❓️السّؤال:
أحسن الله إليكم، يقول السّائِل:
نحن طُلّاب مُقِيمون في إحدى الإقامات الجامعيّة، والشتاء -كما تعلمون- قد آنَ أوانُه، وممنوع عندنا -وللأسف- في الإقامة أن يكون في الغرفة فرن، أو مدفأة، أو نحوُهما، وفي بعض الغرف؛ تكون الحاجة إلى مدفأة؛ شديدة، وتلك المدافِئ التي في بعض الغرف؛ وجودها كعدمها، لأنّ الغرف كبيرة وتحتاج إلى أكثر من مدفأة، فحِينئذ؛ يتعيّن علينا توفير مدفأة في الغرفة لأجل البرد، أو فرن لتسخين الأكل، فهل يجوز لنا ذلِك؟ وهل يُعتبَر ذلِك مخالفة لوليّ الأمر؟ وجزاكُم الله خيرًا.
✅️ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
بالنِّسبة لهذا السّؤال؛ والمتعلّق بما ذكره هذا الطّالِب أثناء وجودِه -أو إقامتِه- بغرف الإقامات الجامعيّة، وهذه الإقامات يمنعون فِيها استِعمال المدافِئ الكهربائيّة، وهذا درءًا للمفسدة، هذا حُكم مُعلّل، لأنو وقعت أحداث كثِيرة بسبب هذه المدافِئ، يقع خلل في الكهرباء، وتتسبّب في حريق في الغرفة، ثمّ تتوسّع إلى العِمارة، والحيّ الجامِعي، هذه مفسدة عظِيمة! ودرء المفاسِد مُقدّم على جلب المصالِح، المصلحة أنّك دفّي نفسك نتا ومن معك في الغرفة، وبإمكانِك -يعنِي- الاكتِفاء بالتدفئة المركزيّة التي في الغرف، وإذا لم تكفِ؛ استعِن باللِّباس، أمّا أنّك تتسبّب فِي مِثل هذه المفسدة؛ بسبب هذه الوسِيلة، فهذا لا نقول به ولا نقرّ به أبدًا، وطاعة المسؤولين -في هذا الأمر- واجبة، لأنّها من طاعة وليّ الأمر؛ هذا وكِيل عن وليّ الأمر؛ استأمنه على مصالِح الطّلبة والطّالِبات، ولهذا؛ لا يجوز لنا الاستِهانة بمِثل هذه الأمور التي نظنّها صغِيرة، ونظنّها هيّنة، وكما قال الله -جلّ وعلا-: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ} لأجل هذه المفاسِد التي قد تنجرّ من التساهل في مثل هذه الأمور، فيجب عليك يا أيّها الطّالِب أن تُطِيع للمسرولِين، وأن تكفّ مثل هذا الشّر، والله -عزّ وجل- يُغنِيك من فضلِه، الله يُغنِيك من فضلِه، إذا استأذنت وأذِنوا لك؛ اللهمّ بارك، إذا ما أذِنوا لك؛ فلا يجوز لك أن تفعل مِثل هذا، وأنت مُستأمن على ما فِي هذه الغرف، الغرف -هذه- ليست مِلكًا لك، ولا مِلكًا لزمِيلك، ولة مِلكًا لأستاذِك؛ هذا من المُلك العام الذي يجب أن نُحافِظ عليه، وأن نراعِيه، وما إلى ذلِك من مِثل هذه الأمور، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ييسّر أمركم، وأمر سائِر الطّلبة.
حتّى إذا كان هناك نقائِص؛ بإمكانِكُم رفعها إلى المسؤولِين، يعنِي مسؤول الإقامة، ثمّ مسؤول الخدمات الجامعيّة، ثمّ الوزير، وهكذا، وستُقضى -إن شاء الله- مصالِحكم، ويُجبر هذا النقص والخلل الموجود فِي مثل هذه الأمور، والعِلم عند -تبارك وتعالى- جوابًا على هذا السّؤال.