«حادثةُ الإسراءِ والمِعراج معروفةٌ مشهورة، ذكرَها الله تعالى في كتابه القرآن، وذكرَها النبي ﷺ في صحيح سُنَّته، وأجمَع على وقوعها العلماء».
🔸ومع هذا كله:
١ - لم يَرِد الاحتفالُ بِها، والاجتماعُ لَها، لا عن النبي ﷺ، ولا عن أصحابه، ولا عن تلامذتهم مِن التابعين، ولا عن أحدٍ مِن أهل القرون الأولى، ولا عن أحدٍ مِن الأئمة الأوائل كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وغيرهم.
٢ - بل هذا الاحتفال والاجتماع عند جميعهم:
متروكٌ مهجورٌ، وليس بمعمولٍ بِه ولا معروف.
🔸 ولا ريب:
أنَّ هذا الترْك للاحتفال والاجتماع مِن هؤلاء وعلى رأسهم رسول الله ﷺ:
١ - يَكفي كل عاقلٍ حريصٍ على دِينه بأنْ لا يكون مِن المُحتفِلين والمُجتمِعين، ولا مِن الدَّاعين إلى هذا الاحتفال والاجتماع، ولا مِن المبارِكِين بِه، ولا مِن الدَّاعمين بمال وطعام وشراب ومكان لأهله.
٢ - ويكفيه أيضًا في إبطاله والإنكار على أهله، أو على مَن يُسهِّل فِعلَهم، ويُهوِّن مِن شأنه.
لأنه لو كان هذا الاحتفال والاجتماع مِن الخير والهُدى، والرُّشدِ والصلاح، وزِيادةِ الدِّين وقوَّته، لمَا ترَكه أشدُّ الناس تعظيمًا وانقيادًا لله ورسوله وشرعه، ألا وهُم أهل القرون الثلاثة الأولى المفضلة، الذين صحَّ عن رسول الله ﷺ أنَّه قال في شأنهم:
(( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )).
ومَن لم يَسَعْه ما وسِعَ النبيِّ ﷺ وأصحابَه وأئمةَ الإسلام الماضين مِن الترْك لهذا الاحتفال والاجتماع وغيره مِن البِدع في شهر رجبٍ فلا يضُرّ إلا نفسه.
🔹 والأعمال التي يفعلها العِباد مِن صيامٍ أو صلاة أو ذِكْرٍ أو احتفالات أو غيرِها تقرُّبًا إلى الله، وطلبًا للأجر مِنه، ولم يأت دليلٌ مِن القرآن أو السُّنَّة النَّبوية الصَّحيحة في دعوة الناس إلى فِعلها، ولا فعَلَها النبي ،ﷺ ولا أصحابه، ولا السَّلف الصالح، يُطلِق العلماء ويحكمون عليها:
«بأنَّها بدعة».
🔹 وإحداثُ البِدع في الدِّين أو فِعلُها أو دعوةُ الناس إلى فِعلِها في مساجدهم أو بيوتهم أو مجالسهم:
مِن المُحرَّمات الشَّديدة، والمنكرات الشَّنيعة، والسيئات الكبيرة.
لِما صحَّ أنَّ النبي ﷺ كان إذا خطب الناس حذَّرهم مِن البِدع، وبيَّن لهم أنَّها ضلالة، فيقول: (( أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَىُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ )).
وصح عن عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( أَلَا وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ))،.
وصحَّ عن ابن عمر ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً )).
- ولا ريب عند الجميع:
أنَّ ما وُصِفَ في الشَّرع بأنَّه شرٌّ، وأنَّه ضلالة، وتُوعِّدَ عليه بالنار، يكون مِن المُحرَّمات الكبيرة، والذُّنوب الشَّديدة، ولا يكون حسنًا أبدًا.
✍ وكتبه: عبد القادر الجنيد.
https://t.me/imprint_of_taqwa