قال المدائني : رأيتُ إمرأة بالبادية لَم أرىٰ أجمل منها قط
فقُلتُ : واللّٰه هذا فعل صلاح الدُنيا والسرور بك !
فقالت : كلا واللّٰه إن لدي أحزان وخلفي هموم وسأخبرك
كان لي زوج وكانّ لي منهُ ابنان فذبـ ـحَ أبوهما شاة يوم عيد الأضحىٰ والولدان يلعبان فقال الأكبر للأصغر : أتُريد أن أريك كيف ذبـ ـح أبي الشاة ؟
فقال : نعم
فقام إليه يُلاعبه فإذ به قد ذبـ ـحه
فلما نظر إلىٰ الدم فزع وهرب نحو الجبل فأكلهُ الذئب
فخرج أبوه في طلبه فوقع ومات
فقلت لها: وكيف أنتِ والصبر ؟
فقالت: لو دامَ لي لدمت له ولكنه كان جرحاً فاندمل
لا تخدعنكُم المظاهر الناس صناديق مغلقة فلا تحكموا علىٰ الصندوق فإن فيه ما لا ترون؛ والناس كالكتب فيهم ما لا يمكن معرفته بالنظر إلىٰ الغلاف فقط، خلف الضحكات جروح غائرة يحاول الناس كتمانها عن الناس ،فلا ترىٰ إلا ما ترىٰ ،وراء بعض النعم الظاهرة حرمان قاتل يتجرعه صاحبه بمرارة لا يدري به إلا خالقه
الصورة في مواقع التواصل ليست إلا ثمرة جوز ، إنها القشرة الصلبة فقط في الداخل أشياء هشة
فمر هيناً فكل إنسان لديه من الهم ما يكفيه...