..الخيانة..
هل حاربت من أجل شخص ما؟
هل راهنت عليه أمام نفسك، وأمام كل من حولك؟
هل خسرت أو ربحت الرهان؟
هل تقبلت الخسارة؟
هل واجهت؟
وهل فضلت عدم المواجهة وركضت بعيدا حيث لا أحد؟
حين قررت البقاء في مكانك بثقة وصمود وقوة، هل طعنت عندها بمئة كلمة وأكثر؟!
هل تألمت من كلماتهم الساخرة منك ومن قلبك؟
هل كان جرحك عميقا؟
هل اعتنقت الصمت ولم تنطق بحرف واحد؟
هل تناسيت فيما بعد ماحدث لك وكأنه لم يكن؟
هل بإمكاننا أن ننسى من خانونا، وهل نغفر لهم؟!
الهروب لم يكن قرارا صائبا
فحين هربت اتهمت بالذل والضعف، وحين واجهت طعنت في قلبك بأحاديث مرة وقاسية، وحين صمت كان الضجيج في أعماقك يصرخ بألم كاد أن يقتلك..
لا قرار ولا استقرار
هل من فعل بك كل هذا كان شخصا مهما بالنسبة لك؟ هل كان في قائمة أولوياتك واهتماماتك؟
هل كان هذا الشخص هو المفضل عندك؟
هل هو من كنت تذهب إليه لتخبره بكل أوجاعك وهمومك؟
هل كنت تثق به؟
هل كنت مهما لديه كما كان هو مهما لديك؟
هل كنت كذلك بالنسبة له؟
هل كنت ضمن اهتماماته؟
نعم وربما لا..
أكنت جزءا ثانويا واحتياطيا؟
أنت لست كذلك، وتعتقد بأنك كل شيء وفي الأولوية، إذن لماذا خانك؟
لماذا تجلس في عزلتك وحيدا باكيا؟
لماذا وقفت بمفردك تواجه كل الكلمات التي صوبت نحوك؟
أين كان من راهنت عليه؟ أين هو اليوم؟!
أخبرني، لماذا تفكر وتحاسب عقلك وقلبك معا؟
لماذا أنت تائه بينهما لا تعرف أيهما تصدق!
هل عقلك يدينك، وقلبك يعفو عنك؟
أفق من سباتك، لقد خانك، لاتضع له الأعذار والمبررات.
أنت لا شيء، أنت لست مهما وغاليا؛ ها أنت تقف وحيدا أمام العاصفة منهارا تماما: من نفسك، ومن ذاك الذي أحببته، ومن الذين تفاخرت أمامهم بحبك الكبير..
يا إلهي كم كان مؤلم أن يحاصرك شعور الهزيمة والخيبة من الشخص الذي راهنت عليه وأحببته حد اتساع السماء، بينما كانت أمامك فرصة ذهبية مع شخص آخر لتكون في مقدمة كل شيء ولكنك رفضت أن تكون الأهم لأجل ذاك الذي تنكر لك، فأدركت أنك كنت آخر همه!
اجمع كلماتك واصمت ..
يكفيك خداعا أيها الجبان الخاذل . .
لا تقل بأنه كل أحلامك، لا تقل أنه أجملها .. إن كان كذلك فعلا؛ لما تناسيته، وأهملته، وتخليت عنه؟
لو كنت صادقا لكنت بحجم مدينة من حب وأمان .. فكم مرة جعلته ينام وفي قلبه الخوف من رحيلك في الصباح، يفتقد الطمأنينة للبقاء معه وعدم الرحيل عنه؟!
أوهمته بالحب، جعلته يراهن عليك أمام الجميع، لقد تعمدت إخباره بكل أفعالك وكلماتك بأنك محب وفي، ومن ثم خذلته!..
أكان ذلك نزوة، تسلية، حبا مؤقتا، أم وجدت بديلا عنه؟
كم هو مؤلم ما فعلته به!!..
مؤلم أن يكون أحب الناس لقلبك هو نفسه من قام بقتل قلبك!!
يتبع.....................
#رؤى_المخلافي