|إيـــاد الإمٌــارة|
موقف رئيس الوزراء العراقي، السيد محمد شياع السوداني، من التغيير في سوريا جاء بناءً على اعتبارات:
لم تكن واضحة ..
ولم تُـبين للرأي العام كما ينبغي ..
ولا ندري بعد هل هي أمنية أو
سياسية تتعلق بالمصالح العراقية؟
أو أنها كانت إملاءً من طرف ما؟
الله أعلم ..
لكنها في كل الأحوال لم تأتِ أُكلها والنتائج للآن عكسية.
واجه السيد محمد شياع السوداني إنتقادات "لاذعة" من جهات شعبية مُـختلفة ..
السيد السوداني لم يحظَ -في هذه الخطوة بالذات- بدعم العقلاء الذين يُـعتد بهم، أو بدعم الأصوات الحرة المستقلة ..
لذا تعالوا نُـحلل موقفه من إرسال وفد عراقي رفيع المستوى إلى سوريا للقاء الجولاني وهو متورط بالدم العراقي وبجرائم لا تزال تُـرتكب للآن في سوريا ..
«علماً إن السيد الشطري شخصية رائعة جداً وموضع إحترام كبير، …»
١- الأمن القومي العراقي!
العراق لديه حدود طويلة مع سوريا، والجماعات المتطرفة مثل داعش لا تزال تشكل تهديداً مباشراً للأمن العراقي.
السيد السوداني يرى أن أي تغيير مفاجئ أو غير مستقر في سوريا قد يؤدي إلى فراغ أمني تستغله الجماعات الإرهابية، مما يهدد الاستقرار في العراق، وحقيقة الحال إنه فشل في هذا الأمر ولم تأتِ الزيارة بما ينفع العراقيين في هذا الجانب.
٢- التنسيق مع الدول الإقليمية!
العراق يعمل على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف ..
السيد السوداني لا يريد أن يكون العراق طرفاً في صراع دولي جديد، بل يسعى للحفاظ على الحياد النسبي وتعزيز التعاون الأمني ..
فهل هذا ممكن؟
وما موقفنا من الإرهاب الصهيوني والتركي والسعودي الذي شمل فلسطين ولبنان وسوريا وحتى العراق؟
وهل تحقق ما يُـسمى الحياد النسبي فعلاً؟
أنا أعتقدُ جازماً بعدم تحقق ذلك وإستحالة تحققه.
٣- دعم الاستقرار بدل الفوضى!
السيد السوداني وغيره، يؤمن بأن أي تغيير في سوريا يجب أن يكون مدروساً، وليس نتيجة لفوضى سياسية أو عسكرية أو أعمال إرهابية، قد تؤدي إلى انقسامات جديدة في المنطقة ..
هل كان التغيير في سوريا مدروساً لصالح الشعب السوري؟
وهل يدعم هذا التغيير "الإرهابي" الإستقرار في المنطقة؟
أنا أعتقدُ جازماً -مرة أُخرى- إن السيد السوداني كان متسرعاً جداً بخطواته إتجاه سورية ..
لماذا؟
١- التسرع في الحكم على التغيير: السيد السوداني كان متسرعاً جداً في إعلان موقفه دون انتظار وضوح الصورة السياسية في سوريا، وربما كان بإمكانه اتخاذ موقف أكثر مرونة يسمح له بالتكيف مع التطورات الجديدة.
٢- النظام السوري الجديد إرهابي: إتضح إن الزمرة الإرهابية التي تحكم سوريا مجرد زمرة إرهابية متجذرة بالقمع والإرهاب والتنكيل، زمرة طائفية غير إنسانية.
٣- عدم الانحياز قد لا يكون كافياً البتة: الحياد في قضايا كبيرة مثل سوريا قد يكون صعباً أو مستحيلا ، إذ قد تجد الحكومة العراقية نفسها مضطرة للانحياز إلى طرف ما نتيجة لضغوط داخلية -وهي لا تنحاز لها- أو خارجية تنقاد لها تماماً.
السيد السوداني إتخذ موقفاً مُـتسرعاً نوعاً، لم يكن مدروساً كما ينبغي، وذلك من منطلق الحفاظ على أمن العراق، لكن قد يكون من الأفضل له أن يبقى أكثر انفتاحاً وترقباً للتغييرات المحتملة في سوريا بدلاً من اتخاذ موقف متسرع للغاية ..
يبقى التحدي الرئيسي أمام السيد السوداني في سوريا هو كيفية تحقيق التوازن بين المصالح الأمنية والسياسية الداخلية دون التورط في النزاعات التي تفتعلها وتقودها أمريكا والصهيونية وأذنابهما في المنطقة.
٢ شباط ٢٠٢٥
تابعونا على قناة التلگرام الخاصة
https://t.me/kitabatsbeed
https://www.facebook.com/share/1BVjXiZP4L/?mibextid=wwXIfr