قصة حقيقية في الأمانة وتقوى الله تعالى
احكوها لأبنائكم وأحفادكم
تقول القصة: ( قال نافع : خرجت مع ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له فوضعوا سفرة فمر بهم راع
فقال له عبد الله : هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة
فقال : إني صائم
فقال له عبد الله : في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم
فقال الراعي : أبادر أيامي الخالية(أي أنه يصوم ويتحمل الجوع والعطش في هذا الحر ليتقي به حر يوم الحساب، كما أنه يستحضر أن عمر الإنسان قصير وأيامه معدودة وأنه يسابق قِصَر العمر هذا بأن يكثر من الأعمال الصالحة)
فعجب ابن عمر وقال : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها (أي نذبحها) ونطعمك من لحمها ما تقطر عليه وتعطيك ثمنها؟
قال : إنها ليست لي إنها لمولاي
قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ...؟ !
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول فأين الله ؟؟؟
فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي، يَقُولُ: قَالَ الرَّاعِي فَأَيْنَ اللهُ، فأنا والله أحق أن أقول فأين الله.
قال نافع : فَلَمَّا قَدِمَ ابن عمر الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلَاهُ فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ وَاشترى الرَّاعِي فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ ، وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ .
ويمكن تبسيط هذه القصة وحكايتها للأبناء بالطريقة المناسبة التي يراها الوالدين حسب عمر الطفل.
ثم لابد أن يقوم الوالدان أو أحدهما بعمل مناقشة مع أطفالهم حول هذه القصة والمعاني المستفادة منها، ومن ذلك:
1- الاقتداء بالصحابة والتابعين
كيف نقتدي ويقتدي أطفالنا بخير القرون من الصحابة والتابعين في شؤون حياتنا، فنراقب الله في كل أحوالنا
2- عدم خيانة الأمانة.
3- الاستعداد للموت بالأعمال الصالحة:
فلابد من استحضار أن الأجل بيد الله وأن الإنسان لا يعلم متى يموت ولابد له من الاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة، وأولها فعل الواجبات التي فرضها الله علينا وترك المحرمات التي نهانا الله عنها،ثم التقرب إلى الله بالنوافل وذلك بفعل المستحبات وترك المكروهات. وهذا ما فعله الراعي فهو قد فعل ما أوجبه الله عليه بأن كان أميناً على مال سيده ولم يخن الأمانة، ثم أنه مع ذلك قام بالتقرب إلى الله بصيام التطوع مع عمله الشاق وشدة الحر.
4- من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه
والقصة أيضاً تؤكد على أن من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه، فقد قام عبد الله بن عمر بشراء الراعي وأعتقه فأصبح الراعي حراً بعد أن كان عبداً، ثم إن ابن عمر اشترى أيضاً الغنم التي كان يرعاها الراعي فوهبها له، فأصبح الراعي غنياً بعد أن كان فقيراً. وهذا كله من فضل الله تعالى وببركة الطاعة وتقوى الله.
#البناء_الإيماني
#البناء_العقدي
#قصة_ابن_عمر_والراعي
#تعليم_العقيدة
#التربية_بالقصة