قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

@dr_ferkous_page


قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

20 Oct, 16:27


جديد

في حكمِ تبديلِ نيَّة طوافِ التَّطوعِ إلى طوافِ الوداعِ في الحجِّ

السؤال:

طاف أحدُ الحُجَّاجِ طوافَ نافلةٍ، ثمَّ ظهَرَ له ـ لأسبابٍ صِحِّيَّةٍ ـ أَنْ يُعجِّلَ سفرَه في الحالِ، فهل يُجزِئُه تبديلُ نيَّةِ طوافِ التَّطوُّعِ إلى طوافِ الوداعِ أم لا؟ أفيدونا رَحِمَكمُ اللهُ.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فإذا طافَ الحاجُّ طوافَ النَّافلةِ، ثمَّ تَبيَّن له ـ لسببٍ أو لآخَرَ ـ ضرورةُ تعجيلِ سفرِهِ، فإمَّا أَنْ يكونَ أجلُ سفرِه بعيدًا بحيث يسمحُ له الوقتُ لأداءِ طوافِ الوداعِ، فإنَّ الأَوْلى أَنْ يُتِمَّ طوافَ التَّطوُّعِ إِنْ كان قادرًا لقوله تعالى: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ ٣٣﴾ [محمَّد]، ثمَّ يُؤدِّي بعدَهُ طوافَ الوداعَ، ليحصلَ على أجرِ العبادتَيْنِ.
وإمَّا أَنْ يكونَ سفرُه في الحالِ بحيث لا يسمحُ له الوقتُ لأداءِ طوافِ الوداعِ، فله ـ والحالُ هذه ـ أَنْ يكتفيَ بالأشواطِ الَّتي أدَّاها تطوُّعًا سواءٌ كانت واحدًا أو أكثرَ(١)، ثمَّ يَشرعُ استئنافًا في طوافِ الوداعِ، وهذا أحبُّ إليَّ مِنِ احتسابِ أشواطِ التَّطوُّع وإدخالِهَا في طوافِ الوداعِ وبناءِ ما بقيَ عليها؛ وتقريرُ ذلك: للخروجِ مِنَ الاختلافِ في مسألةِ تبديلِ نيَّةِ طوافِ التَّطوُّعِ إلى نيَّةِ طوافِ الوداعِ الواجبِ مِنْ جهةٍ، والخروجِ ـ أيضًا ـ  مِنَ الاختلاف في مسألةِ الجمعِ بين عِبادتَيْن أو قُربتَيْنِ بعملٍ واحدٍ مِنْ جهةٍ أخرى.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٠٢ ربيع الآخِر ١٤٤٦ﻫ
الموافـق ﻟ: ٠٥ أكتوبـر ٢٠٢٤م

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

20 Oct, 16:26


(١) «المجموع» للنَّووي (٧/ ١٣٥)؛ وقال: «.. وعلى القديم: قد يموت وقد بقي وقتُ الإحرام، وقد يموت بعد خروج وقتِه، فإِنْ بَقِيَ أَحرمَ النَّائبُ بالحجِّ، ويقف بعَرَفةَ إِنْ لم يكن الميِّتُ وقَفَ، ولا يقف إِنْ كان وقَفَ، ويأتي بباقي الأعمال، فلا بأسَ بوقوعِ إحرام النَّائب داخِلَ الميقاتِ لأنَّه يَبنِي على إحرامٍ أُنشِئَ منه؛ وإِنْ لم يَبْقَ وقتُ الإحرام فبِمَ يُحرِمُ به النَّائب؟ وجهان: (أحَدُهما) وبه قال أبو إسحاقَ: يُحرِمُ بعُمرةٍ ثمَّ يطوف ويسعى فيُجزِئانِه عن طواف الحجِّ وسعيِه، ولا يبيت ولا يرمي لأنَّهما ليسا مِنَ العمرة، ولكِنْ يُجبَران بالدَّم، (وأصحُّهما) وبه قطَعَ الأكثرون تفريعًا على القديم: أنَّه يُحرِمُ بالحجِّ ويأتي ببقيَّةِ الأعمال، وإنَّما يُمنَع إنشاءُ الإحرام بعد أَشهُرِ الحجِّ إذا ابتدأه، وهذا ليس مُبتدَأً بل مبنيٌّ على إحرامٍ قد وقَعَ في أَشهُرِ الحجِّ، وعلى هذا إذا مات بين التَّحلُّلَيْن أَحرمَ إحرامًا لا يُحرِّمُ اللُّبْسَ والقَلَمَ، وإنَّما يُحرِّمُ النِّساءَ، كما لو بقي للميِّت هذا كُلُّه إذا مات قبل التَّحلُّلَيْن، فإِنْ مات بعدهما لم تَجُزِ النِّيابةُ بلا خلافٍ لأنَّه يمكن جبرُ الباقي بالدَّم».
(٢) قال ابنُ الأثير في «النِّهاية» (٥/ ٢١٤): «الوَقْص: كسرُ العُنُق، وَقَصْتُ عُنُقَه أَقِصُها وَقْصًا، ووقَصَتْ به راحلتُه كقولك: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام، ولا يقال: وقَصَتِ العُنُقُ نفسُها، ولكِنْ يقال: وُقِصَ الرَّجلُ فهو موقوصٌ» [وانظر: «الصِّحاح» للجوهري (٣/ ١٠٦١)].
(٣) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الجنائز» ‌‌باب: كيف يُكفَّنُ المُحرِمُ؟ (١٢٦٧)، ومسلمٌ في «الحجِّ» (١٢٠٦).
(٤) «تفسير السِّعدي» (١٩٦).

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

20 Oct, 16:26


جديد

في حكمِ مَنْ ماتَ قبلَ طوافِ الإفاضةِ

السؤال

سافرَ رجُلٌ رُفقةَ زوجتِه إلى الحِجازِ لأداءِ فريضةِ الحجِّ معًا، وبعدَ المُضِيِّ في المناسِكِ تُوُفِّيَ الحاجُّ ولم يَطُفْ طوافَ الإفاضةِ؛ والسُّؤالُ المطروحُ هو: هل يُطافُ عنهُ؟ وهل زوجتُه الَّتي معه تَلزَمُ محلَّ إقامتِها بنِيَّةِ العِدَّة حتَّى ترجعَ إلى بلدِها أم ماذا عليها أَنْ تَفعلَ؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فمَنْ مات في أثناء الحجِّ ولم يَطُفْ طوافَ الإفاضةِ فلا تجبُ، بل لا تجوزُ النِّيابةُ على ما بقيَ مِنْ حجِّه على أصحِّ قولَيِ الشَّافعيِّ ـ رحمه الله ـ، وهو ما رجَّحه النَّوويُّ ـ رحمه الله ـ بقوله: «إذا ماتَ الحاجُّ عن نَفْسِه في أثنائه: هل تجوز النِّيابةُ على حَجِّه؟ فيه قولانِ مشهورانِ: (الأصحُّ) الجديدُ: لا يجوزُ كالصَّلاةِ والصَّومِ..»(١) وغيرها مِنَ العِباداتِ البدنيَّةِ، وإنَّما تجوزُ النِّيابةُ عنه إِنْ كان الحجُّ قد استقرَّ في ذِمَّتِه، فإنْ لم يَستقِرَّ في ذِمَّته أو كان تطوُّعًا فلا يجب الإحجاجُ عنه، ويُقوِّي هذا المذهبَ حديثُ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما: «خَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَعِيرِهِ فَوُقِصَ(٢) فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا»»(٣)؛ ففي الحديثِ إخبارُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّ اللهَ يبعثُه يومَ القِيامةِ مُلبِّيًا، ولم يأمرِ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في كافَّةِ رواياتِ الحديث ـ بأَنْ يُتِمَّ عنه غيرُه، لأنَّه لا يَزالُ مُحرِمًا، يُكتَبُ له الحجُّ ـ إِنْ شاءَ الله ـ كاملًا بشرطِه لقوله تعالى: ﴿وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِ﴾ [النِّساء: ١٠٠]، قال السِّعديُّ ـ رحمه الله ـ في تفسيره للآية: «أي: فقَدْ حصَلَ له أجرُ المُهاجِرِ الَّذي أَدركَ مقصودَه بضمانِ اللهِ تعالى، وذلك لأنَّه نوى وجزَمَ، وحصَلَ منهُ ابتداءٌ وشروعٌ في العملِ، فمِنْ رحمةِ الله به وبأمثالِه أَنْ أعطاهُم أَجْرَهم كاملًا ولو لم يُكمِلوا العملَ، وغفَرَ لهم ما حصَلَ منهم مِنَ التَّقصيرِ في الهجرةِ وغيرِها»(٤).

وأمَّا زوجتُه فعليها أَنْ تُكمِلَ حَجَّتَها، لقوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٩٦]، ولقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ ٣٣﴾ [محمَّد]، فإِنْ أَتمَّتْ فتبقى في نُزلها على الحِدادِ مُنتظِرةً يومَ العودةِ إلى بلدِها، فإِنْ حان وقتُ رحيلِها فتطوفُ طوافَ الوداعِ ليكونَ آخِرُ عهدِها بالبيتِ، علمًا أنَّها تَحتسِبُ عِدَّتَها: أربعةَ أَشْهُرٍ وعشرَ ليالٍ مِنْ يومِ وفاةِ زوجِها، وتُكمِلُ بقيَّةَ عِدَّتِها في بيت الزَّوجيَّة.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢ ربيع الآخِر ١٤٤٦ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٥ أكتوبـر ٢٠٢٤م

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

16 Oct, 18:20


📌قصة يحكيها الشيخ فركوس حفظه الله عن قلب الحقائق بسبب سوء فهمهم أو بسبب حقدهم :
قال الشيخ فركوس : سألني أحدهم عن فتح مقهى فأجبته بأن فيها منكرات مثل شرب الدخان وتضييع الصلوات والأكل والشرب قائما، و يجلسون خلف الواجهة ليراقبوا المارة من الرجال والنساء وغير ذالك من المنكرات، ولا تستطيع أن تمنعهم فالأفضل أن تمارس نشاط تجاري أخر .
ثم بعد أسبوع يأتي أحد يقول أنه بلغني عنك أنك تحرم شرب القهوة فتعجبت وقلت له أنني أشرب القهوة ربما أكثر منك أما أنا فتكلمت عن المقهى من حيث نشاطها والمنكرات التي تقع فيها وأنك لا تستطيع أن تنكرها لم أتكلم عن شربها فالقهوة تجوز والهلاليات تجوز وهذا هو الحاصل كما يقولون يتصيدون في الماء العكر .
من مجلس العصر يوم 22 شوال 1445.

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

16 Oct, 13:27


📚 *جديد الفتاوى / رقم: ١٣٨٩* 📚

📗 *في حكمِ تبديلِ نيَّة طوافِ التَّطوعِ إلى طوافِ الوداعِ في الحجِّ*

✒️ *لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله*-
https://ferkous.app/home/?q=fatwa-1389

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

11 Oct, 06:29


فنسأل الله عز وجل أن يرحم عباده المسلمين، وأن يلهمهم الرجوع إلى الدين، على الفهم الصحيح، و
#ألا_يتعصبوا_لحاكم وأن يعطلوا كلمة شاعت في العصر الحاضر: ولي الأمر هكذا يريد، ولي الأمر من هو؟ هو عمر بن الخطاب؟ ! هو رجل من الناس، ولي الأمر هذا واجب عليه من قديم أنه يشكل مجلس شورى، وهو أحوج إلى هذا المجلس من عمر بن الخطاب، عمر بن الخطاب لو كان يريد أن يعتد برأيه وبشخصه وبعلمه وبخاصة بعد أن سمع تلك الشهادة ممن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى: «إيه يا ابن الخطاب! ما سلكت فجاً إلا سلك الشيطان فجاً غير فجك» كان هو يستقل، افعل لا تفعل، افعلوا اهجموا امسكوا .. إلخ، لكن هو يعرف كما أنزل الله على قلب محمد عليه السلام: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: ١٥٩]، ورسول الله أولى بألَّا يشاور، فضلاً عن عمر، عمر أولى أن يشاور من الرسول، والرسول أولى من عمر ألا يشاور، لأنه ما يتكلم إلا بوحي السماء، ولكن جعلها قاعدة شرعية أبدية: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: ٣٨]، فكل دولة مسلمة تدعي بأنها تحكم شريعة الله وتحكم بما أنزل الله قبل كل شيء يجب أن يكون لديها مجلس شورى، هذا المجلس يجب أن يكون فيه نخبة العلماء، أولاً علماء في الشرع، ثانياً: علماء في كل العلوم التي بحاجة إلى هذا المجتمع إن كان مثلاً اقتصاد إن كان اجتماع إن كان سياسة إن كان جيش .. إلخ، هذا المجلس إذا طرأ على البلاد الإسلامية طارئ يستشار، بعد ذلك يقال: رأى ولي الأمر كذا، أما ولي الأمر ما استشار قيل له: افعل كذا ففعل، ثم يفرض على أهل العلم أن يبرروا وأن يسوغوا هذا الواقع هذا ليس من الإسلام في شيء أبداً

الشيخ الألباني
(#الهدى_و_النور/٤٦٩/ ٠٩: ١٤: ٠٠)

(الهدى والنور/٤٦٩/ ٠٥: ٢٧: ٠٠)

<<

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

09 Oct, 14:07


هذه هي مكانة الشيخ فركوس عند الشباب

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

09 Oct, 05:30


قال الشيخ فركوس حفظه الله في فتوى (في الاحتفال بفصول السَّنَة)

"فاعْلَمْ ـ وفَّقَك اللهُ لكُلِّ خيرٍ ـ أنَّ الفرق بين العبادة والعادة: أنَّ العبادةَ يُلْتَمَسُ مِنْ ورائِها الأجرُ والثواب والتقرُّبُ إلى الله سبحانه وتعالى بسائرِ أنواعِ الطاعات، وهي لا تصحُّ إلَّا بما شَرَعَ اللهُ تعالى، فكُلَّما وُجِدَتْ هذه المعاني أُضِيفَتْ إلى العبادة، أمَّا إذا خَلَتْ منها فهي إلى العادةِ أَقْرَبُ، ولَمَّا كانَتْ هذه الاحتفالاتُ وتخصيصُ أيَّامها بالأكل والشرب والإطعام والفرحة على سبيل الاعتياد والدوام؛ جانَسَتْ بشَكْلِها أعيادَ المسلمين التي يُتوخَّى مِنْ ورائها الْتماسُ الأجرِ وتحقيقُ المودَّة والقُرْبةِ والألفة والاجتماعِ في ذلك اليوم أكلًا وشربًا ولهوًا، وما إلى ذلك ممَّا يُعْرف في الأفراح؛ لذلك فالقولُ بأنها عادةٌ فقط غيرُ صحيحٍ لِمُلابَستها لأفعالِ أعيادِ أهلِ الإسلام، وأهلُ الإسلام ليس لهم إلَّا عيدانِ: عيدُ الأضحى وعيدُ الفطر."

الجزائر في: ٩ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٧ أفريل ٢٠٠٦م

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

05 Oct, 17:54


الفتوى رقم: ١٣٦٩
الصنف: فتاوى الصلاة
في كيفية صلاة الأصم الأخرس
السؤال:
كيف يصلي الأصم الأبكم الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا لغة الإشارة؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصم الأبكم: هو الأخرس الذي لا يتكلم ولا يسمع، سواء كان ذلك عند ولادته أم طرأ عليه أحدهما أو كلاهما بعد ذلك(١)؛ لفقده حاسة السمع وخاصية النطق؛ فحكمه أن يأتي بما أمره الله به في حدود الاستطاعة مما يدركه من دين الإسلام بالنظر والرؤية الباصرة، أو بما بلغه منه قبل طروء الصمم إن كان الصمم طارئا عليه ولم يكن من الولادة، أو بما كان طريقه إشارات معينة تبين له المطلوب، أو باللمس باليد إن كان أعمى حتى يفهم أمر الصلاة المطلوبة، وكذلك إن وجدت أجهزة صناعية مسمعة خاصة بهم أو مخاطبة لهم، فإنه يجب اتخاذها لهذا الغرض ـ إذا كانت في متناوله وقدرته ـ إذ «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب»؛ وعليه فلا يسقط عنه ما تيسر عليه القيام به من التكاليف الشرعية لقدرته عليها، وما تعذر عليه إدراكه أو تعسر عليه فعله فإنه يسقط عنه لعجزه عنه ولا يؤاخذ به، عملا بقاعدة: «المعسور لا يسقط الميسور» لقول الله تعالى: ﴿لا يكلف ٱلله نفۡسا إلا وسۡعها﴾ [البقرة:٢٨٦]، ولقوله تعالى: ﴿لا يكلف ٱلله نفۡسا إلا مآ ءاتىٰها﴾ [الطلاق:٧]، ولقوله تعالى: ﴿فٱتقوا ٱلله ما ٱسۡتطعۡتمۡ﴾ [التغابن: ١٦]، وقوله تعالى: ﴿ما يريد ٱلله ليجۡعل عليۡكم منۡ حرجٖ﴾ [المائدة: ٦]، وقوله تعالى: ﴿يريد ٱلله بكم ٱلۡيسۡر﴾ [البقرة:١٨٥]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»(٢)، وقد اتفق الفقهاء على أن من كان عاجزا عن النطق لخرس تسقط عنه الأقوال من الواجبات والأركان القولية في الصلاة، ولا يلزمه فيها تحريك لسانه وشفتيه بحركة مجردة عن الكلام على الصحيح من أقوال الفقهاء لأنه عبث وزيادة في الصلاة لم يرد الشرع به؛ قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «ومن لم يحسن القراءة ولا الذكر، أو الأخرس: لا يحرك لسانه حركة مجردة، ولو قيل: إن الصلاة تبطل بذلك كان أقرب، لأنه عبث ينافي الخشوع وزيادة على غير المشروع» أي: على وجه غير مشروع(٣).
وأما الواجبات والأركان الفعلية التي تدخل في فهمه واستطاعته وقدرته؛ فإنه يلزمه الإتيان بها كالقيام والركوع والسجود وغيرها.
وبهذا يعلم حكم عبادة من ولد أصم؛ فإنما يجب عليه ما أمكن تعليمه إياه من الأحكام بغير السماع بأذنيه دون ما لم يمكنه فيه فهم خطاب الشرع.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلم تسليما.
الجزائر في: ١١ شعبان ١٤٤٥ﻫ
الموافق ﻟ: ٢١ فبراير ٢٠٢٤م


(١) انظر: «النهاية» لابن الأثير (١/ ١٥٠، ٣/ ٥٣).
(٢) متفق عليه: أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم (٧٢٨٨)، ومسلم في «الحج» (١٣٣٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) «الفتاوى الكبرى» (٥/ ٣٣٦) و«المستدرك على مجموع الفتاوى» (٣/ ٨٣) كلاهما لابن تيمية.

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

04 Oct, 20:38


•حكم الدخول والانضمام للهلال الأحمر الجزائري | الشيخ فركوس حفظه الله | يوم الجمعة ٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٥ هـ الموافق لِ 8 ديسمبر 2023 مِ

السؤال: ما نصيحتكم لمنّ يريد الدخول والانضمام للهلال الأحمر الجزائري؟

الجواب : لا أنصح بهذا، لأنّ هذه تابعة للصليب الأحمر العالمي و تحكمها قوانين عالمية، أمّا التبرع بالدم فإذا إحتاجوا فليعطي لهم دون أنّ ينخرط معهم، لأنَّ الإنخراط معهم فيه رضى بكُلِّ القوانين الّتي تطبق عليهم.

فمثلاً الكشافة الإسلامية يقولون كشافة إسلامية لكنّها تابعة للكشافة العالمية، وفيها مناهي أخرى كطريقة إلقاء السلام.. (وإن كان فيه عندهم تعلم بعض تقنيات التخييم.. إلخ وهذه يمكن أنّ تتعلمها ممن يعرفها إنّ كنت مٓوْلُوعاً أو مهتماً بذلك) فضلاً عنّ كونها تابعة للإخوان المسلمين وهم منّ يقومون عليها هنا، وهم من خلال الكشافة تابعون للمؤسسة العالمية للكشافة والتي لها قوانين تنطبق على الكشفي والكشافة ككل، وتوجب في حقّ الكشفي تطبيقها.

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

03 Oct, 11:10


🎙️قال العلامة محمّد علي فركوس حفظه الله ؛

الذي يطعن في عرضي ويرميني بالسروريّة لا أجعلهُ في #حلّ أينَ وجهُ الشّبه بيني وبينهم نحنُ نُنكر المظاهرات ونُنكِر والخُروج
وننكر وننكر....أيّام #العشريّة كُنّا نُنكر علیٰ الخوارج وهم خَائفُونَ ساكتُون كانوا يقولون لي: أسكت ستورّطنا أيّ مع الخوارج كنّا نتكلّم ونحذّر والحمد لله علىٰ كُلِّ حال أنا هؤلاء لا أقيم لهم وزناً ولا يؤثّرون علي إطلاقًا والحمد لله،أمرهُم إلىٰ زوال أين هو فالح الحربي أين فلان وأين فلان أين هم #الصعافقة الأول أين هم من المجال الدعوي،وكلّما تمرّ الأيّام والناس #تُدرك الحقائق والحمد لله وكما يُقال :

"الوقت جزءٌ من العلاج.."

📍مجلس يوم الجمعة 13 شعبان 1445 هج. ..

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

03 Oct, 05:26


فَمَنِ اتَّخَذَ تشريعًا غيرَ تشريعِ اللَّهِ، واتبع نظامًا غيرَ نظامِ اللَّهِ، وقانونًا غيرَ ما شَرَعَهُ اللَّهُ - سواءً سَمَّاهُ نظامًا أو دستورًا، أو سَمَّاهُ ما سَمَّاهُ - هو كافرٌ بالله؛ لأنه يُقَدِّمُ ما شَرَعَهُ الشيطانُ على ألسنةِ أوليائِه مما جُمِعَ من زبالاتِ أذهانِ الكفرةِ على نورِ السماءِ الذي أَنْزَلَهُ اللَّهُ (جلَّ وعلا) على رُسُلِهِ لِيُسْتَضَاءَ به في أرضِه، وَتُنْشَرَ به عدالتُه وطمأنينتُه ورخاؤُه في الأرضِ.

وهذا مِمَّا لا نزاعَ فيه، وهذا الشركُ الذي هو #شركُ_اتباعٍ، #اتباعِ_قانونٍ_و_نظامٍ وتشريعٍ هو الذي يُوَبِّخُ اللَّهُ مرتكبَه يومَ القيامةِ على رؤوسِ الأشهادِ في سورةِ يَس في قولِه تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَاّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ... } [يس: آية ٦٠] ما عَبَدُوا الشيطانَ بأن سجدوا للشيطانِ، ولا ركعوا للشيطانِ، ولا صاموا له، ولا صلوا، وإنما عبادتُهم للشيطانِ هي اتباعُ مَا سَنَّ لهم من النظمِ والقوانين من الكفرِ بالله ومعاصِي اللَّهِ. ثم قال: {وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا} [يس: الآيتان ٦١، ٦٢] أي: خلائقَ كثيرةً لَا تُحْصَى.

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، ج5،ص486.485

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

03 Oct, 05:25


وإذا أَظْهَرَ البلدُ شِعارَ الدِّين: مِنَ النُّطقِ بالشهادتين، ورفعِ الأذان فيه، وإقامةِ صلاة الجماعة والجُمُعة والأعياد، ومَكَّن أهلَهُ مِنْ أدائها وأداءِ سائِرِ الشعائر الأخرى: مِنَ الهدي الظاهريِّ، وإيتاءِ الزكاة، وتنظيمِ مَناسِكِ الحجِّ، ورَفْعِ شِعارِ الأضاحي وغيرِها، أصالةً وبأمانٍ على وجه الشمول والعموم مِنْ غيرِ صدودٍ عنها، لا مُعاهَدةً أو اتِّفاقًا وتَبَعًا؛ فإنَّ ذلك البلدَ معدودٌ مِنْ ديار الإسلام عند أهل السُّنَّةِ، لا دارَ كُفْرٍ كما رَأَتْه المعتزلةُ؛ ففي حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا؛ فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ»(٦).

مقتطف من #الكلمة_الشهرية رقم: 25

أوليّات الداعية إلى الله

الجزائر في: ١٨ مِنَ المحرَّم ١٤٢٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٦ جانفي ٢٠٠٨م

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

01 Oct, 11:01


يقول الشيخ الفوزان حفظه الله :
إدعاء حق التشريع والتحليل والتحريم تشريع الأحكام التي يسير عليها العباد في عبادتهم ومعاملاتهم وسائر شئونُهم والتي تفصل النزاع بينهم وتنهي الخصومات حق لله تعالى رب الناس وخالق الخلق: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] وهو الذي يعلم ما يصلح عباده فيشرعه لهم. فبحكم ربوبيته لهم يشرعّ لهم. وبحكم عبوديتهم له يقبلون أحكامه

يقول الشيخ الألباني رحمه الله : ...فالتشريع هو صفة من صفات الله عز وجل وخصوصية له ... (فرصة استئناف الحياة الإسلامية)

و يقول الشيخ ربيع : .. فالذي يخترع بدعًا جعل نفسه شريكًا لله تبارك وتعالى في هذا الحقّ العظيم

من مقال_قديم_ :
[صدق الشيخ الفوزان وكذّب الصّعافقة والغريق يتعلّق بقش]

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

30 Sep, 05:26


"...يَحْرُم إيذاءُ العلماء والقدحُ في أعراضهم وذواتِهم أو الانتقاصُ مِنْ قَدْرِهم أو التهوينُ بمَنْصِبهم وسُمْعتِهم، أو الاستخفافُ بشأنهم والاستهزاءُ بمنزلتهم ومكانتِهم، أو غِيبَتُهم والافتراءُ عليهم، أو تعييرُهم بالأوصاف الشنيعة والخصالِ القبيحة ونحو ذلك؛ لأنَّ القدح فيهم طعنٌ في الدين، ومنقصةٌ في سنَّةِ سيِّد المُرْسَلين، وذمٌّ للدعوة إلى الله التي يحملونها، ومَسَبَّةٌ للمِلَّة التي ينتسبون إليها؛ قال ابنُ المبارك ـ رحمه الله ـ:

«حقٌّ على العاقل أَنْ لا يَستخِفَّ بثلاثةٍ: العلماء والسلاطين والإخوان؛ فإنه مَنِ استخف بالعلماء ذَهَبَتْ آخِرَتُه، ومَنِ استخفَّ بالسلطان ذهبَتْ دنياه، ومَنِ استخفَّ بالإخوان ذهبَتْ مروءتُه»،

ولا يخفى أنَّ إيذاء العلماء هو إيذاءٌ لأولياء الله الصالحين، وسبيلُ الولاية والصلاحِ: الإيمان والتقوى، وهما لا يتمَّان إلَّا بالعلم، وذلك صفةُ العلماء العاملين؛ ويوضِّحه قولُه تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس]، ومعاداتُهم سبيلٌ مَقيتٌ وخطيرٌ لا يسلكه إلَّا أهلُ الزيغ والضلال، وخطورتُه تظهر في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلَّ ـ: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ»

مقتطف من #الكلمة_الشهرية 111: ومضاتٌ توضيحيةٌ على العقائد الإسلامية مِنَ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لابن باديس ـ رحمه الله ـ ـ تنبيهات واستدراكات ـ ـ الحلقة الأولى

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

30 Sep, 05:26


قال الشيخ فركوس حفظه الله في فتوى [(في حقيقة أفضلية شرح سيد قطب لمعنى «لا إله إلاّ الله»)الجزائر في: ٥ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ ،الموافق ﻟ: ٣ أفريل ٢٠٠٦م]:

" #فتفسيرُ_سيِّد_قطب وأخيه محمَّد لمعنى: «لا إله إلاَّ الله» #بالحاكمية -أي: لا حاكمَ إلاَّ الله- #تفسيرٌ_قاصرٌ غيرُ صحيحٍ، فكيف يكون الأفضل؟!! #فهو_مخالِفٌ لِمَا عليه #تفسيرُ_السلف الصالح لمعنى «لا إله إلاَّ اللهُ»، وهو: لا معبودَ بحقٍّ إلاَّ اللهُ، ويدلُّ عليه قولُه تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ﴾[الحج: ٦٢]"

وقال حفظه الله:

"...لذلك كان #تفسير_السلف الصالح لها هو #التفسيرَ_الوحيدَ الذي لا يصحُّ تفسيرٌ غيرُه، وهو إخلاصُ العبادة لله وحدَه لا شريك له، و #يدخل_فيها #تحكيم_الشريعة قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البيِّنة: ٥]، #فهوغتفسيرٌ_أعمُّ وأشملُ بخلاف #الحاكمية فهي جزءٌ من #توحيد_الربوبية، وهي في عمومها #ناقصةٌ لإخراجها توحيد الإلهية وكثيرًا من الأصول والأركان من الحكم بما أنزل اللهُ تعالى، فقد صحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَةُ»(٢). "

وقال حفظه الله في فتوى [(الجواب على محرِّفِ عبارة «مُخالَفة صريحة لجوهر التَّوحيد») الجزائر في: ٢٢ مِنْ صفر ١٤٤٤ﻫ،المُـوافـق ﻟ: ١٨ سبتمبر ٢٠٢٢م]:

"...وجديرٌ التَّنبيهُ والإشارةُ إلى أنَّه لا وجهَ لإنكار التَّعبير بإفراد الله بالحكم؛ لأنَّه بمَثابةِ قولنا:

«توحيد الله في ربوبيَّتِه هو إفرادُ اللهِ في الخَلْق والرَّزق والتَّدبير»؛

إذ لم نجعل إفرادَه بخلقه أو رَزْقِه قسمًا مُستقِلًّا عن الأقسام الثلاثة للتَّوحيد، كما أنَّه إذا قُلْنا: «لا يغفر الذنوبَ إلَّا هو» لم نخرج بتوحيده في صفة المغفرة عن توحيد الأسماء والصِّفات، ولا فرقَ بين أَنْ نُسمِّيَه إفرادًا أو توحيدًا في صفة المغفرة أو القدرة أو الحكم.

■ وإنَّما #يقعُ_النَّكيرُ على:

ـ مَنْ #جعل_الحاكميَّةَ_قِسمًا مُستقِلًّا خارجًا عن القِسمين أو الأقسام الثلاثة(١٢).

ـ أو #حصَرَ_الحاكميَّة في #شؤون_الحكم والإمارة، وأَخرجَ منها لزومَ الطَّاعة فيما سواها مِنَ الأمر والنهي والالتزام بالشَّرع دون ابتداعٍ.

ـ أو مَنْ #أَهملَ_أنواعَ_الشِّركِ الأخرى وهوَّن مِنْ شأنِها، فعظَّم ـ مثلًا ـ شِركَ القصورِ كما يُسمُّونه وأَهملَ شِركَ القبور، أو هوَّن مِنْ شأنِ سبِّ الله أو تحكيمِ الدِّيمقراطيَّة مميِّعًا بها نظامَ الشُّورى الشَّرعيَّ.

ـ وكذلك مَنْ بالغ فكفَّر مَنْ لم يُكفِّره اللهُ ورسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم بغيرِ حُجَّةٍ ولا تأويلٍ سائغٍ، كمَنْ كفَّر الحاكمَ أو أصحابَ المَعاصي بما حكَمَ اللهُ ورسولُه على صاحبه بالفسق أو الظُّلم، فضلًا عن التَّكفير أو التَّفسيق بما هو عينُ الطَّاعةِ كحالِ مَنْ كفَّر أو فسَّق عليًّا ومعاويةَ رضي الله عنهما بسببِ تحكيم الرِّجال بكتاب الله.

ـ ونحوهم ممَّنْ أتى بما لا دليلَ عليه مِنَ الآثارِ المُصادِمةِ للحقِّ.

فأمَّا مَنْ عَمِلَ بمقتضى الأدلَّةِ الشرعيَّة على ما أدَّاه إليه اجتهادُه، وكان متأهِّلًا للنَّظر، ولم يُخالِطِ اجتهادَه جهلٌ أو هوًى؛ فلا لومَ عليه ولو أخطأ؛ لأنَّه مأجورٌ باجتهاده أجرًا واحدًا، معذورٌ في خَطَئِه، غيرُ مأزورٍ لبراءَتِه في اجتهاده مِنَ الجهل والهوى."

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

30 Sep, 05:25


وقال
نرى في بعض بلاد المسلمين قوانين ضربت عليها، نقلت عن أوربة الوثنية الملحدة، وهي قوانين تخالف الإسلام مخالفة جوهرية في كثير من أصولها وفروعها، بل إن في بعضها ما ينقض الإسلام ويهدمه، وذلك أمر واضح بديهي، لا يخالف فيه إلا من يغالط نفسه، ويجهل دينه أو يعاديه من حيث لا يشعر، وهي في كثير من أحكامها أيضاً توافق التشريع الإسلامي، أو لا تنافيه على الأقل.

وإن العمل بها في بلاد المسلمين غير جائز، حتى فيما وافق التشريع الإسلامي، لأن من وضعها حين وضعها لم ينظر إلى موافقتها للإسلام أو مخالفتها، إنما نظر إلى موافقتها لقوانين أوربة أو لمبادئها وقواعدها، وجعلها هي الأصل الذي يرجع إليه، فهو آثم مرتد بهذا، سواء أوضع حكماً موافقاً للإسلام أم مخالفاً.
#حكم_الجاهلية ص150.149

...فنرى أكثر الأمم المنتسبة للإسلام يعتقدون صحة القرآن ويشهدون بذلك ويعرفونه، ويزعمون القيام بأمره -ثم هم يخالفونه في التشريع، في شئونهم المالية والجنائية والخلقية، ولا يستحون أن يعلنوا أن تشريعه وتشريع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته لا يوافق العصر!

ويجعلون من حقهم أن يشرعوا ما شاؤا، وافق الكتاب والسنة أم خالفه! ويصطفون قوانين أوروبة الوثنية الملحدة، ويشربونها في قلوبهم، يزعمونها أهدى وأنفع للناس مما أنزل إليهم من ربهم. ولا يتعظون بما أنذرهم به ربهم من المثل بالأمم قبلهم.
#حكم_الجاهلية، ص68

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

30 Sep, 05:25


وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا ٣٦﴾ [الأحزاب]، قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «فكثيرٌ مِنَ النَّاس يرضى بالله ربًّا ولا يبغي ربًّا سواه، لكنَّه لا يرضى به وَحْدَه وليًّا وناصرًا، بل يوالي مِنْ دونه أولياءَ ظنًّا منه أنَّهم يُقرِّبونه إلى الله، وأنَّ موالاتَهم كموالاةِ خواصِّ المَلِك، وهذا عينُ الشِّرك .. وكثيرٌ مِنَ النَّاس يبتغي غيرَه حَكَمًا: يتحاكم إليه ويُخاصِمُ إليه ويرضى بحكمه، وهذه المَقاماتُ الثَّلاثُ هي أركانُ التَّوحيد: أَنْ لا يُتَّخَذ سِواهُ ربًّا ولا إلهًا، ولا غيرُه حَكَمًا»
وقال أيضا:
"فهذه التَّشريعاتُ الوضعيَّة التي يحكمون بها ويتحاكم المسلمون إليها ويرضَوْن بحكمها فهي ـ بلا شكٍّ ـ مُنازعةٌ لله في حقِّ الأمر والنَّهي والتَّشريع بغير سلطانٍ مِنَ الله، ومُخالَفةٌ صريحةٌ لجوهر التَّوحيد، وتمرُّدٌ على حقيقة الإسلام التي تُوجِبُ على عباد اللهِ القَبولَ والانقيادَ والاستسلام لدِين الله تعالى."

مقتطف من #الكلمة_الشهرية رقم 137:
التنويه والإشادة بمَقامِ إفرادِ الله في الحُكم والتشريع والعبادة

الجزائر في: ٢٠ شعبان ١٤٤٠ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٥ أبريل ٢٠١٩م

قال #أحمد_شاكر
ومن البين البديهي الذي لا يستطيع أن يخالف فيه مسلم: أن القرآن والسنة أسمى سمواً، وأعلى علواً، من "الدستور" ومن كل القوانين، وأن المسلم لا يكون مسلماً إلا إذا أطاع الله ورسوله، وقدم ما حكما به على كل حكم وكل قانون، وأنه يجب عليه أن يطرح القانون إذا عارض حكم الشريعة الثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، طوعاً لأمر رسول الله في هذا الحديث:

"فإن أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة #حكم_الجاهلية، ص155

وقال:
هذه القوانين التي فرضها على المسلمين أعداء الإسلام السافروا العداوة، هي في حقيقتها دين آخر جعلوه دينا للمسلمين بدلا من دينهم النقي السامي، لأنهم أوجبوا عليهم طاعتها، وغرسوا في قلوبهم حبها وتقديسها والعصبية لها.
#حكم_الجاهلية، ص33

[حكم الجاهلية]

قال تعالى:
"وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" [المائدة : 50]

و قال أيضا :"أقول: أفيجوز - مع هذا - في شرع الله أن يُحكم المسلمون في بلادهم بتشريع مقتبس عن تشريعات أوربا الوثنية الملحدة؟ بل بتشريع تدخله الأهواء والآراء الباطلة، يغيرونه ويبدلونه كما يشاؤون، لا يبالي واضعه أوافق شرعة الإسلام أم خالفها؟."

#حكم_الجاهلية،ص 29.28
وقال:
أيها السادة!

إن القوانين إذا حكمت بها أمة السنين الطوال تغلغلت في القلوب، ونكتت فيها آثارا سوداء أو بيضاء، وصبغت بها الروح، ومرنت عليها النفس.

وهذه القوانين الأجنبية أثرت أسوأ الأثر في نفوس الأمة، وصبغتها صبغة إلحادية مادية بحتة، كالتي ترتكس فيها أوربة، ونزعت من القلوب خشية الله والخوف منه.

وكان التشريع الإسلامي يدخل القلوب ويرققها ويطهرها من الدنايا.
الكتاب والسنة يجب أن يكونا مصدر القوانين في مصر ،ص 25.24

وقال :

ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺷﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻭﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺗﻘﻠﻴﺪﺍً ﻷﻭﺭﺑﺔ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﺓ، ﻛﻤﺎ ﺣﺎﺭﺏ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .‏[ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ...]

وقال:
"فترى الرجل المنتسب للإسلام، المتمسك به في ظاهر أمره، المشرب قلبه هذه القوانين الوثنية، #يتعصب_لها #ما_لا_يتعصب_لدينه.

بل #يجتهد_ليتبرأ من #العصبية_للإسلام، خشية أن يُرمى بالجمود والرجعية!

ثم هو يصلي كما يصلي المسلمون، ويصوم كما يصوم المسلمون، وقد يحج كما يحج المسلمون.

فإذا ما انتصب لإقامة القانون، لبسه شيطان الدين الجديد، فقام له قومة الأسد يحمي عرينه، ونفى عن عقله كل ما عرف من دينه الأصلي! ورأى أن هذه القوانين ألصق بقلبه، وأقرب إلى نفسه!

هذا في المستمسك منهم بدين الإسلام، وهم الأقل. دع عنك أكثرهم.

وقد ربى لنا المستعمرون من هذا النوع طبقات، أرضعوهم لبان هذه القوانين، حتى صار منهم فئات عالية الثقافة، واسعة المعرفة، في هذا اللون من الدين الجديد، الذي نسخوا به شريعتهم. ونبغت فيهم نوابغ يفخرون بها على رجال القانون في أوربا، فصار للمسلمين من أئمة الكفر، ما لم يُبتَل به الإسلام في أي دور من أدوار الجهل بالدين في بعض العصور.

وصار هذا الدين الجديد هو القواعد الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام ويحكمون بها سواء منها ما وافق في بعض أحكامه شيئاً من أحكامه الشريعة وما خالفها. وكله باطل وخروج، لأن ما وافق الشريعة إنما وافقها مصادفة، لا اتباعاً لها، ولا طاعة لأمر الله وأمر رسوله.

فالموافق والمخالف كلاهما مرتكس في حمأة الضلالة، يقود صاحبه إلى النار. لا يجوز لمسلم أن يخضع له أو يرضى به. #حكم_الجاهلية، ص35.34

قناة آثار العلامة محمد علي فركوس

30 Sep, 05:25


[ بين الشيخ فركوس حفظه الله والعلامة أحمد شاكر رحمه الله ]

قال الشيخ فركوس :

وقد تَمكَّن حُماةُ الدِّيمقراطيَّة وسُعَاتها والمروِّجون لها ـ مِنَ المفتونين بالغرب والمُتبنِّين للطَّرح العلمانيِّ وبقيَّةِ إخوانهم في الغيِّ ـ مِنَ الوصول إلى غرسِ مبادئ الدِّيمقراطيَّة ودساتيرِها وقوانينها في نفوس المسلمين، حتَّى أُشرِبوا في قلوبهم حُبَّها نِدًّا وعدلًا كحُبِّ الله، والرُّضوخَ لها، وطاعةَ دساتيرِها وقوانينِها، والتَّعصُّبَ لها، واتِّخاذَها دِينًا جديدًا يعتقدونه ومذهبًا ينتحلونه، يسيطر على أهوائهم وشَهَواتِهم، لا يخضعون إلَّا له، ولا يتحرَّكون إلَّا به، فيجتمع لهم فيها جانبُ المحبَّة والتَّعظيمِ والطَّاعة، وعنصرُ الولاء والبراء، فالإخوانُ الدِّيمقراطيُّون وأضرابُهم يتآخَوْن في ديمقراطيَّتِهم، ويتناصرون عليها، ويتحزَّبون لقوانينِها ودساتيرِها ولاءً وبراءً، فهُمْ ـ في التَّبعيَّة العمياء للغرب ـ يَصِفون الدِّيمقراطيَّةَ بصفاتٍ الربوبيَّة الصَّمَديَّة، ويصبغونها بصبغاتٍ لا تَلِيقُ إلَّا لله تعالى مِنْ كمال الذُّلِّ والتَّعظيم والمحبَّةِ والخضوع والاستكانة، فهؤلاء ـ في اتِّخاذِهم الدِّيمقراطيَّةَ نِدًّا مع الله ـ لا يُسوُّونها بالله في الخَلْق والرَّزق والتَّدبير، وإنما يُسوُّونها به في:

● أوَّلًا: المحبَّة والتَّعظيم والعبادة؛ إذ الحبُّ ـ في الحقيقة ـ هو أصلُ العبادة، لأنَّ العبادة تَشْمَلُ الإرادةَ والمحبَّةَ، وعليهما يدور كُلُّ عملٍ وحركةٍ، وقد بيَّن ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ هذا المعنى بقوله: «وإذا كانت المحبَّةُ والإرادةُ أصلَ كُلِّ عملٍ وحركةٍ، وأعظمُها في الحقِّ محبَّةُ الله وإرادتُه بعبادته وَحْدَه لا شريكَ له، وأعظمُها في الباطلِ أَنْ يتَّخِذ النَّاسُ مِنْ دون الله أندادًا يُحِبُّونهم كحُبِّ الله، ويجعلون له عدلًا وشريكًا؛ عُلِم أنَّ المحبَّةَ والإرادةَ أصلُ كُلِّ دِينٍ، سواءٌ كان دِينًا صالحًا أو دِينًا فاسدًا؛ فإنَّ الدِّين هو مِنَ الأعمال الباطنة والظَّاهرة، والمحبَّةُ والإرادةُ أصلُ ذلك كُلِّه»(٣)؛ فمِنْ هذا البيانِ يتجلَّى للعاقل أنَّ مَنْ أَحبَّ مَنْ يَستحِقُّ المحبَّةَ ـ على الحقيقة ـ ووَضَع الحقَّ في موضعه كانت محبَّتُه عينَ صلاحِه وسعادَتِه وفوزه؛ وبالمُقابِل فمَنْ أَحبَّ مَنْ لا يَستحِقُّ مِنَ المحبَّةِ شيئًا ولم يضَعِ الحقَّ موضعَه فظَلَم حقَّ اللهِ وتعدَّى حدودَه كانت محبَّتُه عينَ شقائه وفسادِه وتشتُّتِ أمره؛ قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ ١٦٥﴾ [البقرة].

● ثانيًا: كما يُسوُّون الدِّيمقراطيَّةَ بالله في التَّشريع والحكم بإثباتهما لغير الله أو معه؛ إذ لا يخفى أنَّ مَنْ نصَّب الأمَّةَ أو الشَّعبَ أو أيَّ كائنٍ آخَرَ مصدرًا للسُّلطات والتَّشريع فقَدْ وَقَع في هذا النَّوعِ مِنَ الشِّرك بالله في الرُّبوبيَّة بالأنداد في صِفَته وهو الحكمُ والتَّشريع، إذ لا يخفى ـ على عارفٍ بمُقتضَيَاتِ كلمة التَّوحيد مُوقِنٍ بها ـ أنَّ التَّشريع والحكم حقٌّ لله وَحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ مصدر السُّلطة التَّشريعيَّة هو الكتابُ والسُّنَّةُ، لا الشَّعبُ ولا الأمَّةُ ولا المجالسُ النِّيابيَّة ولا الزُّعَماءُ ولا الأئمَّةُ ولا الأولياء، وقد جاءَتْ نصوصُ القرآن والسُّنَّةِ بيِّنًا حكمُها، قاضيةً بأنَّ شريعة الإسلام هي المصدرُ الوحيدُ للتَّشريع والحكم بلا مُنازِعٍ أو شريكٍ؛ قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦ﴾ [الرعد: ٤١]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا ٢٦﴾ [الكهف]، وقال تعالى: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٤٠﴾ [يوسف]، وقال تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُ﴾ [الشورى: ٢١]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ»(٤)، وغيرها مِنَ النُّصوص الشَّرعيَّة الدَّالَّةِ دلالةً واضحةً على أنَّ مصدرَ السُّلطةِ هو الشَّرعُ الحنيف الذي يجب الإذعانُ لأمرِه، والانقيادُ لحُكمِه، والاستسلامُ له، بتحليلِ حلالِه وتحريمِ حرامه، وامتثالِ أوامره واجتنابِ نواهيه وزواجرِه دون ما سِوَاه؛ لقوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ٦٥﴾ [النساء]، وقولِه تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ

1,252

subscribers

318

photos

65

videos