ولكن أفكّرُ كما يُفكّر النَّاس، فالسياسة وإن كانت علماً له أصوله ولكن في كثيرٍ من الأحيان تجري على غير الأصول، كما يسير القطار على غير سكَّة، وتخرج سيَّارةٌ عن جادَّةِ الطريق، وقد يجعلُ الله سرَّه في أضعف خلقهِ كما يجعل الدَّوحة الكبيرة في البذرة الصغيرة.
لو كنتُ مكان نّتنياهو لطلبتُ السَّلام، بل الاستسلام، فغايةُ ما عندي هو سلبُ أرواح النَّاس، ولكن: هم يتمنَّون ذلك نيلاً للشهادة.
وما تصنع في قومٍ مستميتين؟
ولك في ألفين وستَّةٍ، وستٍّ وتسعين عبرة، وقد رأيتَ من صبرِهم ما تزول منه الجبال وهم ثابتون.
إذن علامَ لا تقبل بالهدنةِ والصلح؟
والجواب – والله العالِم – لو قَبِل بالهدنة الآن ربما سيقاضيه قومُهُ على قضايا فسادٍ متنوعةٍ، فهو ينتظر الانتخابات الأمريكيَّة ليأخذ ضماناً من الفائز بعدم محاكمته على أيَّة قضيَّةٍ بعد وقف الحرب، في قبال أن يقبل بالهدنة ويكون ذلك مكسباً متبادلاً ..
رئيس الولايات يُحسب له إيقاف الحرب انجازاً،
\وهذا يكسب سلامته من المحاكمة بعد انتهائها...
ذلك ما وصل إليه فكري، والله العالِمُ بحقائق الأمور.