في لحظة تاريخيّة شهِدنا كيف ثارت غزّة على العالَم المتحيِّز حدَّ التصهيُن، وكسرَت أغلال الاحتلال في 7 أكتوبر، فلم يتأخّر شُرفاء لبنان عن المُساندة في 8 أكتوبر، ثم التحق بالركب شرفاء هذه الأمّة في اليمن والعراق وإيران.
هذا المشهد التاريخي الذي أغاظ الطائفيّين أكثر ممّا أرعب الصهاينة، بقِيَت مرارته على ألسنَتِهِم طوال هذه المُدّة، ولم يتركوا فرصة أو مناسبة دون أن يستثمروها للطعن بهؤلاء الشرفاء الأحرار على اختلاف مذاهِبهم ومشارِبِهم أو الشماتة باستشهادهم، حتّى جاءهم ما يُنَفِّس غيظ قلوبهم، ويُطلِق حقدهم الطائفي الكريه، فانفتحت شهيّتهم على أكل لحوم المسلمين، واجترار القيء الطائفي من بواطِنهِم، وإذاعة الفِرقة من جديد، وتشتيت العقل العربي والإسلامي عن العدو الأساس، والمعركة، الأساس، والمذبحة الكبرى، والمجزرة العظمى التي لم تتوقّف لحظة... يخدمون بذلك أعتى آلات الحرب والإجرام وهم يُدركون ذلك تمامًا.
ولكن مهما بلغ المنافقون والظالمون مبلغًا
فإنَّ العاقبة للمتّقين وحدَهم.
والحمد لله الأوّل والآخِر، والظاهِر والباطِن.