The latest content shared by قناة || معاوية بن إحسان العتيبي on Telegram
قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
05 Mar, 15:10
122
كتاب الآداب الشرعية والمصالح المرعية للعلامة/ محمد بن مفلح الحنبلي ت ٧٦٣ طبعة ركائز في 5 مجلدات نشره فاخرة متقنة . توزيع دار أطلس الخضراء 5 مجلدات ب 250 ريال
قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
04 Mar, 12:12
245
#فائدة
{إنا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون}.
(لعل) للرجاء، وربما كان في الرجاء شيء من رائحة التعليل. أي -والله أعلم بمراده-: كان إنزال القرآن عربيًّا لكي تعقلون، فلو كان إنزالُه غيرَ عربي لَمَا وفَّتْ غيرُ العربية بالدقائق والحقائق بالألفاظ والمعاني والتراكيب التي ترون القرآن العربيَّ وفَّاها حقَّ التوفية، فيكون من أثر ذلك أنَّكم لن تعقلوا ما أودعه الله فيه حقَّ العَقْل. والعَقْلُ: العلم المصاحب للفهم المستقيم المانع من الخطأ.
واللغة وعاء الفكر، ومرآة العقل، والمعاني قوامها، والألفاظ لها خادمة، فإذا كان الوعاء ضيِّقًا ضاق المعنى فيه، وإذا كان واسعًا، اتسع المعنى. "ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا وأكثرها ألفاظًا"، وأقدرها على حمل المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة.
فجعل الحقُّ سبحانه عربية القرآن مَدْرَجَةً للتعقل، ومرقاة للفهم عن الله. فهل تلك إلا إشارةٌ إلهيةٌ بأنَّ لسان العرب هو لسان العقل الإنساني، وبرهان على أنْ لو كانت لغات الأرض عقولًا ناطقة لكانت العربية أعقلَها؟
ومَن تأمَّل بيان القرآن خاصة، وبيان العربية عامَّة لَعَقَدَ اليقينَ في قلبه على أن العربيَّة معجزة إلهيَّة في القدرة على الإبانة عن دقائق العقول والنفوس. وإنك لتقرأ البيت لأعرابي جِلْف فتجد فيه من استنقاش غامض المعاني، وتصوير خَفِيِّ الخواطر ما لا تراه في ألفاظ من وقَفوا أنفسهم على علم نفس الإنسان وعقله من فلاسفة القديم والحديث، ولا يبلغون ما يبلغه الأعرابي الذي لم تعلِّمْه غيرُ فطرته التي فطره الله عليها، فكيف بكلام الخالق الذي ليس كمثله شيء!
اللهم لا تحرمنا من فضلك ولا تحجب عنَّا فهم لغة كتابك، وافتح علينا من خزائن بيانها حتى نشهد عجيب ما أودعته فيها من بديع الحكمة، فنتقرَّب به إلى رضوانك.
قال السمين الحلبي في «الدر المصون»: «قوله تعالى: {كَمَآ أَخْرَجَكَ}: فيه عشرون وجهاً: أحدها: أن الكافَ.. -ثم سردها ثم قال- وهذه الأقوال مع كثرتها غالبُها ضعيف، وقد بَيَّنْت ذلك».
وقال شيخه أبو حيان في «البحر المحيط» -بعد أن ذكر خمسة عشر وجها-: «ومن دفع إلى حوك الكلام، وتقلب في إنشاء أفانينه، وزاول الفصاحة والبلاغة؛ لم يستحسن شيئا من هذه الأقوال -وإن كان بعض قائلها له إمامة في علم النحو، ورسوخ قدم، لكنه لم يحتط بلفظ الكلام، ولم يكن في طبعه صوغه أحسن صوغ، ولا التصرف في النظر فيه من حيث الفصاحة وما به يظهر الإعجاز-.
وقبل تسطير هذه الأقوال هنا وقعت على جملة منها؛ فلم يلق لخاطري منها شيء، فرأيت في النوم أنني أمشي في رصيف ومعي رجل أباحثه في قوله {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} فقلت له: ما مر بي شيء مشكل مثل هذا! ولعل ثَّم محذوفا يصح به المعنى، وما وقفت فيه لأحد من المفسرين على شيء طائل. ثم قلت له: ظهر لي الساعة تخريجه: وإن ذلك المحذوف هو نصرك، واستحسنت أنا وذلك الرجل هذا التخريج. ثم انتبهت من النوم وأنا أذكره.
والتقدير -فكأنه قيل- {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} أي: بسبب إظهار دين الله وإعزاز شريعته -وقد كرهوا خروجك تهيبا للقتال، وخوفا من الموت؛ إذ كان أمر النبي ﷺ لخروجهم بغتة، ولم يكونوا مستعدين للخروج، وجادلوك في الحق بعد وضوحه- نصرك الله، وأمدك بملائكته.
ودل على هذا المحذوف؛ الكلام الذي بعده، وهو قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} الآيات.
ويظهر أن الكاف في هذا التخريج المنامي ليست لمحض التشبيه؛ بل فيها معنى التعليل، وقد نص النحويون على أنها قد تحدث فيها معنى التعليل، وخرجوا عليه قوله تعالى: {واذكروه كما هداكم}، وأنشدوا: لا تشتم الناس كما لا تشتم. أي: لانتفاء أن يشتمك الناس لا تشتمهم.
ومن الكلام الشائع على هذا المعنى: كما تطيع الله يدخلك الجنة. أي: لأجل طاعتك الله يدخلك الجنة. فكان المعنى إن خرجت لإعزاز دين الله وقتل أعدائه؛ نصرك الله وأمدك بالملائكة، والواو في {وإن فريقا} واو الحال». انتهى.
نقلته لطرافته، والقصد أن يتأمل طالب العلم مثل هذه المواضع، وكيف تحار فيها فهوم العلماء وتضل. ويجعلها موضع تأمل؛ كيف انتزعت؟ وكيف ردت؟ فيكون له دربة في تحقيق الصواب وتمحيص الأقوال، وعدم استسهال القول في المضايق!
قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
02 Mar, 17:19
361
الصيادون....
في أواخر عمر والدي (رحمه الله وجميع المسلمين) ذهبنا لإحدى العيادات الخاصة في جدة وفي مواقف السيارات ونحن نحاول مساعدة الوالد في النزول ووضعه في عربة الركوب حيث لم يعد قادرا على المشي. ومعي إخوتي وهم يشفقون من إيلامه بالحمل وبينما نشعر بالحيرة والتوتر مر شاب ذو جسد رياضي. وقد سمعنا ورآنا ملتفين على الوالد فتقدم بلطف وقال لي: هل يمكنني مساعدتكم؟ قلت: تفضل. فطلب منا أن نتأخر جميعا. تأخرنا فتقدم بهدوء وحمله برفق وسهولة بين يديه مع أن أبي تام الخلقة رحمه الله ممتلئ البدن ووضعه في كرسي المشي. ومضى.. مر الآن أكثر من إحدى عشرة سنة ولدي في كل مرة هاتف يحثني على الدعاء له.
إنهم قناصة الأجور وصيادو الثواب الذين يلتقطون اللحظة السانحة ويتحسسونها في الطرق إنهم كسلوك الصياد يراقب المشهد من بعيد ويخطط ثم يتقدم ويضع بصمته ويرحل...
روح الصياد متوثبة على الدوام لكنها هادئة وفطنة تلتقط المشهد كاملا ولا تدخل في الصورة حتى تعرف أين مفتاح الكنز
تأمل في قصة موسى عليه السلام كيف راقب المشهد؛ 1- وَجَدَ عَلَیۡهِ أُمَّةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ یَسۡقُونَ 2- ووجد من دونهم امرأتين تذودان...
ولم يدخل بعد في المشهد حتى سأل: ما خطبكما.... لقد أصبحت الصورة مكتملة والحياة تنتظر قصة خالدة ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاۤءَ مَدۡیَنَ وَجَدَ عَلَیۡهِ أُمَّةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ یَسۡقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَیۡنِ تَذُودَانِۖ قَالَ مَا خَطۡبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسۡقِی حَتَّىٰ یُصۡدِرَ ٱلرِّعَاۤءُۖ وَأَبُونَا شَیۡخࣱ كَبِیرࣱ﴾ عش بروح الصياد راقب مظان الأجر في الطريق والمسجد الكنوز منثورة في الحياة. تنتظر القتاص وروحه الوثابة حيث يضع بصمة الذكرى الخالدة في القلوب... متأكد أنكم تعرفون مئات القصص عن هؤلاء الصيادين.....
قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
01 Mar, 23:51
477
هلال رمضان من أمام بيتنا في (الأردن/اربد/بيت راس) #بعدستي
قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
01 Mar, 21:12
397
قال أبو الفتح ابن جني: «مسألة: قوله تعالى: {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إِلا ساعة من نهار﴾. خص النهار لأن الليل أبدا موصوف بالطول، فساعاته أيضا كذلك، والنهار يَقصر لوقوع التشاغل فيه. والغرض إِنما هو هنا تقليل مدة اللبث عندهم». «الخاطريات» ص٤٧. وذكر ابن عاشور نحوه.
وقد جاء ذكر تشبيه قصر لبثهم في الدنيا في مواضع: {يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ◯ يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ◯ نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما}. وقوله تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم}. وقوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} وقوله تعالى: {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}.
وإنها لعبرة لمن يعقل!
#بلاغة #تدبر #تفسير
قناة || معاوية بن إحسان العتيبي
01 Mar, 21:12
397
تأمل هذه اللطيفة
قال أبو القاسم السهيلي: «.. قال الجرجاني وغيره في تفسير هذه الآية [هو الأبتر] إن (هو) تعطي الاختصاص.
وكذلك قالوا في قوله سبحانه: {وأنه هو أغنى وأقنى} لما كان العباد يتوهمون أن غير الله قد يغني، قال: {هو أغنى وأقنى} أي: لا غيره.
وكذلك قوله تعالى: {وأنه هو أمات وأحيا} إذ كانوا قد يتوهمون في الإحياء والإماتة ما توهمه النمرود حين قال: {أنا أحيي وأميت} أي: أنا أقتل من شئت، وأستحيي من شئت، فقال عز وجل: {وأنه هو أمات وأحيا} أي: لا غيره.
وكذلك قوله تعالى: {وأنه هو رب الشِّعرى} أي: هو الرب لا غيره، إذ كانوا قد اتخذوا أربابا من دونه، منها: الشِّعرى.
فلما قال: {وإنه خلق الزوجين}، {وأنه أهلك عادا} استغنى الكلام عن (هو) التي تعطي معنى الاختصاص، لأنه فِعل لم يدعه أحد».