“ولقد كان مشايخ الأزهر أصحاب محبة وعقيدة، وكانت زيارة الإمام الشافعي يوم الجمعة عادة حميدة، كانوا حريصين عليها.
يروى أن الشيخ علي الصعيدي العدوي كان يقول لتلميذه سيدي أحمد الدردير – رضي الله عنه -: “إنك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا، فإذا رأيته فاسأله عن حالي”!
ففعل، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: “إنه – أي الشيخ الصعيدي – رجل صالح، غير أن به جفوة”!
فلما سمع الشيخ الصعيدي ذلك الكلام بكى كثيرا، فسأله تلميذه الدردير: “ما يبكيك”؟!
قال: “يعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على تقصيري في زيارته، وقد تقدمت بي السن، ولا أستطيع تحمل مشقة السفر، فإذا رأيته مرة أخرى فأخبره بذلك”!
ففعل، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: “قل للشيخ الصعيدي: “أنا عند الإمام الشافعي كل يوم جمعة، من بعد صلاة العصر إلى الفجر، فليأتني هناك”!
فذهب الشيخ علي الصعيدي العدوي إلى علماء الأزهر، وأخبرهم بذلك، وأصبحت عادة عندهم، أن يزوروا الإمام الشافعي – رضي الله عنه – كل يوم جمعة، فوج يتبعه فوج، من العصر إلى الفجر، في ذلك العصر الزاهر.