنى (قيّمة) يفتح على ثلاثة احتمالات يبدو المقدار المتيقّن منها هو الأوّل، وهي:

أ ـ ذات قيمة وأهميّة.

ب ـ قائمة غير معوجّة، فلا جور ولا ظلم ولا فساد ولا خلل فيها.

ج ـ قائمة بالأمور، بمعنى أنّ بها قيام حياة الناس، كما نقول: فلان قيّم على اليتامى.

5 ـ فتح ملف (ظاهرة الاختلاف بين البشر) في سياق الحديث عن قوله تعالى: (وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البيّنة) وذلك ضمن مرحلتين:

المرحلة الأولى: مقدّمة في ضرورة دراسة أسباب الاختلاف (الذي يبدو وكأنّه أزلي أبدي) بين البشر، فلماذا لا يكفّ البشر عن الاختلاف؟ وما السرّ في هذه القضيّة؟ يوجد هنا اتجاهان:

الاتجاه الاول: وهو اتجاه رائج في الأوساط الدينية في الديانات المختلفة تقريباً، ويرى عودة سبب الاختلاف إلى نزوع البشر نحو الهوى والأنا والانحراف واتّباع النفس وغير ذلك (المنشأ غير الأخلاقي للاختلاف).

الاتجاه الثاني: وهو اتجاه بعض الفلسفات المتأخّرة التي ترى أنّ الاختلاف يرجع لبُنية العقل نفسه من حيث إمكاناته المعرفيّة المتواضعة، وأيضاً من حيث بُعد التربية والمحيط المؤثر في توجيه حركة العقل دون اختيار أحياناً، وكذلك عدم وجود الظروف المناسبة للوصول إلى الحقيقة (تفسير النصوص الدينية يصبح عسيراً في ظلّ الابتعاد عن اللغة والسياق التاريخي المفروض علينا بمرور الزمان).

هذا، ويمكن اعتبار حلّ وسط بالقول بأنّ كلّ هذه العناصر لها دور، خاصّة وأنّ بعض البشر بهوى نفسه يكون سبباً في محدوديّة أفق الحقيقة عند بعضٍ آخر.

المرحلة الثانية: كيف يقدّم القرآن الكريم تصوّره عن الاختلاف؟

المحور الأوّل: اختلاف المؤمنين

أ ـ لا يوجد في القرآن والسنّة ما يدلّ على ضرورة توحّد المؤمنين في أذواقهم وسلائقهم وعاداتهم وطبائعهم وملابسهم وغير ذلك.

ب ـ إنّ ثقافة الاختلاف في القرآن داخل الساحة الإسلاميّة تقوم على مبدأ التشاور المنصوص عليه في الكتاب والسنّة (من شاور الرجال شاركها في عقولها) كما في الرواية عن الإمام علي (مبدأ الحوار للوصول المشترك للحقيقة).

ج ـ إدارة اختلاف المؤمنين مع غيرهم في القضايا الفكرية تكون من خلال مبدءٍ قرآنيّ منصوص عليه (الجدال بالتي هي أحسن)، لكن لو سعى الآخر للخروج عن الحوار نحو السخرية والإهانة بالمقدّسات، فالحلّ المأمور به في آيتين قرآنيّتين هو الإعراض والقطيعة، حتى يرفعوا هذا الأسلوب ويحترموا مقدّسات الآخرين، تمهيداً للدخول في حوار معهم.

د ـ يؤصّل القرآن في مجموعةٍ وافرة من الآيات قواعد الاختلاف بين المؤمنين ضمن:

القاعدة الأولى: قاعدة عدم التنازع (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

القاعدة الثانية: قاعدة الألفة القلبيّة والرحمة (فألّف بين قلوبكم)، بلوغاً لمرحلة التذلّل الرحيم مع المؤمنين (أذلّة على المؤمنين).

القاعدة الثالثة: قاعدة الأخوّة التي تستدعي التساوي، وجعل مصالح الأخ راجعةً لمصالح نفسي من خلال تصوير المجتمع الإسلامي تصويراً اُسريّاً، فقوّة أحد أفراد الأسرة هي قوّة الأسرة جميعاً.

القاعدة الرابعة: قاعدة دفع البغي، والتي تشرّع الوصول للقتال في حال العدوان، بهدف فرض العودة إلى طاولة الحوار لتحقيق الإصلاح بالعدل (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل)، فالقتال لفرض الحوار لا للانتقام.

و..

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:28


سورة البيّنة 2

تناولت المحاضرة الثانية من تفسير سورة البيّنة عدّة عناوين، منها:

1 ـ ترجيح أنّ (من) في قوله: (كفروا من أهل الكتاب والمشركين)، للتبعيض، وليست بيانيّةً، وعليه فبعض أهل الكتاب كفّار، وبعض المشركين كفّار، وهذا هو الموافق لرأي بعض المفسّرين هنا مثل العلامة الطباطبائي.

2 ـ إنّ تقديم (أهل الكتاب) في الذكر على (المشركين) في الآية، ليس دليلاً على خصوصيّة معينة.

3 ـ طرح فكرة: إنّ عنوان أهل الكتاب في القرآن الكريم عنوانٌ عام، يراد منه كلّ من له كتاب، بمعنى ديانة وعقيدة وشريعة، ويكون اليهود والنصارى مجرّد مصاديق بارزة محيطة بالتجربة النبويّة تاريخيّاً، وهذا ما يفاصل عنوان أهل الكتاب في الفقه الإسلامي عنه في الاستخدام القرآني، فصدق عنوان أهل الكتاب في القرآن على اليهود والنصارى صدقٌ مصداقي، وليس بمعنى كون الكلمة مستخدمة في معنى خاص بهاتين الديانتين.

4 ـ حيث إنّ الفكّ هو فصلٌ بعد شدّة اتصال، لهذا صار المفسّرون بصدد فهم الطرف الثاني لهذا الاتصال، بعد أن أوضحت الآية هويّة الطرف الأوّل وهو: أهل الكتاب والمشركون، وهنا طرحت تفاسير متعدّدة، أبرزها:

التفسير الأوّل: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين عن بعضهم بعضاً. مع ذكر بعض التعليقات على هذا التفسير.

التفسير الثاني: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين عن الكفر، وهو التفسير الأشهر. مع بيان بعض التعليقات عليه.

التفسير الثالث: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين عن ذكر مناقب الرسول والوعد بمجيئه. مع ذكر بعض التعليقات عليه في أنّه محتمل في اليهود الذين يحملون عقيدة (المسيا)، وهو المنقذ المنتظر من نسل النبيّ داود عندهم، والنصارى الذين ذكر اسم النبي محمّد في كتابهم أو على لسان عيسى وفق تصريح القرآن الكريم، لكنّه غير محتمل في المشركين الذين ما كانوا ينتظرون مخلّصاً ولا نبيّاً.

التفسير الرابع: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين عن سنّة الهداية الإلهيّة (تفسير العلامة الطباطبائي)، المنسجم في روحه مع قاعدة اللطف، مع ذكر ثلاث مناقشات عليه والردّ على اثنتين منها.

التفسير الخامس: ما يطرح بوصفه احتمالاً، وهو أن يقال: إنّ ما بعد (حتى) مشمول للنفي وليس غايةً للمنفي، والمعنى: إنّ البيّنة لا تغيّر من الكفار شيئاً؛ لأنّ روحهم روح الكفر، ولهذا يزدادون بالبيّنات والهدى طغياناً وكفراً، وهذا التفسير ينسجم مع تبعيضيّة حرف (من) في الآية، وينسجم مع حصول التفرّق بينهم بعد مجيء البيّنات كما نصّت عليه الآية الرابعة هنا، ويكون المراد من الكفر صفة سلوكيّة، وليس صفةً عقديّة.

5 ـ البيّنة بمعنى ما يستبين به الشيء ويشكّل دليلاً واضحاً عليه، وهو مفهوم مغاير قرآنيّاً للمصطلح الفقهي الخاصّ للبيّنة في باب القضاء. واستخدام صيغة المضارع (تأتيهم) سيكون المراد منه الماضي، لو فسّرنا (رسول من الله) في الآية الثانية بشخص النبي محمّد، وإلا يبقى المضارع على صيغته ودلالته لو قلنا بالتعميم.

6 ـ (رسولٌ) بدل من (البيّنة)، أو خبر لمبتدأ محذوف، والأرجح الأوّل، واختلاف التذكير والتأنيث غير مضرّ هنا.

7 ـ (الرسول) إمّا هو شخص النبيّ محمّد كما قاله المشهور، أو هو استخدام عام في مطلق الرسل، وهو الأرجح، أو يُراد به الملائكة كما قيل، لكنّ القول الأخير منافٍ لسياق الآيات ومعطياتها.

8 ـ (من الله)، صفة للرسول أو متعلّق به، وقيل: إنّ المعنى هو: رسولٌ يتلو صحفاً من الله مطهّرة، وهو بعيد، فالصحيح: رسولٌ مرسل من قبل الله يتلو صحفاً.

9 ـ الصحف جمع صحيفة، وهي ما يكتب عليه، والكتاب أو الكتب تطلق على نفس معنى الصحف تارةً، وعلى المكتوب في الصحف أخرى، والآية هنا تقول: إنّ الصحف فيها كتب، فتدلّ على أنّ المراد بالكتب هو المكتوب.

10 ـ إذا بنينا على شمول الآية للنبيّ محمّد أو اختصاصها به، فكيف نفهم أنّ النبيَّ كانوا يتلو صحفاً؟! فهل كان يقف بعد كلّ وحي يقرأ من صحيفة؟ هل هذا منجسم مع المعطيات التاريخيّة؟ ألا تنسف هذه الآية فكرة أميّة النبيّ؟ كيف نفهم ذلك؟

يمكن هنا طرح أجوبة:

الجواب الأوّل: ما ذكره بعضهم، من أنّ المراد بالصحف هو أجزاء الكتب السماويّة، وليست صحفاً مادية، وهذا تفسير محتمل، لكنّه يحتاج لدليل.

الجواب الثاني: إنّ المراد صحفٌ سماوية غير ماديّة نزلت بها الملائكة على الأنبياء (في صحفٍ مكرّمة مرفوعة مطهّرة بأيدي سفرة كرام بررة).

الجواب الثالث: إنّه لا مانع من الالتزام بدلالة الآية على كون القرآن كان يدوّن منذ العصر النبويّ في صحف، لكنّها لا تدلّ على نفي أميّة النبيّ؛ لأنّ التلاوة من الصحيفة يمكن أن تكون عن حفظ، فيقال: تلى الصحيفة عن ظهر قلب.

الجواب الرابع: أن يحتمل كون السورة كلّها ناظرة للنبي موسى الذي كان وحيه في صحف لمّا رجع من مواعدة الله له على الجبل (الألواح)، فيراد من أهل الكتاب (بنو إسرائيل) ومن المشركين (غيرهم). وهو محض احتمال.

و..

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:27


المسيحيين بالشرك بصيغة المضارع في الآية 31 من التوبة؟

الجواب: توجد تصوّرات متعدّدة هنا، ولعلّ الراجح هو: هناك فرق بين ديانة ترى الشرك وتؤمن به وتنظّر له فهي مشركة، وبين ديانة ترى التوحيد، لكنّها تفسّره بطريقة لا تحفظه، ففي الحالة الأولى يتعامل القرآن مع الديانة على أنّها مشركة وأهلها مشركون، بينما في الحالة الثانية لا يصفهم بالمشركين؛ لأنّهم يسعون للتوحيد ويفتخرون به، لكنّه يصحّح توحيدهم وينقّيه ويطالبهم بإعادة إنتاجه بشكلٍ يسلم من الخدش والتوهين، فهاتان الحالتان متمايزتان قرآنياً (ليس من طلب الحقّ فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه).

النتيجة: إنّ القرآن احترم أهل الكتاب فيما أطلق عليهم من أسماء في الوقت عينه الذين انتقدهم في عدّة جوانب، كما أنّه ميّز بينهم وبين المشركين بسبب أنّهم ديانات توحيديّة، غاية الأمر أخطأت في فهم التوحيد فأتت بمفاهيم أضرّت بالتوحيد وهي تظنّ أنّها لم تضرّ به.

و..

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:27


سورة البيّنة 1

تناولت المحاضرة الأولى من تفسير سورة البيّنة عدّة عناوين، منها:

1 ـ أسماء السورة المذكورة في التراث الإسلامي والاستشراقي (ثمانية أسماء).

2 ـ عرض بعض النصوص في فضيلتها من المصادر السنيّة والشيعيّة.

3 ـ بيان هويّة السورة من حيث المكيّة والمدنيّة، وبيان عدم وجود سبب خاصّ لنزولها تاريخيّاً. مع ذكر عدد آياتها عند جمهور المسلمين (ثماني آيات) وعند البصرييّن (تسع آيات).

4 ـ إنّ الآية الأولى والسادسة من هذه السورة، وكذلك آيات اُخَر في القرآن، تعتبر دليلاً على التمييز القرآني بين المشركين وأهل الكتاب.

5 ـ الحديث عن تسميات المسلمين في التراث المسيحي، وأنّهم كانوا يسمّونهم: (السراسنة ـ الهاجريّون ـ البربر)، ولاحقاً تمّ إطلاق اسم (المحمّديون) قياساً للمسلمين على المسيحيّين في نظرتهم لعيسى، ومحوريّة عيسى في الديانة المسيحيّة، بشكل مختلف عن محوريّة محمّد في الديانة الإسلاميّة، كما قارب هذا الموضوع الدكتور إدوارد سعيد، وأنّ هذا من أخطاء المقايسة التي وقع فيها بعض المسيحيّين تاريخيّاً.

6 ـ المسيحيّة تدور حول رباعيّة إجماعيّة: (عيسى موجود ـ عيسى مصلوب ـ عيسى قام من بين الأموات ـ عيسى سيرجع)، فمحور أصول العقيدة هو عيسى، بينما في الإسلام الأمر ليس كذلك، ولا تشكّل نبوّة محمّد سوى أحد أضلاع العقيدة الإسلاميّة، وإنّما المحور هو الله والتوحيد، ثمّ النبوّة والمعاد.

7 ـ حدوث تحوّل في تسمية المسلمين في الأدبيّات المسيحيّة بعد القرن السابع عشر، ثم بعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1963 ـ 1965م)، واتخاذ المجمع قرارات تاريخيّة عند المسيحيّة، من نوع: (حقوق الإنسان ـ عدم حصر الخلاص بالمنتسبين إلى المسيحيّة بشكل رسمي ـ فتح علاقات جديدة أكثر حواراً ونضجاً وتواصلاً مع سائر الديانات، خاصّةً الإبراهيميّة ـ انفتاح جديد على العالم المعاصر). وبهذا صار يُطلق على المسلمين اسم (المسلمون) بشكلٍ رسمي نهائي.

8 ـ أمّا على المقلب القرآني، فالقرآن دائماً كان يُطلق على المسيحيّين واليهود أسماءً تحتوي تقديراً واحتراماً أو على الأقلّ لا تحتوي ذماً أو تعريضاً، مثل:

أ ـ اليهود، بني إسرائيل.

ب ـ النصارى، وهو تعبير يمكن أن يكون استند إلى مفهوم أنصار الله والمسيح (من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله) أو إلى مفهوم عيسى الناصري نسبةً إلى الناصرة في بلاد فلسطين.

ج ـ القسّيسين والرهبان والأحبار والربّانيين والحواريين، وكلّها تسميات تحتوي مدحاً نسبيّاً.

د ـ أهل الكتاب ـ أوتوا الكتاب: وتحتوي إشارة إلى كونهم أهل معرفة وكتاب أو أهل ديانة وفرائض، وهذا يحتوي تقديراً، بينما سمّى القرآن عبدة الأوثان بعنوان (المشركون)، وهو عنوان سلبي في النظرة القرآنيّة بنفسه.

9 ـ رغم احترام القرآن ـ على مستوى التسمية ـ لأهل الكتاب ورغم مدحه لبعض سلوكيّاتهم (وأنّهم لا يستكبرون ـ إن تأمنه بقنطارٍ يؤدّه إليك..)، لكنّه كان صريحاً في نقد بعض عقائدهم وتصوّراتهم وسلوكيّاتهم بشكل واضح وحاسم، ومن أشكال هذا النقد ما جاء في سورة البيّنة هنا.

10 ـ كيف ينظر أهل الكتاب لأنفسهم على مستوى ثنائيّة التوحيد والشرك؟ وكيف ينظر إليهم القرآن؟

أ ـ أمّا نظرتهم لأنفسهم، فاليهودية تعتبر نفسها توحيديّة بامتياز وتفتخر بذلك، وبحسب تعبيرات الباحثين المعاصرين فإنّها تؤمن بالإله الأب (أي المتعالي المهيمن المسيطر المطلق النافذ الإرادة والخالق). وأمّا المسيحيّة فهي تعتبر نفسها موحّدة، وترفض وصف عيسى بالخالق أو الله أو الإله، وإنّما تصفه بالربّ، وهي تسعى لتفسير التثليث بشكلٍ يتناسب مع مفهوم التوحيد وما تزال تحاول ذلك إلى اليوم من خلال نظريّات عديدة توفيقية بين التثليث والتوحيد، بما يدلّ على أنّ همّ التوحيد موجود عندها أيضاً (ثقافة المسيحيّة ثقافة الإله في طور الإبن الذي نزل للعالم، ولم يبقَ متعالياً).

ب ـ أمّا نظرة القرآن لهم، فهي:

أولاً: لا يُطلق القرآن عنوان المشرك أو المشركين (بنحو اسم الفاعل) على أهل الكتاب، بل يميّز دائماً بينهم وبين هذا العنوان.

ثانياً: يستخدم القرآن مفردة الكفر بتصاريفها المتنوّعة تجاه أهل الكتاب، لكنّه لا يقصد من ذلك عدم كونهم أهل ديانة، كما يتصوّر المناخ المسيحي المعاصر المتحسّس جداً من هذا التعبير، بل يقصد أنّهم أنكروا حقائق دينيّة هامّة في الرسالة الإسلاميّة أو حتى في رسالتهم، وليس من الضروري أن تكون هذه الحقيقة هي الاعتقاد بالله، بل هو يصرّح باعتقادهم به سبحانه (يجب الحذر من استخدامنا هذا المصطلح (الكفر) أثناء الحوار اليوم مع أهل الكتاب، حتى لا نُفهم خطأً).

ثالثاً: ينسب القرآن ـ لا أقلّ لبعض اليهود والنصارى ـ عقائد مثل: عزير ابن الله، المسيح ابن الله، ثالث ثلاثة، اتخاذ عيسى وأمّه إلهين.

رابعاً: يستخدم القرآن في حقّ المسيحيين خاصّة، تعبير الشرك بصيغة فعل المضارع في الآية 31 من سورة التوبة.

خامساً: كيف نجمع بين تمييز القرآن عنوان المشرك عن أهل الكتاب من جهة، وبين توصيفه

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:19


سورة العاديات 6

تناولت المحاضرة السادسة والأخيرة من تفسير سورة العاديات عدّة عناوين، منها:

1 ـ تحديد معنى الخير ـ ومن ثم معنى الآية ـ في قوله: (وإنّه لحبّ الخير لشديد)، وأنّه على وجهين:

الوجه الأوّل: إنّ المراد بالخير هو المال، وقد استخدم في اللغة والقرآن بهذا المعنى (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين..)، وبناء على هذا الوجه تحتمل الآية تفسيرين:

التفسير الأوّل: أن تكون اللام في (لحب) للتعليل، فيكون المعنى: وإنّ الإنسان لأجل حبّ المال شديدٌ، أي بخيل، وذكر المال هنا:

أ ـ قد يكون للمقابلة مع مطلع السورة في حديثها عن الحجيج أو المجاهدين في جُمَل القسم، وما في الجهاد والحجّ من عطاء مالي وغيره: أقسم بالمجاهدين والحجّاج ـ وهم المنفقون لله ـ إنّ الإنسان لبخيلٌ لحبّه للمال (التعرّض في الحديث عن جهاد المال في القرآن والفقه، ومسألة موارد تأمين ميزانيّة الجيش في تصوّرات الفقه الإسلامي الحديث، مع ذكر أربعة موارد ماليّة ذات صلة).

ب ـ وقد يكون للمقابلة مع جُمَل جواب القسم، والمعنى: إنّ الإنسان جاحد بربه متنكّر له غير شاكر، لكنّه محبٌّ في المقابل للمال متعلّق به، فقد ترك الله والآخرة لصالح المال والدنيا!

التفسير الثاني: أن لا تكون اللام في قوله: (لحب الخير) للتعليل، فيكون المعنى: إنّ الإنسان لشديد الحبّ للمال.

سؤال: لماذا استخدم القرآن مفردة (الخير) في توصيف المال مع أنّه يذمّ المال عادةً؟

والجواب: إنّه إمّا لكون المال بالفعل خيراً، لكنّ الإنسان يسيء التصرّف به والعلاقة معه، فيحوّله إلى وبالٍ عليه، كما يحوّل العلمَ نفسه أحياناً ـ وهو نورٌ وضياء ـ إلى وبال وفساد. أو أنّ استخدام القرآن كلمة الخير هنا من باب المجاراة والمحاكاة للسان العربي بدون إضافة أيّ حمولة في المعنى.

الوجه الثاني: أن يراد بالخير مطلق الخير لا خصوص المال، وعليه تفسّر الآية بوجهين:

أ ـ اعتبار الجملة حاليةً، والمعنى: إنّ الإنسان جاحد بربّه والحال إنّه مفطورٌ على حبّ الخير، ولو مشى مع فطرته لما جحد ربَّه، فالويل له مما فعل (تفسير العلامة الطباطبائي).

ب ـ إنّ الإنسان لأجل الله جاحدٌ بالدنيا، وهو مع ذلك نال مقام الشهادة، وإنّه محبٌّ للخير، وهذا ما ينسجم مع كون الآيات في سياق مدح الإنسان لا ذمّه (تفسير السيد الصدر الثاني).

2 ـ استعراض للانقسام الفلسفي والديني حول رؤية الإنسان هل هي تفاؤليّة أو تشاؤميّة؟ بين فريقين:

أ ـ أنصار الرؤية التشاؤميّة: الإنسان سيء الحظّ وعاجز عن النهوض وإصلاح نفسه، ولا يكون صالحاً إلا بتدخّل فيض الله (عرض نظريّة القديس اُوغسطين (430م) المؤثرة في الفلسفة الدينية إلى اليوم، في أنّ خطيئة آدم تسبّبت له بخسارة البصيرة وخسارة الإرادة (تسليم الله الإنسانَ للشيطان ليتحكّم به) وخسارة السلام وشيوع العداوات).

ب ـ أنصار الرؤية التفاؤلية: الإنسان لديه مقوّمات النهوض بما منحه الله من طاقات، فبعمله ينهض، ولم يخسر بصيرته ولا إرادته (عرض الفهم القرآني).

3 ـ شرح آية: (أفلا يعلم إذا بُعثر ما في القبور) ومعنى البعثرة، والتصوير الديني للقيامة ضمن ثنائية: رقاد ونوم ثم قيام ونهوض، واستفادة بعضهم من هذا إنكار البرزخ، والتعليق على سبب استخدام حرف (ما) بدل (من) في الآية.

4 ـ معنى تحصيل ما في الصدور، وأسباب التركيز على الصدر واستخراج ما فيه وتمييزه، وأنّ قيمة العمل تتأثر بنوعيّة النيّة والقصد، وأنّ حقيقة الإنسان هي في باطنه المخفي، وأنّ عالم الآخرة هو عالم التعامل مع الباطن لا الظاهر كما في الدنيا (ونقل كلام للشيخ حسن زاده آملي هنا).

5 ـ شرح آية: (إنّ ربهم بهم يومئذٍ لخبير)، وهل لكلمة (يومئذٍ) دلالة معيّنة؟

و..

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:18


سورة العاديات 5

تناولت المحاضرة الخامسة من تفسير سورة العاديات محورين أساسيّين:

المحور الأوّل: استكمال البحث في نظريّة الدكتور محمّد شحرور في معنى الشهيد والشاهد وتصريفاتهما في القرآن الكريم

بعد عرض نظريّته وتحليلها وصل الكلام إلى:

رابعاً: تعليقات ووقفات مع تفسير شحرور للشاهد والشهيد، وقد تمّ تقديم ست ملاحظات نقديّة:

1 ـ استخدام القرآن تعبير الشاهد والشهيد مكان بعضهما في سياقات متقاربة أو متطابقة، مثل: (إنّا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم) و (وجئنا بك على هؤلاء شهيداً).

2 ـ ماذا يُقصد من المعرفة السمعيّة والبصريّة؟ هل كلّ الموجودات تخضع للسمع والبصر، أي هي مسموعة ومبصرة، حتى يكون الله شهيداً على كلّ شيء؟ ما هو الموقف من الأمور التي لا تندرج ضمن المسموعات والمبصرات؟ وإذا كان المراد من السمع والبصر المعرفة المباشرة بالشيء بكلّ وضوح، وليس كون الشيء مسموعاً مبصراً بالمعنى المادي، فلماذا جعل شحرور معرفة الإنسان بباطن نفسه من شهادة الشاهد وليس من شهادة الشهيد؟

3 ـ استخدام القرآن مفردة (الشاهد) في مواضع يُفترض أن تستخدم فيها مفردة (الشهيد)، وفق نظريّة شحرور، وتمّ ذكر ثلاثة موارد مثل: (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنّا لحكمهم شاهدين)، فهل كانت معرفة الله بوقائع حكم داود وسليمان معرفة خبرة، وليست معرفة سمع وبصر؟ وكيف؟

4 ـ إنّ تعبير (شهد شاهد من أهلها) يمكن طرح سلسلة محتملات فيه، ويجب تجاوزها قبل تحويله إلى أحد الأدلّة العمدة التي استند إليها شحرور، فقد تكون الكلمة تعبيراً كنائيّاً عن إقرار أحد من طرف الخصم بأمرٍ يقع في مصلحتنا، كما حصل بالضبط في شهادة هذا الشاهد التي وقعت لمصلحة يوسف في نهاية الأمر (فلما رأى قميصه قُدّ من دبر قال إنّه من كيدكن). وتوجد احتمالات تفسيريّة أخرى في هذه الآية أيضاً تمّ التعرّض لبعضها.

5 ـ لماذا لم يذهب الدكتور شحرور ـ وهو يتتبّع بيئة كلمتي: الشهيد والشاهد في القرآن ـ نحو التفسير اللغوي الطبيعي، وهو أنّ شهيد صيغة (فعيل) للمبالغة الدالّة على قوّة المعرفة من جهة واستمرارها وسعتها من جهة أخرى، ومبرّر هذا التمييز هو أنّ أغلب استخدامات كلمة (شهيد) في القرآن، جاءت في حقّ الله (معرفة قويّة مستدامة وواسعة)، وفي حقّ الشهداء يوم القيامة (معرفة قويّة وواسعة؛ لأنّهم يشهدون على الأمم)، ألم تكن هذه البيئة أنسب لتفسير الدلالة بما لا يُخرجنا عن قواعد التفعيلة العربيّة.

6 ـ كيف يوفّق شحرور بين آية: (وإنّه على ذلك لشهيد)، المتعلّقة بشهادة الإنسان على كنوده وكفره بوصفهما أمراً نفسيّاً داخليّاً، وبين قوله بأنّ شهادة الإنسان على نفسه هي شهادة شاهد لا شهيد، مستنداً إلى آية (شاهدين على أنفسهم بالكفر)؟ فلماذا كانت شهادة الإنسان على كنوده شهادة شهيد ـ بناء على إرجاع ضمير (وإنّه) للإنسان ـ بينما شهادته على نفسه بالكفر شهادة شاهد؟ وهل يوجد فرق سمعي وبصري بين الحالتين؟ وكيف؟

المحور الثاني: استعراض نظريّة السيد محمّد باقر الصدر في (الخلافة والشهادة)

1 ـ طرح الصدر تصوّراته حول ثنائيّة الخلافة والشهادة أواخر عمره، في كتاب (الإسلام يقود الحياة) ضمن سياق عرض رؤية اجتماعيّة سياسيّة.

2 ـ الشهادة والشهداء نوعٌ من التدخّل الإلهيّ لصيانة الإنسان الخليفة بغية تحقيقة مقام الخلافة الإلهيّة على الأرض.

3 ـ يشترط في الشهداء عن السيد الصدر:

أ ـ العدالة والاستقامة السلوكيّة، انطلاقاً من قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)، فالوسط ـ وهو الاعتدال السلوكي عند الصدر ـ سببٌ في نيل مرتبة الشهادة.

ب ـ العلم واستيعاب الرسالة الإلهيّة في الخلق، انطلاقاً من قوله تعالى: (..والربّانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء).

(استطراد خارج عرض نظريّة الصدر): تمّ عرض رؤية السيد علي بن موسى بن طاوس (664هـ) في الموقف من كعب الأحبار وعبد الله بن سلام، حيث كان له رأي مخالف للمشهور، يرى فيه أنّهما من خواصّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، منتقداً من ينتقدهما من الشيعة، وذلك في كتابه: التشريف بالمنن.

ج ـ وعي الواقع، المستبطن في مفهوم الرقابة في قوله تعالى: (فلما توفّيتني كنت أنت الرقيب عليهم).

4 ـ إنّ سبيل بلوغ مقام الشهادة عند الصدر، هو المحن والتجارب والمعاناة الاجتماعيّة، انطلاقاً من قوله تعالى: (إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيّام نداولها بين الناس وليعلم الله الذي آمنوا ويتخذ منكم شهداء).

5 ـ فـ (الشهيد الفرد): هو العالم بالرسالة الملتزم بها سلوكيّاً البصير بالواقع المجهّز نفسيّاً بالتجارب والمعاناة. و (الشهيد الأمّة) هي الأمّة التي تقيم الشريعة عبر نظام الشورى وولاية المؤمنين على بعضهم ليأمر بعضهم بعضاً بالمعروف وينهوهم عن المنكر.

6 ـ دمج السيد الصدر في أطروحته بين البعد الزمني الذي يشارك فيه الناس عبر نظام الشورى، والبعد الديني الذي يشارك فيه الشهيد الفرد ال

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:18


عالم بالرسالة (المرجع)، وهذا ما يُنتج مجتمعاً يدمج بين الزمن والدين، وبين الشورى والشريعة ودور الفقيه الشاهد في رأي السيّد الصدر.

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:16


يد وشاهد ضمن مجموعات، ليعتبر أنّ شبكة علاقة الكلمة بالمجموعات المحيطة أعادت تكوين مدلول جديد لها (معرفة سمعية بصريّة/معرفة خبرة)، فاستخدام القرآن لمفردة شهيد ضمن (السمعي البصري) يهدف لإعادة تكوين معنى الكلمة في لغته الخاصّة.

6 ـ ينتج ـ على منهج علم الدلالة القرآني ـ أنّ لدينا معجمان لغويّان: المعجم العربي الجاهلي الذي شرح المفردات في سياق مجموعات وأنساقِ ثقافة ما قبل الإسلام، والمعجم العربي القرآني الذي يعيد تكوين معنى المفردات في الثقافة القرآنية، وأنّ خطأ المفسّرين والأصوليّين والفقهاء كان ـ من وجهة النظر هذه ـ في اعتمادهم المعجم الجاهلي لتفسير مفردات المعجم القرآني!

7 ـ الإشارة إلى أنّ ما يشبه منهج إيزوتسو وشحرور وغيرهما، موجود في الثقافة التراثيّة، لكن بشكل محدود ومتفرّق، وليس بشكل منظومي شامل ينتج رؤية العالم، إضافة إلى أنّ تراث أصول الفقه الإسلامي انتبه ـ جزئيّاً على الأقلّ ـ لفكرة تحوّل المفردات بتأثير القرآن وثقافته المعنائيّة والنسقيّة، وذلك في مثل مباحث (الحقيقة الشرعيّة) من علم أصول الفقه.

رابعاً: وقفات وتعليقات على نظريّة شحرور في الشهيد والشاهد، تمّ إيكالها إلى المحاضرة اللاحقة إن شاء الله.

و…

تفسير القرآن الكريم

17 Sep, 07:16


سورة العاديات 4

تناولت المحاضرة الرابعة من تفسير سورة العاديات عدّة عناوين، استكملت البحث في محاور الحديث عن معنى الشهيد والشهادة والشهداء و.. في القرآن الكريم، وإثبات أنّه لا يوجد دليل حاسم لاستخدام مفردة الشهيد والشهداء في القرآن في المقتول في سبيل الله، بل المراد منها جماعة يشهدون أموراً لا يشهدها الناس أو تطلب شهادتهم يوم القيامة على الناس لما لهم من منزلة رفيعة، وهؤلاء قد يكون منهم كلّ المقتولين في سبيل الله أو بعضهم.

المحور الرابع: نظريّة الدكتور محمّد شحرور في معنى الشهيد والشاهد وتصريفاتهما في القرآن الكريم، عرض وتحليل وتعليق

أوّلاً: تعريفٌ إجمالي بالدكتور شحرور وحياته، وبعض مؤلّفاته، ومشروعه في (القراءة المعاصرة للقرآن الكريم)، وما كُتب في نقده.

ثانياً: عرض رؤية شحرور لمعنى تصريفات الشهيد والشاهد في القرآن الكريم، خاصّةً طبقاً لما جاء في الفصل الثاني من كتابه (الإسلام والإيمان ـ منظومة القيم)، والصادر عام 1996م.

1 ـ تقوم رؤية شحرور على التمييز في القرآن بين: الشهيد والشاهد.

2 ـ الشهيد، وجمعه شهداء وأشهاد: هو الحاضر الحيّ المدرك للشيء بالسمع والبصر، والذي يؤدي شهادته عندما يُطلب منه، ولهذا فالله شهيدٌ؛ لأنّه سميع بصير.

3 ـ استعراض ثلاث آيات تمثل عيّنات لتقريب شحرور فكرتَه في القضيّة، مثل آية الدَّين: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم) ولم يقل: واستشهدوا شاهدين من رجالكم.

4 ـ الشاهد، وجمعه شاهدون: هو من لم تكن لديه معرفة حسيّة بصريّة وسمعيّة بالشيء، بل كانت معرفته من خلال الخبرة والاستنتاج والتأمّل. (شهادة الشهيد أقوى عند شحرور من شهادة الشاهد).

5 ـ استناد شحرور لقوله تعالى في سورة يوسف: (وشهد شاهد من أهلها)؛ لإثبات أنّ الشاهد هنا لم يحضر الواقعة فلم يسمع ولم يرَ، بل قدّم شهادته من موقع الخبرة والتحليل، كما تشرح الآية نفسها فيما بعد، ولهذا لم يقل: وشهد شهيد من أهلها. وكذلك استناد شحرور لقوله تعالى: (قال بل ربكم ربّ السماوات والأرض الذي فطرهنّ وأنا على ذلكم من الشاهدين)، ولم يقل: من الشهداء؛ لأنّه لم يحضر خلق الله للعالم بسمعه وبصره، بل عرف ذلك بالبصيرة والتأمّل والعقل.

6 ـ يستنتج شحرور هنا: أ ـ كلّ أهل العلوم الطبيعية والخبراء في العلوم والفنون هم شاهدون وليسوا شهداء. ب ـ إنّ شهادتنا بالتوحيد والنبوّة هي شهادة شاهد وليست شهادة شهيد. ج ـ إنّ شهادة الإنسان على نفسه هي شهادة شاهد، وليست شهادة شهيد؛ لأنّ معرفته بنفسه معرفة ذاتيّة لا عبر السمع والبصر، بينما الشهيد هو الذي يشهد الحدث من خارجه لا من نفسه.

7 ـ تُطرح هنا ثلاثة أسئلة يجيب عنها شحرور:

السؤال الأوّل: لو جاءت كلمة (شهد) فهل تتصل بالشهيد أو بالشاهد؟

يجيب شحرور: يفهم الأمر من السياق، فالكلمة تحتمل الاثنين معاً.

السؤال الثاني: ما هو الموقف من كلمة (شهود)؟

يجيب شحرور: إنّها تصلح لجمع شهيد وشهداء، كما تصلح أيضاً لجمع شاهد وشاهدين.

السؤال الثالث: كيف نفسّر قوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس)؟

يجيب شحرور: أي لتكونوا استمراراً للنبوّة، بتقديم الدليل المرئيّ وغير المرئيّ عليها.

هذه خلاصة فكرة شحرور حول الشهيد والشاهد.

ثالثاً: تحليل جزئي وموجز لتصوّرات وخلفيّات شحرور في تفكيك مفردة الشهادة وتصريفاتها في القرآن الكريم:

1 ـ تأثر شحرور بمشروع علم الدلالة القرآني الذي أطلقه العالم الياباني توشيهيكو إيزوتسو (1993م)، في أوساط القرن العشرين، معتمداً علم الدلالة واللسانيّات الحديثة.

2 ـ يُعتقد أنّ هذا المنهج دخل العالم الإسلامي بشكل فاعل في سبعينيّات القرن العشرين، وتأثر به العديد من الباحثين بشكل أو بآخر، مثل: المفكّر الجزائري محمد أركون (2010م) خاصّةً في تفسيره لسورتي الفاتحة والكهف، والمفكّر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد (2004م)، خاصّةً في كتابه: العالميّة الإسلاميّة الثانية، والدكتور محمّد شحرور في كتب متعدّدة له مثل (الكتاب والقرآن) وغيره.

3 ـ جوهر الفكرة أنّ المنظومة الفكريّة الإسلاميّة تقوم على مجموعة المفاهيم القرآنيّة، وهي تقوم بدورها على مجموعة المفردات القرآنية (إعادة بناء المنظومة يشرع من إعادة تأويل المفردات)، ومن هنا يركّز هذا المشروع على تحليل المفردات وشبكة علاقاتها ومنطلقاتها وحمولاتها في المعنى.

4 ـ يعتقد إيزوتسو أنّ القرآن جاء إلى العرب الذين لديهم لغة ومفردات، لكنّه أعاد وضع المفردات في مجموعات جديدة لغويّة، غيّرت معناها وطوّرته، وذلك أنّ اللغة تقوم على نظام المفردات ذات العلاقة مع بعضها كنظام الجاذبيّة بين النجوم والكواكب، وليست منفصلةً مثل حبّات الرمل في الصحراء، وأيضاً تقوم اللغة على نظام الحقول، حيث تتشكّل معاني المفردات من خلال تشكّل مجموعات متعدّدة، لكل ّمجموعة مركز، يسمّيه (الكلمة المفتاحيّة أو الكلمة الصميميّة)، وهذا ما يكوّن النظام العلائقي للمفردات (تمّ تقديم مثال: الإيمان والكفر/ الكتاب).

5 ـ يلاحظ أنّ شحرور هنا رصد مفردة شه