وهذا المتن مع جهالة شيخ ابن أبي ذئب إلا أنه موافق لرواية غير واحد من الصحابة في الصحيحين وغيرهما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب دون تحديد مسجد أو الوقت.
وقد قال البزار عن طريق كثير بن زيد: ((لا نعمله يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد)).
وكلام ابن حبان السابق في المجروحين إشارة إلى ضعف الحديث الوارد من طريق كثير بن زيد.
حال كثير بن زيد:
اختلف فيه قول ابن معين؛ فوثقه في رواية ابن أبي مريم، وفي رواية الدورقي: "ليس به بأس"، وفي رواية معاوية بن صالح والغلابي: مديني صالح، وفي موضع للغلابي: ضعف كثير بن عبد الله المزني وقال: "كثير بن زيد أقوى منه وأصلح حديثا"، بينما في رواية ابن محرز: "ضعيف، وكثير بن عبد الله بن ملحة أيضا، ضعيف كلاهما، ولكن ذاك خير من هذا"، وقال في رواية ابن أبي خيثمة وعبد الله بن شعيب: "ليس بذاك القوي"، زاد ابن أبي خيثمة: "وكان قال أول: ليس بشيء (ثم ضرب عليه)"، وقال ابن المديني: "صالح وليس بالقوي"، وقال أحمد: "ما أرى به بأسا"، ووثقه ابن عمار الموصلي، وقال أبو زرعة: "صدوق فيه لين"، وقال أبو حاتم: "صالح، ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وقال يعقوب بن شيبة: "ليس بذاك الساقط، وإلى الضعف ما هو"، وضعفه النسائي، وابن القطان الفاسي، وقال ابن جرير الطبري: "عندهم ممن لا يحتج بنقله"، وفرق ابن حبان بين كثير بن زيد الراوي عن الوليد بن رباح وسالم بن عبد الله فذكره في الثقات، بينما ذكر كثير بن زيد الراوي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب ويروي عنه عبيد الله بن عبد المجيد في المجروحين، وقال: "يروي عن عبد الله بن كعب بن مالك، وهو الذي يقال له: كثير أبو النضر، روى عنه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كان كثير الخطأ على روايته، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد"، وذكر كلام ابن معين السابق في رواية ابن أبي خيثمة. قلت: الصواب أنهما واحد، وقال ابن عدي: "لم أر بحديثه بأسا، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال الحاكم: "لا أعرفه بجرح في الرواية، وإنما تركاه لقلة حديثه"، وقال في موضع آخر: " لا نعرفه إلا بالصدق"، وقال عبد الحق الإشبيلي: "صالح، صدوق، يكتب حديثه وليس بالقوي".
فالراجح في حاله: أنه وسط وليس بالقوي؛ فلا يقبل تفرده في الأحكام ولا ما خالفه فيه غيره من الأنام.
ينظر: سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (98)، والعلل لأحمد – رواية عبد الله (2406)، ومعرفة الرجال لابن محرز (164)، والتاريخ لابن أبي خيثمة – السفر الثالث (2/336)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (530)، والجرح والتعديل (7/150)، والثقات ()، والمجروحين (7/354)، والكامل (8/671)، وتاريخ أسماء الثقات (1210)، والمستدرك (1/299، 2/104)، وتاريخ دمشق (50/20)، والأحكام الكبرى (3/269)، وبيان الوهم والإيهام (4/644، 5/211)، وتهذيب الكمال (4941)، وتهذيب التهذيب (8/413).
كتبه/ أبو عمر أحمد بن عبد الله آل عوف المصري
13 ربيع الثاني 1446هـ / 17 أكتوبر 2024 م