■ ثم الفوز العظيم بالجنة والغرف العالية التى أعدها الله تعالى لعباده المتقين؛ قال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} وقال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} وقال تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد} ، وقال تعالى: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ}
■ هذه هى التقوى، وهذه هى ثمراتها؛ فكيف نكون من أهلها؟ هذا ما نتعرف عليه في وقفتنا الثانية.
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده المتقين.
📁 الخطبة الثانية: كيف نكون من أهل التقوى؟
👌اعلم رحمك الله أن مما يعين العبد على التقوى:-
1- سؤال الله تعالى:
■ والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه؛ فعَن ابنِ مسْعُودٍ رضي اللَّه عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى)) [رواهُ مُسْلِمٌ}.
2- التفكر في أمر الدنيا والآخرة ومعرفة قدر كل منهما فإن هذه المعرفة لا بد أن تقود الإنسان إلى السعي إلى الفوز في الأخرة بنعيم الجنان والنجاة من النار؛ ولذلك أخبرنا الله تعالى عن الجنة أنها: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وقال تعالى: {إن المتقين فى جنات وعيون} والآيات فى هذا المعنى كثيرة.
3- ومما يزيد التقوى في القلوب اجتهاد الإنسان في طاعة الله تعالى؛ فإن الله يكافئه على ذلك بزيادة الهداية والتقوى؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}
4- الحرص على الصيام والإكثار منه؛ فإن الله تعالى جعل فيه خاصية تعين العبد على الطاعات وتحببها إليه؛ ولذلك قال الله تعالى عن علة فرض الصيام: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
■ ولو تأملت لوجدت أن الصيام يحقق التقوى بأمور عديدة، وفي صورة كثيرة؛ منها:
•أن الصائم يترك ما حرَّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه؛ متقربًّا بذلك إلى الله راجيًا بتركها ثوابه؛ وهذا من التقوى.
•ومنها: أنه بالصيام تضيق مجاري الشيطان؛ فيكون أقرب إلى التقوى.
•ومنها: أن الصائم في الغالب تكثر طاعته؛ والطاعات من خصال التقوى.
•ومنها: أنه بالصوم يترك غضبه ويُذَكَّر نفسه وغيره: "اللهم إني صائم" فيترك الغضب وما تبعه؛ فيسلم ويسلم الناسُ منه؛ وهذا نوع من التقوى ومظهر من مظاهرها.
■ ولذلك أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وأكد وصيته وأخبر بأنه لا مثل له؛ فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ((عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَه.)) [رواه أحمد، وصححه الألباني]
5- التخلق بأخلاق وصفات المتقين التي ذكرها الله تعالى في كتابه؛ قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ} وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *