وأعجَبٌ كٌل العجب من أولئكَ الذين فقدوا الرحمة ومشاعر التعاطُفِ الأثيرةَ وقت الحزن أو المرض ونحو ذلك.. ولا يشفعُ لهم عندي ثقالُ الموازيين من كلمات الحب وقت الصفاء والصحة والعافية..
قُل لي بِرَبِك كيف تأمنُ لمن إذا صفا لكَ واسَاك وقَرَّبكَ وأدنَاك؛ ثم إذا ما تكدَّر صفوُ الوداد فارقكَ وجفاك!..
حقيقةُ الحُبّ تظهرُ في طيَّات أفعالِكَ مهما نمَّقت كلماتك..
ما نفعُ قولكَ: أحبُك"؛ إن لم يكُن كتفك ملجئي عند الكدر؟
ما فائدة قولكَ: أشتاقُ إليك؛ إن لم تكفكف دمعي عند البكاء؟
ماذا أفعلُ بقولك : أنت تستحق كل الحب؛ إن لم تضمني إليك وقت مرضي وعثرتِي ؟
يا عزيزي..
مَن يقدِّمُ كبرِيائَهُ وأنانيته على مواساتك وقت حزنك وضمَِكَ وقت كربِكَ لا يستحقُ أن تبذُلَ له الغالي والنفيس..
مَن يعددُ وقت بكائكَ أسباب عدم قدرته على كفكفةِ دمعكَ حتى تسترضيهِ لا يجدرُ بكَ أن تذرف دمعة واحدة على فراقِه..
يجدُر بنَا أن نواسي القاصِي إن ذرفت عيناه دمعةً على مقرُبَةٍ منَّا، فكيف بالدَّاني ومن له حقٌ علينا :")!..
__