طبيعي أن يقلق الإنسان من أمر قد يحدث، لكن غير الطبيعي أن يصل القلق به إلى مرحلة أشدّ مما يخشى حصوله.
ولو تأمل الإنسان في أكثر ما كان يقلق من حدوثه سيجد أنه لم يحدث.
ولو تأمل في أكثر ما حدث سيجد أنه كان لا يستدعي تلك الطاقة المهدرة من القلق.
ولذلك جاءت الآثار والحكم والأمثال لمعالجة هذه القضية:
📌ففي القرآن قال الله تعالى: ﴿وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم﴾ [البقرة: ٢١٦]
وقال تعالى: ﴿لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمرًا﴾ [الطلاق: ١]
📌وفي الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول اللهﷺ قال: "إنَّ المعونةَ تأتي مِن الله للعبد على قَدْرِ المؤونة، وإِنّ الصبر يأتي من الله للعبد على قَدْرِ البلاء" رواه البزار، وصححه الألباني.
📌وقال الحسن البصري:"ابنَ آدم لا تَحمِل همَّ سنةٍ على يوم، كفى يومك بما فيه، فإن تَكُن السنةُ من عمرك يأتِك اللهُ فيها برزقك، وإلّا تكن مِن عمرك فأراك تَطلب ما ليس لك"
📌وقال الماوردي في أدب الدنيا والدين: "لا تتعجل همّ ما لم يأت، فإن أكثر الهموم كاذبة، وإن الأغلب من الخوف مدفوع"
وقال مارك توين: "أسوأ المشكلات التي صادفتها في حياتي هي تلك التي لم تحدث أبدًا"
📌وعندنا في لهجتنا مَثَلٌ يقول: "مات قبل الهُواة"
والهواة أي الضربة أيًّا كانت.
وقد ذُكر أن كثيرًا ممن فُقِدوا في البر ووجدوهم متوفين كان سبب الوفاة ليس العطش أو الجوع بل شدة الخوف.
📌وفي الحكمة المصرية الطريفة التي وقفت عليها أخيرًا: "شايل هم بكره ليه؟! ما يمكن ربنا ياخدك"
🖊️د. بندر بن سليم الشراري
١٥/ ٥/ ١٤٤٦هـ