لم أتحدّث مع سائق السّيّارة بشأن الأجرة، ولم يكن لديّ مشكلة بالنّسبة إلى المال.
في وسط الطّريق وكنّا نجتاز الصحراء، مددتُ يدي إلى جيبي الأيمن لأتفقّد المال فلم أجده.. جيبي الأيسر خالٍ ايضاً.. جيب القميص خالٍ هو الآخر. قلتُ في نفسي: حتماً المال في الحقيبة. تفقّدت الحقيبة أيضاً فلم أجد مالاً.
إلتفتُّ إلى السّائق وقلتُ له: لو ركب معك مسافرٌ، وفي وسط الطّريق أخبرك أنّه لا يملك المال، فماذا تفعل؟
فقال: أنظرُ إلى وجهه ومظهره.
فقلتُ: الآن لنفترض أنّي ذلك الشّخص الذي حدث هذا له.
خفّف السّائق فجأةً من سرعته ونظر إليّ في المرآة وقال: لا يبدو عليك أنّك رجلٌ سيّء، سأوصلك!
✨إلٰهي!
طويتُ مسيرة حياتي معك معتقداً أنّ لي زاداً، أمّا الآن، فكيفما نظرتُ أرى أنّه ما معي شيء، وإنّي خالٍ خال.
فقط لي آهٌ وغصّةٌ أنّ عمري مضى عبثاً.
إلٰهي! أتوصلني؟! أم تتركني أترجّل ها هنا في وسط هذه الصّحراء؟!
إلٰهي وربّي مَن لي غيرك؟
مذكّرات الشّهيد مرتضى آويني