نزل عليٌّ (عليه السلام) إلى القبر ، واستلم فاطمة وأضجعها في لحدها ولسانُ حالهِ
يا قبرُ أُودِعُكَ البتولَ أمانةً
وأمانتي أغلى منَ الدُرِّ
أنزلتُ فيكَ خليلتي وأنيستي
وبقيّتي وبقيّةَ العُمرِ
ووضعتُ فوق ثراكَ كلَّ عليِّها
وعليُّها قسماً لفي خُسْرِ
وسّدتُها والقلبُ يثوي قبلَها
وَلِهٌ ولا يقوى على الهجرِ
يا ليتها تبقى وأُلحدُ دونها
لفديتُها لو كانَ لي أمري
مِن بعدِ فاطمةٍ حظيتُ بغربةٍ
وحَظِيتَ أنت بليلةِ القدرِ
تتنزّلُ الأنوارُ فيكَ بأسرِها
وأعودُ دون الشمسِ والبدرِ
يا قبرُ رفقاً بالتي ظُلِمتْ وقدْ
آوتْ إلى لحْدٍ بلا إثْرِ
لَجَأَتْ إليكَ ودمعُها في خدِّها
وبسرِّها ألفٌ منَ القهرِ
ومصائبٌ هُدّتْ بها سلْ عينَها
فلعلّها تُنبيكَ بالسرِّ
وإذا أَبَتْ سلْ صدرَها بل أَحْفِهِ
واقْسمْ عليه بسورةِ العصرِ
سلْ يثرباً عن نوحِها صبحاً ضُحىً
ليلاً وحتى مطلعِ الفجرِ
رفقاً بها يا قبرَها رفقاً بها
فوديعتي نحُلتْ منَ الجورِ
يا فاطمٌ قومي فقد عظُمَ البلا
قد مسَّني سيلٌ مِنَ الضُّرِّ
أأعودُ دونَكِ كيفَ أدخلُ دارَنا
أمسيتُ أهوى العيشَ في القبرِ
كمدٌ وهمٌّ لن يفارقَ أضلعي
ففراقُنا مرٌّ على مُرِّ
واهاً لفاجعتي وواهاً كم قستْ
تُدمي الفؤادَ لآخرِ الدهرِ
قد قلَّ عنكِ تجلُّدي وتصبُّري
مع أنّني جبلٌ منَ الصبرِ
هذا وداعُ مَنِ الحدِادُ مُقامُهُ
ونُواحُهُ يُلقيهِ في البئرِ
الدكتور محمد الدغلي
https://t.me/drmohamadeldeghli