قناةُ السّكندرِي للقراءَات وعلومِها

قَالَ العلامة إبراهيم السمنودي أبياتًا يومَ أَنْ بَنَى قبْرَهُ، ووَصَّى بكِتَابَتِهَا على قبرهِ للاعتبارِ والعِظَةِ:

يـا زَائِـرِيـنَ تــذَكَّــرُوا
وسَلُـــوا لنا حُسْـــنَ الثوابِ

بالأمـــسِ كُنَّا مِثْلَــكُمْ
واليــومَ صِـــرْنَا في الترابِ

منَّــا السعــــيدُ تَنَعَّــمَا
وأخُ الشــــقاوةِ والعَــــذَابِ

والكــلُّ يـرْجُــو رحمَةً
أوْ فـعــلَ خيــرٍ مــنْ مَثَابِ

والقـبـــرُ إمَّـا روضـــةٌ
أوْ وَقْـــدُ نــارٍ للعــــــــقـابِ

فـتــأَهَّبُوا لرَحــيلِـــكُمْ
وتـزَوَّدُوا قـــبلَ الـذهـــــابِ

إنْ لمْ يكُـــنْ نُطْــقٌ لَنَا
فالحالُ أَفْصَحُ في الخِطَابِ

بدعةُ (قـراءة الــوزن)

بعضٌ -هداهم الله- قد جاوزُوا الحدَّ وبالغوا في التصحيح للقارئ، فتنطّعوا وتعنتوا بذلك، ولم يتخذوا بين التساهل والتشديد سبيلًا..
ولم يفعلوا ذلك للتعليم فقط ليبلغَ القارئ غايةَ الإتقان؛ كما كانَ يفعل أبو عمرو الداني -عليه رحمة الله- وقالَ ذلك..
إنما هي طريقتهم ولا يعرفون غيرها في التصحيح، ولو قرأ عليهم متقنٌ لتنطَّعوا معه وعدّلوا مخارجَه، وربّما لا تمُرّ كلمة بسلام، ولقام من عندهم وهو يشعر بأنه لم يقرأ على أحد ولم يتعلم من قبل.
__

قالَ أبو عبد اللّه الزعفَراني:

"ومِن القراءِ المستأخرينَ نفرٌ أحدثوا قراءةً سموْها قراءةَ الوَزن، فأقاموا لأنفسهم بذلك سوقًا، وآذوا المتعلِّمَ إيذاءً شديدًا، وتعنتوا تعنتًا كبيرًا، وأوهموهُ أنهُ ليسَ يستدركُ ما قد استدركوهُ..
فكانَ المتعلِّمُ إذا سكَّنَ الحرفَ تسكينًا خفيفًا قالوا له: حركتَ.. وإذا بالغَ في التسكينِ قالوا: وقفتَ..
وإذا شدّدَ تشديدًا متوسطًا قالوا له: لم تحقِق..
وإذا بالغَ في التشديدِ قالوا: اتكأتَ عليهِ..
وإذا بيّنَ الألفَ بيانًا خفيفًا قالوا: لم تخرجْها من مخرجِها..
وإذا زادَ في البيان قالوا: نفختَ فيها..

إلى أشياءَ لهم يعنتُون بها المتعلِّم، وذلكَ كلّه مهجورٌ متروكٌ عندنا، لم يتعاطاهُ المتقدّمون ولم يسنوه، ولم يتعلموه ولم يعلّموه، بل كانت قراءتهُم محققةً غيرَ متجاوزةٍ للحدّ".ا.هـ

لماذا (فيهنّ قاصرات الطرف) أفضل منزلة من (حور مقصورات في الخيام)؟

قاصرات = اسم فاعل، مؤنث قاصِر.
أي: قصرت طرفها على زوجها باختيارها؛ ليست مأمورة، من محبتها له ورضاها به، فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره.

مقصورات = اسم مفعول، مؤنث مقصور.
أي: ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن، مأمورات أن يقصرْن على أزواجهن.

فجعل الله -عز وجل- المرأةَ التي تقصر طرفها وتمنع نفسها -باختيارها- من التبرج والتبذل لغير زوجها أفضل منزلة، وصفتها أكمل صفة من التي مُنعت وأُمرت بذلك فأطاعت.

مقرأة الوقف والابتداء (المجلس العاشر)

Live stream finished (1 hour)

Live stream started

الموعد ٩:٠٠م بتوقيت مكة المكرمة.
مصر: ٨:٠٠م.

البث سيبدأ بعد دقيقتين.
المقرأة تبدأ ٩:١٠م لاجتماع الناس.

Live stream scheduled for Nov 22 at 18:00

موعد المقرأة الليلة ٩:٠٠م بتوقيت مكة المكرمة.

قال الحسن البصري -رحمه الله-:
العامل على غير علمٍ كالسالِك على غير طريق، والعاملُ على غير علمٍ ما يفسدُ أكثر مما يُصلح، فاطلبوا العلم طلبًا لا يضُر بالعبادَة، واطلبُوا العبادةَ طلبًا لا يضر بالعِلم، فإن قومًا طلبوا العبادةَ وتركُوا العلمَ حتى خَرجوا بأسيافِهم على أمة محمد ﷺ -يعنى الخوارج-، ولو طلبُوا العلمَ لم يدلهم على ما فعلوا.

كسر همزة (إنّ) بعد القول لغة جمهور العرب، وهي الأفصح.

وفتحها مطلقًا لغة بني سُليم كما حكاها سيبويه.

والمذهب الثالث: الكسر إذا كان المنقول نصًّا من كلام القائل.
وتُفتح إن كان المنقول بالمعنى؛ إن أجري القول مجرى الظنّ.

وورد فتح الهمزة في قراءة الأعمش: {ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم أنما فتنتم به وأن ربكم الرحمن}.

وعلق أبو حيان قائلًا:
"وتخريج هذه القراءة على لغة ُسليم حيث يفتحون إن بعد القول مطلقا".

وأيضًا قراءة: {ولئن قلت أنكم مبعوثون من بعد الموت}.
وقراءة: {وإذا قيل أن وعد الله حق}.

ملاحظة:
من المعلوم عن مذهب البصريين أنه مذهب تحقيق، لا يأخذ ما شذّ من كلام العرب، ولو كان فتح الهمزة لغة شاذة؛ ليست فصيحة ما حكاها سيبويه ولا نقلها، ولنا في مناظرته مع الكسائي شاهد.

وللإمام حمزة الزيات سندان يتصلان بآل بيت رسول الله ﷺ، وهما:

١- قرأ على الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق وهو قرأ على أبيه محمد الباقر وهو على أبيه علي زين العابدين وهو على أبيه الحسين بن علي وهو على أبيه أبي الحسن علي بن أبي طالب وهو على رسول الله ﷺ.

٢- قرأ على حمران بن أعين وهو قرأ على محمد الباقر، بسنده السابق.

• وساق ابن الجزري إسنادًا إلى سُليم وهو عن حمزة، قال:
قرأتُ على أبي عبد الله جعفر الصادق القرآنَ بالمدينة، فقال: ما قرأ عليَّ أقرأ منك.
ثم قال: لستُ أخالفك في شيء من حروفك إلا في عشرة أحرف، فإني لستُ أقرأ بها، وهي جائزة في العربية، فذكرها.

تأتي كلمة (الخير) في القرآن الكريم على معانٍ، منها:
١- المال:
قال تعالى: {إن تركَ خيرًا الوصية}.

٢- الطعام:
قال تعالى: {قال ربّ إنى لما أنزلت إلىَّ من خيرٍ فقير}.

٣- القوة:
قال تعالى: {أهم خير أم قوم تبّع}.

٤- الحالة الجيدة:
قال تعالى: {إني أراكم بخيرٍ}.

٥- التفضيل:
قال تعالى: {أولئك هم خير البريّة}.

٦- العبادة:
قال تعالى: {وأوحينا إليهم فعل الخيرات}.

٧- القرآن:
قال تعالى: {وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرًا}.

٨- الأجر والثواب:
قال تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير}.

٩- الخيل:
قال تعالى: {قال إني أحببت حبّ الخيرِ عن ذكر ربى}.

١٠- الحور العين:
قال تعالى: {فيهنّ خيرات حسان}.

لن يكون طالبُ العلم فقيهًا بدون أصول الفقه.
ولن يكون مقرئًا للقراءات بدون أصول القراءات.
ولن يكون مفسّرًا بدون أصول التفسير.
ولن يكون محدّثًا بدون أصول الحديث.

ولن يكون طالبَ علم بدون اللغة العربية.

لن يتأتى العلم لطالبِه إلا بالتّدرج.

- التدرج في العلوم.
- التدرج في المستوى.

سواها تسمى عشوائية.

أرادَ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن يصلي بالليل..
فلما رأته امرأتُه أخذت بثوبِه وقالت: أينَ تقوم؟! علينا ليل..

فقال: اللهم إنهما اثنان وأنا واحد، فأعنّي عليهما.
يعني: امرأته والشيطان.