الأوراق مبعثرة حوله، والأقلام صامتة كأنها تشاركه ثقل اللحظة.
الكتب تُحدّق به بلا رحمة،
كل صفحة تناديه ليغرق في بحرٍ من التفاصيل المتشابهة والسطور المكررة. صوت عقارب الساعة يطارده، يذكّره أن الوقت يمضي وهو ما زال عالقًا بين سطرٍ لم يفهمه ومعادلةٍ تراوغه.
عينان مرهقتان تلمعان بدمعةٍ مكبوتة، بين رغبته في الهروب وبين واجبه الذي لا يحتمل التأجيل. شعور العجز يتسلل إليه، كأن الحروف تتآمر لتصبح طلاسم، وكأن كل كلمة تُثقِل عقله أكثر.
يسأل نفسه بصوتٍ خافت،
"هل سأنجح؟
هل سأنتهي؟"
لكن الجدران لا تجيب.
وفي وسط هذا الصمت،
يشتعل أمل صغير في قلبه. ربما الغد يحمل معه معنى،
ربما تعب اليوم سيصبح إنجازًا يُذكر.
لكنه الآن،
فقط الآن،
يريد أن تتوقف الأرض عن الدوران، أن يجد لحظة سلام بعيدًا عن كل هذا الصخب الداخلي.