س: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم ..
كما هو معلوم أن التأثير على الناس بالعاطفة قوي، وبالعلم لا يكون إلا لمن هو متأهب للفهم والإدراك، فمخاطبة القلب بالبراهين لا يفهمها إلا القليل، أما بالعواطف فيقلب النفوس ويؤثر عليها عند الكثير ..
فما عمل السلفي الذي يسعى لبيان الحق في دعوته تجاه هذا الأمر؟! خاصة في المسائل الدقيقة، وردّ الشبهات .. وجزاكم الله خيرا ..
ج: "ردّ الشبهات يحتاج علما، لأن الشبهة خطافة (الشبهة في الدين)، فربّما قد تُزيغ الإنسان عن طريق الصواب ..
المشركون كان عندهم شبهة؛ أن الرسل من البشر ليسوا رسلا .. فقالوا إن هذا إلا بشر .. فكانت عندهم هذه الشبهة، أساس عندهم أن يكون الرسول من الملائكة، فهذه شبهة .. تتكلّم بالعاطفة أو لا ..
الله تعالى بيّن أنه لو كان الملائكة لو كانوا يمشون في الأرض لأنزل عليهم ملكا رسولا، فهذا البشر الذي أرسله من جنس الآدميين، والملائكة غير الآدمي، فأرسل إليهم رسلا من جنسهم ..
هذه يفهمها هؤلاء، ولكن يتشبّثون بجملة من الشبهات .. وهناك شبهات كثيرة، تارة لا تستطيع بيانها بالعاطفة ..
مثل أستاذ يدرّس الفلسفة، يقول هل يستطيع الله أن يخلق إله أقوى منه؟!
فوضع لهم شبهة، يجب أن يكون هناك علم لتجيبه، وإلا فإنه يضع الشبهة ويبقى غيره حائر ..
تقول أن الله على كل شيء قدير، والآيات ظاهرة في هذا، فإما أن تقول نعم؛ وهذا لا يمكن، لأنه ليس فيه شيء أقوى من الله تعالى، وإذا قلنا لا يمكن؛ فليس على كل شيء قدير .. العموم المطلق أرادوا أن يجعلوه يدخله التخصيص، وهذه كلّها عمومات مطلقة ..
لما تجيب على هذا الأمر تقول أن هذا الذي تذكره؛ هل يجوز على الله خلق إله أكبر منه؟! وهل هذا في الواقع أو في الأذهان؟!
أنت تتخيّل أو تقول حقيقة؟!
يقول أتصور، وهذا في الذهن.
ما في الذهن شيئ أو لا؟!
أهل السنة يُجمِعون على أن ما في الذهن ليس بشيء، والله على كل شيء قدير، فكيف تؤسس على ما لا شيء فيه؟!
إن لم تجبه بهذا الأسلوب ستبقى الشبهة قائمة، وقد أجاب عنها ابن تيمية -رحمه الله- .. لأن كل ما كان في الأذهان ليس بشيء حتى تقول هذا، فهذا من ضرب الخيال، وليس بشيء، ولمّا لم يكن شيئا لا يتعارض مع الآية ..
فأنت تزيل الشبهة بهذا الاعتبار .."