أنفاس قطر @anfasqatar Channel on Telegram

أنفاس قطر

@anfasqatar


القناة الرسمية للكاتبة أنفاس قطر

أنفاس قطر (Arabic)

أنفاس قطر هي القناة الرسمية للكاتبة أنفاس قطر. تعتبر هذه القناة وجهة مثالية لعشاق الأدب والكتب، حيث يمكنهم الاستمتاع بمجموعة متنوعة من القصص والمقالات التي تمتاز بالجودة والإبداع. تقدم الكاتبة أنفاس قطر محتوى متنوع يلامس قلوب القراء المختلفة، مما يجعل القناة مكانًا مثاليًا للاسترخاء والتأمل في عوالم جديدة. سواء كنت تبحث عن قصص قصيرة ملهمة أو مقالات تحمل رسائل قيمة، ستجد كل ما تبحث عنه في قناة أنفاس قطر. انضم اليوم إلى هذه القناة الرائعة واستمتع بمغامرة أدبية لا تنسى!

أنفاس قطر

18 Sep, 13:41


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامساءات الجمال والمودة والرحمة والمحبة
يا مساءات عتبكم جميعا اللي على رأسي كله

سواء عتب لأني ماطمنتكم على ولدي الله يحفظه ويحفظ عيالكم

او عتب لأني تأخرت ماطليت عليكم بأي صورة..

يمكن ما أجد لنفسي عذر إلا أن الحضور لا يليق بأنصاف الحلول...
أخجل أن أطل للحظات وانا لا أعلم كم اغيب بعدها..

لكنه يبقى حقكم علي.. حق المحبة والمودة التي يعلم الله أنها صافية...

أنا بخير... وابني لم يحدث تطورات إيجابية ولا سلبية والحمدلله على كل مايكتبه رب العالمين...

كنت مشغولة ومازلت، وسامحوني لو ماقدرت أرد عليكم لفترة وفترات..
لكنكم دايما في القلب ربي يبارك لكم وفيكم وعليكم ويرزقكم في الدارين
💗💗💗💗💗

أنفاس قطر

05 Dec, 10:41


نبضات قلبي الغاليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله كلكم طيبين وبخير أنتم واهلكم وعيالكم بصحة وعافية وسعادة وقرب من رب العالمين..

ادري إنكم افتقدتوني وافتقدتكم الفضاءات وابطالها..
وأنا افقدتكم أكثر وربي شاهد 💗💗

الله يجمعنا دوما على طاعته..
انشغلت عنكم غصبا عني، وسأنشغل لمدة لا أعرف مداها..
حالة ابني صارت عليها مستجدات غير إيجابية..
دعواتكم له أرجوكم، ودعواتي لي إني أتحذ القرارات الصحيحة فيما يخص حالته..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


كعادتها.. تحضر، فتلغي وجود العالم حين تحضر..
شد نفسا عميقا (يا ترى وش مرسلة يا الجازي؟)
 
لا ينكر أنه استغرب أنها لم ترسل له شيئا حتى الآن.. فهو اعتاد منها الفترة الماضية أنها تفاجئه أن ترسل له بدون سابق انذار..
فكيف بعد أن أصبح زواجهما قريبا.. توقع أنها سترسل لأي سبب كان حتى تضايقه..
ولكن حتى محاولتها التضييق عليه، كانت تهز مشاعره لأنها تنبئه أنه على بالها..
 
تنهد بعمق قبل أن يفتح ويقرأ:
خالد لو سمحت.. أنا ما أبي أسافر المالديف..
 
(يا الله يا الجازي!! وش فيها المالديف بعد؟!!) كتب لها:
ممكن أعرف السبب؟؟
 
"ما أبي أسافر هناك.. مافيه سبب.."
 
"آسف.. أنا حجزت ودفعت وخلصت.."
 
"طيب وإذا أنا ما أبي أروح؟؟"
 
شد خالد له نفسا عميقا آخر وهو يكتب لها:
الجازي.. ترا احنا بنتزوج.. يعني بنبدأ حياة مشتركة سوا..
عطينا فرصة سلام.. نتعرف فيها على بعض..
بدون تدخل من أي حد.. لو سمحتي..
 
جاءه ردها مفاجئا أو ربما متوقعا:
نسافر أي مكان ثاني مدة أسبوع مثلا...
بس موب المالديف وذا الفترة الطويلة..
 
"خايفة من شيء مثلا؟!!"
 
هذه المرة كانت هي من شدت نفسا عميقا (يا خالد الزفت!!) .. قطبت جبينها وكتبت:
لا طبعا..
 
انتظرت ردا منه.. فلم يصلها..
ماذا تضيف؟؟..
ألقت هاتفها جوارها بغضب..
 
"ياربي وش اللي هو يخطط له من إنه يأخذني لمكان منعزل كذا..
ونقعد متقابلين فيه كذا طول ذا الوقت؟!!"
 
 
 
 
#أنفاس_قطر#
.
.
 
وخلصنا..
 يا بنات..يا نبضات قلبي..اسمحوا لي أرجوكم..
أنا محتاجة جدا إجازة.. أنا مستنزفة جدا..
الأجزاء المنشورة الآن من الفضاءات تكاد توازي طول بين الأمس واليوم كاملة..
وأنتم تقولون لي نبي رواية خامسة وسادسة...
اعتبروا الفضاءات رواية من أجزاء.. وعطوني وقتي أرجوكم أكتب لكم برواق..
لا أخفيكم إني حاولت جاهدة وبقوة إني ما أوقف لين أخلص.. لكن ماقدرت.. باقي أحداث كثيرة جدا..
 في نفس الوقت أنا مستحيل أسلق الأحداث وأخرب الفضاءات وأحيد عن ما خططت له..
وفي نفس الوقت أيضا أنا مستنزفة جدا جدا من التعب مع مشاغلي وبيتي وشغلي وعيالي ودراستهم.. وظرف ابني الخاص..
وأنا ما أقدر أقصر في حق عيالي وبيتي وأهلي وأخذ من قتهم عشان أكتب..
لذلك الكتابة صارت من وقت نومي.. وكم كتابة مثل اللي كنت أنزله في الأسبوع يحتاج مني  يوميا ما لا يقل عن 4 ساعات من الكتابة..
خلاص اُستنزفت حتى أخر رمق..
لذا عطوني وقت أرتاح وأنتم ترتاحون.. واعذروني أرجوكم..
أحبكم..
ونلتقي على خير..
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه..
.
.

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


وعلى العموم مانبي نتزاعل ولا نتناقف على قولتش..
حاضر أساعدها باللي تبينه.. من دون مساعدة مادية..
تدللي...
 
زفرت الجليلة بضيق: بثينة حزينة يا فرات.. حزينة واجد..
الحين زعلانة من زوجها.. وفقدت حملها.. ونفسيتها تعبانة..
أبيها تلهى في شيء..
اقترح انت علينا وش المشروع المناسب..
هي مصممة مجوهرات شاطرة.. تصمم ملابس.. تصمم مناسبات.. تصمم شنط.. وتنفذ تصميماتها..
كل شيء يطري على بالك ممكن ينعمل باليد ممكن تصممه وتسويه وعلى مستوى عالي جدا من الجمال والاتقان..
 
هتف فرات بحزم واثق: خلاص خلي الموضوع علي..
أنا عارف للمشروع المناسب..
 
همست الجليلة بتقدير: ماقصرت..
 بس نخلص من ملكة العيال ويسافر مساعد.. ممكن تبدأ..
 
هتف بنبرة مقصودة باسمة: حاضر تدللي.. أي أوامر ثانية..
 
ضحكت الجليلة حينها: بقرأ عليك..
وأقول يا الله سكنهم مساكنهم لا يطلعون عفاريتك المتخبين..
 
فرات رفع كفها التي في يده وقبّل باطن معصمها بعمق ثم هتف باسما:
حتى عفاريتي خوفتيهم... ما أدري وين حبستيهم المساكين..
 
 
 
 
*********
 
 
 
"حيا الله النسيب..
اشلونك واشلون عمي هادي ؟؟"
 
كان شهاب يرد على خالد الذي اتصل به بعد خروجهم من مجلس فرات..
كان مساعد قد عاد مع عمه ومتعب.. لأن عمه قال له إنه يريد أن يذهب معه ليزورا بيت صديق للعم عبدالمحسن ومساعد هو من يدل بيته.. واعتاد أن يذهب معه له..
وهو يريد صحبته كعادته..
 
رد خالد بمودة: طيبين وبخير..
أنت اشلونك عساك بخير؟
 
شهاب بثقة: الحمدالله.. وأدري مقصر لي يومين مامريت أبو خالد اتطمن عليه.. بس لهيت..
وإن شاء الله أجيه الليلة أو بكرة..
 
هتف خالد بمودة: حياك الله أي وقت.. البيت بيتك..
أنا متصل أقول لك إني بكرة رايح الحسا
توصي شيء مناك؟؟
 
شهاب بمودة مشابهة : أبد.. سلامتك.. وطولة عمرك..
بتبطي هناك؟؟
ملكة مساعد إخي الأحد إن شاء الله عند فرات آل سطام.. وأبيك تحضرها إن شاء الله..
 
هتف خالد بحزم: جعله مبارك .. إن شاء باحضر..
أنا رايح بكرة عقب صلاة الجمعة وراجع في الليل..
 
رد عليه: أجل نتواجه على خير قدامها...
 
انتهى الاتصال.. كان شهاب يتمنى لو طلب شيئا لا يستطيع طلبه..
كان بداخله مشاعر صاخبة..
بعد الموقف الذي حدث البارحة بينه وبين مزنة.. شعر بحاجة عارمة إلى رؤيتها أمامه..
لا يريد أن يكلمها عبر الهاتف..
يريد أن يراها أمامه.. ويعتذر لها..
ويسمع همساتها دون حاجز..
ولكنه يعلم أن لا سبيل لهذا الأمر..
فالعادات والتقاليد ترفض.. وحتى لو كانت تسمح..بات يعرف أن خجل مزنة أو حرصها سيجعلها ترفض..
 
زفر بضيق وهو يهتف لنفسه:
وش فيها لو إني حددت عرسي قبل رمضان..
هذا خالد حدد عرسه في ثلاث أسابيع..
روحي طلعت من الحين.. وأنا باقي على عرسي أكثر من شهرين..
خلاص ما أبي أحضنها..
أبي بس أشوفها قدامي.. أشوفها قدامي بس..
 
 
 
*********
 
 
 
 
"غالية خلي سعودي يرجع الأغراض بنفسه..
لا لا..
الدولاب اليسار مهوب اليمين!!"
 
كانت مزنة وغالية مع سعود الصغير في الغرفة التي رتبتها له مزنة كغرفة تدريب..
همست مزنة لغالية باهتمام:
الأنشطة اللي مانفذها تكون في الدولاب اليمين...
إذا خلص النشاط يحطه في الدولاب الشمال..
عشان يعرف إن لكل شيء بداية ونهاية وترتيب..
 
همست غالية بتساؤل: أسوي له نشاط ثاني اليوم وإلا خلاص؟؟
 
مزنة بثقة ودودة: لا كفاية ..أهم شيء نوعي له في الأنشطة.. حركي مهاري ذهني لغوي..
ولا تثقلين عليه.. نشاطين في اليوم كفاية..
بسوي الجدول أنا وإياش مع دكتورته..
بس أهم شيء غالية واللي يرحم والديش.. إذا بتكلمين سعود لا تكلمينه وأنتي واقفة..
انزلي لمستواه وحطي عينش في عينه..
وتكلمي بنبرة واضحة وهادية..
 
زفرت غالية بعد أن أعاد سعود بنفسه اللعبة إلى الدولاب الأيسر.. ثم لهى في لعبة كانت تصدر أصواتا وجلس يلعب بها..
وهمست باهتمام: مو أحسن لو سوينا غرفة سعود في بيتي..
عشان نعطي خالد مساحة أكبر..
 
ابتسمت مزنة: أول شيء خالد حاليا قال غرفته مكفيته.. غرفته كبيرة وصالته كبيرة..
وهذا هو يجددها..
ثاني شيء أبي سعود قريب مني وأغراضه قريبة مني في الفترة الحالية..
وعقب نقدر ننقلها في غرفة عندش.. نقل الأغراض سهل موب صعب يعني..
وقبل يرجع خالد من شهر العسل ممكن ننقلها في يومين..
 
مالت غالية وقبلت كتف مزنة وهي تهمس بشجن: كلفتي على نفسش واجد..
 
زفرت مزنة بعفوية وهي تربت على رأس غالية بحنو: والله ما تكلفت.. أنا بس عرفت وش أشتري وركزت عليه..
وبنرتب لسعود عندش في البيت غرفة أكبر بإمكانيات أفضل..
هذا كان ترتيب سريع عشان نبدأ معه بسرعة..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


كانت تحتاج إلى حكمة الجليلة ومنطقيتها..
ولكنها لم ترحها.. فهي مازالت حائرة.. حائرة جدا..
 
البارحة حين صدمها جابر بأن حامد هو الخاطب..
لم تتكلم ولم تعلق.. وجابر يسرد عليها مواصفات حامد ويزكيه لها بقوة بناء على معرفته له التي تعمقت في الفترة الماضية..
لم ترد وهي تقوم وتدخل غرفتها وتغلق على نفسها الباب..
وفعلت تماما مثلما قالت لها الجليلة..
وضعت مزاياه في جانب وعيوبه أو عيبه الوحيد في جانب..
وفكرت في وضعها هي..
هل قد يتكرر أن يخطبها شخص ما في مواصفات حامد؟؟
شاب متدين وخلوق ومقتدر مع وظيفة مرموقة وشكل حسن..
 
وهي الآن في السادسة والعشرين.. لم تُخطب سابقا إلا مرتين وهذه هي الثانية..
حاليا ليس عندها يد.. وقريبا سيبصبح عندها يد اصطناعية..
هي ليست قليلة الثقة بنفسها أبدا..من صغرها لم تسمح لأحد أن يقلل من قدرها أو يشك في قدراتها..
ولكنها تعلم كيف يفكر كثير من الناس..
تفكيرهم لم يؤثر بها معنويا ولكنه قد يؤثر بها ماديا.. ويقلل فرصها في زوج مناسب..
 
ثـــــــم؟؟
ثم هناك أم مانع؟؟
أم مانع وحدها هي كل المشكلة..
 
زفرت ضي للمرة الألف.. كانت مازالت لم تنم منذ البارحة..
قررت أن تقوم وتتوضأ وتصلي استخارتها حتى تنام..
 
 
 
 
*******
 
 
 
"أحس إني تعبت من طالبات تركي ومن تدريسهم
مع إن اليوم ثالث محاضرة معهم..
بس فعلا مالي خلق"
 
ابتسمت الجليلة وهي تربت على كفه بينما يقود سيارته في طريق عودتهما من الجامعة:
هانت، ثلاث محاضرات بعد وخلاص..
تقول خالتي أم متعب البارحة إنهم بيرجعون الجمعة الجاية إن شاء الله..
 
ابتسم فرات بإرهاق وهو يشد على كفها: ماعليه عريس في شهر عسل.. يستاهل الدلال..
ثم أردف باسما:
مع إنه احنا بعد عرسان ولا رحنا شهر عسل..
 
ابتسمت الجليلة: احنا عرسان سبيشل.. يوم متصافين وعشرة متناقفين.. (متناقفين=كل منا ضرب رأس الآخر أي متخاصمين)
 
ابتسم فرات بمودة: أنتي أكثر عروس في العالم تستاهلين شهر عسل سبيشل..
ولش وعد في رقبتي شهر عسل سبيشل صدق.. أفر فيش العالم..
بس يرجع حمد أو حامد ويكون عند إبي ومي..
 
لم تعلق الجليلة، شعرت أن كلام فرات نوع من المجاملة، فلا ظروفه ولا ظروفها تسمح بالسفر حتى وإن عاد حمد أو حامد..
 لذا همست بما يشغل بالها: خلصت مي فحوصها؟؟
 
هتف فرات بسكون: خلصت، النتيجة السبت أو الأحد الصبح..
عشان كذا اتفقت مع شهاب الملكة تكون الأحد..
واليوم بعد العصر بيجي مع عمش عشان يخطب رسمي..
 
حينها همست الجليلة برقة: زين احنا بعد إذنك أنا وخواتي نبي نسوي لمي حفلة يوم الملكة..
نبي نسوي شيء مرتب ننبسط فيه.. ونونسها..
 
هز فرات كتفيه وهو ينظر للطريق أمامه.. بينما يد الجليلة مازالت في يده وهو يهتف بثقة:
اللي ودكم..
جليلة أنا ما أعرف في ذا السوالف، وأدري إنش مارح تقصرين بدون ما أقول..
بس خلو بالكم من مي..
 
ابتسمت الجليلة بمودة: والله بدون ما توصي..
اللي سويناه لملكة شهاب وعروسه بنسوي دبله مرتين عشان مي...
 
فرات رفع كف الجليلة الذي لم يفارق كفه وقبله بعمق حين دخلا نفقا على الطريق.. قبل أن يهتف بمودة:
بما إنه اليوم خميس..
اشرايش نروح المزرعة.. أنا وأنتي وإبي ومي..
نغير جو وشوي..
أنا كنت بسوي عشاء الليلة..بس شهاب حلف وقال خله يوم الملكة مرة وحدة..
دام ماعندنا عشاء، بنروح قبل المغرب ونصلي المغرب هناك..
 
همست الجليلة بمودة: اللي ودك..
 
هتف بحزم وهو يفلت يدها ويعدل نظارته الشمسية على عينيه مع خروجه من النفق:
وبكرة بنسوي عشا هناك.. ادعي خواتش يتعشون عندش..
وأنا بأدعي شهاب ومساعد..
 
زفرت الجليلة بمودة: إن شاء الله..
صمتت قليلا ثم همست برقة: فرات أقدر اطلب منك طلب..
 
ابتسم فرات: تطلبين طلب بس؟!
أنتي تامرين أمر..
 
زفرت بعذوبة باسمة تخفي خلفها خوفا من نوع ما: أخاف لما يصير لفل الجنتلة عندك فوق الريح كذا..
 
ضحك فرات: اطلبي، والله بقعد جنتل..
همجيتي طاخة ذا اليومين..
 
همست الجليلة بحزم: بطلب، بس عندي شرط..
 
مازال مبتسما: تشرطي!!
 
شدت الجليلة نفسا ثم هتفت بحزم: تذكر إني كنت طلبت منك تساعد بثينة تسوي مشروع..
وبعدين تزاعلنا على سبة الموضوع..
 
ضحك: ما تزاعلنا أنتي زعلتي..
 
همست الجليلة بثقة وهم يدخلون عبر بوابة البيت: زعلت لأنه أسلوبك يزعل.. أنا أبيك تساعدها لأنك اللي عندك خبرة في الموضوع..
بس مانبي منك مساعدة مادية.. ولو بتطري مساعدة مادية مرة ثانية، انسى الموضوع كله ولا عاد أكلمك فيه أبد..
 
ابتسم فرات وهو يوقف سيارته في باحة منزله، ويلتفت للجليلة ويمسك كفها بقوة:
جليلة قد قلت لش لا ساعدت أختش ماديا على قولتش،  ترا اللي عندي كله حلالش.. وأنتي اللي عطيتي أختش مهوب أنا..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


 
ابتسمت غالية: دام خلصنا شغل سعود.. بنخليه عند أمي... وبنروح أنا وإياش..
نشوف المصممة عشان فستانش..
 
زفرت مزنة بضيق أخفته خلف هدوءها وهي تتذكر موقفها مع شهاب البارحة: مهوب اليوم غالية..
الليلة ليلة الجمعة وأكيد الشوارع زحمة..
بنروح السبت الصبح..
عشان تروح دانة معنا.. حالفة لو أروح بدونها تذبحني..
 
هزت غالية كتفيها.. وهي تمسك بيد سعود حتى تنزل به عند أمها للأسفل..
بينما مزنة كانت ترتب بعض الأغراض في الغرفة بعد مغادرتهما وتهمس في داخلها..
(يا ترى بيكلمني الليلة؟!!
وإلا خذ على خاطره مني؟!!)
 
(بس أنا ماغلطت ..ماغلطت في شيء!!
ليه يأخذ على خاطره؟؟)
 
 
 
 
 
*******
 
 
 
"ماشاء الله أنتي متأكدة إنش توش دخلتي الخامس؟!!"
 
ابتسمت دانة التي كانت نصف جالسة على سريرها وسعود يتمدد جوارها ويمرر يده برفق على بطنها: قول من الاخر إني دبة..
 
ضحك سعود وهو يعتدل جالسا:
ماكنت أبي أجرح مشاعرش..
 
ابتسمت وهي تعتدل أكثر: جرحت وخلصت..
 
وقف ليتناول غترته من المقعد ويهتف باسما: دبة بس عسل.. وش يضر؟؟..
 
وقفت معه وهي تهمس بمرح: يضر عرس إخي الوحيد عقب أقل من أسبوعين..
ما يعرس إلا وأنا دبة كذا..
لا وعقبه تعرس الباقية من خواتي.. وتجي أعراس أخواني كلهم وأنا شيفة..
 
عدل سعود غترته على رأسه ثم قبل أنفها بمودة: أنتي شيفة؟!!
أنتي أجملهم حتى لو وارمة..
 
ضحكت دانة: سعود زينك ساكت بس..
 
استعد سعود للخروج وهو يهتف بحزم: دانة..اهتمي بنفسش لا تكثرين حركة.. لا تقولين زواج خالد وعقبه زواج مزنة..
أنا ماصدقت توصلين الخامس..  والله يا دانة يدي على قلبي.
كل مرة تسقطين في الرابع..
اللهم لك الحمد والشكر..
 
 
 
***********
 
 
 
 
 
"مها ذبحتيني.. خلاص..
تعبت .. خليني أنام شوي تكفين..
تعبانة!!"
 
مها تسحب الغطاء عن الجازي النائمة على سريرها وتهتف باستعجال: أنتي ماصليتي العصر؟!!.. قومي صلي..
 
الجازي شدت غطاءها على رأسها وهمست بنفاذ صبر ونعاس:
 يا الموذية روحي فارقي .. ما أصلي وتعبانة.. تو الدورة جايتني..
روحي قابلي متعب..
قابلي بناتش..
قابلي أي حد غيري..
 
مها عاودت شد الغطاء وهي تهتف بعصبية: قومي قبل أجيب أم سعود تتفاهم معش..
ثم تراجعت وأردفت بحنو: والله بخليش الأسبوع الأخير كله ترتاحين وأنا اللي بسوي كل شيء..
بس الحين باقي فستان ليلة الحناء..
 
ألقت الجازي بالغطاء عنها ووقفت بشكل كامل وهي تهتف بصدمة: من قال لش أصلا أبي أتحنى؟!!..
 
ابتسمت مها :ماحد استشارش عمتي الجازي.. بتتحنين غصبا عنش..
أصلا أنا وبنات عمي خلصنا حجوزات كل شيء..
الخميس شبكتش..
والاثنين ليلة الحنا..
والأربعاء العرس..
أبي بس أخلص من الفساتين الثلاثة ذي ومقاساتها.. وعقب ارقدي لين تشبعين..
بخلص كل شيء أنا ومنور وفطوم..
 
زفرت الجازي باستسلام: خلاص روحي تحت.. خليهم يسوون لي كاس قرفة..على ما ألبس وأجيش..
 
ضغطت الجازي جانبي رأسها..
كل هذا الترتيب مرهق.. وضاغط على نفسيتها بعنف..
حتى لو كانت تتجهز بكامل رضاها.. لم تكن لتتجهز بهذه الطريقة المبالغ فيها..
الآن الكل يبالغ من أجلها..
ولا تستطيع أن تعترض..
المهر دفع ضعف مهرها السابق..
مع أن مهرها السابق مازال لم يمس..
وتعلم الآن أنه في يوم الشبكة سيبالغون، وكذلك في ليلة الحناء التي نادرا ما كانت أمرا مهما..
 ثم في ليلة الزواج سيبالغون..
الكل يظن أن هذه الشكليات ستسعدها..
لم يسألها أحد عن رأيها..
كانت تريد زواجا عائليا ضيقا جدا.. فقط..
 
عادت مها تطل برأسها.. فهمست الجازي بضيق: والله جاية.. ما لحقتي حتى توصلين الدرج..
 
مها باستعجال: إيه نسيت أقول لش.. ملابسش حق سفرة شهر العسل.. تبين أنا أشتريها أو بتشترينها أنتي؟؟..
 
اتسعت عينا الجازي بصدمة هائلة: أي سفرة بعد؟؟..
 
ابتسمت مها: المالديف، عقبال ما أروح أنا وتعوبي ونخلي بناتي عندش..
بتروحين حوالي ثلاث أسابيع ونص..25 يوم.. من ليلة العرس إلى ليلة رمضان.. بترجعون ليلة الوقف.. تو دانة قالت لي..
 
 
مها غادرت.. بينما الجازي انهارت جالسة على سريرها..
 
"المالديف!! وحوالي شهر!!..
يعني ما أشوف وجه حد غيره!!
لا لا لا.. مستحيل!!!!"
 
وقفت ثم عادت وجلست.. ثم وقفت ثم تحركت ذهابا وإيابا في الغرفة..
كل الترتيبات التي كانت متضايقة منها قبل قليل باتت كلها مقبولة.. بل مقبولة جدا مقابل هذا الشيء..
"لا ياربي... لا لا !!"
 
تناولت هاتفها ختاما وهي تجلس.. وتشد نفسا عميقا.. وترسل رسالة منه..
 
في ذلك الوقت..
كان خالد للتو أنهى اتصاله مع شهاب..
ويجلس في مكتبه في شركته.. وكان على وشك مناداة سكرتيره لولا الرسالة التي جاءته وأوقفت تفكيره تماما..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم خير وصحة وسلامة وبركة من رب العالمين..يا نبضات قلبي الغاليات
.
كالعادة أنا مقصرة جدا في التواصل.. وعلى عيني والله..
 هالأيام الجو متغير وكل الأطفال تعبانين.. فزاد تعب عيالي على انشغالاتي
وإلا دايما أنتم في البال والقلب..
 وأحزن جدا من تقصيري في الرد على رسائلكم الغالية.. والتفاعل معكم
.
قراءة ممتعة ومافيه قفلة لسبب ما.. فاستمتعوا بالقراءة..
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
 
 
فضاءات اليأس والأمل/ الجزئية الثانية المكملة للجزء الثالث والخمسين
 
 
بيت هادي آل جراح..
غرفة مزنة تحديدا..
 
كانت مزنة تنظر في ساعتها بتوتر..
اقترب الموعد الذي قال إنه سيتصل فيه..
وكلما رأت عقرب الدقائق يقترب من الموعد.. كلما شعرت ان هذه العقارب تلدغها..
كان قلبها يوشك على التوقف..
حتى توقف تماما..
مع رنين هاتفها معلنا وصول اتصال من شهاب...
 
لم ترد من أول مرة.. ليس لأنها لا تريد.. ولكن لأنها كانت تستجمع شجاعتها لترد..
جبنت عن الرد..
جبنت، لأنها تخشى مابعد الاتصال من جرأة شهاب في التعبير عن مشاعره الفيّاضة.. هذا الفيض يخيفها ويوترها..
كأنك تسمع صوت جرس الباب.. وتتردد في فتحه..
لأنك تعلم أن خلف الباب فيضان هادر سيغرقك.. وأنت لا تعرف السباحة.. فكيف سيكون ترددك في فتح الباب..
هكذا كان شعور مزنة تماما!!..
 
رن هاتف مزنة ثانية..
فتحت الاتصال وردت بخجل عذب شديد العذوبة والتأثير: هلا ..
 
جاءه صوته عميقا باسما: أحلى هلا في المجرة كلها..
 
همست برقة خجولة: أنت دايما مجامل كذا؟؟
 
رد عليها بثقة: ومن قال إني أجامل أصلا.. أحلى هلا في التاريخ والمجرة، من وجهة نظري أنا وفي قلبي وفي إذني..
 
همست باسمة برقة: أنت مجامل وعلى مستوى عالمي..
مع إني ما لاحظت ذا الطبع فيك..
كنت اعتقد إني صرت أعرفك زين..
 بعد الوقت الطويل اللي مر عليّ في الحجز ما أتكلم مع حد غيرك..
 
زفر ثم ابتسم بمودة عميقة: قلت لش ما أجامل يا بنت الحلال..
 صادق..صادق..صادق.. خذتي قلبي كله بالهلا.. ثلاث حروف بس..
ثم هتف بابتسامة واسعة: واشتقت لأيام الحجز الله لا يعيدها..
على الأقل كنت أشوفش وأكلمش بالساعات..
الحين تلفون وشاحة علينا بالكلام بعد..
 
همست مزنة بصدق شفاف:
قــبـــــل، أيام الحجز، كان بيننا علاقة رسمية، كل واحد فينا واقف على ضفة حاجزه..
مهما تكلمنا نعرف إنه فيه حاجز..
بس الحين شهاب بصراحة اندفاعك في مشاعرك يخوفني...
بطبعي أنا أحب أتانى في كل شيء..
لكن أنت ما عندك تأني..عندك اقتحام غير طبيعي ..
وبصراحة بعد، أنت توترني بذا الشيء..
 
ابتسم شهاب وهو يقوم عن سريره ليجلس على المقعد ويهتف بعمق:
التوتر الصدق لو كنت حددت مشاعري لش وقت شغلي في القضية...
أنا أحمد الله مليون مرة إني ما عرفت طبيعة مشاعري إلا بعد انتهاء القضية.. وإلا كان حست الدنيا..
 
همست مزنة متسائلة برقة: مافهمت..
 
لا يستطيع حتى أن يمنع الابتسامة الواسعة المرتسمة على وجهه أو حتى يختصرها:
فاهمة، بس تبين تستجوبيني..
 
ضحكت مزنة بعفوية ضحكة رقيقة قصيرة:
والله ماني ب فاهمة..
 
شعر شهاب بفتور كبير في أطرافه..
 ( هل ضحكت؟؟
أنا مابعد شفت لها ابتسامة..
تضحك!!
تبي تذبحني!!)
 
هتف بثقل شديد ونبرته تخفت وهو يرص على حروفها: تدرين إنش ذبحتيني!!
 
انكمشت مزنة قليلا: وش سويت؟؟..
 
زفر بصعوبة وشفافية: ضحكتي يا مزنة...ضحكتي..
ضحكتش قلبت كياني كله..
 
ارتعشت مزنة بخفة..زفرت..ثم تنهدت..
ثم همست بعتب حقيقي مختلط بخجل عميق: شهاب تكفى موب كذا الله يرحم شيبانك..
لا تقول لي كلام كذا..
تمهل شوي عليّ..
 
شد شهاب له نفسا عميقا، عادل به فوضى مشاعره العارمة ثم هتف بحزم ودود:
مزنة أرجوش أنتي اللي لا تكتبين مشاعري..
اللي تسوينه موب صحي لعلاقتنا..
أنا في داخلي فيضان مشاعر لش..
فيضان حقيقي.. صعب جدا عليّ إني أحجّمه..
لكن تأكدي إني أعرف وش أقول ومتى أقوله.. ووش اللي أسكت عنه.. وما أقوله...
شيء لا يليق أن نتحدث فيه.. يستحيل أن أفتح فيه كلام..
لكن الحديث عن مشاعرنا وأفكارنا هو سبب هذا الاتصال..
إذا أنتي ما تقدرين تجاريني؟؟.. أو مافي قلبش اللي في قلبي؟؟..
أو تستحين تردين علي؟؟..
أيا كان اللي في داخلش، أنا متقبله وراضي فيه..
لكن في المقابل لا تقييدني أنا في الكلام.. لو سمحتي..
أنا ما أعرف التعبير الجزئي عن المشاعر... يا أصرح بها كلها.. يا أكتمها كلها..
 
زفرت مزنة بحرج كبير جدا: شهاب أنا ما أقصد الفكرة اللي وصلت لك..
 
شعرت أنها اختنقت من شعورها بالحرج الذي كان هو من أشعرها به وبجدارة..
 لم تستطع أن تكمل حديثها لذا همست بذات الحرج: يمكن أحسن أسكر..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


 ارتعبت.. وألف خاطر شين طرا علي..
يوم قالت لي.. بكيت معها في داخلي.. بكيت يتمها ويتمي..
والحين كبرت يا جليلة..
كبرت وبتتزوج.. ماعاد هي بمحتاجتني..
 
جليلة سالت دموعها فعلا بغزارة منذ بدأ يحكي..
 وهي تحتضنه بقوة.. وتنثر قبلاتها بحنو على رأسه.. همست بصوت مختنق:
 عمر البنت ما تستغني من إبيها.. حتى لو تزوجت وصار عندها عشر عيال..
 
فرات رفع رأسه حين سمع اختناق صوتها الباكي..
 فرأى دموعها تسيل على خديها كانت ستمسحها بسرعة ولكنه أمسك بيديها..
ومسحها بشفتيه وهو يتذوق ملوحة دموعها و يتتبع مجرى دموعها بقبلاته المتتابعة ويهتف بشجن عميق:
أنا اللي بكيتش بأفلامي الهندية.. إذن أنا اللي أمسح دموعش..
 
 
توقف قلب الجليلة بين كل قبلة وقبلة رفت على دموعها كأجنحة الفراشات رقة وعذوبة واحتواء.. ابتعد فرات قليلا حتى ينظر لها.
مسح وجهها بكفيه برفق وعناية وهو يهتف بعمق شديد مغلف بحزم غريب:
 لا عاد تبكين يا جليلة...
لا عاد تبكين..
عيونش انخلقت عشان تفرح وتجرح بس..
 
أنهى عبارته التي شرخت روحها شرخا عميقا وهو يقف ويهتف بحزم:
بأروح لإبي، لازم أعلمه باللي صار كله..
 
همست الجليلة باختناق عذب وهي تقف كذلك: وأنا بأروح أشوف مي..
 
 
 
 
********
 
 
 
كان مساعد يقف متوترا جدا في انتظار فرات... حتى يعطيه صورة عن بطاقة مي الشخصية وهو بالمثل يعطيهم صورة عن بطاقته الشخصية..
حتى يبدأوا إجراءات الفحص الطبي..
فرات وصل..
وتوقفت مي بعيدا..
كانت فرصة أن تنظر نحوه وهو يسلم على والدها..
خجلت أن تنظر وأن كانت نظرت عفوا وقصدا..
سبق لها أن رأته مرتين..
لكن هذه المرة كانت مختلفة شكلا ومضمونا..
المرات السابقة كان عارضيه خفيفين..
الآن عارضاه أكثر كثافة.. ونظرته أكثر حزنا..
 
المرات السابقة لم تكن تشعر بأي شيء خاص نحوه..
 لكنها الآن تنظر للرجل الذي سيصبح زوجها..
وهي من لم تكن تفكر بالزواج أبدا.. قفزت الفكرة كلها بشكل مفاجئ..
لا تعلم كيف انقلبت فكرتها من النقيض..
من رفضها المطلق له.. إلى القبول المطلق..
الصور!!
الــــصــــــــور!!
صوره كانت السبب..
 
تذكرت رؤيتها لصور أمها وهي راحلة.. الصور حينها كانت وسيلة لحفظ ذكرى مرتحل لن يعود..
 
بينما صور مساعد كانت ذكريات لرجل حي مليء بالحياة.. فخور بنفسه.. مؤثر فيمن حوله..
تخيلت شقيقاته يستعرضن صوره بعد رحيله..
فلا يكون حديثهن فخرا به.. بل رثاء له...
وهذا ماجعلها تنهار بالبكاء عندهم..
 
حينها برزت الفكرة واضحة في ذهنها: إذا لم أستطع أن أقف بجوار أمي لأني كنت صغيرة..
سأقف بجوار مساعد وأقاتل معه هذا المرض حتى نهزمه..
ربما كانت مشاعرها مندفعة أكثر مما يجب.. طفولية.. عاطفية..
ولكنها ختاما قررت ونفذت..
 
 
 
**********
 
 
 
" جليلة أنا قد علمتش أمه وش قالت لي..
كيف أفكر فيه أصلا؟؟"
 
الجليلة التي كانت حينها متوجهة للجامعة مع السائق والخادمة.. لأن فرات أخذ مي للفحص الطبي، همست لضيّ بحزم:
خلي أمه الحين على جنب..
وفكري فيه هو في حامد.. وصلي استخارة..
 
زفرت ضي بتوتر: جليلة قبل ما أفكر فيه هو.. لازم أفكر إن أمه ما تبيني أصلا..
هذا أولا..
ثانيا فرضا وافقت عليه وتزوجنا.. وأمه قالت إنها موافقة وهي مهيب موافقة..
أمه حية بقرنين... بتنكد عليّ حياتي.. ليه أتزوج زواج أنا عارفة إنه نكد من أوله..
 
هتفت الجليلة بحزم: والله أعرف الكلام اللي قليته كله حق.. ولش حق ترفضينه من الحين.. بناء على هذي الفكرة..
لأنه الوحدة يوم تتزوج واحد، هي ترتبط بأسرته معه.. وأكيد أمه في المقام الأول عنده..
لا تفكرين أبدا إنش تعقدين مقارنة بينش وبين أمه..
بس أنتي فكري زين بعد..
فكري في حامد نفسه.. إن كان حامد يستاهل إنش تتحملين أمه عشانه..
وافقي..
إن كان ما يستاهل.. لا توافقين..
ثم أردفت الجليلة باسمة : بعدين بناء على ما أعرفه من أم مانع.. النكد ماراح يكون مستمر..
النكد بيكون موسمي.. لأنها مشغولة جدا بمشاريعها..
يعني كل كم يوم بتمر عليش وتنكد عليش شوي..وتروح..
عاد أنتي وشطارتش.. تحملي.. داريها.. أو انسحبي من أولها وكبيها هي وولدها..
 
زفرت ضي بضيق: يعني ختاما ماخذت منش حق ولا باطل...
 
همست الجليلة بحنو: ضي أنا ما أقدر أقول لش كاش.. وافقي عليه أو لا توافقين عليه..
هذا خيارش أنتي..
حطي مميزات حامد قدامش.. وحطي عيوبه..
وما أعتقد في حامد عيب إلا أمه بس..
مقابل مميزاته، هل عندش استعداد تتحملين أمه؟؟!!
الجواب عندش..
وبناء على هذا الجواب وافقي أو لا توافقين..
 
انتهى الاتصال وعادت ضي لحيرتها التي دفعتها للاتصال بالجليلة في هذا الوقت المبكر من الصباح..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


أنتظر متى بتقلب.. وأيش بتكون ردة فعلي أنا..
 
ابتسم وهو يشدها برفق كي يعيدها إلى حضنه.. واحتضنها بقوة حانية وهو يهتف بعمق:
ماني ب غبي.. عرفت طعم بعدش.. وطعم قربش..
وحسبتها صح..
صرت أعد خطاي يا جليلة..
ماني ب ملاك. لكن أكيد ماني ب شيطان..
ومهما يصير.. مازلت على نصيحتي لش..
إلا قلبش.. لا تخليني أوصله...
مهما سعيت أوصل..
 
ثم أردف بنبرة أعمق وهو يضع كفه على قلبها الذي تصاعدت دقاته من غرابة ما يقول وشفافيته في حركة يبدو أنها ستصبح معتادة بينهما..
 ويمسح على يسار صدرها برفق حان:
وأنا أبيه يا جليلة،  أبيه..
بكل ذرة في كياني أبيه..
 
 
 
 
**********
 
 
 
الصباح الباكر .. صباح الخميس..
في بيت طالب آل حزام..
 
كان مساعد في غرفته..
ينهي استعداده للخروج إلى عمله..برشات من العطر على غترته وأعلى ثوبه..
بينما باله مشغول.. مشغول جدا..
البارحة وحتى وقت متأخر...اتصل بالجليلة، ولكنها قالت له أنها لم تتكلم مع مي، ولا تظن أنها قد تتكلم معها قريبا...
 
إذا لم تتكلم معها اليوم تحديدا..
فلن يكون هناك وقت لإنهاء أي شيء قبل سفره..
يعلم أن هوسه الغريب بموافقة مي.. هو غريب فعلا..
 ولكن مريض مثله.. كان مشغولا بالتفكير في مرضه..
كان يشعر أنه مثقل بالوحدة والغربة حتى وهو بين أهله وفي بلده..
فلا أحد يعلم بالذي فيه.. يعيش وجعه وحيدا لا يشاركه فيه إلا فلاح...
الذي أثقل عليه جدا بإلحاحه أن يخبر على الأقل شقيقه شهاب..
بينما مساعد لا يريد أن يخبر شهابا..
وإن أخبره، ما الذي سيحدث؟؟
السيناريو المتوقع.. سيذهب معه شهاب لا ريب وبلا نقاش في رحلة علاج طويلة كما هو متوقع لأي مريض سرطان..
ثم ما الذي سيحدث؟؟ بالتأكيد لن يتزوج في موعده المحدد.. وسيؤجل زواجه إلى أجل غير مسمى..
ثم سيجد نفسه مضطرا لترتيبات أخرى من أجل شقيقاته..
ماذا ستفعل أميرة؟؟ هل تعتذر لفصل آخر؟؟ ماعاد عندها إلا فصل واحد فقط للاعتذار؟؟
هل يُضيّع مستقبل أميرة حتى تسافر معهما؟؟
هل تجد بثينة نفسها مضطرة إلى أن ترجع لمحمد رغما عنها مثلا؟؟
هو يريدها أن تعود لمحمد.. ولكن تعود باقتناعها.. وليس لأنها مضطرة..
 
هل تعيش الجليلة الهم والتفكير والحزن.. بعد أن تزوجت وحان الوقت أن تلتفت لحياتها وتكوين أسرتها الخاصة؟؟
كل هذه الأفكار كانت مؤلمة جدا له وتأكل من روحه وتفكيره..
 
ثم جاءه فرات بالحل السحري لكل شيء.. لن يعلم أشقائه.. لن يعيش قلق معرفتهم..
ثم أشغله بموضوع مي.. ليجد تفكيره كله ينصب نحوها بصورة عجيبة وهو يتناسى مرضه.. شعر أنه أخف بكثير وأكثر سعادة..
كان أمرا عجيبا كيف سحب تفكيره فيها كل طاقته السلبية.. وهو يشعر أن هناك حياة أخرى ستنتظره بعد الشفاء..
هناك صبية تنتظره كي يكملا الحياة معا..
هناك شريكة له في هذه الحياة.. سيقاتل من أجلها..
 شعر بأمل عظيم يتجدد في روحه.. شعر بإحساس حياة شديد القوة والعذوبة..
إحساس بعث في داخله إحساس سعادة عميق غريب في عمقه..
ولكن هذه السعادة سُلبت منه بنفس سرعة منحه إياها..
منحوه إياها بسرعة وأخذوها منه بسرعة..
 
زفر بحسرة ومرارة وهو يعيد قنينة العطر لمكانها، ويستعد للخروج، ليتفاجأ برأس شهاب يطل عليه باسما:
وين بتروح؟؟
 
زفر مساعد بسكون: بروح الشغل أكيد..
 
ابتسم شهاب ابتسامة واسعة وهو يدخل ويقترب من مساعد.. ويمد كفيه فوق رأس مساعد حتى يعدل عقاله وهو يهتف بحنو أبوي باسم عميق:
خل الشغل اليوم.. اعتذر منهم..
 
مساعد باستغراب: ليه؟؟
 
مازال شهاب مبتسما سعيدا: فرات عقب ساعة  بينتظرك في المركز الصحي مع بنته عشان تسوون الفحص الطبي..
 
انتفضت يدا مساعد وهو يهتف بصدمة:
أي فحص ؟؟
 
هتف شهاب المبتسم: تستعبط مساعد؟؟ فحوص الزواج طبعا..
يا الله بسرعة..
عشان تخلصون كل فحوصكم اليوم.. ويستعجل لكم فرات النتيجة على السبت أو الاحد تطلع..
 
مساعد جلس على مقعد التسريحة مصدوما: شهاب تتكلم من جدك؟؟
 
شهاب شده ليوقفه وهو يهتف باستعجال حازم: والله من جدي.. قوم يا الله..
 
 
 
 
******
 
 
قبل ذلك بوقت..
بعد صلاة الفجر..
كان فرات عائدا من الصلاة...فمر بمي حتى يطمئن عليها..
وجدها تجلس على سجادتها..
حين رأته وقفت وقبلت كفيه وهي تهمس بمودة: صبحك الله بالخير.. يا أبو حمد..
 
ابتسم فرات بحنو وهو يجلس على الأريكة معها محتضنا كتفيها: يا حيش اليوم..
 
مي همست بخجل شديد: يبه أبي أقول لك شيء..
 
هتف فرات بحنو: قولي يا حبيبتي..
 
زفرت وهي تختنق من خجلها: يبه، أنا صليت استخارة..
 
هتف فرات باستغراب: استخارة حق ويش؟؟
 
صدمته صدمة هائلة وهي تهمس باختناق شديد وتدعك كفيها بقوة: يبه أنا موافقة على مساعد..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


 
جلس جوارها متمددا على السرير من الناحية الأخرى وهو يتناول الكتاب من يدها ويقرأ عنوانه..
 (الاقتصاد الإسلامي لعيسى عبده)
هتف باهتمام: تقرينه لش والا للجامعة؟؟..
 
ابتسمت: كلها.. الدكتور طلب منا المحاضرة الجاية نجيب نبذة عن الدكتور عيسى عبده،
عن حياته ومؤلفاته ودوره في ريادة فكرة البنوك الإسلامية ..
وأنا ما أقدر أتكلم عن شخص كلام أصم..  لازم أفهم أفكاره عمليا وأقرأ وش هو كتب..
 فقلت على الأقل هذا الكتاب أشهر كتبه وحجمه صغير.. وعجبني الكتاب..
 
ابتسم فرات: اختيار موفق من دكتوركم..
 الدكتور عيسى عبده شخصية فريدة جدا، نذر حياته كلها لبيان فساد الاقتصاد الربوي..
 والغريب إنه عائلة الدكتور عيسى كانت عائلة مسيحية ثم أسلمت بكامل أفرادها، والعايلة كلها بدءا من والده نذرت نفسها للدفاع عن قناعتهم بالإسلام والدعوة إليه..
 
همست الجليلة برقة باسمة لا تخلو من إعجاب: صار عندي قوقل الخاص فيني..ما يحتاج أرجع لقوقل ماشاء الله..
 
مازال فرات مبتسما بمودة: وإذا تبين، عطيتش ملخص شفوي لكل أفكاره..
 قريت معظم كتبه.. كنت أتمنى أقراها كلها... بس هو ماشاء الله غزير التأليف رحمة الله عليه..
 
ردت بعذوبة: ما نستغني من ملخصك، بس أنا بعد لازم أقرأ بنفسي وأكتب مافهمته..
 
هتف بمودة: ماشاء الله عليش..
أمس وأنا في استراحة الدكاترة سمعت عنش كلام مدح مو طبيعي من دكاترتش..
 
همست الجليلة باسمة: وأنا يوم الأحد سمعت عنك كلام طيب من طالباتك..
 
ابتسم : كلام طيب.. ما أظن..
أتوقع إنهم يعدون الايام اللي أفارق فيها ويرجع لهم تركي.. وأنا بالمثل أعد الأيام عشان أفارقهم..
 
همست بعذوبة باسمة لا تخلو من نبرة مقصودة:
 والله كلام طيب.. يقولون إنك مزيون وحلو ومرتب كنك جديد بقراطيسك..
 
حينها ضحك فرات: الله يغربلهم، مالقوا فيني شيء يمدحونه أصلا.. قالوا جديد..
حينها هتف بنبرة خاصة لا تخلو من خبث: حسيتي بالغيرة؟؟
 
ابتسمت الجليلة، وهتفت بنبرة مقصودة وهي تستعيد موقفهما حين قالت له إنه شعر بالغيرة عليها من سند:
أبدا، ما انخلقت اللي تخليني أشعر بالغيرة..
 
حينها صدمها وبعنف.. صدمها بكل معنى الكلمة حين قال بنبرة مقصودة جدا دافئة جدا:
بس أنا غرت..
وغرت جدا مهوب شوي..
لولا برستيج الدكتور واحترامي لش وأنهم أساتذتش..
وإلا كان يمكن سويت فيهم جريمة..
ثم أردف بدفء أكبر وهو يستدير بجسده كاملا نحوها ويصارحها بشفافية غريبة:
أنا ولعت من الغيرة..
مع إنهم كانوا يتكلمون بشكل رسمي جدا ويمدحون أخلاقش وذكائش..
 
ثم أردف بشفافية أقرب للمرارة: أبي أعرف أنتي وش سويتي فيني؟؟
ماتوقعت يوم إني ممكن أجرب إحساس مثل ذا..
بصراحة إحساس أبدا مهوب حلو..ما أعرف وش فايدته..
مت قهر ولا في يدي شيء أسويه..
 
صمتت الجليلة وداخلها ابتسامة تتسع.. تخشى أن تقول له إن احساسه غير الجميل هذا بعث في داخلها إحساسا جميلا جدا..
 خصوصا أن أحد أكبر انقلاباته السابقة كان سببها أنها قالت له إنك تغار..
ثم يأتي ويعترف هو بنفسه أنه يغار عليها بهذه الصورة المباشرة الصريحة الواضحة..
(ما الذي حدث؟!!)
صمتت الجليلة خشية أن يؤدي أي تعليق منها إلى انقلابه المفاجئ المعتاد..
 ولكنها شعرت أنها تريد أن ترد، لذا اقتربت منه برفق..وقبلت جبينه بمودة..
لأول مرة تبادر بالاقتراب من نفسها..
 
فرات حين رآها اقتربت منه تصاعدت دقات قلبه الخائنة المعتادة.. وحين قبلت جبينه هتف باسما ثقيلا:
ماكان المكان المطلوب..
 
ابتسمت وهي تريد العودة لمكانها: من وجهة نظري هو المكان المطلوب..
 
منعها من العودة لمكانها وهو يشدها نحوه برفق.. ويهتف بذات النبرة الباسمة الثقيلة: دام جيتي بنفسش، والله ما ترجعين..
 
 
 
كان هذا البارحة..
والآن حين قامت قبل أذان الفجر.. كانت حذرة جدا وهي تنظر له مستغرقا في النوم بعد أن تفلتت من حضنه بصعوبة..
 
ماهذه الحياة المزرية؟!!
أن تحسب ألف حساب لكل تصرف مهما كان عفويا.. لأنها تخشى من تقلب هذا المجنون..
ولكنها ختاما تخشى على نفسها وليس عليه..
كيف استطاع أن يصعد بمشاعرها إلى هذا المستوى غير المعقول من السمو والتفاعل والانثيال والتجاوب وهي من وعدت نفسها أنها لن تتجاوب معه..
 
الآن هو رفعها إلى السماء، لتنتظر قليلا حتى يخسف بها الأرض..
ولكن الاختلاف هذه المرة.. أنها ستكون مستعدة تماما لذلك..
مستعدة نفسيا ومعنويا..
وستكون ردة فعلها على مستوى ما سيفعله تماما..
لن تتسامح معه هذه المرة ولا بأي حال من الأحوال..
 
كانت مستغرقة في تفكيرها حين فتح عينيه وابتسم وهتف بنبرة النوم الخادرة:
وش تفكرين فيه؟؟ ولا تقولين فيني..
 
همست الجليلة بألم شفاف.. آلمه بعمق وهي تهتف بصراحة:

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


 
اتسعت عينا فرات صدمة: موافقة؟!! حد قال لش شيء؟؟
 
زفرت باختناقها الرقيق: والله ماحد قال لي شيء عقبك.. بس أنا فكرت واجد وصليت استخارة واقتنعت..
 
شعر قلبه يُعتصر.. مهما يكن هذه صغيرته!! صغيرته!! وهي تقبل على أمر جلل.. يخشى أن يكون من أقنعها بذلك.. مع أنه لم يلح عليها..
حين كلم مساعد عن مي، لم يكن يعلم أنه مريض، وليس من المروءة أبدا أن يعود في كلامه بعد أن عرف بمرضه، لذا ترك حرية القرار لها..
هتف لها بحزم: أكيد يا إبيش موافقة؟؟ أنتي عارفة إنه مريض..
 
زفرت بحزم رقيق: إن شاء الله إنه بيشفى..
 
احتضنها بقوة وهو يقبّل رأسها ويهتف بتأثر كبير لم يظهر في ثقته: على بركة الله..يا أبيش..
 
مي طوقت خصره بقوة وهي تهمس بتردد: بس أنا عندي شرط واحد أو طلب..يبه
 
فرات أفلتها برفق حتى ينظر لوجهها ويهتف بمودة: أكيد ياقلبي تدللي..
 
زفرت بتساؤل كأنها تفكر: أنا باقي لي شهر تقريبا وأخلص الفصل ذا.. خلال ذا الشهر هل ممكن تنحل قضيتي؟؟..
 
هتف فرات بثقة بالغة: قبل الشهر.. من أول جلسة إن شاء الله..
 
مازالت تتساءل مفكرة: وأقدر عقبها أتنازل عن الجنسية الأميركية؟؟..
 
فرات لم يفهم سبب أسئلتها ومع ذلك أجابها بثقة: نعم.. أكيد..
 
حينها فجرت صدمته بقوة وهي تهمس بحزم رقيق: خلاص أول ما يخلص ذا الشيئين، أبي أكون مع مساعد في رحلة العلاج بعد إذنك..
 
فرات وقف بصدمة وهو يهتف بصدمته البالغة: أنتي واعية وش تقولين؟؟..
يا أبيش أنتي توش على الزواج ومسؤولياته الفعلية... الفكرة كلها ملكة.. لين تتخرجين..
 
مي وقفت معه احتراما له وهي تنظر للأسفل ومازالت تدعك يديها وتهمس بحزمها الرقيق:
يبه أنا مقتنعة باللي أقوله.. أنا أبي أكون مع مساعد في رحلة علاجه..
 
مازال فرات مصدوما بشدة: تبين تروحين له بدون عرس؟؟
 
همست بحزمها الغريب المختلط بخجل رقيق: إذا رجعنا بالسلامة، وهو طيب وبخير سوينا عرس..
 
شد فرات له نفسا عميقا (أكيد هي متأثرة .. مستحيل تكون جادة!!) هتف بحزم:
خير خير إن شاء الله.. هذا موضوع نتفاهم عليه بعدين..
 
مي استشفت أنه غير مقتنع بكلامه.. لذا همست بحزم أشد وخجل أعمق:
يبه هذا هو السبب اللي خلاني أوافق عيه..
أنا ماوافقت عشان يكون وكيلي ويحل موضوعي..
انا وافقت عشان أكون معه في علاجه..بس..
 
زفر فرات بألم: يا أبيش خلينا الحين نخلص موضوع الملكة.. وعقبها لو أنتي مصممة على رايش ماني ب رادش..
بس خلي الكلام هذا الحين بيننا..
 
 
فرات أنهى حواره معها.. وتوجه إلى الجليلة وهو مشغول بالتفكير مستثار المشاعر..
يجتاحه بعنف خليط قوي من مشاعر هادرة قاسية..
حين دخل كانت الجليلة تطوي سجادتها..
سلّم وجلس على الأريكة.. همست بقلق: فيه شيء؟؟..
 
هتف بسكون شديد وهو ينظر أمامه: مي وافقت على مساعد..
 
همست الجليلة بصدمة واستغراب بالغين: متأكد؟؟..
 
زفر بعد نفس عميق: والله وافقت عليه.. تقول صلت استخارة وارتاحت..
 
الجليلة جلست جواره وقبلت كتفه بتأثر، ثم دعكت كتفه برفق وهي تهمس بمودة عميقة:
 تأكد يافرات إنها بتطلع من بيت أهلها إلى بيت أهلها..
مساعد مهوب عشانه إخي..
لكن مارح تلاقي في جيله حد مثله..
 
فرات تناول كفها من فوق كتفه وقبلها بعمق ظاهرا وباطنا وهو يهتف بشجن:
 تربيتش أكيد مارح يكون في جيله حد مثله..
 
قالها ثم أمال جسده قليلا حتى يسند رأسه لصدرها وهو يهتف بعمق كأنه يحدث نفسه:
حسيت بإحساس غريب يا جليلة... غرييييييب!!
يشبه إحساس أول يوم وديتها المدرسة وحسيت إني خليت قلبي داخل أسوار المدرسة..
وأنا ما أشوفها.. وتاركها وهي خايفة وبعد ماكانت متعلقة بيدي وتبكي..
نفس الإحساس..بس بشكل أعمق كثير..إحساس مؤلم ويوجع.. يوجع جدا..
 
الجليلة احتضنت رأسه وهي تضمه لصدرها بحنو وتهمس بتأثر شديد:
ياربي يا فرات..
تكفى لا تبكيني، تراني على طريف..
 
زفر بذات العمق وهو مستمر في الكلام كأنه يكلم نفسه:
 تتخيلين ياجليلة.. ١٣ سنة مرت كنت لها أم وأب.. 
أنا اللي أدرسها.. اللي أشتري فساتينها وكل شيء يخصها..
 أنا اللي أتسوق لها أغراض المدرسة والأعياد..
وأضطر اسأل البياعات في المحلات.. وش الأشياء اللي يحبونها البنات ذا الأيام؟؟..
لأني ما أعرف.. وما أبيها أقل من البنات..
وهي ماكانت تطلب يا جليلة..ماكانت تطلب..
طلباتها قليلة.. لأنها كانت تستحي مني.. تستحي تثقل علي..
أنا اللي كنت أجيب من نفسي أكثر الأشياء..
كنت لا شفت شعرها طال.. وبدت غرتها تغطي على عينها.. أقول لها أوديش الصالون..
تقول لي لا تو الناس.. ماني محتاجة قص الحين..
وأنا عارف أنها مستحية تخليني أنتظر على باب الصالون..
يوم بلغت، كان عمرها 13 سنة.. لقيتها تبكي في الحمام..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


أحس إني أنا اللي حست الدنيا..
 
رغم أنه لم يكن يريدها أن تنهي الاتصال فهو للتو أتصل بها..
لم يروي حتى الحد الأدنى من شوقه لسماع صوتها وهمساتها.. مازال ضاميا يموت عطشا..
ولكنه يعلم أنه أحرجها..وتضايق من نفسه لأنه أحرجها..
(خلها تقول اللي تبي..
إلا تستعرض عضلات مشاعرك عليها وتفشلها!!
تفشل مزنة يا شهاب!!
تفشل مزنة!!!)
 هتف لها بمودة واثقة يخفي خلفها ضيقه: اللي ودش.. تبين تسكرين، سكري..
 
مزنة شعرت بحرج أكبر أنه لم يصر عليها مثلما فعل البارحة..
وكأنه بالفعل يريدها أن تنهي الاتصال لأنه غضب منها..
 
بالفعل أنهت الاتصال..
وهي تشعر بغصة عميقة منعت نفسها جاهدة ألا تتحول لعبرة..
ألقت هاتفها جوارها وهي تتمدد على فراشها وتغطي رأسها كاملا بالغطاء..
 
بينما شهاب بالمثل ألقى هاتفه جانبا بقوة، وهو يلوم نفسه بشدة
(الحين متى أقدر أكلمها مرة ثانية عقب ما فشلتها أنا وفلسفتي؟!!
يا مجنون أنت اللي ذايب ومشتاق وبتموت تسمع صوتها..
اشبع الحين!!)
 
 
 
**********
 
 
 
"كلمت جابر؟"
 
زفر حامد بتوتر: كلمته الليلة..
 
فرات هتف بحزم وهو يمسك بفرشاته ويخطط بها لوحته: ليه حاسك متوتر؟؟
 
هتف حامد بذات التوتر: لأني فعلا متوتر يا فرات..
 
هتف فرات بثقة وهو يركز مع حامد وفي ذات الوقت يركز مع لوحته في تركيز عجيب على الجبهتين..
 وكأنه لم يكن قبل قليل في موقف من أكثر مواقف حياته سلبا للأنفاس:
تحاتي أمك؟؟
 
زفر حامد بضيق: أنت عارف إني أحاتيها من يوم كلمتك أستشيرك في موضوع الخطبة وشجعتني ..
 
ضحك فرات: حويمد لا تورطني مع أم مانع.. كفاية هي معاديتني بدون سبب..
تقول لها إني اللي شجعتك.. بتشن علي حرب شعواء وتقول إني جبرتك مهوب شجعتك بس..
مع إني قلت لك لا تسوي شيء لين تستشيرها، بس أنت اللي ما طعتني..
 
قال جملته وهو يتذكر اتصال حامد به البارحة...
حتى يستشيره في أنه يريد خطبة أخت جابر..
 
حينها سأله فرات بشكل مباشر:
وليش تبي تخطب أخت جابر تحديدا؟؟..
 
هتف حامد بثقة: عدا أنها أخت جابر..وحلو أنه نسيبك يكون رفيقك.. وأنت وهو متوافقين..
 البنت نفسها عمرها مناسب لي..
والشهور اللي فاتت عرفت عنها أشياء كثيرة..
مرحة ولطيفة وراعية بيت..
وتشجعت عليها..
وخصوصا إني قلت لك قبل إني لو اعتزلت اللعب بأتزوج.. وهذا هو الاعتزال جاني غصب عني..
وأنا فعلا أبي أتزوج.. وأبدأ مرحلة جديدة من حياتي..فلقيتها هي الخيار المناسب..
 
هتف فرات بحزم: إذن توكل على الله.. الله يوفقك..
كنهم وافقوا عليك، إذا رجعتم كلكم بالسلامة خطبنا رسمي..
 
هتف حامد بحذر: يعني ماعندك اي اعتراض على سالفة يدها؟؟..
 
ابتسم فرات: ليش يصير عندي أنا اعتراض...
المهم أنت مايكون اعتراض..
 
زفر حامد بحذر متوتر: أنا أبدا ماعندي اعتراض.. بالعكس مقتنع فيها.. لكن..
 
صمت، فأكمل فرات بحزم: بس عارف ومتأكد إن أمك بيكون عندها اعتراض..
صحيح أنا وامك على خلاف دائم..
بس إذا بتسمع شوري يا حامد.. خذ رأي أمك أول..
لأنه أمك نسبة ٩٩.٩٩% مارح توافق..
فلا تتورط مع بنت الناس وتحرج نفسك وتحرجها إذا أمك رفضت..
وأنت عارف زين إن أمك تقدر تنكد عليك وعليها وعلى الكورة الأرضية فوقكم..
 
زفر حامد بضيق: بقول لها بس مهوب الحين...
خل أجس نبض جابر وأخته قبل أكلمها..
 
هتف فرات بأمر حازم: حامد اسمع شوري، كلم أمك أول..
 
هتف حامد بتفكير: فرات الله يخليك..
خلني أسوي الموضوع بطريقتي...
أنا عندي حسبة معينة في رأسي..
 
 
 
*********
 
 
 
فجر الخميس ١٦ أبريل
 
 
البارحة حين عادت الجليلة إلى غرفة مي..
ووعت بها مي جوارها..
أصرت عليها أن تعود إلى غرفتها حتى لا تترك والدها وحده..
حاولت الجليلة أن تبقى معها، لكنها أصرت أن تذهب، لذا ذهبت الجليلة لغرفتها..
 
فرات حين أنهى رسمه، توجه لغرفة مي..
وجدها تقرأ في مصحفها، لم يسأل عن الجليلة لأنه بدا واضحا أنه ليست هنا..
ولكن مي تبرعت بالجواب وهي تمسح وجهها بإرهاق معنوي لا مادي:
 يبه فديتك لا تحاتيني..
أنا حتى عمتي حلفت عليها تروح..
أنا خلاص نمت اللي يكفي ..
بقعد أقرأ قرآن وأصلي لين أذان الفجر..
 
فرات غادر إلى غرفته كي يصلي ويقرأ ورده..
ثم حاول أن ينام..
ولكنه كان متيقنا أن النوم حلم صعب المنال.. ما لم تنم الجليلة في حضنه هذه الليلة..
فنملاته التي ترسلها الجليلة له.. قررت زيارته وقضت مضجعه..
وهي تعبر مفاصل ظهره ذهابا وإيابا..
 
زفر بحزم وهو يقوم متوجها لغرفة الجليلة..
حين دخل، كانت تجلس وهي تمدد ساقيها على سريرها تقرأ كتابا..
هتف لها بمودة: عادي اقعد أسولف معش شوي؟!..
 
ردت الجليلة بعفوية: حياك..

أنفاس قطر

06 Oct, 05:20


https://www.instagram.com/p/CjXAcm0DGKG/?igshid=YmMyMTA2M2Y=

أنفاس قطر

03 Oct, 05:46


كان ميزان التوقيت غائبا تماما..
قبل أن تهمس الجليلة بخفوت: فرات بأروح لمي..
 
زفر فرات بخفوت مشابه وهو يشدد احتضانها أكثر: دقايق بس ياعمري..
 ما شبعت من حضنش..
 
انتفضت الجليلة بعنف ( قال عمري!!)
فرات همس بتأثر وهو يمر يديه على ظهرها كأنه يدفئها: ليش ترتعشين؟؟.. بردانة؟؟
أطفي التكييف؟؟
 
الجليلة تخلصت من حضنه برفق وهي تتنحنح حتى تخفي تأثرها:
فرات تأخرت على مي..
أخاف تقوم ماتلاقيني..
 
زفر فرات بأنفاس ذهب معظمها: خلاص روحي..
 
 
 
 
**********
 
 
 
 
" ضي تعالي يا إخيش أبي أقول لش شيء مهم"
 
ضي ابتسمت: يا الله سترك..
وش الشيء المهم؟؟
ناوين يحطوني السفير القطري في بون؟!!.. قل لهم بفكر..
لأن موزمبيق قبلهم عرضوا عليّ أكون سفيرتهم في نيكاراجوا..
 
زفر جابر بتأثر عميق.. لأول مرة يكون في هذا الموقف: والله وكبرتي يا ضي.. وصرتي مرة وتنخطبين..
 
ضحكت ضي: لا جابر.. هذي قوية.. قوية..
قل لي الولايات المتحدة الأمريكية بيحطوني سفيرتهم في روسيا أهون!!..
 
مازال جابر متأثرا جدا حتى من جنونها العذب:
يا الخبلة!! والله جايش معرس..
يقول إذا أنتي موافقة..
بيخطب رسمي إذا رجعنا الدوحة..
قلت بقول لش..
ثم بقول لأمي وخالي جبران نأخذ رأيهم إذا أنتي موافقة..
 
تغيّر وجه ضي.. قد تكون خُطبت مرة واحدة سابقا حين خطبتها الجليلة لشقيقها مساعد..
وكان لهذه الخطبة دور كبير في رفع معنوياتها..
ان يخطبها شاب أصغر منها وبمواصفات مساعد..
ولكنها آمنت حينها أن الجليلة هي من ضغطت على مساعد..
كما أن هذه أول مرة تُخطب بشكل رسمي ومن شقيقها..
توترت.. من قد يكون هذا؟!!.
هل يعقل أن يكون شخصا أقل من طموحاتها؟ أو على الأقل أقل من الحد الأدنى الذي ترتضيه؟؟
غير متعلم؟؟.. كبير في العمر؟؟.. معه إعاقة شديدة؟؟.. مطلق أو أرمل؟؟..  عنده أطفال؟؟..
تضايقت كثيرا من هذه الأفكار..
( - أنا وش فيني أقل من غيري؟؟ ليه اتوقع أنه لازم اللي بيجيني فيه عيب؟
-        لأنش فيش عيب..
-        أنا مافيني عيب..
-        أنتي يد ماعندش.. كيف مافيش عيب؟؟
-        نقص طرف مهوب عيب.. أنا أكمل من ملايين من البشر أطرافهم كاملة)
 
زفر جابر بمودة تذوب حنوا: ضي ياقلبي وش فيش سكتي؟
ما تبين تعرفين من الخاطب؟؟.. عشان تفكرين
وتصلين استخارة.. وتردين علي..
 
هزت كتفيها باختناق: من هو؟؟
 
صدمها وبعنف:
حـــامــــد آل ســطــــام!!
 
 
 
*******
 
 
 
بيت هادي آل جراح..
غرفة مزنة تحديدا..
 
كانت مزنة تنظر في ساعتها بتوتر..
اقترب الموعد الذي قال إنه سيتصل فيه..
وكلما رأت عقرب الدقائق يقترب من الموعد.. كلما شعرت ان هذه العقارب تلدغها..
كان قلبها يوشك على التوقف..
حتى توقف تماما..
مع رنين هاتفها معلنا وصول اتصال من شهاب...
 
 
 
#أنفاس_قطر#
.
.
.
 
 

أنفاس قطر

03 Oct, 05:46


إذا بتوديني أو أرسلتها لهم؟؟!!
 
زفر فرات.. ليس من اللائق أن يأخذها لبيتهم وهي للتو ردت ابنهم ورفضته..
ولكنه لم يستطع أن يصدم طفولتها بمعايير عادات لا تعرف عنها وستحزنها.. وخصوصا أنها حزينة أصلا..
ورغبتها في الخروج عند الجليلة هي رغبة في الخروج من الحزن..
هتف لها بحنان: ماعليه أنتي تجهزي.. بأصلي العصر.. وأتقهوى مع جدش عقب الصلاة وأقهويه..
وعقب بأدق عليش تطلعين لي..
 
فرات غادر للصلاة وهو يرسل للجليلة:
بجيب مي لكم بعد العصر..فاقدتش..
ويا ليت ما تكلمينها في الموضوع عندكم تحرجينها..
كلميها في بيتنا..
 
ردت عليه الجليلة:
أكيد بدون ما تقول بعد..
 
كان فرات متأكدا أن مي لن توافق، لكنه لم يرد إحراج الجليلة مادامت طلبت أن تكلمها..
 
بعد حوالي ساعة..
كان فرات ينزل ابنته في بيت طالب آل حزام..
ويتوجه إلى مجلسهم كي يجلس مع شهاب..
 
 
 
 
***********
 
 
 
 
بيت سعود آل جراح، قبل صلاة المغرب بساعة..
 
 
"يا حيا الله أم سعود..
يقولون ذا الأيام ماحد يقدر يقابلش إلا بمواعيد.. اللهم يا كافي!!"
 
ابتسمت أم سعود وهي تتلقى قبلات محمد على رأسها وكفيها وتهمس بهذه الابتسامة:
يعني عشان جيت مرة ومالقيتني..
كنت رايحة مع الجازي تسوي الفحص الطبي..
 
ابتسم محمد: وعاد مقابلة بناتش أعسر من مقابلتش..
24 ساعة وهم هاجين برا البيت..
كن السوق بيطق منهم .. (بيطق=يهرب)
 
همست أم سعود بحنو: عرس الجازي عقب أسبوعين..
يا الله يخلصون شغلهم..
 
زفر محمد بحذر: يمه أنتي متأكدة إنه الجازي موافقة على خالد من خاطرها؟؟..
 
نظرت له أم سعود نظرتها الحادة المخيفة التي يخشاها ليس لأنها مخيفة بحد ذاتها.. ولكنه علم أنها ستقلب عليه الآن.. همست بنبرة مقصودة:
فيك خير والله يا محيميد.. مشغول بأختك وخالد..
بس هو مافيه شيء كان لازم يشغلك قبل ما تنشغل بغيرك؟!!
 
زفر محمد بضيق وحاول أن يبتسم: الله يكفينا شر أم سعود لا شغلت الرادار..
 
زفرت بحزم: ودامك داري إن الرادار شغّال..
سكّت الرادار.. وهو الرادار بيشتغل إلا كنه عيّن شيء يشغله..
 
هتف محمد بضيق: يمه طالبش.. طالبش.. طالبش.. تخليني أحل مشاكلي بروحي..
 
زفرت أم سعود بحزم بالغ: ماعليه يا ولد بطني.. حل مشاكلك بروحك..
خلني أشوف خبيبك بالسروال..
 (أشوف خبيبك بالسروال= مثل شيبان وعجائز باقتدار، يعني دعني أرى ركضك بالبنطلون..
لأنه سابقا كان البعض يلبس الإزار.. لذلك من يلبس الإزار يكون حذرا في ركضه لأنه يخشى سقوط الإزار وانكشاف جسده.. لكن من يلبس سرولا/ بنطالا يركض بسرعة وبلا حذر لأنه لا يخشى انكشافه
المثل يعني ابذل قصارى جهدك لكن فيها لمحة سخرية)
 
ثم أردفت بذات الحزم: بس دامني بخليك تحل مشاكلك بروحك.. علمني وش سبة المشكلة أول؟؟
وش زعّل مرتك منك وخلاها تهج بيت أهلها؟؟
 
زفر محمد بضيق: وليه لازم إني زعلتها؟؟  يمكن سوء تفاهم؟!
 
همست أم سعود بحزم مقصود: أنا ما أفهم ذا الحكي يا أمك.. كنا متزوجين أنا وأبيك 14 سنة قبل ربي يأخذ أمانته..
عمره ماصار بيننا ذا الخبال اللي اسمه سوء تفاهم..
أما زعلانين وإلا متصافين..
والزعل بيننا قليل لأنه ماحد منا يدس على الثاني..
نقول للأعور أعور في عينه..
 
توتر محمد نوعا ما، كأن والدته تعرف شيئا ما..
في أحيان مرت، خطر ببال محمد أن يخبر والدته بكل شيء.. كل شيء حرفيا..
فهو لم يرد أبدا أن يضغط على شقيقتيه بالعتب.. لكنه مازال يشعر بقهر منهما...
يشعر بقهرٍ قمعته محبته الكبيرة لهما..
ويعلم أنه لو قال لوالدته ستبالغ في تأديبهما.. وتأنيبهما..
لكنه ختاما قال لنفسه.. المشكلة كانت عندنا أصلا.. في قلة الشفافية بيننا..
 
هتف بمودة: ماعليه يمه.. عطيني ذا الحين وقتي.. بثينة توها مالها أسبوعين في بيت أهلها..
وتوها سقطت يعني على كل حال تبي تقعد عند خواتها..
وإن شاء الله ما يصير إلا اللي يرضيش..
 
 
 
 
********
 
 
 
بيت طالب آل حزام بعد المغرب..
 
 
الجليلة ذهبت إلى بيت عمها عبدالمحسن..
لأن هناك قهوة بعد المغرب عند أم متعب.. وستكون صيتة هناك وأم سعود..
وأصرت أم متعب على الجليلة أن تحضر..
فوصت البنات بثينة وأميرة على مي..
وقالت لهم إنها لن تتأخر..
فأخذوها البنات معهم إلى غرفهم..
يفرجونها على غرفهم.. وأعمالهم اليدوية.. وانتهوا من ذلك.. وهم يشعرون بالحذر طبعا ألا يشعروها بأي شيء أو أنها للتو رفضت شقيقهم..
 
لذا توقف الحديث بينهم وغرقوا كلهم في صمتٍ زاده أن مي كانت في حالة غريبة من الحزن والتفكير هزّت نفس بثينة تحديدا..
وهي تشعر أن على أهداب مي دمعة حائرة..
همست بثينة برقة: مي حبيبتي شيء مضايقش؟؟

أنفاس قطر

03 Oct, 05:46


 
اتصلت به.. حينها، كان متمددا قليلا بعد الغداء..
اتصلت، فسلبت كل استرخائه..
ومع ذلك ردّ وهو مازال ممددا بنبرة مقصودة: ما أعتقد إني سويت شيء تتهميني فيه..
لا خطفت حد.. ولا استغليت حد..
 
ردت بنبرة مقصودة: ليه ظنك إني متصلة أبي أتهمك بشيء؟؟
 
ابتسم وهتف بخبث باسم: ما أعتقد إنش متصلة تغازليني.. مع إنه إذا تبين تغازليني عندي استعداد تام للاستماع والتجاوب..
 
حينها لم تستطع إلا أن تبتسم رغما عنها: مهوب كأن طموحاتك شاسعة شوي.. أغازلك مرة وحدة..
 
اشتم رائحة ابتسامتها فاتسعت ابتسامته: لولا الأماني لمات الفقير..
 
زفرت الجليلة بحزم رقيق: خل عنك الجمبزة.. أبيك في موضوع جدي..
 
عدّل المخدة تحت رأسه وهتف بثقة: قولي تدللي..
 
همست الجليلة بحذر: بس تقول لي الصدق..
 
هتف بذات النبرة: وأقول لش الصدق..
 
سألت الجليلة بذات الحذر: من اللي رفض مساعد أنت وإلا مي؟؟..
 
هتف عاتبا: ماقلت لش إنش متصلة تتهميني؟!!..
أكيد خطر في بالش إني أنا اللي مارضيت عشان الكلام الجارح اللي أنتي اتهمتيني فيه..
ثم أردف بنبرة مقصودة: أنتي دايما تتمدحين على رأسي إنش صرتي تعرفيني زين..
ولو أنتي تعرفيني زين.. كان عرفتي إني مايهمني نظرة الناس دامني مقتنع باللي أسويه..
أنا كنت أبي مساعد لمي.. ومازلت أبيه..
واسالي شهاب.. بيقولش إني قلت له ذا الكلام قبل تصير مشكلة بنتي حتى..
أنا ما استخدمت إخيش عشان بنتي.. أنا تمنيت إخيش لبنتي..
لكن بنتي هي اللي مارضت.. تقول أنا صغيرة..
 
 
نجح اللئيم في إشعارها بالحرج وبعض الذنب.. نـــجــــح..
مع أنها لم تخطئ، هو من أخطأ منذ البدء في كل شيء.. ولكنه نجح في جعلها تشعر بالحرج لا تعرف كيف..
 لكنها لم تسمح له أن يشعر بنبرة هذا الحرج في صوتها وهي تهمس له بحزم:
طيب هل لو أنا كلمت مي وحاولت أوضح لها رغبة مساعد فيها شخصيا.. بيضايقك ذا الشيء؟؟
 
هتف فرات ببساطة حاسمة: مارح يضايقني.. كلميها..
بس عندي رجاء واحد.. إنش لو شفتيها مهيب مقتنعة.. ما تضغطين عليها..
 
همست الجليلة بثقة: أكيد بدون ما تقول..
 
هتف فرات حينها بنبرة مقصودة: مارح تحنين علينا وترجعين البيت؟؟
قضي اليوم كله عند هلش..
بس على الأقل نامي عندنا..
 
لا تعلم الجليلة لما شعرت بالخجل.. همست بثقة أخفت خجلها خلفها:
أنا استأذنتك وأنت أذنت لي.. لا سافر مساعد رجعت...
والحين اسمح لي.. بخليك ترتاح قبل الصلاة..
 
حينها هتف فرات بنبرة حازمة مقصودة جدا: قبل تسكرين أبي أطلب منش طلب..
كلمي حمد واسأليه وش صار على موضوع منعه من السفر..
ثم أردف بضيق: خليتني الجليلة أندم على مصارحتي لش..
لأنش فورا استخدمتي الشيء اللي صارحتش به ضدي وبأسوأ طريقة..
 
 
انتهت المكالمة التي أثارت استغراب الجليلة بشدة (وش صار على موضوع منع سفر حمد؟؟)
اتصلت الجليلة بحمد.. وبعد السلامات المعتادة سألته عن موضوع منع السفر ماذا حدث فيه..
 
هتف حمد باسما: أبشرش، إن شاء الله خلصنا منه..
 
اتسعت عينا الجليلة بدهشة: كيف خلصت منه؟؟
 
حمد بذات الابتسامة: إبي من أول ماقلت له، كلّم المحامي اللي هنا..
 وقال له إنه بما أنه إبي هو المدعى عليه الرئيسي.. وأنا وجدي فرعيين..
فمنعنا من السفر ماله سند قانوني.. مفترض يكون إبي بس هو اللي يمنع من السفر في حال وجوده في أمريكا طبعا..
 وفعلا المحامي رفع مذكرة بكذا من أمس الصبح..
وأتوقع يطلع قرار رفع منع السفر عني وعن جدي اليوم أو بكرة..
 
 
أمس صباحا بتوقيت أمريكا.. يعني قبل أن تتكلم معه حتى..
لماذا يفعل بها هذا؟؟
لماذا؟؟
ماغرضه من ذلك؟؟
يريد أن يُشعرها بالذنب؟!!
لن تشعر بالذنب، لأن انعدام شفافيته كان سببا لذلك..
هي لم تتهمه من فراغ.. بل هو من أعطاها كل الأسباب للاتهام..
وحتى حينما صارحته بكل ذلك..
كبرياؤه منعه حتى أن يدافع عن نفسه.. ولم يهمه رأيها فيه..
فكونها تظنه بلا أخلاق... أهون عليه من أن يتنازل ويبرر ويدافع عن نفسه..
كان يستطيع أن يقول (أنا تمنيت مساعد لابنتي منذ زمن، وحمد سيرفع منعه من السفر.. وظنك فيني ليس في محله.. وإن كان في محله في بعض النواحي!!)..
 
"ولكن لا.. سيموت لو أصبح إنسانا طبيعيا.. ونزل من برجه العاجي.."
 
"يا الله وش كثر أنت معقد يافرات!!"
 
 
 
 
********
 
 
 
 
كان فرات خارجا لصلاة العصر قبل الأذان.. حتى يذهب مع والده الذي ينتظره في المجلس..
صادف مي في الصالة كانت متوجهة لغرفته..
قبلت رأسه ويده وهمست بإرهاق: يبه ممكن توديني لعمتي الجليلة؟؟
البارحة واليوم كم مرة ألاقيها داقة عليّ ومرسلة لي.. ولا واجهتها..
وأبي أشوف بثينة.. قلت لخديجة تخليهم يسوون لي فوالة أوديها معي..

أنفاس قطر

03 Oct, 05:46


الذي لم يعلم أن الجليلة موجودة أصلا، فهو ظنها أوصلتها وعادت..
كان منظرهما مؤثرا.. سلب روحه..
وهو يرى مي في حضن الجليلة بهذه الصورة الموغلة في الحنان..
 
اقترب منهما، والجليلة تحاول أن تعتدل جالسة.. وهي تسحب نفسها بخفة وتشير له ألا يتكلم..
سحبت نفسها كليا من السرير بخفة..
وغطت مي.. وخرجت وهي تشير لفرات أن يخرج معها.. وهي تطفئ الاضاءة وتترك إضاءة خافتة..
 
حين أصبحا خارجا همست الجليلة لفرات باهتمام وتأثر:
فرات، مي وش فيها؟؟
 
فرات باستغراب: وش فيها؟؟
 
الجليلة بذات النبرة المتأثرة: تبكي..
 
زفر فرات بضيق: متذكرة أمها.. ومتأثرة..
 
صمتت الجليلة.. هناك شيء آخر.. ولكن هي بعادتها في عدم الفضول فضلت الصمت..
لماذا ارتبط بكاؤها بوقت الخطبة؟؟
هل إحساسها أنها تخطب ذكّرها أنها ستتزوج دون وجود أمها؟!
أو حدث شيء آخر؟؟ ما الذي حدث؟!!
 
هتف فرات بتساؤل حذر: تبين أرجعش بيت هلش؟؟
 
هزت الجليلة رأسها بعفوية:
لا بقعد عند مي.. بصلي وأبدل وأرجع أنام عندها..
 
قالتها وهي تغادر إلى غرفتها..دون أن تنتبه أن فرات تنفس في داخله بارتياح وهو يغادر إلى والده الذي كان يرسم..
وقال له إنه سيستمر يرسم بعد.. ثم سينام في المرسم مع ممرضه..
وحلف عليه أن ينام هو في غرفته بما أن الجليلة عادت..
 
جلس معه فرات قليلا يتناقشان في لوحته التي يرسمها..
بينما باله مشغول بمي..
 
صعد وتوجه إلى غرفة مي أولا.. وجدها مستغرقة في النوم..
فتوجه إلى مكتبه...
 
 
الجليلة حين انتهت من صلاتها وارتداء بيجامتها، لبست روبها وقررت التوجه إلى غرفة مي..
لولا أنه لفت انتباهها مكتب فرات مفتوح ومضاء..
فتوجهت نحوه..
 
لتتفاجأ بلوحة بديعة ذكرتها بانبهارها بالعم حمد حين رأته يرسم لأول مرة..
هذه المرة كان انبهارها بفرات الذي تراه لأول مرة يرسم..
كان يرتدي فوق ثوبه.. روب رسم باللون الأسود..
وقد خلع غترته مع الطاقية والعقال ووضعها على المقعد..
وبدا جبينه ملطخا ببعض اللون الأبيض المتداخل مع الأزرق..
 
حين رآها تدخل، توقف عن الرسم، وهو يهتف بنبرة غريبة خليط من الإرهاق والتأثر:
الليلة هواجسي واجد.. وزمان مارسمت..
قلت برسم الليلة يمكن ألهى عن الهواجس..
 
الجليلة اقتربت بعفوية لتنظر معه في اللوحة..
كانت اللوحة تمثل قلعة حجرية قديمة بدأت ملامحها تتضح..
 والقلعة تقع على أعلى جرف صخري عال يطل على بحر تتلاطم أمواجه بقوة.. وتضرب أمواجه العالية الجرف الصخري.
 واللوحة في الأصل كانت لوحة من لوحاته غير المنجزة..
كان رسمه عجيبا ودقيقا بصورة غير معقولة..
همست بإعجاب عفوي عميق: فنان خطير بصراحة.. اللوحة مذهلة مذهلة بكل تفاصيلها..
 
زفر بإرهاقه: أسميه دايما حظ المبتدئين..
 
تناولت الجليلة علبة المناديل المبللة من طاولة الرسم جواره وأخذت منها منديلا وهي تهمس له بابتسامة عفوية عذبة:
حظ المبتدئين مايرسم كذا..
 
مسحت جبينه برفق حتى تزيل البقعة.. بينما كان هو يهتف بمودة وهو مأخوذ بقربها ورقتها بشكل آسر قاتل: شوي من حظ مبتدئين مع جينات حمد آل سطام..
 
انتهت من مسح البقعة ووضعت المنديل في علبة قمامة صغيرة تحت طاولة الرسم..
 وهي تهمس بابتسامة ونبرة مقصودة: كنت أتمنى لو أنك خذت من جينات حمد آل سطام.. أكثر من جينات الرسم بس..
 
فرات حينها أمسك بكتفيها وهتف بنبرة مقصودة: خذت من جيناته كثير، بس أنتي ما تشوفين..
 
ابتسمت الجليلة وهي تدخل كفيها في كثافة شعره:
شفتك خذت الرسم.. ونعومة الشعر وكثافته..
شيء ثاني ماشفت..
 
تصاعدت دقات قلبه مع قربها ورائحتها ولمساتها.. وهو يهتف بنبرة مقصودة ويضع يديه على خصرها : افتحي عيونش وتشوفين..
 
أنهى عبارته بأن ضمها إليها برفق شديد كأنه يضم دمية كرستالية يخشى أن تنكسر...
 هذه المرة تجاوبت الجليلة معه.. وهي تطوق خصره..
وتسند خدها إلى صدره..
 صدر عنه أنّة بصوت مسموع حين شعر بتجاوبها وبملمس خدها على أضلاعه أخيرا بعد رفضها التجاوب معه في كل المرات السابقة..
 
انتفضت الجليلة وهي تبتعد عنه وتهمس بجزع: وش فيك؟؟..
 
هتف باستغراب وهو مأخوذ تماما بها: وش فيني؟؟..
 
همست بقلق: ونيت..
 
لم يعرف حتى أنه أنَّ بصوت مسموع.. فأعاد احتضانها وهو يهتف بنبرة ثقيلة متأثرة غريبة: قربش طحن قلبي طحن..
ونيّت بدون ما أحس..
 
ثم أردف بذات النبرة ولكن بشكل أعمق :تعرفين جليلة.. يوم أحضنش وتردين الحضن، يجيني إحساس سكينة غريب عميق جدا.. شيء عمري في حياتي ماحسيته..
 
صمتت الجليلة وهي تعود لتطويق خصره والاستكانة في حضنه وتقرر أنها لن تتأثر بكلامه مهما بدا صادقا..
ولكن هل الأمر بيدها؟!!
هل الأمر بيدها؟!!
 
لا يعلمان كم مضى عليهما وهما على هذه الصورة العميقة من المشاعر المتبادلة بعنف..

أنفاس قطر

03 Oct, 05:46


إلا لو هي معترضة على مساعد نفسه، هذا شيء ثاني..
إنا كان خذت موضوع الرفض ببساطة.. لولا إني شفت مساعد تضايق..
 
زفر شهاب بضيق أشد: مساعد مهوب بس متضايق.. مساعد ترجاني أضغط على فرات في الطلب..
بس أنا رفضت.. ما أقدر أحرج فرات في موضوع يخص بنته وهي أصلا توها بزر..
مهوب منطق نلح عليه..
لا هو من كبر مساعد.. ولا من كبر بنت فرات..
إذا يبي البنت ومصمم عليها.. ينتظرها لين تتخرج..
 
شهاب استأذن وغادر لغرفته.. وبقيت الجليلة جالسة تفكر.. هناك شيء غير مفهوم في كل ماحدث..
مبدئيا هي متأكدة أن فرات هو من عرض على مساعد الزواج من ابنته..
المنطق الأول يقول إنه لن يطلب منه هذا الطلب إلا وهو متأكد من موافقة ابنته..
المنطق الثاني يقول حتى لو رفضوا.. مفترض أن لا يضايق هذا الأمر مساعد..
لأن الخطبة كانت فعل شهامة منه.. والآن فرات أعفاه منه.. فلماذا يتضايق أصلا؟؟
 
هناك شيء غير مفهوم.. هناك حلقة مفقودة في كل ذلك..وعقلها لن يرتاح حتى يفهم منطقيا الرابط بين كل هذا..
 
الجليلة صعدت للأعلى.. وجدت شقيقتيها تجلسان في الصالة همست لهم باهتمام:
شأخبار مساعد؟؟
 
هزت بثينة كتفيها بضيق شديد: متضايق جدا.. ومارضى يتكلم..
 
علقت أميرة باستغراب كبير: يوم رفضته ضي ماشفته تضايق أبدا.. وش معنى الحين تضايق كذا؟؟
 
زفرت الجليلة وهي توجه الخطاب لأميرة بحنو: وأنتي صليتي استخارة عشان نرد على الرجّال اللي خاطب؟؟.. أمه جننتني بالاتصالات..
 
همست أميرة بخجل: جليلة عادني ماطهرت عشان أصلي.. عطوني وقتي تكفين..
 
زفرت الجليلة بعفوية واهتمام: طيب نعطيش وقتش.. ونشوف موضوع إخيش..
 
ثم تنهدت الجليلة وهي تتوجه نحو غرفة مساعد.. طرقت الباب ودخلت وهي تهمس بمودة: أزعجتك؟؟..
 
كان متمددا على سريره.. حين دخلت، اعتدل جالسا وهو يهمس بمودة مشابهة:
تعالي.. ماني براقد.. كنت بنسدح شوي بس قبل صلاة العصر..
 
الجليلة جلست جواره على السرير وهمست بمودة: مساعد ياقلبي ترا الزواج قسمة ونصيب..
وأنت صغير.. ومي صغيرة..
وترا مي ماشاء الله بتخلص الجامعة في ثلاث سنين ونص.. يعني سنة ونص وتتخرج..
بنرجع نخطبها لك إن شاء الله..
 
زفر مساعد بضيق شفاف صبَّ في عمق روح الجليلة: بس أنا كنت أبيها الحين مهوب عقب سنة ونص..
الواحد ضامن وش بيصير عقب سنة ونص؟!!
 
ابتسمت الجليلة بحنو: عقب سنة ونص إن شاء الله تكون خلصت أنت ماجستيرك.. ورجعت لشغلك..
واستمتعت بحياتك بعد التخرج.. ولاحق على العرس وغثاه..
 
مساعد شدَّ كف الجليلة وهتف برجاء عميق: جليلة تكفين.. عشاني كلمي مي..
خليها توافق عليّ قبل أروح أمريكا..
طالبش يا إخيش..
 
انتفضت الجليلة بعنف.. إلحاج الولد غير طبيعي.. ورجاءاته نسفت روحها نسفا..
همست بصدمتها ووجعها: مساعد إلحاحك مهوب طبيعي.. ليه إصرارك على مي كذا؟؟
 
هتف باستعجال لأنه لم يعرف ماذا يقول وكيف يبرر للجليلة:
أحــبـــهـــــا..
 
الجليلة قفزت واقفة وهي تهتف باستنكار شديد بالغ الشدة:
 نـــــــعــــــــم؟؟
 وش تحبها ذي؟؟ ما تستحي!! هذي حشمة بنات الناس عندك؟!!
 
مساعد يعلم أنه تهور في قول شيء لا يليق، بل شيء كاذب تماما..
ولكنه لم يجد مبررا أقوى لإصراره.. أمسك بكف الجليلة وأجلسها وهو يهتف بتهدئة:
يا أخيش أنا ماتعديت شيء من حدود ربي في حبي لها.. عشان تزعلين عليّ كذا؟!!
 
حاولت الجليلة أن تهدأ وهي تهمس بكتم لغضبها:
مساعد البنت ذي شهور وهي أمانة عندي.. كيف يجي إخي ويقول إنه يحبها..
وين شافها ووين عرفها إلا يكون عن طريقي..
وحاشاني ذا الشيء!!
 
شعر مساعد أنه تورط.. لم يتخيل أن تغضب الجليلة هكذا.. ولكنه مضطر لإكمال التمثيلية وهو يهتف بتهدئة: أقسم بالله العلي العظيم مابيني وبينها شيء..
شفتها مرتين.. مرة في جامعتها في فعالية كنت متطوع فيها..وعلمتش وقتها..
وشفتها مرة في بيتش.. وعلمتش وقتها بعد..
بس هي شغلت بالي من وقتها.. قلبي مهوب في يدي.. وش أسوي؟!!
وخفت الحين أروح  دراسة، يجي حد يخطبها وأنا ماني ب موجود..
تكفين جليلة لا تفضحيني في شهاب وفرات.. أنا ماقلت إلا لش.. وأبيه بيننا..
قلت لش عشان أبيش تساعديني..مهوب عشان تشنقيني وتأنبيني وتحاسبيني..
والله العظيم مابدر مني أقل ما يمس بنت فرات..
ولا يقدح في ديني ولا أخلاقي..
 
زفرت الجليلة بسكون وهي تربت على كفه: خلاص فديتك مصدقتك...
 
هتف مساعد حينها برجاء: مصدقتني، ساعديني.. أبي الملكة قبل أسافر..
كلميها واقنعينها..تكفين جليلة..
 
 
 
********
 
 
 
الجليلة غادرت من غرفة مساعد إلى غرفتها..
تبقى عندها شيء لا بد أن تتأكد منه.. هل الرفض من فرات أو من مي؟؟..
فهي خطر لها خاطر أن يكون الرفض من فرات بسبب ماحدث بينهما البارحة واليوم صباحا..

أنفاس قطر

03 Oct, 05:46


 
هزت مي كتفيها وهمست بحزن وصدق: ذا الأيام تطري علي أمي واجد..
رحمة الله عليها..
 
أميرة قامت وجلست بجوار مي وهمست بتأثر: تعيشين وتذكرين.. ما تبي إلا الدعاء منش..
 
همست بثينة بعذوبة حماسية أقرب للتمثيل حتى تخترق جو الحزن الذي خيّم على المكان:
يا الله قومي بنوريش كنزنا..
بس الشرط ما تضحكين..
 
ابتسمت مي بشجن، ابتسامة أقرب للبكاء: ما أظن فيه شيء بيضحكني..
 
بثينة شدتها لتوقفها وهي تهمس باسمة: إلا ذا الشيء.. متأكدة بيضحكش..
 
أخذوها معهم لغرفة الجليلة.. وفتحوا دولابا مغلقا بالمفتاح.. وأخرجوا منه حقيبة قديمة تشبه الصندوق (مشتخته) كانت لوالدتهم رحمة الله عليها..
وجلسن الثلاث على سرير الجليلة متربعات ونثرن محتويات الحقيبة بينهن في الوسط..
كانت صور قديمة وجديدة.. ولكن أكثرها قديم..
عرضوا أمامها حياتهم كاملة.. أدخلوها في عمق تفاصيل الحياة..
وهم يعلقون على صورهم وأشكالهم وملابسهم بمرح شديد يحاولون فيه إخراج مي من حالتها النفسية الحزينة..
 
كانت مي تحاول ألا تنظر نحو صور مساعد تحديدا حتى لا تشعر بالذنب..
ولكنه كان معهم في كل الصور.. وكثير من الصور كانت له وحده في كثير من مناسبات التطوع التي انخرط فيها من وقت مبكر جدا..
كانت محاولة تجنب النظر إلى صوره غير مجدية.. لأنها وجدت نفسها ختاما تركز في صور مساعد وحده..
كان وسيما جدا وجذابا وصغيرا جدا في العمر ومليئا بالحياة.. وشقيقتاه فخورتان جدا به وهما تستعرضان مناسبة كل صورة..
مساعد فعل.. مساعد قال.. هنا مساعد في فعالية كذا... ومساعد سيفعل..
كان عرضا عفويا للجميع.. فعلوه مع كل الصور.. وليس مع صور مساعد فقط..
لكن مي فجأة انفجرت في بكاء صادم..
بثينة وأميرة جزعتا.. بثينة احتضنتها، فزاد نحيب مي في حضنها..
وصلت الجليلة تركض مرعوبة على صوت بكاء مي..
مي حين رأت الجليلة، وقفت وهي ترتمي في حضن الجليلة وتنتحب بعنف:
تكفين عمتي وديني البيت..
أبي أروح البيت تكفين..
 
كانت الجليلة ماتزال بعباءتها.. احتضنتها بقوة وهي تهدئها..
ثم أشارت لبثينة أن تتصل بالسائق والخادمة حتى يتجهزا..
ثم أشارت لشقيقتيها بطريقة الأخوات والشفرة الفريدة وهي مازالت تحتضن مي (ماذا حدث؟)
أشاروا لها (لا نعلم!! بكت بدون سبب محدد)
 
الجليلة غادرت بمي إلى البيت..
وهي في السيارة أرسلت لفرات أنها من ستعيد مي للبيت..
 
 
 
********
 
 
 
 
بون.. ألمانيا.. قبل صلاة المغرب.. في شقة آل سطام..
 
 
"أخيرا وصل موعدكم؟"
 
ابتسم جابر ردا على حامد: إيه والله يا أخيك... هرمنا في انتظار ذا اللحظة..
موعدنا الاثنين إن شاء الله..
يا الله ياحامد!! يقول لك الاستشاري ذا على إنه ألماني إلا أنه جاي ألمانيا بس يوم الاثنين الصبح..
ومسافر الاثنين في الليل.. ومواعيده بالدقيقة..
هو اللي بيتأكد من موأمه مقاس اليد مع يد أختي..
وبيرجع عقب شهر يركبها.. ونخلص ونرجع الحمدالله..
 
ابتسم حامد بسعادة: وأنا إن شاء الله بعد راجع قريب..
قضيتي بينحكم فيها قريب.. وأنا واللاعب الثاني تفلنا العافية خلاص.. واتفقنا على الصلح بدون أي شروط..
فخلاص قريب بأرجع الدوحة إن شاء الله..
 
جابر بمودة صافية: بنشتاق لك يا أبو فهد..
وورفقتك وخوتك ما أنساها أبد.. والوعد الدوحة إن شاء الله..
 
زفر حامد بنبرة مقصودة: وقبل الدوحة فيه وعد بعد..
 
هتف جابر باستغراب: وش فيه؟؟
 
شد حامد نفسا عميقا ثم هتف بحزم واحترام: فيه إني قربك ونسبك يا أبوسعود...
 
 
 
*********
 
 
 
بيت فرات
بعد صلاة العشاء..
 
مي صلت العشاء.. وأخذت حبتين للصداع..
ثم قررت أن تنام..
كانت الجليلة تتمدد جوارها في سريرها..
وهي تحتضنها وتقرأ عليها..
همست لها بحنو: مي يا حبيبتي..
قولي لي وش اللي مضايقش؟؟
حد قال لش شيء؟؟
 
مي أخفت وجهها في صدر الجليلة وهمست باختناق:
والله ماحد قال لي شيء ..
بس أنا تذكرت أمي...
أمي تعذبت واجد قبل تموت يا عمتي..
تعذبت واجد..
 
مي أنهت عبارتها ثم عادت للبكاء..
 هذه المرة لم يكن نحيبا، بل كان بكاء رقيقا أشبه بالأنين..
احتضنتها الجليلة بقوة حانية وقلبها يذوب مع حزنها:
يا حبيية قلبي تعيشين وتذكرين..
أمش الحين في الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله..
هي ماتت مبطونة..
والمبطون شهيد إن شاء الله..
 
بقيت مي تخفي وجهها في صدر الجليلة الذي غرق من دموعها..
وهي تهدهدها وتقرأ عليها حتى نامت..
كانت الجليلة تهمس في داخلها بحزن (ياربي وش اللي ثوّر الحزن ذا كله عندها؟؟..
صار لي شهور عندهم ولا شفت ذا الحالة جاتها.. ولا حتى شفتها تبكي..)
 
كانت مي قد غرقت في النوم.. حين سمعت الجليلة طرقة واحدة خافتة تبعها دخول فرات..

13,898

subscribers

90

photos

3

videos