اللهم بلغنا رمضان
✍️الدرس الخامس عشر
🔸إذاً .. تحدثنا عن تمارين العزيمة للاستعداد لشهر رمضان ، التي تقتضي الاجتهاد والجد في المثابرة ، هذه المثابرة على الاستعجال للطاعة هو الذي يعين الإنسان على الاستمرار في الإقبال على الطاعات
📍سيأتي أحدهم ليقول : من المفترض أن يكون الإنسان أصلا لا يفعل طاعة إلا إذا كان مستعدا لها ونشطاً عليها ، لكن إذا وجد في نفسه كسل أو عدم نشاط ، من المفترض أن يتركها ،
🔹والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا , وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا , وَإِنْ قَلَّتْ))
🔹وقال أيضا (( لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ))
أي: صلي ما استطيعه ، وحين أجد في نفسي كسل أترك الصلاة ولا أُكمل ..
📍الإجابة
من فقه الحديث لا يجوز أن يفهم من الفاظ وحده ، لابد أن تفهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم متكاملة ، فلا يجوز أن نجتزأ لان هذا من سيم الزنادقة والعلمانيين والمحاربين لدين الله
📍مثل من يقول : { لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ } ويسكت على أنه دليل لترك الصلاة
فيأخذ من الحديث ما يأتي على هواه ، وهذا دليل على الهوى وأنه صريع هواه وشهواته وملذاته
🔹لكن السُني الراغب فيما عند الله، أبدا ليس هذا مسلكه هو يرغب في طاعة الله عز وجل ويبحث عن طاعة الله عز وجل ، لذلك أبدا لا يسعى إلى تلمس الأدلة التي بها يتأخر عن رضا الله وعن طاعة الله عز وجل
🖌️إذا كيف نفهم هذه الأحاديث ؟!
العلماء قالوا إنما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الإفراط في التعب الذي يقطع بصاحبه ويقعده ، فأراد بهذه الأحاديث أن يخفف من أولئك المجتهدين جدا في العبادة، الذين يثابرون إلى الدرجة التي تنقطع معه استطاعته ووسعه تماما للطاعة
📍كما ورد عن بعض السلف أنه قام الليل حتى شُلَّ وكان يصوم حتى اخضر جسمه من شدة الطاعة والعبادة حتى لامه اصحابه على ذلك
📍وكان بعض التابعين وبعض السلف يقوم الليل كله حتى لا يستطيع القيام
👈🏼فالرسول قصد هؤلاء أن لا يكلفوا من الأعمال فوق طاقتهم الحقيقية
🖌️إذاً ..ماهي الطاقة الحقيقية ؟!
هي الوسع الآخِر الذي تستطيع أن تصل إليه
▪️فمثلا لاعب الكرة كم يلعب من الساعات في المباريات ، مثلا ساعة ؟!
فهذا الاعب في طاقته أن يبذل جهد لمدة ساعة ، فحين يقف ويصلي يقول لنفسه أنا أكثر طاقتي ١٠ دقائق
🖌️لماذا ؟! لماذا حين يكون البذل في حق الله يكون هناك الكسل ، هذا دليل على الإزدواجية ..
🖌️فإستدلالك بالحديث ليس المراد ما تطيق نفسك الكَسِلَة ، لا المقصد هنا الطاقة الحقيقية
🔸فالانسان لابد أن يبذل الطاعة ولو كانت نفسه كارهه مثل صلاة الفجر نحن نقوم لها ونحن نريد النوم كارهون للقيام ، ولكن هذا الكره الله يبدله حب وطاعة ، فلابد أن تقوم وتجاهد نفسك على كره في إتيان الطاعة مع التعب والمشقة التي قد تكون غير محتملة غالبا ، فأنت مطالب بإطاقة هذا العمل وعدم التخلي عنه
📍وإلا كان ذلك دليل على أن ما تفعله لله تبارك وتعالى فقط هو الذي لا تحبه..
⛔️أي، أي طاقة حين يكون في جنب الله يكرهه..
⛔️وهذا دليل خطير على نفاق النفس لأن المنافقين من صفاتهم أنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم
📍فالإنسان فرضت عليه صلاة الفجر فهو يترك السرير على كره منه لكن هو راغب فيما عند الله من الجزاء هذا لا شيء عليه
⛔️لكن من يمضي الأوقات في اللعب واللهو في الليل ، ولا تجده يبذل شيئا في طاعة الله أو في قيام الليل وتجد منه الكسل ، فحينما يكون الأمر في جانب النفس تجد فيه أريحية في البذل لكن في جانب الله تجد كسل!!
📍هذا يحتاج أن يراجع نفسه فهذا نذير خطرٍ وشؤم شديد ، هذا دليل على أن النفس فيها نقص شديد في محبة الله عز وجل
📍اثبت أنك تبذل لله عز وجل كما تبذل لشهوتك ولرغبتك
👈🏼فلابد من مراجعة النفس في هذه الأمور
🔸لذلك قال العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُرِد أن لا تعمل حتى تنشط بحسك للعمل ، وحتى تقبل عليه وتبادر إليه فإن النفس أصلا كسلة ثقيلة على فعل الخير بطيئة النهوض إلى أعمال البر
⛔️فلو لم تصلي مثلا حتى تدعوك نفسك للصلاة وحتى تنشط إليها وتخف عليها لما صليت إلا قليلا ، وربما لن تصلي أبدا ، ولا قامت لك نفسك عن فراشها ولا تركت راحتها ولا لذيذ نومها
⛔️ولو انتظرت تلك الليلة التي تنام فيها نشيط ومستعد لقيام الليل لتقوم الليل لن تصلي إلا ايام قليلة في حياتك..
👈🏼فالعبادة تحتاج مصابرة و مثابرة ومجاهدة وهمة للقيام بها
🌎 يتبع غداً بإذن الله