التبيان للدعوة والإرشاد

{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}

نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون عنه أنه كثير السماع والتصديق لكل ما يقال له بدون تمييز بين الحق والباطل.

《سُورَةُ الفَلَقِ وَسُورَةُ النَّاسِ》

سحر النَّبِيُّ ﷺ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ حَتَّى أَخَذَ مُشَاطَةَ رَأْسِ النَّبِيِّ ﷺ وَعِدَّةَ أَسْنَانٍ مِنْ مُشْطِهِ،  فَسَحَرَهُ فِيهَا ثُمَّ دَسَّها في بِئْرٍ يُقالُ لَها: بِئْرُ ذرْوانَ, فَمَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ،  لِذَلِكَ أَيَّامًا، فَبَيْنَما هو كَذِالِكَ أتاهُ مَلَكانِ، فَقَعَدَ أحَدُهُما عِنْدَ رَأْسِهِ، والآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقالَ أحَدُهُما لِلْآخَرِ: ما بالُ الرَّجُلِ؟ قالَ: طُبَّ. قالَ: وما طُبَّ؟ قالَ: سُحِرَ. قالَ: ومَن سَحَرَهُ؟ قالَ: لَبِيدُ بْنُ أعْصَمَ. قالَ: وبِمَ طَبَّهُ؟ قالَ: بِمُشْطٍ ومُشاطَةٍ. قالَ: وأيْنَ هُوَ؟ قال في بِئْرِ ذرْوانَ ،فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْضَ الْصَّحَابَةِ فَاسْتَخْرَجَهَا فَجَاءَ بِهَا، فَأمَرَ بِحَلِّ العُقَدِ، حَتّى حُلَّتِ العُقَدُ كُلُّها، فَكَأنَّما أنْشَطَ مِن عِقالٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ.

《سُورَةِ الْإِخْلَاصِ》

أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ: يَا مُحَمَّدُ، انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ أَوْ صِفْهُ، فَقَالَ تَعَالَى لِرَسُولِهِ مُحَمَّدُ ﷺ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُو لَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "

《سُورَةُ الْمَسَدِ》

لما نزل قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}

صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ على الصَّفَا فقال: يا صباحاه، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقَالُوا لَهُ: مَالَكَ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أخبرتُكم أن العدو مُصَبِّحَكُمْ أَوْ مُمَسِّيَكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا جَمِيعًا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" إِلَى آخِرِهَا

《سُورَةُ الكافِرُونَ》

نزلتْ فِي رهْطٍ منْ قريْش جاؤا الى النّبيّ ﷺ فقَالُوا: يَا مُحمّد هَلمّ فَاتّبعْ ديننَا وَنَتبع دينكَ وَنشرِكك فِي أَمْرنَا كلّهِ، تَعبد آلِهتنَا سَنَةً وَنَعبد إِلَهك سَنةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ" إِلَى آخَرِ السُّورَةِ،
وقد هلك هؤلاء المشركون على الكفر وهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأمية بن خلف وحارث ابن عاص فلم يؤمن منهم أحد فمنهم من هلك في بدر ومنهم من مات في مكة على الكفر والشرك

《سُورَةُ الْكَوْثَرِ》

لَمَّا مَاتَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ابْنُهُ الْقَاسِمُ ، قَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَغَيْرِهِ: دَعَوْهُ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَبْتَرُ لَا عَقِبَ لَهُ فَإِذَا هَلَكَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ

《أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یَنۡهَىٰ۝٩ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰۤ》

نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، نَهَى النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الصَّلَاةِ ،وذلك لأنه قال: لَئِن رَأيْتُ مُحَمَّداً يُصَلِي لأطَأنّ عَلَى عُنُقِهِ، ولأعفِّرن وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يُصَلي لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ،فَلَمَّا قرب مِنْهُ نكص على عَقِبَيْهِ وَهُوَ يَتَّقِي بِيَدَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدقا مِنْ نَارٍ وهَولا وَأَجْنِحَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا".