Últimas publicaciones de خطب ودروس ومواعظ (@khotp) en Telegram

Publicaciones de Telegram de خطب ودروس ومواعظ

خطب ودروس ومواعظ
#سلسلة_خطب_الجمعة
#دروس_عامة_ومواعظ
(دعوة وعمل،هداية وإرشاد)
(كل يوم اثنين يتم تنزيل مقترح لخطبة الجمعة.)
1,257 Suscriptores
1 Fotos
148 Videos
Última Actualización 09.03.2025 02:34

El contenido más reciente compartido por خطب ودروس ومواعظ en Telegram

خطب ودروس ومواعظ

03 Mar, 05:44

176

8- وأعظم شرف يناله أهل التقوى: نجاتهم يوم القيامة عند المرور على الصراط فوق متن جهنم؛ قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} وقال تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}
■ ثم الفوز العظيم بالجنة والغرف العالية التى أعدها الله تعالى لعباده المتقين؛ قال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} وقال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} وقال تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد} ، وقال تعالى: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ}
■ هذه هى التقوى، وهذه هى ثمراتها؛ فكيف نكون من أهلها؟ هذا ما نتعرف عليه في وقفتنا الثانية.

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده المتقين.

📁 الخطبة الثانية: كيف نكون من أهل التقوى؟
👌اعلم رحمك الله أن مما يعين العبد على التقوى:-
1- سؤال الله تعالى:
■ والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسألها في دعائه؛ فعَن ابنِ مسْعُودٍ رضي اللَّه عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى)) [رواهُ مُسْلِمٌ}.
2- التفكر في أمر الدنيا والآخرة ومعرفة قدر كل منهما فإن هذه المعرفة لا بد أن تقود الإنسان إلى السعي إلى الفوز في الأخرة بنعيم الجنان  والنجاة من النار؛ ولذلك أخبرنا الله تعالى عن الجنة أنها: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وقال تعالى: {إن المتقين فى جنات وعيون} والآيات فى هذا المعنى كثيرة.  
3- ومما يزيد التقوى في القلوب اجتهاد الإنسان في طاعة الله تعالى؛ فإن الله يكافئه على ذلك بزيادة الهداية والتقوى؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}
4- الحرص على الصيام  والإكثار منه؛ فإن الله تعالى جعل فيه خاصية تعين العبد على الطاعات وتحببها إليه؛ ولذلك قال الله تعالى عن علة فرض الصيام: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 
■ ولو تأملت لوجدت أن الصيام يحقق التقوى بأمور عديدة، وفي صورة كثيرة؛ منها:
•أن الصائم يترك ما حرَّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها التي تميل إليها نفسه؛ متقربًّا بذلك إلى الله  راجيًا بتركها ثوابه؛ وهذا من التقوى.
•ومنها: أنه بالصيام تضيق مجاري الشيطان؛ فيكون أقرب إلى التقوى.
•ومنها: أن الصائم في الغالب تكثر طاعته؛ والطاعات من خصال التقوى.
•ومنها: أنه بالصوم يترك غضبه ويُذَكَّر نفسه وغيره: "اللهم إني صائم" فيترك الغضب وما تبعه؛ فيسلم ويسلم الناسُ منه؛ وهذا نوع من التقوى ومظهر من مظاهرها.
■ ولذلك أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وأكد وصيته وأخبر بأنه لا مثل له؛ فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ((عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَه.)) [رواه أحمد، وصححه الألباني]
5- التخلق بأخلاق وصفات المتقين التي ذكرها الله تعالى في كتابه؛ قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ} وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ *
خطب ودروس ومواعظ

03 Mar, 05:44

235

أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
6- التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن البدع المحدثة في الدين؛ قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
7- الابتعاد عن حرمات الله تعالى؛ قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}
8- التفكر في آيات الله الشرعية والكونية؛ قال الله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}
9- الإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم.
10- مصاحبة أهل الخير الذين ينصحون ويذكِّرون، ومجانبة أهل الشر والبدعة.

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده المتقين.

(ملحوظة) 👇
.
1- الموضوع قابل للزيادة والتعديل بحسب وقت الخطبة أو الدرس.
2- إن لم تكن خطيبا أو واعظا فتستطيع بإذن الله تعالى أن تكون كذلك:- 👇
🔸إما بقراءة المادة الوعظية على غيرك (أسرتك..أقرانك..زملاءك...
🔸وإما بنشرها وما يدريك لعل الخير يكون على يديك
#كن_داعية
#لا_تحقرن_من_المعروف_شيئا
.
#سلسلة_خطب_الجمعة
#دروس_عامة_ومواعظ
(دعوة وعمل،هداية وإرشاد)
قناة التيليجرام: 👇
https://t.me/khotp
خطب ودروس ومواعظ

03 Mar, 05:44

160

📁 **الوقفة الثانية:-*" ما هي التقوى؟ وما هو أصل التقوى؟  
التقوى: عرَّفَها على بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل."
👈وعرَّفَها طلق بن حبيب رحمه الله بقوله: "التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله. وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله."
👈وقال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: {اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: "تقوى الله: أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر."
👈ووصى بها عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وقال: "عليكم بتقوى الله التى لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ولا يثيب إلا عليها."
■ ولقد بين لنا النبى صلى الله عليه وسلم أن أصل التقوى إنما هو شئ كامن في قلب المؤمن؛ كما في الحديث الصحيح: ((التَّقْوَى هَاهُنا)) ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّات.
والخلاصة: فإن التقوى خوف يملأ قلب العبد من الله تعالى، وهذا الخوف يردعه ردعًا عن فعل الذنوب والمعاصي خوفًا من الله تعالى، ويدفعه دفعًا إلى طاعة الله تعالى رجاء الثواب من عند الله تعالى؛ فكأنك وضعت بينك وبين ما تخشاه من عقاب الله تعالى وقاية تقى نفسك بها. 

📁 الوقفة الثالثة:- ثمرات وسعادة أهل التقوى.
1- يكفى أهل التقوى: أنهم هم الذين ينتفعون بما فى القرآن من الهدى والبيِّنات؛ كما قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} وقال تعالى: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين} وقال تعالى: {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين}
2- ويكفى أهل التقوى: أنهم هم الذين تُقبلُ منهم أعمالهم؛ فإذا صلى، إذا صام، إذا تصدق، إذا قام بأى عمل يتقرب به إلى الله تعالى فإنه يقبل منه ولا يرد؛ كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ}
•قال أحد السلف: "لَحَرْفٌ في كتاب الله أُعْطاه أحبُّ إليَّ من الدنيا جميعًا؛ فقيل له: وما ذاك؟! قال: أنْ يجعلني اللهُ من المتقين؛ فإنه قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ}
•وأمَّا غير المُتَّقين، فيُقال لهم: {أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ}
3- أهل التقوى: تتنزل عليهم البركات من السماء وتخرج لهم البركات من الأرض؛ كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
4- أهل التقوى: هم خاصة الله وأولياؤه الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين يبشرهم الله تعالى بالبشريات فى الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}
5- ويكفى أهل التقوى شرفًا: أن الله تعالى لا يتخلى عنهم؛ فإن كانوا في شدة، أو كانوا في كرب، أو كانوا في ضيق كان الله معهم يجعل لهم من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا؛ كما قال تعالى: {ومَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}
6- بل أن أهل التقوى: يقذف الله تعالى في قلوبهم نورًا فيكونوا سباقين إلى العلم حريصين عليه؛ كما قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
7- أهل التقوى: فائزون فى الدنيا والآخرة؛ ويكفيهم شرفًا ومنزلة أنهم يُحشرون يوم القيامة رُكبانًا على نجائب من الجنة؛ كما قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} ، وقال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}
خطب ودروس ومواعظ

03 Mar, 05:44

199

✍️ مُقتَرَحُ خُطبَة الجُمُعَةِ الأولى مِن شَهرِ رمضان، وَدُرُوسُ هذا الأُسبُوعِ، وَدُرُوسُ النِّسَاءِ. 👇
.
💫 (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
.
👈1- أهمية التقوى.
👈2- معنى التقوى وحقيقتها؟
👈3- ثمرات وسعادة أهل التقوى.
👈4- كيف نكون من أهلها؟
.
(الهَدَفُ مِنَ الخُطبَةِ) 👇
التذكير بأهمية وثمرات التقوى، وكيف السبيل لنكون من أهلها؟ لا سيما ونحن في شهر رمضان والمسلم يمارسها واقعًا عمليًّا طوال الشهر الكريم.
.
📁 مُقَدِّمَةٌ ومَدَخَلٌ للمُوْضُوعِ:
.
أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ اللهِ، فقد جعل الله تعالى الثمرة العظيمة والمرجوة من العبادات والطاعات أن يتحصل العبد على التقوى؛ كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
■ وبالتقوى بدأ الله تعالى آيات الصيام الخمس فى سورة البقرة، وبها أيضًا اختتم الآيات الخمس؛ فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} ، وقال تعالى فى ختام آيات الصيام: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وفي ذلك إشارة إلى أنه من أعظم مقاصد الصيام تحقيق التقوى.
■ ولقد وصَّى الله تعالى بها الأولين والآخرين؛ كما قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ ..} وفي القرآن الكريم أكثر من (سبعين مرة) يأمرنا سبحانه وتعالى قائلًا: {اتَّقُوا اللَّهَ} وقد وردت كلمة التقوى ومشتقاتها فيما يقرب من (240 موضعًا) وهذا يدل على قيمة التقوى، ومدى اهتمام القرآن الكريم بها.
■ ووصَّى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}
■ والتقوى هي وصية الأنبياء والمرسلين لأقوامهم؛ كما قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}، {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ}، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ}، {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ}
■ ووصى النبي صلى الله عليه وسلم الأمة جميعًا بالتقوى؛ 
👈فعَنْ أَبِي نَجِيحٍ العرباض بن سارية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.)) [رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني]
■ ووصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم خواص أصحابه؛
👈فعن أبي ذَرٍّ، ومُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ)) [رواهُ التِّرْمذيُّ] 
والتقوى هي أجمل لباس يتزين به العبد؛
👈كما قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}
والتقوى هي أفضل زاد يتزود به العبد؛
👈كما قال الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ}
والتقوى خير ميراث يتركه العبد بعد موته؛
👈قال الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}
👌إنها التقوى، تلك المكانة السامية، والدرجة العالية، والمنزلة الرفيعة؛ فإن المتقون هم خواص الله تعالى في الأرض؛ وفي شهر رمضان تقوى الإرادة، وتشتد العزيمة، وتزكو النفوس بالطاعات، وتتهذب بالتلاوات، وترِقُّ القلوبُ بالإحسان، فتُزرع فيها التقوى بإذن الله تعالى.
خطب ودروس ومواعظ

24 Feb, 05:31

277

1- الأكل والشرب ذاكرا متعمدا؛ أما إذا أكل أو شرب ناسيا فإنه يتم صومه ولا شيء عليه، ولا قضاء عليه؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ.)) وفي رواية: ((مَنْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ نَاسِيًا فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ.))
2- القيءُ عمدًا؛ أما إذا غلبه القيءُ فلا يفسد صومه ولا قضاء عليه؛ وذلك لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.))
3- نزول دم الحيض والنفاس للمرأة؛ فمن حاضت أو نفست ولو في اللحظات الأخيرة من النهار فسد صومها؛ وعليها قضاء هذا اليوم وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟)) قلن: بلى.
4- الإستمناء؛ وهو تعمد إخراج المني باليد أو المباشرة أو التقبيل وإدامة النظر؛ وذلك لأنه ينافي المقصود من الصيام؛ كما جاء في الحديث القدسي: ((يَدَعُ طَعامَهُ، وَشَرابَهُ، وشَهْوتَهُ، مِنْ أَجْلي))
5- التردُّدُ فِي النِّيَّةِ، أو نية الإفطار؛ فإن نوى وهو صائم وعزم على الإفطار جازما عامدا ذاكرا أنه في صوم بطل صومه؛ وإن لم يأكل أو يشرب؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى))
•القسم الثاني:- ما يفسد الصيام ويوجب القضاء والكفارة؛ وهو الجماع؛ فمن جامع أهله في نهار رمضان عالمًا عامدًا ذاكرًا فإنه يفسد صيامه، وعليه القضاء والكفارة: وهى عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا؛ وهي على هذا الترتيب وليس على التخيير.
•‏وهذه المفسدات لا يحكم بفساد الصوم بها إلا إذا كان:- عالمًا بحكمها، ذاكرًا لصيامه، مختارًا وليس مُكرهًا.
المسألة السابعة:- آداب ومستحبات الصيام.
1- السحور وتأخيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)) ؛ [رواه البخاري ومسلم] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ))
•ويستحب تأخيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَزَالُ أُمَّتي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ، وَأَخَّرُوا السَّحُورَ))
•ويتحقق السحور بأي شيء ولو حسوات من ماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين))
2- تعجيل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)) ؛ [رواه البخاري] وفي رواية: ((قَالَ اللَّهُ عز وجل  أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا))
3- أن يكون الفطر على رطبات فإن لم يجد فتمرات ؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء." [رواه الترمذي وصححه الألباني]
4- الدعاء أثناء الصيام، وخَاصَّةً عند الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد)) ؛ [رواه ابن ماجه]
•وأما الذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الفطر؛ فهو: ((ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)) ؛ [رواه أبو داود، وحسنه الألباني]
•‏والمأثور عن الصحابة: ((اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ))
•‏فإذا أفطر عند غيره يسن أن يدعو لهم كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَةُ)) ؛ [رواه أبو داود وصححه الألباني]
5- أن يتحفظ من الأعمال والأقوال التي تفسد صيامه  والبعد عن الرفث والصخب ؛ لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ.)) ، وقولِهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ))
6- قول: إنى صائم لمن شاتمه أو سابه؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ)) ؛ قال العلماء: واحدة تذكيرًا لنفسه، والأخرى تذكيرًا لخصمه.
خطب ودروس ومواعظ

24 Feb, 05:31

184

10- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أن الله تعالى فرض علينا صومه.
👈قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ، وقال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
ثانيًا:- فَضَائِلُ، وَثَمَرَاتُ الصِّيَامِ.
1- فمن فضائل الصيام: أنه قد شرعه الله سبحانه وتعالى لحكم عديدة وفوائد كثيرة، فمن ذلك:
•تحقيق التقوى.
•‏تزكية النفس، وتطهيرها، وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة؛ لأن الصوم يضيق مجاري الشيطان.
•‏الصوم يبعث على العطف على المساكين، والشعور بآلامهم؛ لأن الصائم يذوق ألم الجوع والعطش.
إلى غير ذلك من الحكم البليغة، والفوائد العديدة.
2- وَمِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامِ: أنه مضاف إلى الله تعالى إضافة تشريف وتعريف بقدره، وأخفى علينا أجره وثوابه.
👈في الصحيحين عنْ أَبي هُريرة رضِي اللَّه عنْهُ، قال: قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: ((قال اللَّه عَزَّ وجلَّ: كُلُّ عملِ ابْنِ آدم لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لي وأَنَا أَجْزِي بِهِ، والصِّيام جُنَّةٌ، فإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فلا يرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائمٌ، والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ.))
👈وفي رواية لمسلم: ((كُلُّ عَملِ ابنِ آدَمَ يُضَاعفُ الحسَنَةُ بِعشْر أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِائة ضِعْفٍ، قال اللَّه تعالى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ: يدعُ شَهْوتَهُ وَطَعامَهُ مِنْ أَجْلي، لِلصَّائم فَرْحتَانِ: فرحة عند فطره، فَرْحةٌ عِنْدَ لقَاء رَبِّهِ، ولَخُلُوفُ فيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ريحِ المِسْكِ.))
👌قال ابن عبد البر رحمه الله: كفى بقوله: "الصوم لي" فضلًا للصيام على سائر العبادات.
3- وَمِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامِ: أنه من أفضل الأعمال.
👈عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرني بعمل، قال: ((عليك بالصوم فإنه لا عدل له))
4- وَمِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامِ: أنه كفارة من الذنوب والمعاصي.
👈ففي الحديث الصحيح قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.))
👈وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ، وَالصَّدَقَةُ، وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ المُنْكَرِ.))
5- وَمِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامِ: أنه جُنَّةٌ ووقاية من النار.
👈فَفِي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ.)) ، وفي رواية: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّار.)) [رواه أحمد]، وفي رواية: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ.))
6- وَمِنْ فَضَائِلِ الصِّيَامِ: أن الصائم يحظى بأنواع وألوان شتى من صور التكريم ومنها:-
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
👈ففي الحديث: ((والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ.)) قال المناوي رحمه الله: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" فإذا كان هذا بتغير ريح فمه، فما ظنك بصلاته وقراءته وسائر عباداته.
للصائم دعوات مستجابات لا ترد.
👈عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ.)) [رواه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع]
👈وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.)) [رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني] وفي رواية: ((وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ.))
خطب ودروس ومواعظ

24 Feb, 05:31

251

■ ثم استمر نزوله مفرَّقا إلى قرب وفاته صلى الله عليه وسلم بحسب الحوادث والأحوال؛ كما قال الله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}
3- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أن الكون كله يستعد لاستقبال شهر رمضان؛ الكون كله علويه وسفليه.
👈فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ: صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.)) [رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.]
4- بل أن الجنة تتزين كل يوم في رمضان، وتستعد لاستقبال أهلها من أهل الصيام والإيمان.
👈عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: ((أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها)) وذكر منها: ((ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك.)) [رواه أحمد، والبزار، والبيهقي، وإسناده ضعيف.]
5- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أنه شهر القيام، والتراويح، والتهجد.
👌فما شرع الاجتماع للقيام إلا في رمضان؛ وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من سن الجماعة فيها في المسجد، ثم تركها خشية أن تفرض على أمته، وفي خلافة عمر رضي الله عنه جمعهم على إمام واحد.
وتأمل: هذه البشريات التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم لمن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا:
👈في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.))
■ ومن صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له أجر قيام ليلة:
👈فعن أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ.)) رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني.]
6- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أنه شهر مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات.
👈في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ؛ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ))
👈وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.))
7- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أنه شهر العتق من النار.
👈عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ.)) [رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع.]
👈وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ.)) [رواه أحمد، وابن ماجه، وصححه الألباني.]
8- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ: أنه شهر تُصَفَّدُ فيه الشياطين
👈ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ.)) وفي رواية لمسلم: ((وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ.))
9- وَمِنْ خَصَائِصِ شَهْرِ رَمَضَانَ:
•أن فيه أفضل ليالي العام: ليالي العشر الأواخر، وفيه ليلة القدر
•‏وأنه شهرٌ: تجتمع فيه أبواب الخير والطاعات؛ صلاة، وصيام، وذكر وتلاوة قرآن ودعاء، وصدقات وإطعام.
•‏وأنه شهرٌ: فيه تتآلف القلوب، وتتوحد الصفوف، وتجتمع كلمة أهل الإيمان ؛ شهر واحد، ورؤية واحدة، وهلال واحد، وفيه تفطير للصائمين، وعطف على الفقراء والمساكين، وفيه لين كلام، وبر وجود وإحسان، كل ذلك فى رمضان؛ فيجمع الصائم مؤهلات الحصول على غرف الجنة التي أعدها الرحمن لأصحاب هذه الأعمال.
خطب ودروس ومواعظ

24 Feb, 05:31

193

•وَيَتَحَقَّق بِرُؤيَةِ مسلم مكلف عدل؛ لحديثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ.) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وصححه الألباني]
الثّانِي:- إِكْمالُ عِدَّةَ شَهْرِ شَعْبانَ ثَلاثينَ يَوْمًا عند عدم رؤية الهلال، أو الحيلولة دون رؤيته بغيم أو قتر ونحوه؛ لِقَوْلِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ.))
•وَيُعْلَمُ مِمَّا تَقَدَّمَ: أَنَّهُ لَا يَجوزُ الْعَمَلُ بِالْحِسابِ وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ، وَلَا يَثْبُتُ بِهِ دُخولُ شَهْرِ رَمَضانَ.
المسألة الرابعة:- من يجب عليهم الصوم؟
•يجب الصيام على كل: مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع؛ وإلى تفصيل هذه الشروط:-
1- فإن الإسلام شرط صحة ووجوب فإذا صام الكافر فإنه لا يقبل منه حتى يأتي بالإسلام؛ والدليل قوله تعالى: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله}
2- ومن شروط وجوب الصيام: العقل؛ فلا يجب على المجنون الذي لا يعقل؛ وذلك حتى تتحقق منه النية؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصغير حتى يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ))
3- ومن شروط وجوب الصيام: البلوغ فلا يجب على الصغير الذي لم يبلغ؛ لكن يستحب لولي الصبي أن يُعَوِّدَهُ على الصيام ولا يمنعه إذا أطاق ذلك.
•وبعض العلماء يقولون: أنه يقاس على الصلاة وذلك بأن يأمره بالصيام لسبع ويضربه على تركه لعشر.
•‏والبلوغ يحصل بأحد أمور ثلاثة؛ وهي: الاحتلام، أو نبت شعر العانة، أو بلوغ سن الرابعة عشر؛ وتزيد الأنثى علامة رابعة: وهو نزول دم الحيض.
4- ومن شروط وجوب الصيام: القدرة عليه.
•فيخرج بذلك من يعجز عن الصوم مثل: الشيخُ الكبيرُ، والمرأةُ العجوزُ، والحاملُ والمرضعُ، والمريضُ سواءٌ كان المرضُ يُرجى بُرؤُه أو مرضًا مزمنًا عافانا الله.
•‏والمرضُ: وهو اعتلالٌ في البدن فيجعله غير قادر على التكليف؛ وله ثلاث حالات:-
أ- أن يَشُقَّ عليه الصيام ويلحق به الضرر فهذا يجب عليه الفطر وعليه القضاء.
ب- أن يشق عليه ولكن لا يلحقه الضرر ففي هذه الحالة يجوز له الفطر والقضاء.
ت- لا يشق عليه ولا يلحقه الضرر فهذا يجب عليه الصوم.
5- ومن شروط وجوب الصيام: الإقامة؛ فيخرج بذلك المسافر سفرًا مباحًا تُقصَرُ فيه الصلاة.
6- ومن شروط وجوب الصيام: خُلُوُّ المرأةِ من الحيضِ والنفاسِ.
المسألةُ الخامسةُ:- أقسامُ الصائمين:
1- القسم الأول:- من يجب عليهم الصيام ويحرم عليهم الفطر: وهم من توفرت فيهم الشروط الستة السابقة.
•فإذا أفطر من توفرت فيه هذه الشروط وانتفت عنه الموانع؛ عالمًا عامدًا ذاكرًا فقد ارتكب ذنبًا من عظائم الذنوب وكبيرة من الكبائر، ولا يَكفُرُ بذلك إلا إذا أنكرَ وجحدَ فرضية الصيام.
2- القسم الثاني:- من يجب عليهم الفطر ويحرم عليهم الصيام: وهي المرأة الحائض والنفساء ؛ فالواجب عليهن الفطر وقضاء الصيام بعد رمضان؛ والدليل قول عائشة رضي الله عنها: (كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) ، والنفاس حكمه حكم الحيض.
3- القسم الثالث:- من يرخص لهم في الفطر ويجب عليهم القضاء؛ وهم: المسافر، والمريض مرضا يرجى برؤه؛ والدليل قوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .. الآية}
•ويدخل في هذا القسم أيضًا: المرأة الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو رضيعيهما.
4- القسم الرابع:- من يرخص لهم في الفطر وعليهم الفدية وهم: الشيخ الكبير والمرأة العجوز، المريض مرضا مزمنا، الحامل والمرضع إذا توالى عليهما الحمل والرضاع فإنهما يفديان؛ وإلا فالواجب عليهما القضاء إذا تمكنتا من ذلك؛ والدليل قول الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ..} ، قال ابن عباس في هذه الآية: (ليست بمنسوخة هي للكبير الذي لا يستطيع الصوم.) ، وقال أيضًا: (الحامل والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا) [رواه أبو داود]
•وهؤلاء الثلاثة الواجب عليهم أن يطعموا عن كل يوم أفطروه مسكينًا ومقداره نصف صاع من غالب قوت البلد (ومقداره بالأوزان الحديثة كيلوا جرام ونصف تقريبًا من الأرز، أو الدقيق ونحوهما)
المسألة السادسة:- مفسدات الصوم أو (المفطرات) وهي قسمان:-
•القسم الأول:- ما يفسد الصيام ويوجب القضاء:
خطب ودروس ومواعظ

24 Feb, 05:31

181

يحظى بالشفاعة يوم القيامة؛ لأن الصوم يشفع لصاحبه.
👈عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ)) [رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع.]
وباب من أبواب الجنة يقال له: الريان لا يدخل منه إلا الصائمون.
👈في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ.))
■ ثم أعظم التكريم في الجنة حيث الغرف العالية التي أعدها الله جل في علاه للصائمين.
ومن صور التكريم: أنه من أشد الناس فرحًا في الدنيا والآخرة.
👈ففي الحديث: ((للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ.)) قال ابن رجب رحمه الله: "أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعا، وأما فرحه عند لقاء ربه فما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرا، فيجده أحوج ما كان إليه.
👈كما قال الله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً} ، وقال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً}
ثالثًا:- معرفة أحكام الصيام وآدابه ومستحباته؛ وهذا ما سيكون في الخطبة الثانية بإذن الله تعالى.
.
نسأل الله العظيم أن يوفقنا للصيام والقيام، وأن يجعلنا فيه من عتقاءه من النار.
.
           *   *   *   *
📁 الخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:- مُخْتَصَرٌ لِأَحكَامِ وَمَسَائِلِ الصِّيَامِ.
■ أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ اللهِ، فهذا مختصر لأحكام الصيام؛ وذلك في عدة مسائل.
المسألة الأولى:- معنى الصيام.
•لغة: الإمساك.
•‏وأما معناه شرعًا: هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى.
المسألة الثانية:- أركان الصوم.
👌فإن الصيام له ركنان لا يصح الصوم إلا بهما:-
1- الإمساك عن المُفَطِّرَاتِ؛ والدليل قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ... الآية}
2- النية؛ ودليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى))
•وتكون النية في كل ليلة من ليالي الشهر، وتصح في أي جزء من الليل؛ لحديث حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ)) وفي رواية: ((لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَفْرِضْهُ مِنَ اللَّيْلِ))
•ولا يشرع التلفظ بها؛ فمن تسحر بالليل قاصدا الصيام فقد نوى، ومن خطر على قلبه من الليل أنه صائم فقد نوى حتى ولو لم يستيقظ للسحور.
•‏وأما صيام التطوع فتصح النية في أي وقت؛ لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: ((هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟)) قُلْنَا: لَا. قَالَ: ((فَإِنِّي إِذًا صَائِمٌ))
المسألة الثالثة:- بما يثبتُ دخولُ الشَّهرِ؟
•يَثبُتُ دُخولُ شَهْرِ رَمَضانَ بِأَحَدِ أَمْرَيْنِ لَا ثَالِثَ لَهُمَا:-
الْأَوَّلُ:- رُؤْيَةُ الْهِلالِ؛ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ هِلالَ رَمَضانَ وَجَبَ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ؛ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} ، وَفِي الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ.))
خطب ودروس ومواعظ

24 Feb, 05:31

362

7- الجود وإطعام المساكين وتفطير الصائمين؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من فطّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا)) وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.)
8- الإكثار من الأعمال الصالحة؛ اغتناما لبركة وشرف الزمان ومضاعفة الأجور والحسنات.
.
نسأل الله العظيم أن يتقبل منا صيامنا وأن يجعلنا من عتقاءه من النار.
.
(ملحوظة) 👇
.
1- الموضوع قابل للزيادة والتعديل بحسب وقت الخطبة أو الدرس، ونظرًا لطول المادة: فيُمكن تقسيمها على خطبتين.
2- إن لم تكن خطيبا أو واعظا فتستطيع بإذن الله تعالى أن تكون كذلك:- 👇
🔸إما بقراءة المادة الوعظية على غيرك (أسرتك..أقرانك..زملاءك...
🔸وإما بنشرها وما يدريك لعل الخير يكون على يديك
#كن_داعية
#لا_تحقرن_من_المعروف_شيئا
.
#سلسلة_خطب_الجمعة
#دروس_عامة_ومواعظ
(دعوة وعمل،هداية وإرشاد)
قناة التيليجرام: 👇
https://t.me/khotp
.