قال رحمه الله في سياق بيان حِيَل الشياطين لإغواء بني آدم:
«فإن أعجزتْهم هذه الحيلة ومنَّ الله سبحانه على العبد بتحكيم السنة ومعرفتها والتمييز بينها وبين البدعة ألقَوه في الكبائر، وزيَّنوا له فعلَها بكل طريق، وقالوا له: أنت على السنة،
- وفُسَّاق أهل السنة أولياء الله، وعُبَّاد أهل البدعة أعداء الله،
- وقبور فسّاق أهل السنة روضة من رياض الجنة، وقبور عبّاد أهل البدع حفرة من حفر النار،
- والتمسك بالسنة يكفِّر الكبائر، كما أن مخالفة السنة تُحبِط الحسنات،
- وأهل السنة إن قعدَتْ بهم أعمالهم قامَتْ بهم عقائدهم، وأهل البدع إذا قامَتْ بهم أعمالهم قعدَتْ بهم عقائدهم...
وأمثال هذا من الحق الذي يجعلونه وُصْلةً لهم، وحيلةً إلى استهانته بالكبائر، وأخْذِه الأمنَ لنفسه.
وهذه حيلة لا ينجو منها إلا الراسخ في العلم، العارف بأسماء الله وصفاته، فإنه كلما كان بالله أعرفَ كان له أشدَّ خشيةً، وكلما كان به أجهلَ كان أشدَّ غرورًا به وأقلَّ خشيةً».
إعلام الموقعين (٤/ ٢٩١ - ٢٩٢).