جالسةً على تلِ الأعوامِ التي قطعتهَا ركضًا ووثبًا وزحفًا وحبوًا، كانت تنظرُ بندم.. إلى المغامراتِ التي لم تخاطر بها، إلى الحماقات التي لم ترتكبها إلى الأخطاء التي لم تقترفها لكنها تعرف: أن الزمانَ لو عاد بها لذاتِ الطريق، لأختارت ذات ما اختارته هي هكذا ولن تتغير
قد لا تكون هي المثال طريقتي لكنني مذ كنت لا أتغير أعطي وأعطي فوق ما لا يستطاع وأصبر وأمد حبل الصبر لكن ذات يومٍ يقصر والقلب كالبازي أعصب وجهه لكن سيرفع ستره وسيبصر فإذا رحلتُ، رحلتُ لا أبكي ولا أتحسر أمضي كأني لم أكن يومًا هنا وكأن شيئًا ما بصدري كلما لينته يتصخّر
لو كنتَ قد أحببتَني لعذرتني ورصفتَ لي درباً إلى منجاتي لسألتَ لي عن حُجةٍ وقبلتها وعفوتَ قبلَ تعذُّرِي وشَكاتي لبحثتَ في سبعينَ عذراً ممكناً ولقلتَ لمّا لم تجده سيأتي مالفرقُ بين الآخرينَ وبين مَن نهوى إذن يا قطعةً من ذاتي ؟