الساعة 7:30 بالظبط نسمع الصوت الأسوأ على الإطلاق -صوت الإسعاف داخل علينا-.. 4 عربيات إسعاف داخلين بحادثة فيها 6 حالات أسوأ من بعض..
بيني وبينكم الواحد من كتر ما بيموت معاه حالات في طوارئ وعناية الجامعة.. بقى بيتعامل مع الموت كشئ مادي بحت، وماعدش بيتأثر.. لكن دا مايمنعش إن بعض الأحيان الواحد بيتأمل في الشق الروحاني من الموت وبيحط نفسه مكان المتوفى خصوصاً لما يكون شاب..
وبرضو كل يوم بنشوف حوادث عادي.. لكن سبحان الله أنا شوفت نفسي في الحادثة دي بالذات.. كلهم شباب اللي رايح الجامعة واللي رايح شغله واللي رايح يتمرن.. فجأة العربية تتقلب بيهم وتتقلب معاها حياتهم 180 درجة..
اللي جاي بكسر في رقبته وهيعيش بقيت حياته بشلل، واللي جاي بنزيف في المخ والله أعلم هيعيش ولا لأ.. واللي جاي شايل دراعه من عند كفته بإيده التانية وهيعيش بقيت حياته بدراع واحد... مع صوت الآهات والصويت كنت سامع اللي بيحمد ربنا، وسامع اللي بيعترض وبيقول اشمعنا أنا يا رب بس!!
هنا أنا فضلت واقف لحظات متأمل في أوضة الحوادث واتفصلت عن كل حاجه حواليا ومفيش في دماغي غير حاجتين.. أنت كنت لسه داخل تغير هدومك وطالع على الطريق مروّح، ومش بتفكر لا في حوادث ولا يحزنون.. هتعمل ايه بقى لو كنت مكان حد فيهم؟ هتصبر؟ طاب لو الموضوع كبر عن كدا وساعتك جت، هتقول لربنا ايه وأنت مصلي الفجر الساعة ٧ الصبح؟!
استعيذوا بالله من فواجع الأقدار
د محمد فهيم