*قال: نعم. حافظ غير مراجع.!!**
قلت: إما أن تكون حافظًا أو لست بحافظ، لا توجد منزلة بين المنزلتين!.
فسألته: هل كنت تصلي بما حفظت؟
قال: لا.
فقلت: أتحفظ كالعلماء، وتصلي كالعوام؟
قال: ماذا تعني؟
قلت: لو أدمت تلاوته في صلاتك ما نسيته.
إذا حفظت فأدم التعبد به في صلاتك وقيامك واصطبر لعبادته، ولتكن به حالًّا مرتحلًا، فذلك مدعاة لدوام حفظه، وحضور تدبره، والقيام بين يدي الله به.
قال القاضي ابن عطية (ت:514): قرأ رجل القرآن على بعض العلماء، فلما ختمه أراد الرجوع به من أوله.
فقال له الشيخ: اتخذت القراءة عليّ عملا! اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به. «المحرر الوجيز»، (1/153).
هنا تكون استثمرت في حفظك، وأصلحت به عجلة صلاتك، وانتفعت به في تعبدك، وجلبت حضوره إلى ذهنك، وزينت به سلوكك.
الجهد الضخم الذي قدمته في حفظ القران الكريم لماذا أهدرته؟
الحلم الذي كنت تشتاق إليه لماذا بددته؟
الحفظ الذي سقيته بالسهر المتواصل والتكرار المضني، والمعاناة لماذا انصرفت اليوم عنه؟
أهكذا يصنع بالأهداف الكبيرة بعد تحصيلها؟
أهكذا تخبو الغايات العلى؟
•••
د. الخضر سالم بن حُليس.