السيد أبو محمد @abu_muhammad110 Channel on Telegram

السيد أبو محمد

@abu_muhammad110


السيد أبو محمد (Arabic)

هل تبحث عن مكان يمكنك فيه الحصول على النصائح والإرشادات من شخص ذو خبرة واحترافية؟ إذاً قناة 'السيد أبو محمد' هي المكان المناسب لك! هذه القناة مدارة من قبل السيد أبو محمد، خبير في مجالات متنوعة مثل التنمية الذاتية، الصحة واللياقة البدنية، التغذية السليمة، والعديد من المواضيع الأخرى التي تهمك. ستجد في هذه القناة نصائح قيمة تساعدك في تحقيق أهدافك وتحسين جودة حياتك بشكل عام. سواء كنت تبحث عن طرق لتحسين لياقتك البدنية، إدارة وقتك بفعالية، أو تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، فإن 'السيد أبو محمد' هو الشخص المناسب لمساعدتك في هذا المجال. انضم اليوم إلى قناة 'السيد أبو محمد' على تطبيق تلغرام بالضغط على اسم المستخدم @abu_muhammad110 واستفد من المحتوى القيم الذي يقدمه السيد أبو محمد. لا تدع الفرصة تفوتك لتحسين حياتك وتحقيق أهدافك بدعم متخصص وموثوق به. نحن هنا لمساعدتك في كل خطوة على طريق التحسن والنجاح.

السيد أبو محمد

11 Feb, 18:57


سألتُ قُبيل أيَّامٍ عن مسألَةٍ علميَّةٍ في ملتقىً علميٍّ على "الواتساب" فلم يُجبني أحدٌ، وفي الملتقى الكريم مئة طالب علمٍ بين فاضلٍ و مُحصّلٍ أو يزيدون، ولعلَّ عندهم من الأشغال العلميَّة ما أذهلَهُم عن جوابيّ، أو لم يكن في السؤال فائدة، أو غير ذلك مما يُعذرُ فيه المؤمن فضلاً عن أن يكون طالب علمٍ فهو أولى بالعذر وأجدر بالتبرير.
ولقد خجلتُ من نفسي أن أُلقي سؤالاً فلا يُجيب عنه أحد، وهم لا شكَّ مشغولون ومعذورون، فقلتُ في نفسي: لِم لا أبحث المسألة بنفسي؟
ليس ينقصُني الوقت، ولكن تنقصُني الهمَّة، فأنا أنام بعد المجيء من الدَّوام نحو ثلاث ساعاتٍ متعذرِّاً بالخمول، والغُدَّة الدَّرقيَّة، فشمَّرتُ عن ساعد الجدِّ وكشفتُ عن ساق الهمَّة، وتترَّستُ بدرع الصبر على مكاره البحث، ولبستُ ثوب الشوق إلى لُقيا السطور، فخرجتُ بنتائج ما كنتُ سأخرج بها لولا القيام على البحث بنفسي.
والعجيبُ أنَّ الطبيب منعني عن حبوب الثايروكسين لمدَّة ما يقرب من ثلاثة أسابيع لغرض أخذ سونارٍ للرَّقبة، والمفروض أنّي أكون أكثر خمولاً فإذا بي أنام ليلة أمس مع نهارها نحو خمس ساعاتٍ لا أكثر، وأنا المُعتاد على نوم الظهر من سنين لساعاتٍ لم أنم اليوم والأمس عند الظهيرة، فقد أكسبني طلب الحقيقة دفعةَ حماسة، وكستني همَّة النتيجة ثوب قوة.
وصرتُ أعجبُ من أولئك – وهم يتمثَّلون أمام مُخيَّلتي – ممَّن يمتلكون الفراغ من الوقت، والكثير من المال وقد كفاهم الله تعالى مؤونة العيش بالغِنى، ومشقَّة السَّعيّ بالرزق لم لا يلوذون بأقلامهم يصولون بها على قراطيسهم، ولم لا يخلون إلى سطورهم التي في طروسِهم.
ولقد وددتُ لو أنَّ لي وقتاً مثل أوقاتهم لأنشغل بما انشغلوا عنه من المباحثة والمُدارسة، وندمتُ على أنني استسلمتُ لآثار المرض الذي ألمَّ بي من قبل، وشفاني الله منه من بعد، مُبكِّراً من غير أن أشهِر في وجهه سيف إرادة، فرفعتُ أمامه راية استسلام.
والحمد لله على منّه وعطائه.

السيد أبو محمد

05 Feb, 17:49


صفحاتٌ مشرقةٌ من الحوزة العلميَّة ح4
السيد محسن الحكيم، ومستمسك العروة الوثقى.
لستُ ممَّن يُعرِّف بكتاب "مستمسك العروة الوثقى" للسيد المُحسن الحكيم، فذلك من شأن الكبار، ومنهم الشيخ محمد جواد مغنية الذي وقف في حيرةٍ من أمره أمام عبارته ومحتواه العلميّ فقال في كتابِه "مع علماء النَّجف الأشرف" ص123 (ومن يتتبَّع المستمسك يقعُ في حيرةٍ من أمره، أهو مطوَّلٌ أم مختصر؟ والسرُّ أنَّه لا يُوجد فيه حشوٌ وتطويلٌ بلا طائل، وفي نفس الوقت يجده مُتخماً بالعلوم والإحصاءات، زاخراً بالتحقيق والتدقيق"
وهذه العبارة هي التي يسمُّونها بالعبارة العلمائيَّة، رداء اللفظ على قياس هيكل المعنى، فلا تجد اللفظ زائداً على المعنى فيجرّر أذياله، ولا ناقصاً عنه فيكشف ساقيه.
والسيد الحكيم ابن بجدتها وأبو عذرها.
وقصةُ تأليفه تُعدُّ من آيات الصبر الكاتب، وقصة تسميته تُعدُّ من كرامات الكتاب.
لقد كان السيد الحكيم - قُدِّس سرُّه - فقيراً، تعوزه المصادر، فكان يذهب إلى أحد العلماء ليستعير منه مصادر كتابه، واشترط عليه ذلك العالِم أن لا يُغادر المكان حرصاً على كُتُبه، فكان السيد - قُدِّس سرُّه - يجلس عند عتبة دار ذلِك العالِم وينظم لآلئ حروف قلمه على جِيِدِ صفحات كتابه، ويزرع بذور بناتِ أفكارِهِ، على سطورِ مداد يراعه، فاستوى المستمسك على سوقه وغدا في الدورات الفقهيَّة مثل قطعةٍ من ذهبٍ في صندوقٍ من الجواهر.
وكان بعضُ النَّاس – ولربَّما من دافع الحسد – يُوبّخ السيد الحكيم - قُدِّس سرُّه - ويستهزئ بكتابه له: أنت أسأتَ إلى حوزة النَّجف الأشرف، فبعد مكاسب الشيخ الأنصاريّ تأتي أنت لتكتب المستمسك!!
ماذا كان ردُّ السيد الحكيم؟
هل قال له: إنَّ كتابات الشيخ الأنصاريّ - قُدِّس سرُّه - كانت ترديداً لكلمات الآخرين وأنا جئتُ بشيءٍ جديد؟
هل قال له: إنَّ مكاسب الشيخ الأنصاري لا تواكب العصر، فلم تزل تتكلَّم في بيع العذرة والنَّاس ونحن نعيش في عصر الذرَّة والصاروخ؟ [كان القرن الماضي يُسمَّى عصر الذرَّة والصاروخ]
كلا، قال بكلِّ تواضعٍ وأدب: ومن أين لي أن أكتب كالمكاسب؟
هذا مع أنَّ المستمسك شيءٌ في الكتب عجيب، يقول الشيخ الفقيه في كتابه "حجرٌ وطين" ما مضمونه: "إنَّ من الفقهاء من يُحسن الدخول في المسألة ولا يُحسن الخروج منها، كصاحب الحدائق، وإنَّ منهم من يحسن الخروج منها ولا يحسن الدخول فيها كصاحب الجواهر، وإنَّ منهم من يُحسن تحرير النزاع وليس له تحقيقاتٌ عظيمة كصاحب المدارك، وإنَّ منهم من يُحسن التحقيق، ولكن مستمسك العروة الوثقى يُحسن الدخول في المسألة العلميَّة والخروج منها، وتحرير محلّ النزاع، والتحقيق الرشيق"
وزد عليه: العبارة العجيبة، كما قال الشيخ مغنية.

السيد أبو محمد

05 Feb, 17:49


حقارةُ حاسد!!
كانت بحوث الخارج تُلقى على متن كتاب التبصرة للعلامة الحليّ، أو شرائع الإسلام للمحقق الحليّ، والمحقق الحليّ خال العلَّامة الحليّ وكلاهما أشهر من علمٍ في رأسه نار.
وكان هناك كتاب اكتمل بدرُ تمامه على أفق الفقاهة ألا وهو كتاب "العروة الوثقى" للسيد محمد كاظم اليزديّ - قُدِّس سرُّه - فيه فروعٌ فقهيَّةٌ كثيرةٌ ولا أذكر أين قرأتُ أنَّ السيد اليزديَّ قال: من يأتني بفرعٍ فقهيٍّ جديدٍ أعطه ديناراً.
وكأنَّه استوعب كثيراً من الفروع في الأبواب التي صنَّفها فيه،
هذا الكتاب أول من شرحه شرحاً استدلالياً – أي: يشرح المسألة الفقهيَّة مع الدليل – هو السيد الحكيم - قُدِّس سرُّه - وشرَع الباب لمن بعده من الفقهاء والمراجع في شرحه، فهو - قُدِّس سرُّه - الفاتحة في قرآن شرَّاح العروة.
ولكنَّ متمرجعاً زوَّر شهادة اجتهاده على استاذه السيد كاظم اليزديّ - قُدِّس سرُّه - وكان من أصدقاء البلاط الملكيّ أراد أن يطمس معالم المستمسك فأشاع في النَّاس أنَّ فيه انكاراً لضروريات المذهب، ولعلمكم إنَّ إنكار الضروريّ إذا رجع إلى تكذيب صاحب الرسالة – صلى الله عليه وآله – يُحكم عليه بالكفر؛ لأنَّه مرتدٌّ وعقوبته القتل، وكتب كرَّاساً في ثماني صفحاتٍ بعنوان "أباطيل الحكيم"
ولقد سمعتُ من بعض السّادة المحانيَّة الأجلاء المؤمنين قبل نحو عشرين عاماً أنَّ من التُّهم التي وُجِّهت للسيد الحكيم - قُدِّس سرُّه - أنَّه يقول بجواز الاستنجاء بالأجسام المحترمة كالخبز!!
ولكن، كما قال أبو تمَّام:
وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْـــــــــــرَ فَضيلَةٍ *** طويــتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ **ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ
فقد قرأ فضلاء الحوزة وعلماؤها كتاب المستمسك ليعرفوا حقيقة القول، وللاطلاع فإذا بهم أمام مرآةٍ صافيةٍ تعكس فقاهة صاحبها، وخزانةٍ من المعارف مملوءةً بالتحقيقات الفريدة فزاد إعجابهم بالمستمسك، وبصاحبه، وضوَّع عطرُ نظرياته في ربيع الحوزة العلميَّة، فإذا نسيمُهُ يهبُّ على كلِّ حلقة بحثٍ بأطيب ريح.
وأريد أن أذكّرك بصفات المتمرجعين الثلاثة:
الأولى يزوّر إجازة اجتهاده،
والثانيَّة: يحسد العلماء العاملين، يكتب فيهم كذباً وبهتاناً، وتكون عاقبة أمره أن يخذله الله ويرفع الفقهاء العدول. الثالثة: تكون له علاقةٌ مريبةٌ مع السلطات
الاستخارة في الكتاب
حين دفع السيد الحكيم - قُدِّس سرُّه - الكتاب للمطبعة أراد أن يُسميه، فالكتاب للكاتب كالابن للأب، لا بُدَّ أن يُحسن تسميَته، فاستخار الله في ذلك فخرجت كريمةُ قوله تعالى :( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
فانظر إلى صدق الخيرة،
الكتاب المشروح اسمه "العروة الوثقى"
والشارح: اسمه محسن
فكان من ذلك المستمسك، وكان عاقبة أمره أن صار من خير الدورات الفقهيَّة بشهادة العلماء الكرام، ومن باب الاحترام يُناقش رأيه فانظر في منهاج الصالحين للسيد الخوئي مبحث "رؤية الهلال" يذكر مستمسك العروة.

السيد أبو محمد

02 Feb, 08:44


نُبارك للمؤمنين جميعاً سطوع نور الإمامة من مصباح النبوَّة، تلك الثمرة اليانعة من شجرة الرسالة التي تؤتي أكلّها كلَّ حينٍ بإذن ربّها.
وهنا روايةٌ جميلةٌ تُنبيك عن عظمة الإمام الحسين – عليه السلام – يقول – صلواتُ الله وسلامه عليه -: " دخلتُ على رسول الله – صلى الله عليه وآله- وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله -: مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرضين.
قال له أُبي : وكيف يكون يا رسول الله – صلى الله عليه وآله -زين السماوات والأرضين أحدٌ غيرك ؟
قال: يا أُبَيْ! والذي بعثني بالحق نبياً، إنَّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض.
تعالوا نتأمَّل في الحديث، نلاحظ أنَّ الإمام – عليه السلام – قبل أن يبدأ بالسَّلام – تلقَّاه رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالترحاب؛ إعظاماً لشأنه – عليه السلام – واحتفاءً به.
وكونه – عليه السلام – زين السموات والأرض لا يُنافي كون آبائه وأبنائه المعصومين – عليه السلام – كذلك، فإثبات الشيء لا ينفي ماعداه.
وكأنَّ أُبي استعظم هذا الأمر؛ لذا جاء رسول الله – صلى الله عليه وآله – على صدقِهِ – بالمؤكّدات القسم بالله تعالى و "إن" التوكيد بأنَّ الإمام الحسين – عليه السلام – وإن عرفتم من عظمته ما عرفتم، ولكن هو في السماء أكبر منه في الأرض، فما أقوله في حقّه قليلٌ.
ولربما لو أراد رسول الله – صلى الله عليه وآله – أن يصف الإمام الحسين بحقيقة وصفه لما احتملنَّا ذلك.
مبارك لكم طلوع الفجر الصادق من رحم العصمة، وهنيئاً لنا بالشفيع في الدنيا والآخرة.

السيد أبو محمد

01 Feb, 17:57


كلُّنا طلبة الشيخ الحائريّ!
الشيخ عبد الكريم الحائريّ، هل تعرفونه؟
لمن لا يعرفه هو لحوزة قُم المقدَّسة كالشيخ الطوسيّ لحوزة النَّجف الأشرف.
دعني أزيدُك، أليس الشيخ الطوسيّ هو من أسَّس حوزة النَّجف الأشرف؟
كذلك الشيخ الحائريُّ هو من أسَّس حوزة قم المقدَّسة.
وهل تعرف السيد حسين البروجرديّ؟
دعني أقرّب لك الفكرة مرَّةً أخرى، كان مرجع الطائفة في وقته السيد أبو الحسن الأصفهاني، ولكن زعيم الحوزة العلميَّة الميرزا النائينيّ.
الميرزا النَّائيني لم يكن يحضر درسه إلَّا من أتقن السطوح والمقدّمات إتقاناً تامَّاً، فمن طلبته السيد محسن الحكيم، السيد الخوئي، الشيخ الأميني صاحب الغدير، الشيخ محمد رضا المظفر مؤلف المنطق، السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان، الشيخ حسين الحليّ، السيد حسن البجنوردي صاحب القواعد الفقهيَّة وأغلبهم مراجع دين، وكلّهم أعلام مذهب.
وبعد ذلك، في حوزة النَّجف الأشرف، كان مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، ولكن زعيم الحوزة العلميَّة هو السيد الخوئي، بمعنى أنَّه هو محور الدرس والتدريس فيها.
وتلامذته السيد السيستاني، السيد محمد باقر الصدر، الشيخ الوحيد الخراسانيّ، الشيخ الفياض، الشيخ بشير النَّجفي، السيد محمد سعيد الحكيم، وغيرهم كثيرٌ جدَّاً.
كذلك، كان السيد البروجردي زعيم الحوزة العلميَّة في قم، يعني هو محور الدرس والتدريس، ومن تلامذته السيد الخمينيّ، والسيد السيستاني وكثيرٌ من مجتهدي قم المقدَّسة.
اعتقل الطاغية المقبور محمد رضا بهلوي "الشَّاه" السيد البروجردي وسجنه في سجن قيادة الجيش الإيراني في طهران، وبقي السيد مئة يوم.
هناك زاره الشاه في السجن، وقال له: ماذا تريد؟ أيُّ شيءٍ تريده ننفذه لك.
لكن السيد رفض أن يطلب منه شيئا.
ألحَّ الشاه على السيد، قال له السيد: هؤلاء الجنود المساكين حصَّتهم من الطعام قليلة، زد من طعامهم!
كبُر على الشَّاه أن يرفض السيد طلبَ شيءٍ منه يخصُّه، وطالب – بعد إلحاحٍ من الشاه – أن يُزيد من طعام الجنود.
أُطلِق سراح السيد بعد مئة يوم، ولكن لم يُسمح له بمغادرة طهران، فبقي رهيناً فيها، وجاء به الشَّاه إلى قصر "المرمر" وأراد أن يضرب أسفيناً بين السيد البروجرديّ والشيخ عبد الكريم الحائريّ، فأظهر احتراماً بالغاً للسيد، وقال له: إذا أراد طلبة حوزة قم شيئاً فليبعثوا حاجاتهم برسائل عن طريقكِم، وليس عن طريق الشيخ!!
كان الشَّاه يذكر الشيخ الحائريّ باستصغار "الشيخ" في حين يذكر السيد بكلّ إجلالٍ ووقار، يريد أن يشعل نار الحسد في قلب السيد على مكانة الشيخ عسى أن ينازعه على المرجعيَّة، ولكن السيد كان أتقى لله تعالى، فقال للشَّاه بكلِّ شجاعةٍ وإيمان: كُلُّنا طلبة الشيخ الحائريّ، لن ترسل أيَّة رسالة إلَّا عن طريقه لو احتجنا إليك.
هذه صورة مشرقة من صور الحوزة العلميَّة في نكران الذات، والعمل لله تعالى فقط وفقط.
إذا أعجبتك القصة انشرها حتى ولو باسمك، جزيت خيرا.

السيد أبو محمد

28 Jan, 17:05


انتظم عِقدُ النبوَّة بهذه اللؤلؤة الفريدة، واتَّسق نّضْدُ الرسالة بذاك الجوهر اليتيم، لقد كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – بين الأنبياء كواسطة العقد، ما صيغت هذه القلادةُ إلَّا لأجل تلك الدُّرَّة اليتيمة، هي أول الفرطِ وجوداً، وآخره انتظاماً، وبه تتمُّ إشراقة شمس الرسالة على أفق البِعثة.
فهو الخاتم لما سبق من الأنبياء، والفاتح لما استُقبِل من الأئمَّة، والمهيمن على ذلك كلّه.
فكما كان خاتم الأنبياء اسمه محمد – صلى الله عليه وآله – كان خاتم الأئمَّة كذلِك، ولفظ "محمد" صلى الله عليه وآله بالنّسبة إلى باقي اسمائه، كلفظ الجلالة بالنسبة إلى سائر اسمائه تعالى، فكما أنَّ لفظ الجلالة جامعٌ لصفات الجمال والجلال وفيه تنطوي سائر الأسماء كما تنطوي اشعة القمر في القمر، كذلك هذا الاسم الذي هو المبالغة في الحمد، ف (محمد) ما وقع الحمدُ من غيره عليه، ولكن هذا الوقوع لو كان مرةً واحدة لسُمِّيَّ (محموداً) ولكنَّه وقع عليه مراتٍ متعددة لذا سُمِّي (محمَّدا) على صيغة المبالغة، وخرج هذا اللفظ من الوصفية الى العلمية عليه صلى الله عليه وآله .
أمَّا (أحمد) فهو الذي وقع الحمدُ منه على غيره، ولكن ليس لمرةٍ واحدة، وإلاَّ كان اسمُهُ (حامدا) بل إنَّ الحمد وقع منه على غيره - وهو الله تعالى - مراراً كثيرة؛ لذا جيء به على صيغة افعل التفضيل أي الذي هو أحمد من غيره؛ لذا سُمِّي (أحمد) صلى الله عليه وآله.
كان – صلى الله عليه وآله – وهو في السابعة والثلاثين من عمره الشريف يأتيه آتٍ في المنام يقول له: يا رسول الله!
حتى إذا أتمَّ الأربعين جاءه جبرئيل – عليه السَّلام – فعلَّمه الوضوء والصلاة.
نزل الوحيُ من السَّماء: اقرأ، كانت الآيات الأولى من سورة العلق التي عدَّتُها تسع عشرة آية.
ونزلت سورة الحمد كاملةً من كنوز الجنَّة ليس لها نظير، فلا تعجب إن قيل لك: إنَّ أول سورةٍ نزلت هي الحمد، أو العلق، فما من منافاة، يقصد بالأولى أول سورةٍ كاملةٍ أنزلت، وفي الثانية أول سورةٍ غير كاملة.
وهو – صلى الله عليه وآله – نبيٌّ وآدم بعدُ بين الماء والطين، لم يُخلق بعد، ولا نفخت فيه الروح، ولا سجد له الملائكة.
ولكنَّه في السابع والعشرين من رجبٍ بُعث بالرسالة، فكان خاتَم النبيين، أي آخرهم، وقيل بل زينتهم، كما تتزيَّن الاصبع بالخاتِم تتزيَّن الأنبياءُ به – صلى الله عليه وآله –
ثمَّ بعد ذلك بثلاث سنين نزل عليه القُرآن الكريم في شهر رمضان، فبدء البعثة غير نزول القرآن بصفته كتاباً سماوياً، فبدء البعثة في رجب، يوم الاثنين، ونزول القرآن الكريم في ليلة القدر، ونزل فيها قوله تعالى: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ"
عن عبيد الله بن علي الحلبي قال :
"سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول: مكث رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله تبارك وتعالى ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله -عزَّ وجلَّ - أنْ يصدع بما أمره به ، فأظهر حينئذٍ الدعوة) .

السيد أبو محمد

26 Jan, 16:55


المتمرجعُ الخبيث!
أرفع إلى سيدي ومولاي صاحب الزمان – عليه السلام – آيات الحزن والأسى بشهادة جدِّه الإمام الكاظم – عليه السَّلام – وإلى مراجع الدين الأعلام والمؤمنين جميعا.
حذا الإمام الكاظم – عليه السلام – حذو أجداده الكرام في محاربة المتمرجعين.
فقد نَظَرَ أبوه الإمام الصادقُ – عليه السَّلام - إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ -فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَهُمْ حَلَقٌ فِي الْمَسْجِدِ- فَقَالَ:
"هَؤُلَاءِ الصَّادُّونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ بِلَا هُدًى مِنَ اللَّهِ وَلَا كِتَابٍ مُبِينٍ.
إِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَخَابِثَ لَوْ جَلَسُوا فِي بُيُوتِهِمْ فَجَالَ النَّاسُ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً يُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله حَتَّى يَأْتُونَا فَنُخْبِرَهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله".
ومعنى الحديث: أن الإمام – عليه السلام – كان قد دخل البيت الحرام – مكَّة المكرَّمة – فنظر إلى المسجد فوجد أبا حنيفة وسفيان وهم في حلقةٍ مستديرةٍ يُفتون النَّاس، فقال: هؤلاء الذين يصدُّون عن سبيل الله؛ لأن الإمام المعصوم هو السبيل إلى الله فإذا نزا على سدَّة الفتوى متمرجعٌ فإنَّ الناس يرجعون إليه ولا يرجعون للمعصوم – عليه السلام – فيكون ذلك صدَّاً عن سبيل الله تعالى.
وتأمَّل كيف وصفهم الله تعالى على لسان المعصوم – عليه السلام – بالأخابث، والأخبثان في الروايات البول والغائط لأنَّهما أقذر النجاسات، والأخابث جمع الأخبث وهو الذي فيه مبالغة في الخبث، وكونهم أخبث النَّاس لأنهم يتعدَّون حدود الله ويفتون بلا هدىً و لا كتابٍ منير، وينزون على سُدَّة المعصوم – عليه السلام – والمتمرجع من جنسهم القبيح للعلَّة نفسها.
فهو ليس خبيثاً، بل أخبث كالبول والغائط.
ومهما بلغ مقلّدو المتمرجع فلن يكون أكثر من مقلّدي أبي حنيفة وغيره، ولكن مهما كثر مقلّدوه فلن يكون مرجعاً عن الله تعالى والمعصوم عليه السلام، سيكون متمرجعاً شيطانيَّاً، والفرق بينه وبين المعصوم والمرجع الحقيقي، أنَّ المعصوم نصبه الله تعالى علَمَاً للنَّاس، والمرجع الحقيقي نصبه الإمام – عليه السلام – مرجعاً للعَوَام، والمتمرجع زيَّنه الشيطان للمغفلين، وبائعي دينهم بدنيا غيرهم.
والعجيب، أنَّ أفواههم النتنة تصرخ ليلَ نهار: لماذا لا تتكلَّم حوزة النَّجف الأشرف بالحق والحقيقة؟
وحين يبيّن فضلاؤها واساتذتها حقيقة المرجع المزيَّف صاحوا: هذه فتنة، هذا حسَدٌ، ذاك افتراء، مثلهم مثل مشركي قريش لما طلبوا من الرسول – صلى الله عليه وآله – المعاجز وجاء بها كذَّبوها حتى لو أنَّ الله تعالى فتح لهم باباً إلى السماء يعرجون فيها لقالوا: "إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ"
المجتهد الجامع للشرائط لا يضرُّه من راغ عن تقليده، كما لا يضر اللهَ تعالى من يعبد الصنمَ، ولا يضر الرسول – صلى الله عليه وآله من يتّبع مسيلمة، ولا يضرُّ الإمام المعصوم من يستفتي أبا حنيفة، إنَّما تضرُّ براقش نفسها، وعلى نفسها جنت براقش.
وفي الرواية: "إنَّ أهل الحق إذا دخل عليهم داخل سرُّوا به، وإذا خرج عنهم خارجٌ لم يجزعوا عليه، وذلك أنَّهم على يقين من أمرهم.
وإنَّ أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به وإذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شكٍّ من أمرهم، إنَّ الله جل جلاله يقول: " فمستقَرٌ ومستودَعٌ "
والإمام الكاظم – عليه السلام – تصدَّى لهارون العبَّاسيّ لما نصب نفسه خليفةً لرسول الله – صلى الله عليه وآله – بحجَّة القرابةحين قال له: السلام عليك يا ابن عمّ!
فقال الإمام الكاظم – عليه السلام – السلام عليك يا أبتاه "مضمون الرواية" فألقم المتمرجع العباسيَّ حجراً غصَّ به حلقوم حجَّته، إن تكن أنت الخليفة للقرابة فأنا أولى منك بالخلافة لأنني ابن رسول الله – صلى الله عليه وآله – فبهت الذي كفر.

السيد أبو محمد

25 Jan, 10:29


التقيتُ قبل مُدَّةٍ شابَّاً مُتديناً, وجرَّنا الحديثُ إلى مواضيع شتى, وأخبرني أنَّهُ يُصلي صلاة الليل, وصدَّق النُّورُ الذي يتلألأ في قسمات وجهه, القولَ الذي نطقت به شفاهه, ولكنِّي حزنتُ له جداً,إذ إنَّه فشل في اجتياز الصف السادس الاعدادي ثلاث سنين متتالية.
وهذا حالُ كثيرٍ من شبابِنا المُتدينين, قمةٌ في الإيمان, وقاعٌ في العلم, وأنت تعلم أن الإيمانَ بلا علم لا يملك أدوات الإقناع, وقد يكون - هو نفسه - عرضةً للضياع حين تثورُ رياح الشك في قلب الإنسان, وتعصف بالقناعات القائمة على الوراثة والتربية.
لو كان هذا الشابُّ وأمثالُه يعونَ قيمة العلم لعلموا أنَّه قد يكون متعيِّناً عليهم طلبه - طبعاً هذه يُحددها الفقيه لا أنا - والسرُّ في ذلك أنَّ أنواع المتلقين لمعارف الدين ثلاثة:
الأول: من وصل إلى مرحلةٍ عاليَّةٍ في العلم الدينيِّ أو الحوزوي - عبِّر ما شئت - وهم يُدرِّسون كتب العقائد المتخصصة في الحوزة, ولكن يلتمسون فوائد علميَّةً راقية من لفتةٍ تفسيرية, أو نُكتةٍ في حديث, من فضلاء الحوزة وأساتذتها المحترمين, والفضلاء يعتبرون ذلك كنزاً ثميناً فلا يلقونه إلَّا عند أهله الفاهمين لدقائقه ورقائقه, وهم إذا استمعوا إلى خطيب منبر,أو إمام محراب, فهم في الغالب يطلبون الثواب ويبتغون الأجر, ولا يتوقعون فائدةً علمية,أو كنزاً معرفيا.
الثاني: وهم الكثرة الكاثرة من المجتمع, والأغلبية السَّاحقة منهم, من شيوخٍ وعجائز, وطبقاتٍ مسحوقة فقيرة من التعليم, مجدبةٍ من المعرفة, ولكن هم في الأعم أصحاب الفطرة السليمة, والنيَّات الخالصة وتكونان شافعاً لهم من التزلزل, وحصاناً من الريب والشك, ويؤثِّر فيهم الخطيب لأنَّهم لا يزالون يحترمون العمامة ويعتبرونها رمز النزاهة, ويقدِّسون الخطيب ويرونه مرآة الرسالة, والخطباء - أعزَّهم الله - لا يزالون يرفدونهم بنمير معدن الوحي, وزلال أرباب العصمة.
الثالث: الشباب المثقف, وخصوصاً الجامعيَّ منه, وهم وإن لم يكونوا الأكثرية الساحقة, ولكنَّهم الوسط الفاعل في المجتمع, ومن به تنقلب موازين البلد,إن خيراً فخير, وإن شراً فشر.
هؤلاء نجح الأعداءُ - إلى حدٍّ ما - في تشكيكهم بالخطباء العاملين, والعلماء الربانيين فلم يعودوا يسمعون لهم في كثيرٍ من الأحيان.
أضف أن البعض من الفضلاء وإن كان يملك علماً زاخراً, ومعرفةً ثرَّة, ولكنه فقيرٌ في أساليب الخطاب, وطرائق التواصل, فلا يصنع شيئاً معهم فكأنَّه يتكلَّم لغةً أخرى,أو أنَّهم قومٌ من الصمِّ.
ومن كان من الفضلاء من يستطيع التكلُّم معهم بلغتهم ليس لديه الوقت الكافي لانشغاله بتربية الطلاب, والتأليف, والدرس, والتدريس.
ما هو الحلُّ إذن؟
أن يقوم هذا الشابُّ المؤمن بالانهماك في الدَّرس العلمي الجامعيّ, فيكون طبيباً, ويصير مهندساً, أو استاذاً جامعيَّاً هذا الطبيب,أو المهندس,أو الاستاذ هم الأقدر على مخاطبة الشباب الحائر بلغتهم, ودفع عواصف الشك التي تتقلقل في صدورهم, ووأد بذور الفتن التي تُزرع في عقولهم, وإخماد نيران الريبة التي تُسجر في قلوبهم بلغتهم العلمية الهادئة, وخطابهم السلس المقبول؛ لأنهم يمتلكون عوامل النجاح الثلاثة : حرقة الإيمان التي تُلهب نار الغيرة على دينهم, والعلم الذي يقيم شاخص البرهان في ساحة خطابهم, ولغة التواصل التي يُقنعون بها مستمعيهم, فيردُّون بدليلٍ من علم الأحياء كثيراً من الطلاب عن الشك في الله إلى جادَّة التوحيد, ويُثبِّتُون ببرهانٍ في علم الكيمياء الغفير من المترددين الحيارى على سبيل الإستقامة.
ففي كلِّ مجالٍ من مجالات الحياة الجامعية شاهدٌ على الله تعالى, في الطبِّ, والهندسة, وجسم الإنسان والفلك, وحتى في اللغة.
فالأستاذ الجامعي يؤثِّر كثيراً في طلابه؛لأنَّهم يجدونه شاخصاً علميَّاً ضخما يؤمنون بقامته.
وليس معنى هذا أن يكون الاستاذ الجامعيُّ بديلاً عن الحوزة والفاضل منها, بل هو يعمل تحت نظرها, ويستمد ثقافته الدينيَّة من علومها, فيرجع إليها عند وقوعه في العويص من المعضلات, والمشكل من المهمات, والتعاون بين المثقف الجامعيّ والحوزة من أجل تفعيل المسؤولية التضامنيَّة في الدفاع عن حياض الإسلام عقائدياً ومعرفيَّا.
فما على الشابِّ المؤمن أن يترقَّى علمياً فيرتقي بمريديه من طلبةٍ وتلاميذ إلى آفاقٍ عالية ويكون مصداقا لمن هدى الله به رجلاً واحداً ويكون ذاك خيراً له مما طلعت عليه الشمس, من الدنيا وما فيها؟

السيد أبو محمد

20 Jan, 08:57


وتسألُني عن سجود السهو ما هو، ومتى هو، وهل له من شروط؟
وجواب سؤالك أنَّه نوع تداركٍ لما فات من صلاتك، وله شروطٌ خاصة، وكيفيةٌ معيَّنة، وموارد مخصوصة، فهلُمَّ معي في رحلةٍ قصيرة مع هذا السجود.
وسأدخل بيت الموضوع من بابه، فتعال معي نستفهم عن شروطه الفقهاء الأعلام، إنهم يقولون لك إنه يُشترطُ فيه ما يُشترط في الصلاة من أمور.
ولكي نفهم هذا الأمر نسألُ الفقهاء ما شروط الصلاة؟ وجوابهم:-
أيُّ الشروط تريدون؟
فمنها ما يعود إلى بدن المصلي من حيث طهارته من الخبث والحدث، ومنها ما يعود إلى لباس المصلي من حيث كونه طاهراً غير نجس، ومباحاً غير مغصوب، وساتراً غير كاشفٍ عورة،
ومنها ما يعود إلى مكان المصلي من حيث كونه طاهراً لا تسري إليه النجاسة السارية، ومباحا، ومنها استقبال القبلة وغير ذلك، وكلُّ أولئك كان في سجدة السهو مطلوبا.
كيفيته.
1- النية.
وبما أن سجود السهو عبادة (والعبادة ما تجب فيه النية متقرباً بها إلى الله تعالى) فلا بُدَّ فيه من النية،
وهنا ملاحظة: لا يجب التلفظ بالنية لأنها أمرٌ قلبي، يكفي الدَّاعي إلى السجود و محركيته نحوه نية، فأنت لو أردت الذهاب إلى عملك لا تقول متلفظا: سوف أذهب إلى عملي لكسب لقمة العيش والنفقة على عيالي، فمجرد ارتداء ملابسك، وخروجك من البيت الى الشارع كاشفٌ عن نيتك في الذهاب للعمل وتحريكك له.
ملاحظة ثانية: لا يجب فيه التكبير.
2- وضع الجبهة على ما يصحُّ السجودُ عليه.
وتسألني: وما يصحُّ السجود عليه؟
وجوابه:- الأرضُ ونباتُها، مما لا يؤكلُ منه ولا يُلبس بحسب العادة، وكذلك القرطاس على أن يكون مصنوعاً مما يصح السجود عليه كالمصنوع من الخشب وسعف النخيل على قول،
وهناك قولٌ آخر وهو مختار السيد الخوئي قدس سره، وهو انه لا يشترط أن يكون مصنوعاً مما يصح السجود عليه، فله أن يسجد على القرطاس المصنوع من القطن أو الحرير، أو الصوف وغيره.
3- الذكر، وهو أن تقول:- بسم الله ،وبالله، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته.
ثم – بعد أن ترفع رأسك من السجود، وتجلس بين السجدتين، تسجدُ مرةً ثانيةً كالأولى، وتجلس، وتتشهد، وهنا – في التشهد – اختلف الفقهاء فيما بينهم في كيفيته،
فمنهم كالسيدين الخوئي – قُدِّس سره – والسيستاني – دام ظلُّه - من أوجَبَ احتياطاً أن يكون التشهَّد كتشهد الصلاة، ومنهم من قال غيره، وصورته:- (أشهدُ أن لا إله إلاَّ الله، وأشهدُ أنَّ محمداً رسول الله، اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد)،ثم تسلِّم تسليماً مختصراً وهو أن تقول:- السلام عليكم.
4- موارده.
عندنا نوعان من التروك والأفعال،
منها ما يفعلها المصلي أو يتركها نسياناً أو سهواً فتبطل بذاك الترك وهذا الفعل صلاته، مثل ترك تكبيرة الإحرام نسياناً، أو فعل الزيادة فيها، أو في الركوع،أو السجدتين سهوا، وهذا لا سجود سهوٍ فيه.
وعندنا نوعٌ من التروك والأفعال غفلةً وسهوا مما له تدارك، ولأجله يكون سجود السهو، وهو
أ‌- أن يتكلَّم سهواً بكلامٍ له دلالة.
تقول:- إني صليتُ على النبيِّ صلى الله عليه وآله، في غير موضع الأذكار، أو تلوتُ قرآناً في غير موضع القراءة، أو قلتُ سبحان الله، فهل يُبطل هذا الصلاة؟
وجوابه: الصلاة ذكرٌ ودعاء، ولا توجبُ هذه الأمور بطلان الصلاة فضلاً عن كونها توجب سجود السهو، هذا إذا كنت تقصد بها الذكر والقران، والدعاء، والا فهو مبطلٌ على رأي السيد الخوئي - قدس سره -
وتقول أخرى:- إني تأوَّهتُ، وتنحنحتُ، فهل تبطل صلاتي بذلك؟
وجوابه:- أن هذه الأمور لا تبطل الصلاة لو صدرت عن عمد، فكيف لو صدرت سهوا؟ وخذها قاعدةً فقهية:- ما كان عمده لا يضرُّ، فسهوه لا يوجب السجود.
ب‌- السلام في غير موضعه.
لو جئتَ بإحدى الصيغتين
(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) أو (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) في غير آخر الصلاة، سهواً تصلي سجدتي السهو.
تقول:- لِم خُصَّت هاتان الصيغتان بالذكر دون الثالثة، اعني قولهم (السلام عليك أيها النبي....)؟
وجوابه:- لأن هذه الصيغة لا يخرج بها الانسان من الصلاة، أما السلام عليك ايُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، فليست من صيغ السلام، ولا يخرج بها الانسان عن صيغ السلام.
ج- نسيان السجدة الواحدة وقد فات محل التدارك، وهو قبل الركوع، وقد دخل المصلي في الركعة التي تليها.
د- نسيان التشهد وقد فات محل التدارك، بأن دخل في الركوع الذي يليه.
ه- الشك بين الركعتين الرابعة والخامسة.
و- القيام في موضع القعود، والقعود في موضع القيام.
ملاحظة مهمة:- لا يقضى غير السجدة والتشهد، فإن نسيهما، وسلَّم وخرج من الصلاة وأتى بالمنافي كالقهقهة مثلاً ثم تذكر فهذا يُسمى قضاءً،
أما إذا تذكرهما بعد التسليم ولم يأت بالمنافي للصلاة، وجاء بهما مباشرةً فهذا يُسمى تداركا.
هذا من باب الثقافة العامَّة، وكلٌّ يرجع إلى مرجع تقليده الجامع للشرائط.

السيد أبو محمد

17 Jan, 11:16


كانا طالبي علمٍ ولكن لم يذوقا من العلم قطرة, ولا تبلَّغا منه بكسرة, يكرهان العلم والعلماء ويُحبَّانِ الشهرة والظهور, أولهما شيخٌ من الكوفة, والآخر سيدٌ من النَّجف.
وكانت لي علاقة بالأول متينة, ثمَّ خفَّت مع الأيام حتى صارت نفوراً وقطيعة, وربَّ قطيعةٍ خيرٌ من وصال, ومجافاةٍ ارجى من اجتماع, وبعد أن كان لقاؤنا على مدار الأيام, صار تجافينا على الدَّوام, وربَّما التقينا في سوق الحويش وجهاً لوجهٍ صدفة, يجبرنا الوضع على السَّلام, ويمنعنا الخلاف من الوئام فيناديني باسم أخي مرة, وباسم أبي أخرى وأنا أدري أنَّه يتصنَّع الذهول والنسيان ,فأردُّ التحيَّة ببرود, أو أسلِّم مبتدئاً بذهول.
وأما الثاني فالحمد لله إذ لم يقسم لي من معرفته غير لقاءٍ عابرٍ ولَّد انطباعاً غير جميل.
توفي من يُقلدانه وبمجرد وفاته صارا مجتهدين في بعض أبواب الفقه كما يزعمان, - كان ذلك في أيَّام النِّظام البائد – فقالا: إذا دار الأمر بين الرّجوع إلى المجتهد المطلق الفاسق مثل مجتهدي النَّجف الأشرف!! والمجتهد المتجزئ العادل وكانا يظنَّانه نفسيهما فينبغي الرجوع للأخير دون الأول.
وكانا يريان عدالة نفسيهما واجتهاديهما – ولكن على نحو التَّجزي – فتعيَّن عندهما رجوع العوام إليهما, والعمل باجتهادهما في الأبواب التي اجتهدا فيها, والعمل بالاحتياط في الأبواب التي لم يجتهدا فيها.
وعليه, فقد دارت الأعلمية بين شيخ الكوفة, وسيد النَّجف, ولا بُدَّ من الفصل بينهما ليقلِّد مريدوهما الأعلم منهما.
كان شيخ الكوفة أكثر لباقةً في الكلام من السيِّد الثعلب الوأواء الذي كان أمكن منه كتابةً إذ كان الشيخ ضعيفاً في الإملاء.
لذا قال السيد للشيخ في محضر محبِّيهما: دعنا نتناقش كتابة, فهي تقيِّد القول الذي يريد أحدنا التملص منه شفاهاً, فلا محيص من التقيّد به تحريراً؛ فيكون حجَّةً لك أو عليَّ, حتى لا تقول لي: أخطأت الفهم, ولم يكن ذاك قصدي, أو أقول لك, جانبت الصواب ولم يكن ذاك مرادي.
واشتريا سجِّلاً كبيراً من الدفاتر, تقاسما ثمنه عن الحلال والحرام, وكان السيد يكتب فيذهب محبُّوه بالدفتر إلى الشيخ ويُسلّمونه له, ثم يردُّ الشيخ على السيد بعد قراءة ما كتب ويذهب مريدوه بالدفتر إلى السيد.
وبان لكلِ ذي عينٍ وإن كان أعور, وظهر لكل باصرةٍ وإن كانت حولاء صعود كلام السيد على كلام الشيخ الذي لا يُحسن الإملاء ولا يدري الكتابة, فأزعج ذلك محبّي الشيخ, وذات مرة – وأثناء نقل الدفتر من بيت الشيخ إلى بيت السيد – تواطؤوا على أن يلقوا بالدفتر في شاطئ الكوفة ويقولوا إنَّه سقط سهواً , وكان ذلك بدون علم الشيخ.
ومن ذلك اليوم السيد يقول: إن الشيخ أضاع دليل أعلميتي, ورمى به في النَّهر.
والشيخ يقسم بالله ويحلف بآلائه أنه ما درى وما رمى.
ثم ساءت العلاقة بين الشيخ والسيد من جهة, والشيخ واتباعه من جهةٍ أخرى, وإلى اليوم صاحبنا السيد يقول: لقد أضاع الشيخ دليل أعلميتي, وإلَّا ما علاقة الدفتر بالنَّهر لكي يسقط فيه؟ ولربَّما جعل ما بعد (إلَّا) دليلاً آخر على الأعلمية.
لا يزال المرتزقة من سارقي العمامة يحاولون النزوَّ على سُدَّة المرجعية الدينية, ولا يدرون أنَّ لها ربَّاً يحميها, حتى شاطئ الفرات يدافع عن الحوزة والتشيّع, ويلقف ما يأفك النَّاس, فأين تفرون؟......ملاحظة: القصة حقيقية.

السيد أبو محمد

16 Jan, 16:55


قال تعالى: "وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ"
والمفسّرون فسَّروا التلقّي بمعانٍ عدَّة منها:
الأول: إنَّك لتؤتى الكتاب، أي: تُعطى الكتاب.
الثاني: إنَّك تأخذ الكتاب.
وعليه:
فدلالة "لتُلقَّى" بالمعنى الأول تشيرُ إلى الشدَّة والصعوبة في تلقي الوحي لعظمته، وإذا كان كلام المعصوم - عليه السلام - من أهل البيت صعبٌ مستصعبٌ لا يتحمَّله إلَّا ملكٌ مقرَّبٌ أو نبيٌّ مرسلٌ أو عبدٌ امتحنه الله تعالى للإيمان فكيف بكلام الله تعالى؟
وعلى المعنى الثاني تفيد هذه الصيغة التأكيد والمبالغة، فتدلُّ على شدَّة الأخذ وقوَّته، قال تعالى "يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوَّة"
والتَّلقي من اللّقاء بين أمرين، وكان الواسطة للقاء بين الكريمين "الرسول والقرآن" جبرائيل - عليه السلام -

السيد أبو محمد

12 Jan, 18:56


ها هُنا لفتةٌ بلاغيَّةٌ أشار لها المُفسّرون أحببتُ إذاعتَها هنا.
قال تعالى "ُهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ"
وحتى نعرف النُكتة البلاغيَّة هنا لا بُدَّ من معرفة الفرق بين الجملتينِ: الاسميَّة والفعليَّة.
الجملة الفعليَّة: ما تفيد الحدوث والتجدّد.
تشرقُ الشَّمسُ، جملةٌ فعليَّة، تفيد إشراق الشمس بعد إذ لم يكن، وأنَّ إشراقها هذا متكرّرٌ متجدّد.
الشَّمس مشرقة، جملةٌ اسميَّةٌ، وهي أقوى في بيان شروق الشمس وثبوته لها، وهي يفيد الدوام والاستمرار.
وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بثلاثة أوصاف
يُقيمون الصلاة، وجاء بالجملة فعليَّةً حتى تُفيد تكرر قيام المؤمنين الصلاة في أوقاتٍ متجدّدة.
يؤتون الزكاة: وجاء بالوصف الثاني جملةً فعليَّةً لتدلَّ على تكرّر إتيانهم الزكاة مرَّةً بعد مرَّة.
ولكنَّه جاء بالوصف الثالث حملةً اسميَّة لتفيد الثبوت والاستمرار "وهم بالآخرة هم يوقنون"
فإن اليقين بالآخرة ينبغي أن يكون ثابتاً، وعلى الدَّوام، ولذا ناسبَ أن يكون بالجملة الاسميَّة، ولو جاء بالجملة الفعليَّة لما كان يقينهم ثابتاً لأن تجدد فعل اليقين معناه أنه كان مسبوقاً بالشكِّ في كلِّ مرَّة وهذا لا يُناسب حال ثبوت اليقين باليوم الآخر.
وقوله تعالى "وهم بالآخرة هم يوقنون" يختلف عن قول القائل "بالآخرة يوقنون" ففيه زيادة توكيد، وكأنَّه قال: هؤلاء فقط من يؤمن بالآخرة، توكيداً لحقيقة إيمانهم فكأنَّ غيرهم لم يؤمن بالآخرة.

السيد أبو محمد

10 Jan, 20:15


من عجائبِ تفسير سورة النَّمل وغرائبه - وأنا أمرُّ على آراء المفسّرين - ما وجدتُهُ من رأيينِ غريبين - وما أزال في صدر السورة - لرجلين من أبناء العامَّة العمياء.
الأول: للدكتور محمد الهلال صاحب "تفسير القرآن الثَّري الجامع في الإعجاز البيانيّ واللُّغويّ والعلميّ"
ففي تفسير قوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ"
قال في ج8 ص199 عند تفسير قوله تعالى "زيَّنا أعمالهم"
"لم يذكر من هو المُزيّن، فقد يكون هو الله تعالى...والمزيّن قد يكون الشيطان"
والسؤال لهذا الدكتور : فما دلالة الضمير في زيَّنا؟ أليس هو في محلِّ رفع فاعل؟ ويدلُّ على المتكلّم - وهو الله تعالى - وإنَّما جاء بضمير الجمع للتفخيم والتعظيم.
الله تعالى يقول "زيَّنا" والدكتور يقول: لا ندري من هو المُزيّن!
نعم، نُسب التزيين مرة للشيطان وأخرى لله كما نسب التوفي إلى الله تعالى مرَّة وإلى الملائكة أخرى، لنُكتَةٍ يقتضيها المقام خير من أبانها الشيخ مغنية عند تفسيره الآية الكريمة في الكاشف.
==================
وتفسير النابلسي للدكتور المعاصر محمد راتب النابلسي حفيد الشيخ المتصوّف عبد الغني النابلسي فقد جاء بما هو مثيلها في عدم استفراغ الوسع في الفحص عن آي القرآن والتدبّر في معانيه.
قال في ج8 ص460 عند تفسير قوله تعالى من السورة نفسها "هُدَىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ"
"وهذه اللَّام في "للمؤمنين" تحملُ إشارةً دقيقةً إلى أنَّ المؤمنين هم الذين يُعدُّ القرآن هُدىً وبشرى لهم، وليس هذا القُرآن هدىً لعامَّة النَّاس"!!
كيف لا يكون القُرآن هدىً لعامَّة النَّاس وكريمة آية البقرة تصدحُ بأعلى صوتِها : "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ"؟
على أن كون القرآن الكريم هدىً للمؤمنين لا ينفي كونه هدىً لغيرهم، من المتقين، والمحسنين، ومن يشاء الله تعالى.
قال تعالى:
1- "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" البقرة2
2- "تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ( 2 )
هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ" لقمان 2و3
3- "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" الزمر 23
غايته أنَّ القرآن هدىً للنَّاس بصورةٍ عامَّة في بادئ الأمر، ولكن بشرط قابليَّة القابل، فالمؤمن له حصَّة من الهداية باعتباره مؤمنا، والمحسن له حصَّة أخرى باعتباره محسناً، والمُتَّقي له حصَّة ثالثةٌ باعتباره كذلك.
ولو أنَّه تدبَّر صدر سورة النَّمل في الآيات الخمسة الأولى؛ لوجد أنه تعالى جعل القرآن الكريم هدىً وبشرى للمؤمنين في قبالة الفريق الثاني المذكور في الآيات وهم الذين لا يؤمنون بالآخرة، يدلُّك عليه الآية الرابعة والأربعون من سورة فصّلت " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ"
فهو هدىً للذين آمنوا في قِبال من لم يؤمن، لا في قِبال النَّاس جميعاً، ففيهم المحسنون والمتّقون ومن يشاء الله تعالى هدايته.

السيد أبو محمد

07 Jan, 16:26


كنتُ أبحثُ في تفاسير سورة النَّمل، حتى وصلتُ إلى "التفسير المنير" لوهبة الزّحيلي، الجزء العاشر، وكانت الأهل جالسةً قبالتي قرب المدفأة، وحتى لا أُشعرَها بالإهمال قلتُ لها: مؤلّف هذا الكتاب تكلَّم في السيد الخميني - قُدِّس سره - فأعمى الله تعالى عينيه لساعته، وهذه - لا ريب - من كراماته رضوان الله عليه. وحتى أوثّق ما زعمتُهُ، ولأجل تركيز مكانة العلماء في نفسها بحثتُ عن الفيديو الذي قصَّ فيه بشار عوَّاد هذه القصة فلم أجده، ووجدتُ لقاءً له مع أبي اسحاق الحويني في جزأين.
وخلصتُ من هذا اللقاء إلى أنَّ المخالف يبقى قذراً لا ينظفه الإسلام، ولا يُطهّره العلم، ولا دماء الشهداء التي أريقت في سبيله وسبيل أرضه وعرضه وحياته.
كان ذا نفسٍ طائفيٍّ نتنٍ تعرفه من الدقائق الأولى من الجزء الثاني ، يوم اقترح على الطاغية المقبور بعض العرب - بدفعٍ منه - إنشاء جامعة صدَّام الإسلاميَّة لمحاربة الأفكار الهدَّامة كالتشيّع. وذكر اسماءً تبرَّعت لها وتعهَّدت برواتب الأساتذة والطلاب من مصر والأردن لم أعرف منهم غير الشيخ عبد المنعم النّمر رئيس تحرير مجلة الوعي الإسلاميّ الكويتيَّة التي كانت تصدر قبل نحو سبعين عاما.
وكان قد تولى عمادتها، وروى كيف صلَّى بالأساتذة والطلاب صلاة الجماعة في زمن البعث، وعدَّه عملاً عظيماً في ذلك الوقت حيث البعث العلمانيُّ لا يعترف بصلاةٍ ولا دين!!
والعجب أن يقترح إمام الجماعة، وعميد الجامعة الإسلاميَّة على البعث العلمانيّ محاربة التشيّع، والشيعة يصلون إلى القبلة ويصومون شهر رمضان ويحجُّون البيت الحرام، ولم يكونوا علمانيين، ولكنَّه حبُّ الدُّنيا.
وزعم أنَّه لا يستطيع الوصول إلى بيته في الراشدية خوفاً على حياته، وأنَّ الجامعة سمّيت بالجامعة العراقيَّة وأساتذتها من الروافض!!
اللقاء كان في جزأين، وكلُّ من رآهما يقطع أنَّ الشيخ الحويني أمام عوَّاد كالتلميذ بين يدي الاستاذ، بل بعض مداخلاته كانت أليق بطالبٍ بليد من أستاذٍ متخصص.
في الجزء الأول روى عن قصة طلبه العلم، وكيف كان يقضي نحو ثلاث عشرة ساعة في المكتبة الظاهريَّة لمدَّة ستة أشهرٍ لنسخ المخطوطات، وكان يقيم أوده بلقيماتٍ من الفلافل ليلاً، والجبن والخبز ظهراً، ولا يكتفي بهذه الثلاث عشرة ساعة بل يأخذ بعض هذه النسخ إلى الفندق المتواضع ليتمَّ نسخها.
ثلاثة علماء
قال عوَّاد: إنَّ أعاظم العلماء الذين رآهم كانوا ثلاثة، وكان يجمعهم سوء الخلق وهم أحمد راتب النفاخ في الشام، ومحمد بهجة الأثري في العراق، ومحمود شاكر في مصر.
وهنا أضافةٌ منّي: الشيخ محمد بهجة الأثري رضع لبان الطائفيَّة من استاذه محمود شكري الألوسي، وله تحقيق كتاب "أدب الكاتب" للصوليّ وتوجد منه نسخة عندي مطبوعةٌ عمرها أكثر من مئة عام.
ومحمود شاكر ذكر الشيخ الوائليّ - رحمه الله - طرفاً من سوء خلقه في بعض محاضراته لمَّا زاره في القاهرة.
المحققون في ميزان الجودة
ويرى عوَّاد أنَّ تحقيقات الدكتور صلاح الدين المنجّد دون المتوسط،
وتحقيقات إحسان عبَّاس جيدة،
ومحمود شاكر لا يُعلى عليه في العلم والتحقيق.
وكنتُ قرأتُ في "فوات المحققين" للدكتور علي جواد الطاهر أنَّ تحقيقات عبد السلام هارون، ومحمد عبد الحميد تجاريَّة لا قيمة علميَّة لها.
طريفة:
كان بين محمود شاكر وعبد السلام هارون خصومة، وكان محمود شاكر حين يحقق كتاباً ما ويرجع إلى كتاب الحيوان للجاحظ الذي حققه عبد السلام هارون يكتب في جريدة المصادر: الحيوان: عبد السلام هارون.
الاستاذ الألمانيّ:
تحدَّث عوَّاد عن استاذٍ ألمانيٍّ كان يعرف ستَّ عشرة لغة ويترجم كتبه من الألمانيَّة إلى الفرنسية والإسبانية والانكليزيَّة وغيرها بقلمه، وكان يقول له: تعلَّمت اللغة الروسيَّة في القطار حيث كنت انتهز الطريق بين بيتي وعملي في تعلّمها!
المهم حين أكملت اللقاء رجعت إلى تفسير وهبة الزحيلي وإخوانه من التفاسير، قراءة التفسير تعطيك معلوماتٍ في علوم شتَّى في اللغة والأدب والفقه والعقيدة والبلاغة والأصول وغيرها.

السيد أبو محمد

01 Jan, 14:24


هذه سنةٌ جديدةٌ جاءت على أعتاب سنةٍ قديمةٍ ولَّت,
وإن شئتَ فقل: هذه خطوةٌ تقدَّمت رجلُ عمرِك فيها إلى الآخرة, فهي أقرب من ذي قبلٍ إليك,
والسنة التي مضت خطوةٌ تأخَّرت رجلُ عمرِك بها عن الدُّنيا, فهي أبعد عن ذي قبلٍ منك.
وتنظرُ إلى الوراء بعين الحساب ما قدَّمت, ثم تُرجع البصرَ خاسئاً وهو حسير, لا شيءَ في يد العمل يسرُّ النَّاظرين.
أتخيَّلُ الكونَ يوم ولادته, كان بكراً, الشَّمس تخرج في كلِّ يومٍ وعليها ثوبٌ من الضياء, وقلائدُ من أشّعة, ورَحِم الفجر حبلى بجنين النَّهار.
والقمر العاري يعكس على صدر الليل ضوءه الباسم, فتلتمع فيه قلادة النّجوم المتلألئة.
والأرض لا تزال بكراً لم تفترعها يد الإنسان, فالزهور تتراقص في الرّياض, والسواقي تجري في الحقول, والأمواج تداعب خدَّ الساحل, والربيع يلاعب ثرى الوديان, والثلج يكسو ذُرى الجبال.
حتى جاء أولاد آدم – عليه السلام – فأفسدوا العلاقة بين الغنم والذئب, والشمس والنَّهار, والقمر والليل, والسَّماء والأرض, فساد الخوف بين الآكل والمأكول في شريعة الغاب فهي بين ظالمٍ يتربَّص, وخائفٍ يترقَّب, واختلَّ النظام بين الشمس والأرض والقمر نتيجة المعاصي التكليفيَّة, فولَّدَ آثاراً وضعية, فالدُّنيا بين كسوفٍ وخسوفٍ وزلازل وجدب, ووجه الأرض بعد ذلك مغبَّرٌ قبيح.
وكان من عاقبة ذلك أن عاقب الله أقواماً بالفناء كقوم صالحٍ وثمود, بعد أن ضجَّت الأرضُ منهم والسماوات.
وكان من عاقبة ذلك أخرى أن أغرق الله الدُّنيا بالطوفان, ولم يُبقِ فيها غير نوحٍ وثُلَّةٍ من المؤمنين, ورجعت الشمس تشرق في ثيابٍ من ذهب, والقمر يبزغ في غلالةٍ من فضة, والموج الأزرق يشقُّ الربوع الخضراء, والربيع المرح يختال بين البساتين, ثم عادت المعاصي مرةً أخرى, فبكت السماء دماً من عين الغروب – عند شهادة الإمام الحسين عليه السلام - فإذا في الأفق حمرةٌ غاضبة,
ومن قبله استُشهدت السيدة الزهراء إثرَ مسمارٍ في الباب ثقب صدر العصمة في هيكل الحُجة, وأطفأ مصباح الهدى في سماء الشريعة, وماتت وهي غضبى على قاتليها ولا يزال أبناؤها غاضبين لغضبها على من قتلها, فكيف يفترُّ ثغر الفجر عن بسمة الصباح, وتزهر بذرة الحقل بطلع الورود؟
فما تزال الطبيعة غاضبةً لغضب عللها الغائيَّة, فهي تعبِّر عن حرمانها بالجدب مرة, وعن غضبها بالزلزلة أخرى, وعن إعراضها بالكسوف تارة.
وتأتي السنة تلوَ السنة والآخذ بثأرها غائبٌ عن الأنظار, متوارٍ من الأعداء, ينتظر الوعد بالانتقام ممن طعنوا جدَّته فاطمة واسقطوا جنينها, و قتلوا أباه الحسين وذبحوا رضيعه, فبين المحسن الجنين السقط بمسمار ع-م-ر, وعبد الله الرَّضيع الذبيح بسهم حرملة تاريخٌ من المآسي, وسنواتٌ من المحن.
سيأتي اليوم الذي يظهر فيه الإمام القائم بالحق, ويكون من أنصاره عيسى بن مريم – عليهم السلام – ويكون ابن مريمَ خادِماً لابن فاطمة,
ينزل من السَّماء ليتشرَّف ويصلي خلف الإمام المنصور, وحين ينتقم وليُّ الله من عدوِّ الله, وترجع البسمة للشمس, والفرحة للقمر, والحبور بين الربيع والأرض, والمحبَّة بين الغنم والذئب,
في ذلك اليوم نحتفل بالسنة التي عادت الأرضُ إلى دورتها الأولى حين تدرُّ نهود بواطنها الخيرات, ويكون قطب رحى الكون صاحب الزمان عليه السلام.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين..

السيد أبو محمد

24 Dec, 14:20


كتب سماحة آية الله السيد محمد جعفر الطباطبائي الحكيم "دامت بركاته":
تصحيح للتاريخ

لم يزاول الأئمة"عليهم السلام" بعد الحسين "عليه السلام" [الأعمال السياسية]؛ لأنّهم عرفوا قلة مناصريهم الحقيقيين، واكتفوا ببيان واقع ما جاء به النبي "صلّى الله عليه وآله"من معارف وأحكام حسب ما تهيا لهم من ظروف مؤاتية.
لكن الطغاة لم يسهل عليهم وجود ذوات على درجة عالية من العلم والمحبة في نفوس الناس ،ولا يخضعون غالباً لارادتهم، فحاربوهم حنقاً عليهم و ظلماً وعدواناً.

وقد كثر منهم "عليهم السلام" حثّ شيعتهم خصوصاً العلماء على عدم الانخراط في مهاوي السياسة، وتوجيههم نحو تعلّم وتعليم التعاليم الشرعيّة فيما يتعلق بامور دينهم ودنياهم، واتخاذ المداراة طريقاً للحفاظ على سلامتهم، فمن سلك مسلكهم "عليهم السلام" نجى.
وبذلك حفظ المبدأ الحقّ هذه القرون المتمادية حتى ظهور الحجة المهدي "عجلّ الله فرجه" الذي يملؤوها قسطاً وعدلاً، وهذا هو الانتظار الايجابي.
والله المسدد للصواب.
اللؤلؤ والمرجان
https://t.me/Den54321

السيد أبو محمد

13 Dec, 09:06


1- اختلف النَّاسُ في رحيل بشار الأسد، فمنهم من أسف لرحيله، ومنهم من فرح، ومن أسف لرحيله اختلفت أسباب أسفهم، منهم من قال: إنَّه آوى شيعة العراق واستقبلهم أيَّام النظام البائد، فلو فرض كونه طاغيةً مع شعبه فذلك لا يمنع من شكره والتوجّع لمصيره.
وإن صحَّ هذا الكلام فتعال نغلق باب العتب مع الفلسطينيين الذين حزنوا لرحيل صدام – مع أنَّه طاغية - كونه استقبلهم في العراق أحسن استقبال، وأنالهم من المناصب والأموال والسلطة ما عزَّ على عامَّة الشعب مثله.
2- المؤمنون في سورية وضعهم محرجٌ جداً، صوَّرت عدسة السياسة أنَّهم مع الطاغوت، وهم منه براء، ونالهم من حيفه ما نال الجميع، فصاروا بين كمَّاشة الوافدين الجدد، والنظام القديم، فأيُّ كلمةٍ غير مسؤولة، أو نشر فيديو غير موثوق قد يسفك دماً، ويشرّد عائلةً، والصمتُ أحسن الأعمال.
3- قبيل أيَّام شاهدتُ برنامجين سياسيين، ظهر في الأول محللٌ عراقيٌّ زعم أن الأسد كان محسوباً على الشيعة ، يقول له المحلل الإيرانيُّ: لم يكن محسوباً عليها، فيصرُّ المحللُ النبيه على ذلك وجاء بدليلٍ لا أريد ذكره.
هذا المحلل "الذكي" هل انتبهت إلى لوازم دعواه، وما يترتّب عليها من سفكٍ للدماء وهتكٍ للأعراض؟
4- في حين كان عراقجي يتناول الشاورمة في أحد المطاعم السورية تفاجأ – بعد يومين - محمد مهدي صدقيان بسجون البعث في سوريا التي ذكَّرته بسجون البعث في العراق، وأعلن عن هذه المفاجأة في تغريدةٍ، وهذه عجيبة
والأعجب أن بشار الأسد الذي وصفه أحد المشايخ ب "حسين العصر" صار خائناً بين ليلةٍ وضحاها، وطاغيةً
والغريب أنَّ الجميع لم يتنبَّه لدخول خمسٍ وعشرين ألفاً إلى سورية تحت جنح الظلام، وإلى اللعبة الدوليَّة الكبيرة التي صارت في غضون أيام، ولا إلى الخروقات المؤلمة التي حدثت من تفجيرٍ للبيجرات، واغتيالٍ للشهداء، ، وتنبَّه محسن رضائي – بقدرة قادر - إلى أحد عشر ألف داعشي سيهجمون – بزعمه – على العراق.
علينا أن لا نستعظم الخطر فنثير الفزع في الناس، ولا نستصغره فنؤخذ على حين غفلة، وعلينا اتباع المرجعية الرشيدة فهي أبصر بالعواقب – كما ثبت بالتجربة – وأخبر،
كأنَّ لها على الأيام عيناً ***تبصّرها بعاقبة الأمور
وأن تتخذ الحكومة العراقيَّة القرارات التي تصبُّ في مصلحة البلد وشعبه.

5- خالد مشعل بارك للسوريين رحيل الأسد، فلتكن تلك سياسة، ولكن لنتعلَّم الدرس: لا تثق بمخالفٍ أبداً، حتى لو بذلتَ دمك لأجله، فعنده أنَّك كافرٌ حاربت كافراً، وفي فقههم يجوز الاستعانة بالكافر على محاربة كافرٍ آخر.
ولو كان المخالِف وفياً لأدَّى أجر الرسالة وهو المودَّة في القربي للرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – وفاءً له.
6- وأخيراً: نكبة أهل الإيمان تشجي كلَّ قلب، وتُدمع كلَّ عين، حتى لو اختلفنا في – "الرؤى السياسية" فقط، فهم أخوتنا، تربطنا بهم العقيدة المذهبيَّة وهو رباطٌ أقوى من رباط الدم وأشدّ، بذلوا دماءً زاكية، وقدَّموا تضحياتٍ جسيمةً، وضربوا مثلاً في التضحية، ورسموا صوراً للإيمان يستحي الإنسان – وأنا أتكلَّم عن نفسي – أن يزعم أنه مؤمن وهم مؤمنون، ذلك أنّي حين أصف نفسي بالتدين والإيمان فعلى أيّ أساس؟ ماذا قدَّمتُ أنا؟ ولو كنتُ قدَّمت شيئاً فما وزنه قبالة ما قدَّموا؟
أسأل الله أن يحشرني معهم، ومع شهداء الحشد المقدَّس.
كلُّ ذلك – خصوصاً نكبتهم وكبوتهم - في عين الله، وفي ميزان حسناتهم، وإن كان رأى شكرهم في ساعة النصر، فسيبلي صبرهم في ساعة العسر، وإن شاء الله يفوزون فوزاً عظيما.

السيد أبو محمد

12 Dec, 06:23


كأنَّ له عيناً على كلِّ حادثٍ *** ترى من ستار الغيبِ أعقابَ أمره
===========
ولقد قلتُ من قبل في استاذه السيد الخوئي - قدّس سره -
بصيرٌ بأعقابِ الأمورِ كأنَّما *** يرى من ستارِ الغيبِ شخص الوقائع

السيد أبو محمد

08 Dec, 11:25


الهلالُ الشيعيُّ طاله الخسف، ولكن ..هلالُ الشيعة لن يُخسف.

السيد أبو محمد

08 Dec, 05:20


إعادة تأمل

السيد أبو محمد

04 Dec, 07:14


كان بعض الشيوخ ممَّن قضى ردحاً من عمره في الكتابة عن الإمام المهدي - عليه السلام – وانشغل زمناً من حياته في البحث عن الظهور المقدَّس، سَطَرَ في بعض كتبه القديمة – أنَّ صاحب النفس الزكية الذي يُقتل في ظهر الكوفة هو السيد محمد باقر الصدر – قُدِّس سره – وأنَّ السبعين من الصالحين الذين يُقتلون معه هم قبضة الهدى والذين معهم.
ثم لمَّا استُشهد السيد محمد باقر الحكيم – قُدِّس سره – هو وثلَّةٌ من المؤمنين تراجع عن ذاك التطبيق، وقال في برنامجٍ تلفازيٍّ: إنَّ المراد بصاحب النَّفس الزكية السيد محمد باقر الحكيم، والصالحون هم المصلُّون الذين استُشهدوا معه.
ولمَّا مات الملك السعودي عبد الله زعم أن السعودية سيعتريها حكمه الصبيان ويتبدَّل كلُّ حاكمٍ خلال شهرٍ أو شهرين، وأنَّ الحوثي سيدخلها ويقبض على ملكها ويربطه إلى سخلتين، وأنَّ الحوثي سيكون اثني عشرياً في آخر المطاف.
وزعموا أن أحمد نجاد هو شعيب بن صالحٍ – وكان ذلك أيام رئاسته – ثم لما انتهت ولايته هو بنفسه انتقد نظام الجمهوريَّة الإسلاميَّة.
واليوم ينظر كثيرٌ من النَّاس لهذه الأحداث التي تجري الآن ويطبّق الروايات عليها.
وقراءة دعاء العهد، أو تلاوة دعاء الندبة خيرٌ من هذه التنظيرات، والتثقيف للظهور المقدَّس وانتظار الفرج خيرٌ من هذه التأويلات،
وهناك مراجع دين وفقهاء مذهب، هم يرشدون النَّاس إذا ما حدثت علامة أو تحقق أمر.

السيد أبو محمد

29 Nov, 08:20


كثر الحديثُ – هذه الأيام – في ما لا طائل منه ولا فائدة فيه مما يزيد الهوّة بين المؤمنين والفرقة بين الإخوان عن مفهوم النصر والهزيمة، هل انتصر حزب الله، أم خسر الحرب؟
وينبغي الرجوع إلى نقطةٍ أسبق قبل الخوض في هذا الحديث: هل خاض حزب الله هذه المعركة اشتهاءً وتسلية، أم بما يمليه عليه التكليف الشرعيّ الذي تنجَّز في حقَّه بينه وبين الله تعالى؟
لا أتصوَّر أن عاقلاً يحبُّ خوض الحروب للّعب واللَّهو، فإذا كانوا خاضوها بناءً على التكليف الشرعيّ الذي شخَّصوه في حقّهم بعد دراسةٍ جادَّةٍ للأمور فليس عليهم أن يخرجوا منتصرين، فتكليفهم هو الجهاد وليس الانتصار،- بغض النظر عن معنى الانتصار فقد صار مفهوماً ومصداقاً - غائماً مشوَّشا - فلا يُعاب عليهم أنَّهم لم ينتصروا عند من يرى هزيمتهم، فليس ذلك من الإنصاف.
ولو كان كلّ مجاهدٍ عليه أن ينتصر لما جاهد أحد، وكان ينبغي أن يتَّجه اللَّوم على الأئمَّة الأنبياء والرسل – عليهم السلام - الذين جاهدوا في الله حقَّ جهاده ثم لم ينتصروا، وللعلماء الأعلام كالسيد الحبوبيّ الذي جاهد الإنكليز في الشعيبة، وللسيد المجاهد الذي قاتل الروس في إيران وكان العالِمان العلمان خسرا حربيهما ولم ينتصرا على جميع المقاييس السياسي والعسكري.
نعم، قد يكون هناك قصورٌ في بعض مقدمات اتخاذ القرار كانت نتيجة الشروع في المعركة معه غير سديدة، ولكن تلك طبيعة البشر وهم غير معصومين.
الآن دعنا نطرح فرضاً آخر من باب الجدل، لنفرض أن القيادة هناك اتَّخذت القرار بناءً على رؤية غير ناضجةٍ ومستعجلة، وأنهم خسروا خسارةً كبيرةً، فما هي الوظيفة الآن؟
هل نلومهم؟ ونزيد الطين بلَّة؟ والنَّاس ما بين فاقدٍ وثاكل؟ أم نرفع من معنوياتهم ونبلسم جراحاتهم؟ ونشكر لهم حسن بلائهم؟
تقول لي: والأحسن؟
أقول السكوت عن ذلك كلّه، وهناك مراجع ورؤساء مذهب لا بُدَّ أنَّهم قيَّموا الأوضاع وقالوا كلمتهم فيها عن طريق قنوات الاتصال الخاصة بهم.
أما كيف قيَّموا الوضع؟ فلستُ أدري.
وما قالوه: فلستُ أعرف.
وليس الخوض في ذلك كلّه من تكليفي ولستُ أسئل عنه في قبري، نعم، أُسئل عن موالاتهم، وأنا موالٍ لهم بحكم ولاية أمير المؤمنين – عليه السلام – أحزن لحزنهم وأفرح لفرحهم، وأما تقييم أعمالهم فلستُ عليها بوكيل.

السيد أبو محمد

24 Nov, 07:50


قال تعالى حكايةً عن لسان سليمان - عليه السلام -: "وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ"
فمع كونه - عليه السلام - نبيَّاً وصالحاً ولكنَّه طلب مرتبةً أعلى من الصلاح مما هو عليها الآن.
ولم يطلبها بعمله، بل برحمته تعالى "وأدخلنّي برحمتك" لا بعمليّ، فإذا كان المعصوم - عليه السلام - يتّكل على رحمة الله لا على عمله، فمن بابٍ أولى يكون غير المعصوم كذلك أسوةً بالمعصوم.

السيد أبو محمد

23 Nov, 06:45


"وأنْ أعملَ صالحاً ترضاه"
هذه الآية وردت مرتين في القرآن الكريم، وجملة "ترضاه" فعل مضارع مرفوع بوعلامة رفعه الضمَّة المقدَّرة، وفاعلها مسستر تقديره "أنت" والهاء مفعولها.
وهي في محلّ نصبٍ صفة ل "صالحا"
وتبيَّن من ذلك أن العمل الصالح منه ما يكون مرضياً لله تعالى، ومنه ما لا يكون مرضياً.
فالإحسان للأبوين – ولو كانا كافرينِ -عملٌ صالحٌ، ولكنَّه للفاسق المسلم الذي يزيده الإحسان فسقاً وفجوراً لا يرضاه الله تعالى.
ومنه تعلم أن قيد "ترضاه" احترازيٌّ؛ لأنَّه يقسم الماهية قسمين، كما لو قلتَ: أريد ماءً بارداً، فتفهم من ذلك أن هناك ماءً حارَّاً لا تريده.
أما لو قلتَ: هذه الشمس مضيئة، فليس لدينا شمس مضيئة وأخرى غير مضيئة، فذلك قيدٌ توضيحيّ.
ولو أنَّك تأمَّلت في قول نبيِّ الله سليمان – عليه السلام – "وأن أعملَ صالحاً ترضاه"
وبين ما يقوله الإنسان عند الموت "لعلّي أعمل صالحا" وبين ما يقوله المجرمون يوم القيامة "فأرجعنا نعمل صالحاً"
وبين ما يقوله الكافرون وهم في جهنَّم "أخرجنا نعمل صالحاً"
سترى أن المجرمين والكافرين إلى الآن لم يفرّقوا بين العمل الصالح، والعمل الصالح الذي يرضاه الله تعالى.
وكثيراً ما يغفل الإنسان عن قيمة رضا الله تعالى في العمل الصالح اغتراراً بقيمة صلاح العمل في حدِّ نفسه، وذلك أكثر ما يكون في جزئيات العمل السياسيّ الذي وُلد من رحمها مقولة "الغاية تبرّر الوسيلة"
فيكونون من حيث لا يحتسبون مصداقاً لقوله تعالى: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا"؟
ويأتيك الجواب:
"الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"

السيد أبو محمد

22 Nov, 10:12


يختلفُ النَّاسُ في كثيرٍ من الأمور، واختلاف الناس في الرأي سجيَّةٌ لا تُنكر، وتفاوتهم في القناعات غير مستغرب، وبعضهم يحاول جاهداً أن يُقنع الآخر برأيه، سواءً كانت هذه المحاولة عن حبٍّ للحقيقة، أم عشقٍ للغلبة، وليس هذا ولا ذاك من وكد المحاور، فليس عليه إقناع الآخر، بل عليه التبليغ فقط "فإنَّما عليك البلاغ المبين"
وليس مجرَّد البلاغ كافياً في حدِّ نفسه، بل يجب أن يكون مبيناً إلى حدٍّ يوجب إلقاء الحجَّة على الآخر، فالبيان غير الواضح، أو الواضح ولكن ليس إلى الدرجة التي يكون فيها حجَّةً على الآخر غير مراد.
أما الإقناع فليس من وظيفة المرء؛ ولو كان وظيفةً للمرء لكان الأنبياءُ – عليهم السلام - مقصرين في وظائفهم، فكم من نبيٍّ ما آمن معه غير قليل، وحاشاهم من التقصير؛ لذا ينبغي عدم الإلحاح كثيراً في إقناع الآخر "ليس عليك هداهم" ، اقتنع المقابل كان ذلك خيراً، لم يقتنع هو من يتحمل وزر عدمه، هذا كلُّه على فرض كون قناعتك مطابقةً للواقع، مرضيَّةً عند الله تعالى.

السيد أبو محمد

03 Nov, 06:51


لستُ أفقَه في السياسة، فلها رجالُها المُنظّرون لها، البصيرون بأمورها، العارفون بأسرارها.
ولكن أفكّرُ كما يُفكّر النَّاس، فالسياسة وإن كانت علماً له أصوله ولكن في كثيرٍ من الأحيان تجري على غير الأصول، كما يسير القطار على غير سكَّة، وتخرج سيَّارةٌ عن جادَّةِ الطريق، وقد يجعلُ الله سرَّه في أضعف خلقهِ كما يجعل الدَّوحة الكبيرة في البذرة الصغيرة.
لو كنتُ مكان نّتنياهو لطلبتُ السَّلام، بل الاستسلام، فغايةُ ما عندي هو سلبُ أرواح النَّاس، ولكن: هم يتمنَّون ذلك نيلاً للشهادة.
وما تصنع في قومٍ مستميتين؟
ولك في ألفين وستَّةٍ، وستٍّ وتسعين عبرة، وقد رأيتَ من صبرِهم ما تزول منه الجبال وهم ثابتون.
إذن علامَ لا تقبل بالهدنةِ والصلح؟
والجواب – والله العالِم – لو قَبِل بالهدنة الآن ربما سيقاضيه قومُهُ على قضايا فسادٍ متنوعةٍ، فهو ينتظر الانتخابات الأمريكيَّة ليأخذ ضماناً من الفائز بعدم محاكمته على أيَّة قضيَّةٍ بعد وقف الحرب، في قبال أن يقبل بالهدنة ويكون ذلك مكسباً متبادلاً ..
رئيس الولايات يُحسب له إيقاف الحرب انجازاً،
\وهذا يكسب سلامته من المحاكمة بعد انتهائها...
ذلك ما وصل إليه فكري، والله العالِمُ بحقائق الأمور.

السيد أبو محمد

01 Nov, 08:00


الشيخ عبد العزيز البشري هو ابن الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر الأسبق الذي جرت له مع السيد عبد الحسين شرف الدين – قُدِّس سره - محاورات كان من نتيجتها المراجعات.
وهذا له كتاب المختار في جزأين صغيرين، وله كتاب النضار وهو مقالاتٌ متفرقة في بطون الجرائد والمجلات جمعها د. عبد الرحمن بن حسن قائد.
وهم يسمونه ب "جاحظ العصر" لما يرون من مشاكلة أسلوبه أسلوب الجاحظ، ولا مشاكلة ولا هم يحزنون، فليس مجرّد قوله "أرشدنا الله وأرشدك" مما يكثر من أمثالها الجاحظ مسوغاً للحكم بالتشابه والقضاء بالتماثل.
وهو مغرمٌ بالطاغية هارون العباسيِّ، ويزعم أن المؤرخين كذبوا فيما زعموا في أمر سُكره ومجونه، وما أعطى الشعراء والمغنيين من أموال؛ لأنه لو قام قائمٌ بعدِّ ما أنفق من مالٍ على هؤلاء وعلى أولئك لما قامت له خزائن بيت المال، وما بقي على ظهر الأرض من درهمٍ ودينار.ص123
وجوابه: أن المال الذي يسع تجهيز جيشه من السلاح والعدَّة والطعام والشراب وغيرها الذي زعموا أنَّه يغزو به في سبيل الله تعالى بين سنةٍ وسنة يسع – من بابٍ أولى – عطاء الشعراء والمغنيين.
ثم هو يدفع الروايات بالصدر فيقول للجمع بين المتعارضين لا مانع أن يكون ديِّنَاً ويستسيغ سماع الغناء، ويصيب بعض النبيذ مجتهداً أو بفتوى من يثق بدينه! ص123
فمجونه وسكره مما استفاضت به حياض المحابر، واشتجرت عليه اسلات الأقلام وهذه جميعاً مكذوبة، ورواية استماعه موعظة ابن السَّماك وبكائه - وهي خبر آحاد - زكيَّة يضوع من مجمر راويها عبق الصدق، ويعبق من روض حديثها أريج الحقّ، وعليها بنى البشريُّ تدينَ العبَّاسيّ.
على أن التعارض لا يقع بين المتواتر أو المستفيض من جهة، وبين خبر الآحاد من جهةٍ أخرى، بل يُقدَّم الأوليين على الأخير ولا وجه للجمع بينهما إلَّا بوجهٍ غير وجيه.
وتسأله عن الروايات، ما نصنع بها؟ وجوابه: وما آفة الأخبار إلَّا رواتها.
ومعناه: ما وافق هواك فخُذ به وإن كان كاذبا، وما خالف رؤاك فاعرض عنه وإن كان صادقا.

السيد أبو محمد

30 Oct, 07:11


هذه سطورٌ كتبتُها قُبيل أيام ثم أمسكتُ عن نشرها لما رأيتُ بعضاً من الأفاضل ممَّن أجلُّ شخصه، وأُكبِرُ علمه، وأقدّر ورعه كتب شيئاً خلاف ما كتبتُ، فقلتُ لو نشرتُهُ الآن لربَّما فُهم أنَّه ردٌّ عليه، فصمتُ عن إذاعته حتى تهدأ الثورة، وتسكن الفورة حتى إذا كان وقت إذاعتها، وأزفت ساعة نشرها قلتُ أبثَّه في النَّاس.
نشر بعض الأخوة منشوراً بيَّن فيه بعض حقائق الإيمان: التَّولي والتَّبري، فسلقه بعض النَّاس بألسنةٍ حداد: أنت غايتك المنشودة تفريق الكلمة، وتشتيت الصفّ، أما ترى ما نحن فيه من تكالب الأمم علينا، وتربّص العدوِّ بنا؟ ألا تدري أنَّ المرجعيَّة تحرّم إثارة الخلافات المذهبيَّة خصوصاً في مثل هذا الظرف العصيب؟ وقال كالمتهكّم: هنيئاً لكم ذلك!
فقلتُ في نفسي: الذي فهمته أنَّ المرجعيَّة حرَّمت إثارة الفتن المذهبيَّة، ولكن لم تُحرّم تبين الحقائق خصوصاً مع كثرة المنشورات في هذا الفضاء الأزرق التي تعاضدت على طمسها وتضافرت على طلسها، فمالي لا أجعل من فعل العلماء الأعلام ممن كتب في الخلافات المذهبية قرينةً خارجيةً على صحَّة هذا الفهم؟ خصوصاً وأن بعضهم قال: إنَّهم يسكتون عن نبش الحقائق ساعة الشدائد.
فذهبتُ إلى كتاب المراجعات للسيد شرف الدين، فرأيت أن تاريخه الهجري لمقدّمة المؤلّف كانت موافقةً لنهاية سنة 1911 والطائرات الإيطاليَّة تطحن الليبيين طحنا، والوطن العربي الإسلامي كلُّه يرزح تحت الاستعمار. ليت شعري: لم كتب المراجعات في ذلك الظرف الذي أحوج ما يكون فيه المسلمون إلى رصّ الصفّ وتوحيد الكلمة ونبذ الخلاف؟
أتراه يريد إثارة الفتن؟ أم غاب عنه ما فطن له ذلك البعض؟
ثم جئت إلى أصل الشيعة وأصولها للشيخ كاشف الغطاء، وهو يتألَّم للحال التي وصل إليها المسلمون والاستعمار يجثم على صدورهم جَثْمَ سواد الظلماء على صدر السماء، ويطالب المسلمين بتوحيد الكلمة أمام الاستعمار فالحال لا يتحمل الفرقة، ولا ينهض بالشقاق ومع ذلك ردَّ على النشاشيبي، و النصولي، وأحمد أمين والحصان فكتب أصل الشيعة ونشره في الشهر نفسه الذي أُعدم فيه عمر المختار، والعراق ما يزال تحت الانتداب البريطاني إذ نال استقلاله سنة 1932
فلم يأبه لاستقلال بلاد الرافدين، وما تألَّم لمصاب المختار على حدّ قول ذلك البعض.
والشيخ الأمينيُّ كتب موسوعة الغدير ومسلمو المغرب العربي يعانون من نير الفرنسيين الذين ساموهم سوء العذاب، فلِم لَم يلتفت إلى ذلك وقال مالنا ومال العقائد وتبين الحقائق والمسلمون يناضلون الكفر في المغرب العربيّ؟
وعند رحيل النَّبيّ الأعظم – صلى الله عليه وآله – ادَّعى النبوَّة في اليمامة مسيلمة الكذاب، وفي اليمن الأسود العنسيّ، وفي نجد طلحة بن خويلد الأسديّ، وسجاح في قلب الجزيرة العربية، والروم والفرس متوثّبون على الإسلام والمسلمين في المدينة، وخطرهما محدقٌ بها، وكلُّ ذلك تهديدٌ وجوديٌّ جدّيٌّ للإسلام، ومع هذا طالب أمير المؤمنين – عليه السلام – بحقّه في الخلافة وصمَّم على قتال القوم لو اجتمع إليه أربعة نفرٍ قد حلقوا رؤوسهم فجاء سلمان وأبو ذرٍّ والمقداد حالقي رؤوسهم، وعمار وقد حلق نصف رأسه فلم يتمّ العدد أربعة فلم يصل بيدٍ جذَّاء ولكن قامت السيدة الزهراء – عليها السلام – بالذود عن حقّ أمير المؤمنين – عليه السلام – في ذلك الظرف العصيب الدَّائر بالإسلام من منافقي الدَّاخل، ومتنبّئيّ الخارج وكتائب الفرس، وجيوش الروم.أفتراها تأخذ تكليفها من ذلك البعض وتقول : فلتذهب مقامات أمير المؤمنين - عليه السلام - فداء وحدة الصف وخوف إثارة الفتن؟ أم هو توضيح حقيقةٍ محجوبة، وبيان منقبةٍ مدفونة؟

السيد أبو محمد

26 Oct, 07:27


قال لي صاحبي – وهو رجلٌ مُوسرٌ ذو علاقاتٍ كثيرة وقد استضاف بعض المؤمنين اللبنانيين وسمع النّقاشات الدَّائرة بينهم ونقل بعض ما جرى – ما رأيُك في الأحداث الآن؟!
وسؤالُ مثله مثلي عجيب، فليس مثلي من يُسأل، ولا أنا بصاحب رأي؛ ذلك أنَّ هذه الحرب المتدحرجة لها تداعياتٌ كبيرة وعميقة على الشيعة في المنطقة كلّها، فلا يكفي في القائم بها أن يكون مؤمناُ مجاهداً فحسب، بل لا بُدَّ أن يكون مجتهداً ذا درجةٍ رفيعةٍ من العلم وعاليةٍ من الفقاهة يوازن بين الدّماء المسفوكة والهدف المنشود، وهل يستحق هذا الهدف تلك الدّماء المسالة لأجله أم لا؟
وظنّي أن من اتَّخذ قرار الحرب لا بُدَّ أن يكون قد رجع إلى مرجعه الذي يُقلّد، والذي أدين الله تعالى به أنَّه حتى هذا المرجع لم يتَّخذ هذا القرار إلَّا بعد التشاور مع أهل الفقاهة في تلك الدّيار بعد الاستعانة برأي أهل الخبرة من عسكريين وسياسيين.
هذا ما يُلزمني به حسن الظنِّ بالمؤمنين، وإلَّا ليست هي معلومة ولا استشرافاً للغيب.
ولكن، - من يسأل مستفهماً - : هل تستحق هذه الأهداف السياسية تلك الأنهار من الدّماء، والأشلاء من القتلى، والتهجير والتشريد؟
لا ينبغي اتهامه في إيمانه، وفي ورعه، وتخوينه، فقد يكون له من حق الرأي – خصوصاً لو كان إنساناً فاضلاً فقيهاً في دينه بصيراً في أمره – ما يجعله غير مؤمنٍ بالحرب عن دليلٍ وبرهانٍ ويراها عبثاً لا طائل منه، ومن لا يؤمن بشيءٍ يصعب عليه تقبّل نتائجه، فلو اعترض فليس اعتراضه عن ضعف إيمانٍ بالله تعالى، بل عن عدم قناعةٍ بالرأي الآخر.
ولكن، ما وظيفة الفريقين:
الأولى: أن لا يتَّهم أولئك هؤلاء بالجبن والخور وقلَّة الإيمان.
والثانية: أن لا يتهم هؤلاء أولئك بالنَّزق والخفة والطيش.
وأن يحمل كلُّ فريقٍ الآخر على محملٍ حسن، وأن يصبر المعارضون على ما ينالهم جرَّاء ذلك من آلامٍ وأذى، وأن يصمتوا فربَّ كلمةٍ تشق الصفَّ فيها توهينٌ للمؤمنين وإضعافٌ لهم، وبعد أن تضع الحربُ أوزارها ، وينيخ السلام بكلكله فليقل من يشاءُ ما شاء، أما والحرب قائمة فالصَّمت – إلَّا عن الخير – من أحسن الجهاد.
والله المُستعان.

السيد أبو محمد

23 Oct, 16:04


ترجَّلَ لا ضعفاً ولا عن كلالةٍ *** ولكن دعاه الشوقُ فامتثلَ الأمرا
======================
هذا البيت قلتُهُ الآن، ولم يسعني الوقت لردفه بأخيه، ولم تسعفني القريحة بشفيعٍ له.
رحم الله السيد.

السيد أبو محمد

23 Oct, 14:31


في بدرٍ الكبرى كان الإمام عليٌّ – عليه السلام – من جنود النّبي – صلى الله عليه وآله –، وأنعم به وأكرِم فهو – سلام الله عليه – وحده كتيبةٌ
وكان الملائكة المُردفون من ضمن هذا الجيش
وأمثال سلمان وأبي ذر وعمَّار ممن قلّ نظيرهم فيه
ورغم عظمة هذا الجيش ولكن لم يستغنوا عن دعاء النبي – صلى الله عليه وآله – وهو يدعو الله قائلاً: اللَّهمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، اللَّهمَّ إنَّكَ إنْ تُهلِكْ هذهِ العِصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ، فلا تُعْبَدُ في الأرضِ أبدًا.
لقد كان دعاؤه – صلى الله عليه وآله – بمثابة الجزء الأخير المكمّل لسلسلة علل النَّصر على المشركين، فلولاه لم يكن من نصر.
وكانت بدرٌ حدَّاً فاصلاً بين حياة الإسلام أو موته.
معركة اليوم لا أقارنها بمعركة بدرٍ، ولا رجالها برجال تلك، ولكن لها وجه شبهٍ بتلك المعركة من جهة أنها صارت معركة وجودٍ واجتثاث، بمعنى لو خسرها المؤمنون – لا سمح الله – فالكيان الشيعي في المنطقة سيتلقَّى ضربةً قويةً جداً – لا سمح الله – على مستوى وجوده السياسي والثقافي والعسكري والاقتصادي.
اذن التعويل على دعاء الإمام المهدي – عليه السلام – لنصر المؤمنين في منازلةٍ غير متكافئةٍ عدَّةً وعددا.
متى ما نظر إليهم وإلينا بعين رحمته ونصره فالنَّصر – إن شاء الله قريب – وبعين الله تعالى تلك الدّماء الزاكية المسفوكة، وأولئك الجرحى وما جرى على أهلينا المؤمنين هناك من تهجيرٍ وتشريد.
اللهم نسألك العفو والعافية من كلّ قصورٍ وتقصير، والنَّصر المؤزَّر عاجلاً غير آجل.

السيد أبو محمد

19 Oct, 08:39


حينما تتكلَّم عن ولاية أهل البيت – عليهم السَّلام – وقت السِّلم قالوا: طائفيَّة
وإن تكلَّمتَ فيها وقت الحرب قالوا: تفرقة.

السيد أبو محمد

15 Oct, 07:30


اتابعُ أخبار هذه الأحداث بدقَّةٍ على أكثر من عشر قنواتٍ إخباريَّة:
الجزيرة والجزيرة مباشر 1و2
"العربي" قناة قطرية أنصح بمشاهدتها لها حرفيَّة عالية في تغطية الأحداث.
الميادين، RT العربيَّة الروسية، TRT التركيَّة
العربية والعربيَّة الحدث "قناتان سعوديَّتان قذرتان"
سكاي نيوز عربية "قناة اماراتيَّة قذرة"
والحرَّة عراق.
أبدأ بمتابعتها من بعد صلاة الفجر حتى الذهاب إلى الدَّوام، ومن بعد الظهيرة نحو ساعة، ثم ليلاً إلى الواحدةِ مساءً على نحو التقريب.
"الميادين" تغطيتها تعبويَّة أكثر من كونها إعلامية، وهي متخلّفة عن زميلاتها.
"العربية، والعربية الحدث، وسكاي نيوز" متحيّزة إلى تلك الجهة، ولا لوم عليها، فكلٌّ يتحيّز إلى أبناء قومه، ويطلبون الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – ثأراً من يوم الخندق وهاهم يتقاضونه منه – صلوات الله عليه وآله – إعلامياً.
وللإنصاف قناة "العربية الحدث" أكثر القنوات الإخبارية حرفيةً في صياغة مضمون الخبر بما يخدم أهواءها، وتتفوق حتى على قناة الجزيرة.
القنوات العراقية الإسلامية وقناتا العالم والكوثر غير "العواجل" التي تبثُّها القنوات قبلها بدقائق تُعدُّ في عالم الإعلام "أخباراً بائتة" وليس عندها من شيءٍ يُسمَّى "إعلاما"
دعك من كلِّ ذلك، خرجتُ بشيءٍ يستحق أن يُفتخر به، أولئك الشباب الذين يُحامون عن ثغور المذهب على الحدود هم الأعجوبة الثامنة التي تُضاف إلى العجائب السبع.
في عقيدتي الشخصية لهم في عنق كلِّ متشيّعٍ دينٌ عظيم؛ لأنَّهم يدافعون عن الهلال الشيعي الذي يبدأ من تلك النقطة الواقفين عليها، فلو - لا سمح الله – خسروا المنازلة فإن ذلك الهلال المنير سيغاله خسوف الهزيمة والخسران، وتتهاوى معالمنا الحق وأهمُّها شعائر عاشوراء. ثباتُكُم هو الإعلام الحقيقيُّ للمعركة.

السيد أبو محمد

09 Oct, 08:25


في وصيَّته - صلى الله عليه وآله - لأبي ذرّ: "كفى بالمَرءِ كذِباً أنْ يُحدّثَ بكلِّ ما سمع"
والنَّقل لا يختص بما سمع، بل يعمَّه ويعمُّ ما قرأ على وسائل التواصل ورأى على الفضائيات، وإنَّما ذكر السَّمع في الحديث لأنَّه كان الوسيلة الرئيسة في نقل الأخبار في زمن النَّص.
وكثيرٌ من المرئي والمسموع مكذوبٌ لا دليل عليه يشفع لصدقهِ، و لا برهان فيه يُتوسَّل به إلى حقيقته، فتناقل هذا المكذوب مساهمةٌ في نشر الأكاذيب ويجعلك كاذباً قهراً وإن لم تقصد الكذب؛ لأن إخبارك مخالِفٌ للواقع.
فالعجب من بعض أهل الإيمان كلَّما رأى خبراً في وسيلةٍ إعلاميَّةٍ هرع إلى نشره، والميزان الحقُّ في قيمة الخبر صدقه لا سَبقه، والمعيار فيه التثبّت لا التسرّع.
وهذا من الخفَّة والطيش، وقلَّة الحيلة

السيد أبو محمد

08 Oct, 09:13


يقول الشاعر:
بلاءٌ ليس يُشبهه بلاءٌ *** عداوة غير ذي شرفٍ ودينِ
ذلك أنَّ من لا دين له يرمي النَّاس بكلّ شنيعةٍ لا يخاف من الله عقاباً ولا يرقبُ في المؤمنين ذمَّة.
على أنَّ الاختلاف في الرأيّ حالةٌ صحيَّة، بل إن الحقائق العلميَّة تُولد من رحم النقاشات والحوارات الجادَّة، التي يكون فيها المنطق البحثيُّ هو السَّائد.
والاختلاف لا يبيح لك –إن كنت مؤمناً - تتبَّع عثرات أخيك المؤمن، فإذا كان بيتُك من زجاجٍ فلا ترمِ النَّاس بالحجارة، وكثرة التكرار تعلّم الحمار، ولكن من كانت الدَّوابُّ خيراً منه ما تصنع فيه؟
يقولون له: نعيشُ في أجواءٍ صعبة، وليس هذا الوقت ذكر تلك الأمور.
فلا يفهم، فرائحة "البيزات" فاحت من وراء السطور.
وتوضيح الواضحات من أصعب المشكلات، وقد قالوا في المنطق إن من لا يُدرك البديهيات فلعلَّ ذلك راجعٌ إلى مرضٍ في عقله أو اغتشاشٍ في حواسّه.
هذا إذا سلَّمنا أنَّ له عقلا:
قال حمارُ الحكيمِ لوقا *** لو أنصفَ النَّاسُ كنتُ أركب
فإنني جاهلٌ بسيطٌ *** وصاحبي جاهلٌ مركَّب
عذراً يا حمار الحكيم، فصاحبك بلغ به الجهل حتى صدق عليه المثل الشَّعبي "من كثر اللواتة صار زوج"

خرج في الآونة الأخيرة حيوانٌ ينهش في لحوم الفضلاء والأعلام من الحوزة العلميَّة لا لشيءٍ إلَّا لأنَّ ذلك الفاضل أشَّر على حالةٍ مرضيةٍ في نفوس بعض المتمرجعين وتصدَّى لها بشجاعةٍ وحزمٍ، فثارت ثائرة هذا الخط الغاصب للمقامات العلميَّة غير المتفقّه وغير المتديّن لإسقاط هذا الفاضل.
ولكن، ألم يقل الشَّعبيُّ لولده: " الشعبي لولده : يا بنيَّ! ما بني الدين شيئا فهدمته الدنيا ، وما بنت الدنيا شيئا إلا وهدمه الدين ، أنظر إلى عليٍّ وأولاده ، فإنَّ بني أمية لم يزالوا يجهدون في كتم فضائلهم وإخفاء أمرهم ، وكأنما يأخذون بضبعهم إلى السماء !
فهذا الأمويُّ الفعل، الحاقد على الحوزة العلميَّة يريد أن يحطَّ من شأن الفضلاء فيأبى الله إلَّا أن يرفع ذلك الفاضل ويفضح الأمويَّ.
ومعزوفة الأمويّ هذه المرَّة أن لذلك الفاضل موقفاً مضادَّاً من رؤية خط المقاومة، وصار يُشنّع عليه في هذا الأمر.
وينبغي – إذا كان الإنسان مؤمناً حقَّاً لا أنَّه يدَّعي الإيمان – أن يلمس لأخيه المؤمن العذر في رؤيته وفهمه الأمور، إذا كان هذا الفهم المخالف له مستنداً إلى فهمٍ لنصوص الفقهاء وفتاواهم التي تخالف الرؤية الأخرى، فالفاضل لم يُسقّط أحداً ويُخرجه عن الدّين، ويرميه بما يشين كرامته ويُسقط مروءته – والعياذ بالله –
فإن المُتصيَّد من لسان الروايات، والمُقتنص من كتابات الفقهاء إنَّ لله تعالى في كلِّ واقعةٍ حكما، وهذه واقعة، ولها حكمٌ خاصٌّ، وبما أنَّ الإمام المعصوم – عليه السلام – غائبٌ عن الأنظار، فمن الطبيعيّ – وقد حُرِمنا من إفاضاته العلميَّة ونظرته الرحيمة – أن يختلف الفقهاء في حكمها، كاختلافهم في فروعٍ من الفقه شتَّى، وأن ينهج الفضلاء منهاج الفقهاء كسجيَّة كلِّ متديّنٍ يأخذ تقليده عن مرجعٍ حتى ولو كان فاضلاً استاذاً حوزويا.
فعلى مَ إذا اختلفوا في مسألةٍ غير هذه المسألة كان ذلك أمراً طبيعياً، وإذا اختلفوا في هذه المسألة المخصوصة قامت الدُّنيا ولم تقعد مع أن حكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد؟
ولكن، لك أن تسألني: هل شققتَ عن صدر المتكلّم فعرفت سوء نيَّته وسواد طويَّته؟
وجوابه : نعم، فقد تكلَّم هذا الشخص من قبل نحو سبع سنواتٍ على السيد حسن نصر الله -لاحظ الدَّائرة الزرقاء في هذه الصورة - وشبَّهه بعامل المطعم الذي لا حول له ولا قوة!!
لله كلمةٌ ما أشنعها وأفضعها!!
بمعنى أن ما صنعه السيد ما كان عن أمره! فهذه فريةٌ بلا مرية من شخصٍ يهرف بما لا يعرف.
وهب أن ما صنعه كان عن توجيهٍ وأمر، فإنَّما يأتمر بأمر مرجعه الذي يُقلّده "فهل في ذاك – يا للنَّاس – عارُ"؟

فسبحان الله! يصفه بعامل المطعم، ولا يستحي كعادته في فقدان الحياء،
وظاهر الأمر أنَّ تعديه على المؤمنين والفضلاء والسَّادة عادة معتادة، وأقول له:
كأنَّك بَعْرَةٌ في ذيلِ عنزٍ *** فمالك والشموس المشرقات؟

السيد أبو محمد

05 Oct, 06:50


قُبيل أيَّامٍ رأيتُ شابَّاً عراقياً لعلَّه في السادسة أو السَّابعة عشرة من العمر، من فئةٍ معروفةٍ ظهرت قبيل سنواتٍ لها قَصَّة شعرٍ خاصَّة، ويضعون مكياجاً متشابهاً يطلق النَّاسُ عليهم اسماً خاصَّاً لا أُحبُّ ذكره صار رديفاً للفاحشة.
شابٌّ سخيفٌ، مستنوقٌ، ومن المصائب استنواق الرجل، أو ما يُفرضُ فيه أن يكون رجلا.
خرج في مقطع ريلز يُبشّر السَّاقطين أمثاله بمجيء اللبنانيات إلى العراق من بعد هذه الأحداث الأخيرة، وباقي الكلام معروفٌ لا حاجة لي إلى ذكره.
وهُنا أُحبُّ أن أُلفَت نظر أمثال هؤلاء ممن لا دين لهم ولا غيرة، ولا شرف ولا رجولةٍ إلى أمرٍ لعلَّه غاب عنه – وحقَّ عليه غيابُ مثله لأنه لم يعش في بيئةٍ سليمة.
ليست كلُّ النّساء مثل نساء البيئة التي خرجتم منها،
قبل نحو ثلاث سنواتٍ راسلني سيدٌ شابٌّ لبنانيٌّ أُصيبت زوجته بمرضٍ خبيثٍ، وأعلمتُهُ أنَّ عندي تربةً حسينيَّة أهدانيها المرحوم السيد محمد علي الحلو – رحمه الله – وقد أُخِذَت من مكانٍ قريبٍ جدَّاً من الرَّأس الشريف للإمام الحسين – عليه السَّلام – فهاتفني بعد أيَّامٍ وأخبرني أنَّ قريبةً له موجودةٌ في الفندق الفلانيِّ من فنادق النَّجف الأشرف وأمرني أن أعطيها التربة الشريفة.
وفعلاً، وصلتُ الفندق وجاءت الأخت الفاضلة، امرأةٌ خفرةٌ ذات حجابٍ زينبيٍّ تكاد تتعثَّرُ بأذيالِها من شدَّة حيائها..
كأنَّها ابنة نبيّ الله شعيبٍ وهي تمشي على استحياء، فعلمتُ أنَّها من بنات السيدة الزهراء – عليها السلام – وقد التثَّت بخمارها في لمَّةٍ من حفدتها..
حجابٌ لم أرَه إلَّا في البيئة النَّجفيَّة القديمة العفيفة، فعلمتُ أن للنَّجف في هذه الطريقةِ من العفاف أخاً وهو جنوب لبنان، فلا جرم أن يتربَّى في حجورِهِنَّ الشباب الأبطال من أهل الغيرة والنَّجدة والشهامة والشجاعة ممن يُدافعون عن الأرض ويدفعون عن العرض.
وقد أنبأني بعد ذلك بشفاء زوجته من هذا المرض ببركة تلك التربة، والحمد لله، فمن يؤمن بهذه الغيبيَّات لدرجة شفاء زوجته بالتربة، ألا يؤمن بالله تعالى من أجل تحقيق الانتصار على العدو؟
فهذه هي اللبنانيَّة العفيفة التي تكلَّمت فيها، وأولئك أبناؤها النُّجباء، عفَّة حِجر، وإيمان قلب.

السيد أبو محمد

03 Oct, 07:20


"فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ"
لا تزال كلاب المتمرجعين تنهش في فضلاء الحوزة العلميَّة، ومنهم سماحة السيد محمد رضا شرف الدّين، وفي مثل هذا الظرف العصيب، والمحنة الشديدة.
ونصيحتي لهم أنَّهم لا يزالون صغاراً ، وفي العمر مُتَّسعٌ لتجميع الذنوب، وهُم لن يُقصّروا في ذلك، فأمامهم مستقبلٌ زاهر لأكل التبن وتجميع الحطب.
ولكنَّهم - ولهم الشكر الجزيل - أرادوا أن يكونوا مصداقاً للآية الكريمة للكلب اللاهث، ولكنَّ فرقهم عن الكلب كما قال دعبل الخزاعي في هجاء المعتصم
وإنّي لأُعلي كلبَهُمْ عَنْكَ رِفْعَة ً
لأنكَ ذو ذنبٍ وليس له ذنبُ
وذنبُ كلاب المتمرجعين أنَّهم لم يُوفوا حق صاحب الزمان - عليه السلام - الذي مدَّ لهم يده التي بها رُزق الورى، وحفظت الأرض به من أن تسيخ بأهلها، ومن طبيعة الكلب أن يكون وفياً، وهؤلاء حتى لم يصلوا إلى مرحلة الكلب الوفي، فضيَّعوا وفاءه وحفظوا لهاثه، وسيظلُّون يلهثون حتى تنقطع عنهم بيزات متمرجعهم بموته أو إفلاسه،أو القناعة بعدم نفعهم بسقوط مشروعه التضليلي العنصريّ المقيت.

السيد أبو محمد

02 Oct, 07:18


هنا ثلاثُ دولٍ يعتبرها الكثيرون رأساً في المنطقة ولها ثقلها:
إيران، تركيا، مصر
لو أن الأتراك والمصريين ضربوا إسرائيل كما صنع المؤمنون يوم أمس
لكان عزَّةً لهم، وذلاً لمن أذلَّهم ولكن المشكلة
الإيرانيون تعلَّموا الشجاعة من فاتح خيبر أمير المؤمنين عليٍّ - عليه السلام -
وهؤلاء تعلَّموا الذلَّة من ذاك الذي رجع يوم خيبر يُجبّن أصحابه ويُجبّنونه
وشتَّان بين المدرستين.

السيد أبو محمد

01 Oct, 16:40


كان الشيخ محمد مهدي البصير في كتابه "عصر القرآن" أو في غير هذا الكتاب – لستُ أذكرُ فعهدي بأمثال هذه الكتب قديمٌ قديمٌ – يرى أنه ينبغي أن تتمَّ المقارنة بين السيدين الشريف الرضيّ والسعيد الحبوبيّ، فكلاهما من أسرةٍ علميَّةٍ، وشاعر، وله أشعارٌ قالها في نجدٍ "النجديات" – نسيت هل هي النجديات أم الحجازيات؟ وفي العراق "العراقيات"
والحقُّ – يجب أن تكون المقارنة بين السيد محمد سعيد الحبوبيّ، والسيد محمد المجاهد
فكلاهما خرج لجهاد العدو، ذاك لجهاد الإنكليز في الشعيبة، وهذا لجهاد الروس في إيران.
وكلاهما تعرَّض للخيانة، السيد الحبوبيّ من الجيش العثمانيّ الذي كشف ظهر المجاهدين العراقيين، والسيد المجاهد الذي لم منع عنه الملك القاجاري الإمدادات.
وكلاهما مات بغصة الخسارة – رضوان الله عليهما –
ومن مات بغصَّة الألم وهو يرى الع-دو يدنّس سماءه أحد علماء الكاظمية المقدسة قبل نحو مئة عام نسيت اسمه أيضاً مات أسفاً لما رأى الطائرة الحربيَّة الإنكليزية في سماء مدينة الكاظمين – عليهما السلام –
وكنت أظنُّه السيد مهدي الحيدريّ – قُدّس سره – وهذا الرجل جهاده عجيب حتى أنَّه سبح في نهر دجلة وهو في الثمانين من العمر في جهاده الإنكليز!! ، وليتَ مُتتبّعاً يستقرئ وفيات العلماء الأعلام الذين ماتوا بغصَّة الكمد لخسارة الإسلام والمسلمين مع ذكر شيءٍ عن الحادثة ليكونوا قدوةً في غيرة النَّاس على مقدّساتهم.
بعضُ النّاس – للأسف الشديد – لا يبدو عليه الاكتراث أبداً لما يجري على المؤمنين في الجنوب

السيد أبو محمد

01 Oct, 14:49


اسمعُ جعجعةً و لا أرى طحيناً
الهجوم البريّ
ثقتي بالله تعالى وحده، وبأهل البيت - عليهم السلام - أن ينصر شيعة لبنان إن شاء الله.
لا سمح الله، لو خسر المؤمنون هناك المنازلة، حتى زيارة الأربعين المليونية ستكون مهدَّدة.
كلُّها تنتظر نتائج المنازلة للانقضاض على شيعة العراق،وإرجاع الحكم إلى البعثيين والمخالفين.

السيد أبو محمد

30 Sep, 16:58


خلق الله تعالى البشر متفاوتين في أمورٍ شتَّى: في القناعات، والرؤى، والأفكار.
والمؤمنون من ضمن البشر، فهم مختلفونَ في كثيرٍ من الأمور، بل ربَّما تجدهم أشدَّ النَّاس وأكثرهم اختلافاً؛ لأنَّهم تربّوا على حريَّة الفكر.
والسياسة من أكثر الأمور مثاراً للاختلافات بين النَّاس،
وحديث الساعة من أشدَّ الأمور خلافا
ولكن..
لا ينبغي الكلام في هذه الأحداث الآن والنّقاش فيها، خصوصاً إذا أدَّى النقاش إلى الفرقة والتشتّت،
لقد وقع الذي وقع
وتوهين المؤمنين ولو بشطر كلمة هو أشدّ مما صنعه الجاسوس الخائن
لأن الخائن يقتل أشخاصاً من ضمن تنظيم
وهذا يقل شخصيَّة الأمة المؤمنة ويفرّق كلمتها
ولا سمح الله إذا خسر المؤمنون الحرب
حتى هذا الحكم الشيعي في العراق سيسقط، رغم كلّ مساوئه فهو أحسن من حكم الطاغية المقبور.
لنكن أذكياء ولو لمرَّة واحدة في حياتنا

السيد أبو محمد

29 Sep, 20:09


انتبهوا إلى هذه اللعبة
إسرائيل تقول إنَّها ستقوم بهجومٍ بريٍّ محدودٍ وسط معارضة أمريكا التي تدعو إلى حلٍّ دبلوماسيّ.
وهذه لعبة
هم سيقومون بالهجوم المفترض فإذا - لا سمح الله - حقق أهدافه وسَّعوه إلى عملية اجتياحٍ لمساحةٍ كبيرةٍ من لبنان
وإذا فشل - بحول الله وقوَّته - ستتدخّل أمريكا للضغط الظاهري على إسرائيل التي ستستجيب لتمثيلية ضغوطها فتنسحب لتحفظ ماء وجهها من الهزيمة.
فانتبهوا يا أولي الألباب.

السيد أبو محمد

26 Sep, 17:46


يعلمُ الأصدقاءُ القُدامى أنَّ صفحتي على الفيس تأسَّست في الأصل - كما أزعم - للمساهمة في الدفاع عن حياض المذهب، والذود عن عقائد الدّين، وتبيَّن بعد جولاتٍ مع الوهابيَّة أنَّهم مدفوعو الأجر، وأنَّ الجدال كان لأجل الجدال، فطويتُ عن الأمر كشحا، فلم أُطل فيه، وأغضيتُ عنه عينا، فلم أعنَ به.
وكان الذين يحاورن الوهابية طلبة علمٍ فضلاء مُحصّلين، يتقدَّمهم الشيخ المرحوم خالد السويعدي البغدادي، الذي كان أُفقُ بيانهِ يشرقُ بشمس البراهين، ولهجة قلمه تتزيَّن بنبرة الإقناع.
ولكن – من جهةٍ أخرى – رأيتُ أناساً آخرين دخلوا في هذا المضمار، لم يسلم منهم عالِمٌ ولا خطيب، بل وصل الأمر ببعضهم إلى التعدّي على بعض أولاد أمير المؤمنين – عليه السلام – كالسيد محمد بن الحنفية.
وليت الأمر كان تقييماً تاريخياً للرجل، بل هو سبٌّ وشتائم، وكلُّ من خالف عقائدهم فهو بتريٌّ والجنة التي عرضها السموات والأرض خلقها الله له ولجماعته مع أنَّهم تسعهم شجرةٌ واحدة.
"أمير القرشي" شيخٌ معمَّم ساذج، يتميَّز بلسانٍ سليط، ويحسب البعض أنَّ سلاطة اللسان هي استطالة البرهان، ولا يدري أنَّ هذه غير تلك.
تعدَّى في فيديو له - تعذَّر عليَّ تحميله – على رموز الطائفة بحجَّة أنَّهم قدَّموا صورةً مشوَّهةً للتشيّع، يقول ما مضمونه: إن السياسة المنتشرة في العالَم هي سياسة خامنئي، وهذا كارثة!! أين نذهب؟ هل نكون ملحدين؟
لنفرض أن سياسة السيد كارثيَّة فمالك وماله؟ وما علاقة اعوجاج سياسته بتوجهاتك حتى تكون ملحداً والمفروض أنكما على طرفي نقيض؟

ولكن، لِم كانت سياسة "خامنئي" كارثة؟ ستعرف ذلك في السطور الآتية من سؤال الصحفي الاسرائيلي!
يقول: إن أحد الصحفيين سأله: هل حقاً الإمام المهدي – عليه السلام – يأمركم بقتل الإسرائيليين؟
يقول: إنه تأذى كثيراً من هذا السؤال!؟
وليت شعري أين ذهبت حججه الساطعة وردوده القاطعة؟
هلَّا سأله هذا القرشيّ: هل أمركم نبيُّكم موسى – عليه السلام – بق-تل المسلمين والأطفال الأبرياء والمدنيين المسالمين وتهجيرهم من ديارهم؟ وإبادة مدنٍ بكاملها؟
قال معقّباً ما مضمونه: هذه صورةٌ مؤلمة رسمها الصدر والخميني والخامنئي والقنادر والنعلان والكوا.....والساقطين...
كلمة "والكوا.... كانت في الدقيقة 3 و33 ثانية من الفيديو، والعراقيون يعرفون تكملتها، هو لم يكملها كأنَّها بدرت منه غفلةً جرياً على عادة لسانه في الفحش والبذاءة، ولكنَّه تلافاها، وهذه الكلمة لا يقولها حتى أولاد الشوارع إلَّا أن يكونوا ساقطين إلى أبعد درجة لا يأبهون بما يقولون.
ولكن لِم صار هؤلاء الأعلام بهذه الصفات عند السفيه القرشي؟
لأنَّهم أوصلوا صورةً للإسرائيليين أنهم مشروع قتل للإسرائيلي باسم الإمام المهدي الذي سيقتلهم ويلعن "ربّ ربهم" في كربلاء والنجف!!
لاحظ تعبير "رب ربهم"
يعني الإمام المهدي – عليه السلام – يقتل علماء المذهب، ويُسالم الاسرائيليين!!!
يقول: إن صورتنا كشيعة مشوَّهة، ونحن سنبيضها!
وهذه بشارة عظيمة، مادام السفيه القرشي هو من سيبيض فسيزداد الناتج السنوي من بيض المائدة.

السيد أبو محمد

25 Sep, 16:56


أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
==================
قولهم متى نصر الله ليس من باب الشكِّ، فالرسول - صلى الله عليه وآله - لا يشكُّ بربّه أبدا، وإنما كان ذلك شوقاً لنصر الله تعالى.
والذين آمنوا الذين قالوا مثل قول الرسول - صلى الله عليه وآله - هو أمير المؤمنين - عليه السلام - بدلالة آية الولاية، وإنما جاء الخطاب بضمير الجمع؛ لأنَّ كلامه في ذلك الموقف العظيم المزلزل ينزل في مقام كلام جماعة لعظمته وقوته.
وبهذا البيان يسقط ما قاله المفسرون إن ذلك القول "متى نصر الله" هو قولهم عند اليأس!
وقوله "ألا ان نصر الله قريب" هو قول الرسول - صلى الله عليه وآله؛ لمخالفته نصَّ الآية "حتى يقول الرسول والذين آمنوا"
فقولهم متى النصر هو قولهما من باب الشوق، والبشارة من الله تعالى بقربه.

السيد أبو محمد

24 Sep, 05:59


على هامش الحدث
@
منذ أيامٍ وأنا أتابع القنوات الإخباريَّة باهتمام، فقد جعلتها متسلسلةً في الستلايت تباعا، أبدأ بالجزيرة ثمَّ بالعربية، ثمَّ باقي القنوات، وأتابع قناة المنار على اليوتيوب – البثّ المباشر.
ورأيتُ أنَّ قناة العربيَّة أشدَّ فرحاً بالغارات الاسرائيلية من القنوات العبرية نفسها، وآية تحيّزها للقوم أمران:
الأول: نوعية المحللين الذين تستضيفهم في نشراتها الإخباريَّة.
الثاني: طريقة صياغة الخبر، وأضرب لك مثلين من أخبار يوم أمس مقارنةً بالجزيرة:
الخبر الأول: نقلاً عن وزير الصحة الل-بناني: 274 قتيلاً
في حين وصفتهم الجزيرة بالشهداء.
الخبر الثاني: القبة الحديدية تعترض صواريخ حب الله،
وكان بالإمكان صياغة الخبر على نحوٍ آخر: حب الله يطلق الصواريخ على اسرائيل.
ففي الصياغة الأولى محاولة إظهار فشل الصواريخ في محاولة إصابة الهدف، وفي الثانية إيحاءٌ بأنَّ هناك ردَّاً على هذه اله-جمات.
@
عندما قامت حرب أم المعارك بين الطاغية المقبور والتحالف الد-وليّ شنَّت طائرات التحالف هجوماً قوياً على القطعات العراقية، وصوَّر الإعلام أنَّ الهجمات حققت أهدافها، كما كنَّا نسمع من الإذاعات العالميَّة في وقتها وتتقدَّمها إذاعة لن-دن
وزعموا أن منظومة الد-فاع الجويّ شُلَّت بالكامل، ثمَّ ماذا؟
تبيَّن أن المنظومة ظلَّت تعمل حتى الأيام الأخيرة، وأن الآليات العسكر-َّة تمَّ التمويه عليها وما تزال تعمل.
الغاية من إيراد القصة أن ما تسمعونه الآن هو نصر "إعلاميّ" وليس واقعياً، وأن ترسانة الأسلحة لحب الله لم تمسَّ بسوء، وأنَّ الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ستشهد ردَّاً مقابلاً – إن شاء الله – ليست عندي معلومات بذلك ولكن هي تجربة مستفادة من حربٍ عايشناها من 33 عاما.

السيد أبو محمد

23 Sep, 10:39


بيان مكتب سماحته (دام ظله) حول العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان
٢٣-٩-٢٠٢٤
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظة بالمواطنين حتى من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر - لحد الآن - عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم، تعبّر المرجعية الدينية العليا عن تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعة أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الابرار بالرحمة والرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
وإذ تطالب ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة، تدعو المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية .
حفظ الله لبنان وشعبه العزيز من كل سوء ومكروه.
(١٩ /ربيع الأول/ ١٤٤٦هـ) الموافق(٢٣/ أيلول/ ٢٠٢٤م)
مكتب السيد السيستاني (دام ظله) - النجف الأشرف

السيد أبو محمد

17 Sep, 21:33


على هامش الأحداث.
في تسعينيات القرن المنصرم كنتُ في ضيافة بعض المشايخ – رحمه الله – وفاجأني بكلمةٍ اعتبرتُها قاسيةً في ذلك الوقت، واليوم بان صدقُها، قال لي – وكان الحديث عن إيران - : إذا لم يصنعوا القنبلة النووية فقد خانوا الإسلام!!
وصدق الرجل في بعض حديثه، وهو لا بدَّ أن تصنع القنبلة النووية، ولا أدري ما أقول في بعض حديثه الآخر :فقد خانوا الإسلام!
ولكن، لو كان الطاغية المقبور صنع القنبلة النووية لما تجرَّأت الدول المعتدية على العراق.
واليوم: القنبلة النووية صارت من الماضي، سلاحاً تقليدياً، والسلاح السبراني – إن جاز التعبير – هو الذي ينبغي السعيُّ إليه.
بل لقد أصدرت جمعية الباراسايكولوجي العراقية في نهاية ثمانينيات القرن الفائت كتاباً اسمه "حروب العقل" تأليف ماكري – رونالدوم، يتكلَّم فيه عن القدرة النفسية للتأثير في أسلحة العدو، وتكلَّم عن تأثير متدرب أمريكي في إغراق سفينة أمريكية صنعت للتجربة تبعد عنه آلاف الأميال بمجرد النظر في صورتها بنية إغراقها، وهو ما يشبه الولاية التكوينية.
فينبغي على أهل الإيمان أن يطوروا من أنفسهم في هذه الميادين الجديدة للحرب، فنحن في عصر حروب العقل.
وينبغي على كليات الحاسوب في العراق أن تكون رائدةً في هذا المجال، وأن تخصص الدولة ميزانيةً ضخمة لهذا الفرع من المعرفة فهو أهم من كرة القدم بكثير.

السيد أبو محمد

16 Sep, 11:00


أكرَه التَّافهين، خصوصاً أولئك الذين يستقتلون ليكونوا محطَّ أنظار الآخرين،
والذين يبالغون في تقديس من لا يستحق التقديس.
فهذا رسام كربلائي يرسم صورة رونالدو بخيوط الذهب، والمفروض أنها هدية يقدّمها له عدنان درجال،
ولو أنَّه أنفق ثمن هذه الخيوط الذهبية على الفقراء لكان ذلك خيراً وأحسن عملا.
وهذا مغنٍ فويسق ينفق أموالاً طائلةً في سبيل تسجيل أغنية في استقبال هذا اللَّاعب وزوجته.
وبعض الجماهير اشترى بطاقة المباراة بخمسة عشر ضعفاً، فالبطاقة التي سعرها عشرة آلاف دينارٍ عراقيٍّ بيعت بمئةٍ وخمسين ألفا.
وأرجع قائلاً: لو أنفقها على الفقراء..
فقط يفتح الناشطون فمهم النتن حين يكون البذل في زيارة الأربعين ويتباكون على الفقراء.
ولذلك، كان عدم مجيء الدَّون صفعةً للدونيين، من مسؤولين، وجمهور، وإعلاميين، ومغنيين وغيرهم.
صفعةً نزلت على القلب ثلجا.
بلدٌ وطأت ترابَه أقدام المعصوم - عليه السلام -
وتغنَّى به الشعراء العالميون كطاغور،
وكتبت رواياتٍ عنه أجاثا كريستي،
ينبغي على أبنائه أن يعرفوا قيمته، وقيمة ثرى ترابه.
ودعوى: أن متابعيه في العالم مليار شخصٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، وحضوره في بغداد ينقل صورةً جميلةً عن العراق..
يُكذّب هذا الزعم:
أنَّ حضوره إلى إيران لم يمسح صورتها النمطية في الأذهان، ومازالت في نظر الكثيرين راعيةً للفوضى في الشرق الأوسط،
ومجيئه السعودية لم يغير صورة البدوي الذي يحدو الإبل،ومازالت في نظر الكثيرين مستعبدةً للوافدين، وما فلم حياة الماعز ببعيد.
فالزّعم أن حضوره إلى بغداد يغير الصورة القاتمة عنها مبالغة كبيرة.
الوعكة "دبلوماسية" وليست صحية،
هم غيَّروا ملعب المباراة من كربلاء إلى بغداد، ورضخ الشرطة وهذا أول الوهن،ومن لا يحترم نفسه لا يحترمه الآخرون،
ثم جاء الفريق ظهر الأحد وكان المفروض أن يأتي يوم السبت،
ولم يتدرّب في الوحدة المسائية،
وكأن السعوديين يريدون نقل صورةٍ سلبيةٍ عن العراق، ومن قبل رفض منتخبهم أن يلعب في العراق، وأجبر العراق أن يلعب على أرضهم، وتتذكرون مقولة وليد الفرَّاج "غصباً عليهم "العراقيين" يعلبون على أرضنا"
والرياضة واجهةٌ سياسيةٌ واقتصادية، وإعلامية، وليست كرة قدم فقط.
وإذا كان الأمر كذلك،
وأن عدم حضور اللاعب بسبب النّصر السعودي،
فبإمكان الاتحاد العراقي بالتعاون مع الدولة المجيء بمنتخب البرتغال وبمعيته هذا اللاعب،
أو منتخب الارجنتين بمعية ميسي ليلعب في بغداد،
أو بمنتخب أسبانيا عن طريق كاساس
والعراق بلد أمنٍ وأمانٍ بسبب الإمام الحسين - عليه السلام - وزيارة الأربعين، وحتى الإعلاميون العراقيون واللاعبون في لقاءاتهم مع الإعلام الخليجي والعربيّ يستدلون بملايين الزوار الكرام في الأربعين على أمان البلد وأمنه.
وحتى الفريق الأمني الخاص الذي أرسله نادي النصر إلى كربلاء ووافق الزيارة الأربعينية كان تقريره ممتازاً جداً وإيجابياً عن الأمان في كربلاء السبط الشهيد - عليه السلام -
العراق بلد أمان بفضل الزيارات،
وفتو-ى المرجعية،
وشهد-اء الح=شد
ولكن، علينا أن نحترم أنفسنا، ولا نبالغ زيادةً في الآخرين ممن لا يقيمون للمؤمنين وزنا.

السيد أبو محمد

15 Sep, 08:10


وجدت طعم المسكر مرَّاً، ولكن جاذبية الحداثة جعلتها تستسيغ شرابه، في اليوم التالي قال لها: إن الدجاجة التي لا تعرف ترقص الباليه دجاجة عرجاء متخلّفة، فرقصت، وهكذا كانت تتنازل كلّ يومٍ عن معتقدٍ من معتقداتها، وتفك قيداً من قيود شريعتها، ولم تعد ترتبك من نظراته النهمة المريبة ويحمرُّ وجهها منها كأول مرة، بل صارت تتغنَّج لكي ينظر إليها، خصوصاً وأن الخنزير وعدها بالزواج، وأن تقدم برنامجاً مستقلاً على الفضائية مساء كل يوم، وهو يهمس في أذنها: فيك كلّ مواصفات الإعلاميّة الناجحة، عينان ساحرتان تفتك بالمشاهدين، منقارٌ مفوَّه مصنع للبلاغة، جناحان جميلان تطيران بالفكرة، كل جميلة،أيتها الساحرة الفاتنة.
وذات يومٍ أرسل عليها الخنزير وقال لها: بمنطقكِ البائس، وعدم أهليّتك في الترويج لأفكارنا لن تخرجي على القناة.
قالت وهي تمسح الدموع في عينيها ومنقارها يصعد ويهبط: ولكنَّك قلتَ إنكِ إعلامية ناجحة؟
نعم، ولكنّك خيَّبتِ ظني، منقارك بارد تتجمد الكلمة في نهايته فتخرج باردةً كالثلج لا يقتنع بها المستمع! قال هذه الكلمة وهو ينشغل بالنظر إلى أوراقٍ بين يديه.
حسناً، ألم تعدني بالزواج؟
أجب بلهجةٍ حاسمة: نحن من بيئتين مختلفتين، أنا آكل اللحوم، وأنت من آكلي النبات، أنا من الثديات، وأنت من الطيور، أعجب منك كيف تصدقين مزاحي معك.
قالت بصوتٍ متهدّج: ولكنَّك وعدتني بالزواج؟
نظر إليها وهو يشرب القهوة: الدجاجة التي خانت الديك لن تخلص للخنزير، اذهبي واغلقي الباب وراءك.
كانت تنظر للطريق من خلال دموعها، كانت نظراتها نظراتٍ مشوشةً، وحين طرقت باب عشها الصغير خرج إليها الديك، وقعت على رجليه وقالت :أرجعني.
وبنظرةٍ متكبرة أجابها الديك بصوتٍ مترعٍ بالثأر: كان رأس مالكِ الطهارة، سلبها الخنزير منك وألبسك ثوب النجاسة، لن ترجعي لبيتك أبداً؛ لأنك خائنة، ولست مؤتمنةً على الفراخ الصغار.
ومنذ ذلك اليوم تدور هذه الدجاجة على بيوت الدجاجات الأخريات لتجعل منهن ناشطاتٍ عسى أن يطلقهنَّ أزواجهنَّ ويخسرن بيوتهنَّ وتتدارك النقص الذي فيها أمامهنَّ.
وهي كلَّما نظرت في المرآة لصورتها بعد تلك الحادثة تجد أمامها صورة حمار.
-