❞ فإنَّ الذي يَسَعُني أن أنصح به الزوجَ السُّنِّيَّ هو اختيارُ ما يُسْعِده في دنياه وأُخْراه، وهو اختيارُ الزوجةِ الصالحة التي تُحافِظ على الدِّين قولًا وعملًا، وتتمسَّكُ بفضائله وأخلاقه، وترعى حقَّ الزوجِ وتحمي أبناءَه؛ فهذا الذي عُنِي الإسلامُ به مِن معاني الفضل والصلاح والعِفَّة.
أمَّا السعيُ إلى مَن تجرَّدَتْ مِن هذه المعاني واغترَّ بحُسْنِها وجمالها وَجاهِها ونَسَبِها، فإنه تُخشى منه الفتنةُ في ضياعِ نَفْسِه وأبنائه؛ إذ مِنَ الصعب بمكانٍ تحويلُ مَن أُشْرِبَتْ فِي قلبها حُبَّ مَظاهِر الدنيا، ورَكَنَتْ إلى زخارفها، ومالَتْ إلى مَلَذَّاتها؛ إذِ الحكمةُ نطقَتْ بأنَّ: «مَنْ شَبَّ عَلَى شَيْءٍ شَابَ عَلَيْهِ»، وأنَّ «مَا ثَبَتَ عَلَى خُلُقٍ وَطَبْعٍ نَبَتَ عَلَيْهِ»، بل يُخشى أن يُجَرَّ إلى خُلُقها ويُطاوِع رغباتِها؛ فيبتعد بذلك عمَّا كان يصبو إليه مِن معاني الحياة الإسلامية الجامعةِ على حُبِّ الله وطاعته، ويندم على ما اغترَّ به، «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» ❝